تضخم البروستاتا الحميد (BPH) المرض الذي يعانيه أغلب الرجال مع التقدم في العمر، مرض يسبب أعراض بولية مزعجة جدًا للمريض تؤثر على حياته اليومية، فيقرر زيارة الطبيب وطلب العلاج، وبين طرق علاج تضخم البروستاتا المختلفة يقرر الطبيب البروتوكول المناسب لعلاج كل حالة، حسب شدة الأعراض، وعمر المريض، وحالته الصحية.
في هذا المقال سوف نتعرف على طرق علاج تضخم البروستاتا المتعددة التي سوف يناقشها أخصائي المسالك البولية معك لاتخاذ إجراءات العلاج المناسب لحالتك.
ما هو تضخم البروستاتا الحميد؟
البروستاتا هي غدة تناسلية ذكرية، تقع أسفل عنق المثانة، وتحيط بمجرى البول مباشرةً.
وزيادة حجم الغدة يسبب الضغط على مجرى البول، تظهر الأعراض مثل: احتباس البول، والحاجة المتكررة للتبول، وضعف تدفق البول، وعدم الشعور بالتفريغ التام للمثانة، زيادة عدد مرات التبول ليلًا، وقد تصل لسلس البول، أو عدم القدرة على التبول نهائيا، وكما وضحنا تختلف شدة الأعراض من حالة لأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن حجم البروستات ليس له علاقة بأعراض التضخم، قد يكون الحجم كبير جدًا مع عدم ظهور أي أعراض، وقد يكون الحجم متوسط ولكن تظهر أعراض مزعجة تؤثر على نمط الحياة اليومية للمريض.
أسباب تضخم البروستاتا
البروستات هي الجزء الوحيد من الجهاز التناسلي الذكري الذي لا يفقد حساسيته للهرمون الذكري عند البلوغ، فتظل تزداد في الحجم على مدار حياة الرجل.
وسبب تضخم الغدة غير واضح بشكل كافي لدى الأطباء، ولكن هناك فرضيات أن التضخم يحدث بسبب التغيرات الهرمونية مع التقدم في العمر، مثل:
- انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون في الجسم في الوقت نفسه تبقى نسبة هرمون الإستروجين كما هي.
- زيادة مستويات هرمون ديهيدروتستوسترون (DHT) عند كبار السن وهو شكل أقوى من أشكال هرمونات الذكورة (الأندروجين) الذي يسبب زيادة في حجم الغدة.
قد تكون من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتضخم البروستات في الحالات التالية:
- سنك فوق الأربعين عامًا، فمن النادر أن يحدث التضخم تحت هذا السن.
- لديك تاريخ عائلي للإصابة بالتضخم.
- تعاني أي من الحالات التالية: السمنة، السكري نوع 2، مشكلات في القلب والأوعية الدموية، وضعف الإنتصاب.
- قليل الحركة، أو لا تهتم بالنشاط البدني بشكل كافي.
طرق تشخيص الإصابة بتضخم البروستاتا
عند التوجه للطبيب المختص للحالة وهو طبيب المسالك البولية، يتم التشخيص في عدة خطوات وبعدة طرق مختلفة:
- يبدأ الطبيب بسؤالك عن الأعراض والتاريخ المرضي، يجب أن تخبر الطبيب بدقة إذا كان لديك أي أمراض مزمنة، أو كنت تتناول أي أدوية.
- يسألك الطبيب عن التاريخ العائلي، وإذا كان هناك أحد من أقاربك مصاب بأمراض البروستات.
- الفحص السريري المبدئي عن طريق اختبار المستقيم الرقمي الإصبعي: حيث يقوم الطبيب بإدخال الإصبع في المستقيم لتحسس الغدة والشعور بأي تضخم، أو تصلب فيها.
- اختبارات البول: للكشف عن وجود عدوى في المسالك البولية.
- تحليل (PVR): وهو اختبار لقياس كمية البول المتبقية في المثانة بعد التبول مباشرةً.
- اختبارات الدم: مثل اليوريا، والكرياتينين، للكشف عن وجود مشكلات في الكلى.
- اختبار المستضد البروستاتي النوعي (PSA) أو تحليل دلالات الأورام: وهو اختبار لبروتين تنتجه الغدة، وتزداد كميته في الدم في حالات تضخم، أو سرطان البروستاتا.
- قياس سرعة تدفق البول.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة التلفزيونية.
- اختبار البول الديناميكي.
- تنظير المثانة تحت التخدير الموضعي.
- خزعة البروستاتا: أخذ عينة من الغدة وفحصها، لتشخيص أو استبعاد وجود سرطان البروستاتا.
اقرأ أيضًا: تضخم البروستاتا في سن مبكر وطرق الوقاية
طرق علاج تضخم البروستاتا
تختلف طرق علاج تضخم البروستاتا باختلاف عمر المريض، وحجم الغدة، وشدة الأعراض، ومدى تحمل المريض لها. فإذا كانت الأعراض بسيطة وغير مزعجة للمريض، ولا تؤثر على حياته اليومية، فقد تتلاشى الأعراض بدون الحاجة إلى العلاج، فقط اتبع نصائح الطبيب لتحسين نمط الحياة لديك، وتحت إشراف الطبيب استخدم أسلوب المتابعة والانتظار اليقظ لأي تطورات في الأعراض.
أما إذا كانت الأعراض مزعجة فسوف يناقش الطبيب معك أسلوب العلاج المناسب من بين الأساليب المتاحة وهي:
- العلاج الدوائي.
- العلاج الجراحي.
- التقنيات الحديثة.
- العلاج بالأعشاب.
علاج تضخم البروستاتا بالأدوية
يتم استخدام العلاج الدوائي في الحالات المتوسطة من التضخم، فإذا كنت تتسائل ما هو أفضل دواء لتضخم البروستاتا؟ دعنا نجيبك بأن هناك العديد من الأدوية المستخدمة للعلاج تحمل العديد من الأسماء التجارية، ولكن المواد الفعالة التي تعالج التضخم أو تخفف من أعراضه هي:
- حاصرات مستقبلات ألفا (alpha blocker): تعمل هذه المادة على إرخاء عضلات المثانة، والبروستات، مما يخفف أعراض احتباس البول ويزيد من تدفقه، من أشهر أمثلة حاصرات ألفا مادة تامسولوسين (tamsulosin) في دواء التامسولين (Tamsulin). أيضًا دواء أومنك (Omnic)، وكارديورا (CARDURA)، و زاترال (XATRAL).
- مثبطات إنزيم ريدكتاز 5 ألفا (5-ARIs): وهي أدوية تمنع تكوين هرمون الدايهيدروتستستيرون (DHT) مما يساعد على تقلص حجم الغدة ومنع التضخم مثل:
-
- فيناستيرايد في دواء بروسكار (PROSCAR)
- وديتاستيرايد في دواء أفودارت (AVODART)
- أدوية تجمع المادتين معًا تامسلوسين و ديتاستيريد: يصفها الطبيب في حالة إذا كان حجم الغدة كبير جدا، و الأعراض الشديدة، مثل: ديودارت (Duodart) ويطلق عليها البعض الكبسولة الذهبية لعلاج البروستاتا.
- مضادات الكولين: مجموعة أدوية لعلاج فرط نشاط المثانة، أو سلس البول.
- مثبط الانزيم 5 فسفودايستراز (PDE5 inhibitors): مثل تادالافيل، وهي مادة تستخدم أساسًا لعلاج ضعف الانتصاب، والضعف الجنسي، ولكنها تفيد أيضا في علاج حالات التضخم، مثل سياليس (Cialis) الذي تم اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج ضعف الانتصاب، وتضخم البروستاتا معًا، وأيضًا دواء سنافي لعلاج البروستاتا.
بعد تناول العلاج الدوائي قد تتحسن الأعراض في فترة زمنية تتراوح من من أسبوع لثمانية أسابيع
علاج تضخم البروستاتا لكبار السن
تضخم البروستاتا لدى كبار السن هو حالة شائعة تعرف أيضًا باسم تضخم البروستاتا الحميد (BPH). يتسبب تضخم البروستاتا في اضغط على الحالب البولية، مما يؤدي إلى أعراض مثل صعوبة التبول والحاجة الملحة للتبول وتكرار التبول الليلي، وقد يتسبب في مشاكل في الجهاز البولي.
تتوفر عدة خيارات لعلاج تضخم البروستاتا، وتختلف العلاجات المناسبة حسب حجم وأعراض التضخم وحالة المريض. فيما يلي بعض الخيارات الشائعة لعلاج تضخم البروستاتا:
1. المراقبة النشطة: إذا كانت أعراضك طفيفة ولا تسبب إزعاجًا كبيرًا، فقد يوصي الطبيب بالمراقبة النشطة، حيث يتم مراقبة حالتك بانتظام دون اللجوء إلى علاج فوري.
2. الأدوية: يمكن أن توصف لك بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بتضخم البروستاتا، مثل مثبطات 5-ألفا-ريدكتاز (مثل فناستيرايد) أو مثبطات الفوسفوديستيرايز (مثل تادالافيل).
3. العلاج بالليزر: يمكن استخدام تقنيات الليزر لتسخين أو تبخير أجزاء من البروستاتا المتضخمة، مما يؤدي إلى تقليل حجمها وتحسين التدفق البولي. تشمل التقنيات المتاحة لعلاج البروستاتا بالليزر البولار الليزر الثلاثي الأبعاد (PVP) والتبخير بالليزر الثاني (HoLEP).
4. الجراحة: في حالات تضخم البروستاتا الشديدة أو عند عدم استجابة العلاجات الأخرى، يمكن أن يُقترح إجراء جراحة لإزالة البروستاتا المتضخمة. تشمل الإجراءات الجراحية المعتادة استئصال البروستاتا بواسطة تقنيات مثل الجراحة بالمنظار أو الجراحة المفتوحة.
يجب عليك استشارة طبيب متخصص في المسالك البولية لتقييم حالتك واختيار العلاج الأنسب بناءً على حالتك الصحية العامة وتفضيلاتك الشخصية.
أدوية البروستاتا والانتصاب
قد يتسائل البعض هل أدوية البروستاتا تؤثر على الانتصاب؟
والإجابة: نعم، الأدوية التي تساعد في تصغير حجم الغدة، مثل مجموعة مثبطات إنزيم 5 ألفا ريدكتاز (5ARIs) مثل: أفودارت وديودارت لها آثار جانبية مثل:
- مشاكل في الانتصاب.
- القذف الخلفي ومعناه رجوع السائل المنوي، أو جزء منه إلى المثانة بدلا من خروجه، فتقل كمية السائل المنوي.
- ضعف الرغبة الجنسية.
- ضعف القدرة الإنجابية.
علاج تضخم البروستاتا جراحيًا
متى يحتاج المريض للتدخل الجراحي؟
- في حال فشل العلاج الدوائي.
- في حالة الاحتباس المتكرر للبول.
- وجود دم في البول.
- الالتهابات المتكررة في البول.
- وجود حصوات أو ارتجاع في المثانة.
- ارتفاع في وظائف الكلى.
في الحالات السابقة يمثل التدخل الجراحي أو التقنيات الحديثة الحل الأمثل، وهناك العديد من الطرق والأساليب الجراحية لعلاج تضخم البروستاتا مثل:
- الاستئصال بالمنظار خلال مجرى البول (TURP): يدخل الطبيب المنظار خلال مجرى البول فيزيل جزء كبير من الغدة المتضخمة، وبعد العملية يتحسن تدفق البول بشكل سريع.
- شق البروستاتا عبر مجرى البول (TUIP): يدخل الطبيب المنظار عبر مجرى البول، ثم يقوم بعمل شق أو شقين في الغدة، ليخفف الضغط على مجرى البول ويسهل من تدفقه.
- التبخير الكهربائي بواسطة الموجات الحرارية (Transurethral electrovaporization).
- جراحات الليزر: تناسب الأشخاص الذين يتناولون أدوية منع تخثر الدم (السيولة)، لأنها تسبب نزيف أقل من العمليات الأخرى، من أمثلة جراحات الليزر: تبخير الجزء المتضخم من الغدة عبر الليزر، أو استئصال هولميوم بالليزر(HOLAP).
التقنيات الحديثة لعلاج تضخم البروستاتا
مميزات التقنيات الحديثة لعلاج التضخم:
- بسيطة وسهلة.
- لا تسبب النزيف الذي كانت تسببه الجراحات القديمة.
- أقل توغلًا في الجسم من الجراحة، فلا تسبب تدمير جزء كبير من أنسجة الجسم.
- أعراض جانبية أقل، وسرعة تعافي أكبر.
- يمكن للمريض الرجوع للبيت في نفس يوم العملية.
- التخلص من الآثار الجانبية للعلاجات التقليدية التي تؤثر على القذف.
التقنيات الحديثة للعلاج هي:
- تدبيس البروستاتا أو يورولفت(®UROLIFT): يتم تدبيس الغدة لتقليص حجمها، ويتم تركيب قسطرة بولية لمدة يوم واحد، والتعافي سريع جدًا فيرجع تدفق البول قويًا كما كان بعد العملية مباشرةً.
- العلاج ببخار الماء أو رزم (Rezūm): يتم حقن الغدة ببخار الماء عن طريق المنظار، مما يسبب موت الخلايا، وضمور الأنسجة وانكماش الغدة.
علاج تضخم البروستاتا بالأعشاب
هناك العديد من المكملات العشبية التي تساعد في علاج تضخم البروستاتا في الحالات البسيطة، أو بجانب العلاجات الأخرى في الحالات الأكثر تعقيدا، وقد تساعد في الوقاية مثل:
- البلميط المنشاري (Saw palmeto):من أهم العلاجات العشبية للبروستاتا، فهو يمنع تحويل التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT) الذي يسبب التضخم.
- مستخلص نبات القراص (Pygeum africanum) ويطلق عليه البيجيوم.
- بذور الكتان (Flaxseed).
- زيت بذور اليقطين (Pumpkin seed oil).
“لا ننصح بتناول أيا من المكملات العشبية إلا تحت إشراف الطبيب”
اقرأ أيضًا: نقص هرمون التستوستيرون
وختامًا تضخم البروستاتا مرض شائع الحدوث، ولكن علاجه متاح بطرق متعددة، فإذا كان عمرك فوق الأربعين عامًا، أو لديك تاريخ عائلي بالمرض، ننصحك بالفحص الدوري كل عام، وعند الشعور بأي أعراض لا تتكاسل في التوجه للطبيب، والتحدث بشأن علاج تضخم البروستاتا المناسب لك، ولا ننصح بتناول أي أدوية، أو مكملات بدون إشراف طبي.
المصادر:
لا يوجد تعليقات