يظهر الارتجاع عندما يبصق الصغار السوائل أو الطعام من فمهم نتيجة لاندفاع محتويات المعدة إلى الأعلى، لتتجاوز معدة الرضيع وتصل إلى المريء، الذي يربط بين الفم والمعدة، ويمكن علاج الارتداد المريئي عند الأطفال بطرق مختلفة سواء تغيير النظام الغذائي أو باستخدام الأدوية وأحيانًا التدخل جراحيًا.
ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع
ارتجاع المريء، المعروف بالإنجليزية باسم Gastroesophageal Reflux أو GER، يمثل حالة شائعة حيث يحدث ارتداد حمضي لمحتويات فم المعدة، بما في ذلك الأحماض والطعام، إلى المريء، الحلق، وفي بعض الحالات قد يصل إلى الفم.
يعتبر ارتجاع المريء شيئاً طبيعياً عند الرضع حتى بلوغهم عمر السنة، حيث تعاني نسبة كبيرة منهم تتراوح بين 70% إلى 85% من ارتجاع المريء نتيجة لعدم اكتمال النمو لمريء الرضع والأطفال بالشكل الكامل.
كما يمكن أن يتطور ارتداد المريء مع الرضع إلى حالة تعد هي الأكثر خطورة وتعرف طبيًا بالانسداد المريئي المعوي، ويتم تشخيصها عندما يعيق الارتداد المريئي الطفل الرضيع عن الاستفادة من التغذية والطعام وذلك بسبب الأعراض المصاحبة له مثل القيء، والشعور بالاختناق والسعال، وأحيانًا صعوبة التنفس.
أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع
أسباب ارتجاع المريء لدى الأطفال والرضع تتمثل في ضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية، وذلك الصمام هو عبارة عن عضلة موجودة في الجزء السفلي من المريء، تمنع عادة خروج المحتوى المعدي للأعلى مرة ثانية بعد نزوله، عند ارتخاء هذا الصمام بشكل متكرر أو لفترات طويلة، يمكن للحمض المعدي أن يعاود الاندفاع إلى المريء، مما يتسبب في القيء أو حرقة المعدة.
ومن بين أسباب ارتجاع المريء للأطفال والرضع هي ضعف الصمام المعدي المريئي السفلي حيث يرتخي الصمام بدلاً من البقاء محكماً، مما يؤدي في النهاية إلى ارتداد الطعام أو الحليب مرة أخرى إلى المريء.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول الرضع وجبات تتكون أساساً من السوائل بكميات أكبر مما يستوعبونه بسبب حجم أجسامهم الصغيرة وهو ما يزيد من فرص ارتجاع المريء في تلك الفترة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الرضع يقضون معظم وقتهم نائمون في وضعية الاستلقاء خاصةً في خلال الأشهر الست الأولى بعد الولادة، وهو ما يزيد من وجود احتمالية كبيرة لارتداد المحتوى المعدي إلى المريء.
تؤثر بعض الأطعمة أيضاً في زيادة أعراض ارتجاع المريء، حيث تؤثر على عضلات الصمام المعدي المريئي السفلي، مما يمكن أن يجعله يظل مفتوحاً لفترات أطول من المعتاد ويزيد من إفراز الحمض المعدي، وتتضمن هذه الأطعمة كلًا من الشوكولاتة، وكذلك النعناع، والكثير من الفواكه الحمضية، والأطعمة الدهنية وكذلك الطماطم والصلصة.
اقرأ أيضًا: التهاب العصب السابع | تعرف على الأسباب والأعراض وطرق العلاج
أعراض الارتجاع المعدي المريئي عند الأطفال
أعراض ارتجاع المريء لدى الأطفال قد لا تكون واضحة دائمًا، فيما يعرف بالارتجاع الصامت وذلك عند كلًا من الرضع والأطفال، ومع ذلك، قد تظهر علامات على الطفل تدل على وجود هذه الحالة، مثل شعور الطفل بحرقة المعدة والتي من الممكن أن تستمر لساعتين تقريبًا وتزداد الأعراض عند الطفل سوءًا بعد انتهائه من تناول الطعام، أو عند الاستلقاء أو الانحناء بعد الأكل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لارتجاع المريء ما يلي:
- السعال الجاف بشكل متكرر، والتهيج الليلي الناتج عنه.
- الشعور بالقيء والغثيان.
- الشعور دائمًا بوجود صعوبة أثناء البلع.
- تغيرات في وضع الجسم مثل انحناء الظهر أو قيام الطفل بحركات غير طبيعية سواء في الرقبة أو الذقن.
- فقدان الرغبة في تناول الطعام.
- الشعور بآلام متكررة وصعبة في المعدة.
- الشعور بالاختناق.
- التعرض لنزلات البرد متكررة.
- كذلك الإصابة بالتهاب الأذن بشكل متكرر.
- أيضًا الشعور بالتهاب حاد في الحلق ويحدث بشكل خاص في الصباح.
- حموضة المعدة وطعم حامضي في الفم.
- وجود رائحة كريهة في الفن.
- أخيرًا تآكل طبقة المينا عند بعض الأطفال في سن صغير للغاية أو تسوس الأسنان.
اقرأ أيضًا: أبرز اعراض جدري الماء عند الأطفال وكيفية علاجه
كيف يتم تشخيص ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع؟
يتم الجزم النهائي بتشخيص ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع عند القيام بعمل كافة الإجراءات التالية ولا بد من إجرائها بشكل شامل ومحكم:
- الاهتمام بإجراء فحص شامل ومفصل ومن ثم جمع التاريخ الصحي الخاص بالطفل.
- إجراء صورة أشعة للصدر وذلك للتحقق من حركة المحتويات من المعدة إلى الرئتين، والتي تعرف بالاستنشاق.
- فحص ابتلاع الباريوم لفحص المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة، ويتم ذلك الفحص بواسطة ابتلاع سائل الباريوم من قبل الطفل لتغطية الأعضاء الداخلية له ومن ثم التقاط صور الأشعة ليتم التأكد من وجود أي تقرحات أو وجود انسدادات ليست بالمعتادة.
- تنظير الجهاز الهضمي بواسطة أنبوب صغير ومرن يكون مزود بكاميرا لأخذ عينات من الأنسجة الداخلية.
- قياس ضغط المريء لاستكشاف مشاكل الانسداد أو البلع.
- مراقبة مستوى الحموضة بواسطة أنبوب رفيع ومرن لقياس كمية الحمض في المريء على مدار 24 ساعة.
- فحص إفراغ المعدة لتقييم تدفق المحتويات إلى الأمعاء الدقيقة وتجنب حدوث انسداد في المريء.
كل تلك الإجراءات عند اتباعها بشكل صحيح ستساعد في تحديد وتشخيص ارتجاع المريء بدقة وفعالية لدى الأطفال والرضع ومعرفة طريقة علاج الارتداد المريئي عند الأطفال المناسبة.
علاج الارتداد المريئي عند الأطفال
طرق علاج الارتداد المريئي عند الأطفال تعتمد على مجموعة من العوامل المهمة مثل الأعراض، والعمر الخاص بالطفل، وكذلك الحالة الصحية العامة، بالإضافة إلى شدة الحالة.
يمكن لتغييرات في النظام الغذائي وكذلك نمط الحياة أن تسهم بشكل كبير في تخفيف أعراض ارتداد المريء لدى الأطفال والرضع.
توجد تعليمات خاصة لعلاج الارتجاع المعدية عند الرضع والتي تشمل:
- حمل الطفل ليكون في وضعية مستقيمة وذلك لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد تناول الطعام.
- ملء الزجاجة بالحليب بشكل جيد للحليب الصناعي لتقليل ابتلاع الهواء.
- كما أن إضافة حبوب الأرز مع لبن الرضاعة قد تكون من الأمور الفعالة لبعض الرضع.
أما بالنسبة لعلاج الارتداد المريئي عند الأطفال ينصح باتباع النصائح التالية:
- تقليل استهلاك الأطعمة الدهنية والمقلية والمنكهات مثل النعناع والشوكولاتة وكذبك تجنب كافة مشروبات الكافيين والحمضيات.
- تقديم وجبات أصغر وتجنب الوجبات الكبيرة، مع تناول العشاء قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
- السعي لفقدان الوزن الزائد إذا كان موجودًا.
اقرأ أيضًا: مرض العظيم عند الرضع بالصور | 10 معلومات مهمة قد لا تعرفها من قبل
ماهي العلاجات الدوائية والجراحية لارتجاع المريء
فيما يتعلق بالعلاجات الدوائية، هناك تشكيلة من الأدوية التي تساهم في تقليل إفراز الحمض في المعدة، مما يقلل من احتمالية حدوث الحرقة المصاحبة لارتداد المريء عند الأطفال، وتشمل هذه الأدوية المستخدمة في علاج الارتداد المريئي عند الأطفال ما يلي:
- حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 والتي تعمل على تقليل إنتاج الحمض في المعدة مثل الفاموتيدين وكذلك النيزاتيدين.
- مثبطات مضخة البروتون مثل البانتوبرازول.
- مضادات الحموضة والتي تسهم في تقليل مستويات الحمض في المعدة.
- الأدوية المعززة لحركة الجهاز الهضمي وتعزيز إفراغ المعدة والتي تساهم في تحسين وظائف الهضم.
في حالات نادرة، قد يكون هناك ضرورة للجراحة، ونحتاج إلى علاج الارتداد المريئي عند الأطفال بالجراحة إذا كانوا لا يكتسبون وزنًا بشكل كافٍ أو يعانون من صعوبات في التنفس بسبب الارتداد، وخلال العملية الجراحية، يتم العمل على ربط المصرة المريئية السفلية المتواجدة بين كلًا من المريء والمعدة، مما يساهم في منع ارتداد الحمض إلى المريء وبالتالي تخفيف الأعراض وعلاج الارتداد المريئي عند الأطفال بشكل فعال.
نصائح لتجنب ارتداد المريء عند الأطفال
عادة لا يتسبب الارتداد البسيط في آلام ولا يتطلب علاجًا خاصًا، ومن المهم ملاحظة أن الأدوية لا تؤدي دائمًا إلى تحسين حالة الارتداد.
لكن تتضمن الإجراءات التالية تقليل شدة الأعراض:
- وضعية الجسم: تأكد من وضع طفلك في وضعية مستقيمة برأس مرتفع لمدة تتراوح بين 20 و 30 دقيقة بعد الرضاعة.
- مساعدة الطفل على التجشؤ، والعمل على تشجيعه لفعل ذلك بعد انتهائه من الرضاعة.
- ارفع رأس السرير الخاص بطفلك ب 5 بوصات، وهذا قد يساعد في منع الارتداد أثناء النوم.
- تأكد من ارتداء طفلك لملابس تكون فضفاضة ومريحة، وهذا خاصة حول الخصر.
- في حال كان الطفل يعاني من الوزن الزائد، يمكن مساعدته على خسارة الوزن.
- إذا كنت أنت أو أي فرد في الأسرة مدخنًا، فقد يزيد ذلك من شدة حالة الارتجاع لدى طفلك.
- حاول تجربة تقليل كميات الطعام وزيادة التكرار في التناول.
- كما ينصح باعتماد نظام غذائي محدد يكون خالٍ تمامًا من الحليب وفول الصويا.
- وأخيرًا، ينصح بعدم وضع الطفل في مقعد الرضع مباشرةً بعد الرضاعة، حيث قد لا يساعد ذلك في علاج الارتداد المريئي عند الأطفال وربما يؤدي بالعكس إلى تفاقم الحالة.
متى يجب رؤية الطبيب؟
ينبغي عليك السعي لاستشارة الطبيب ومحاولة علاج الارتداد المريئي عند الأطفال إذا كان طفلك يظهر أي من العلامات التالية:
- يعاني الطفل من وجود صعوبة أثناء البلع أو وجود إحساس بأن الطعام يعلق في الفم والبلعوم ولا ينزل إلى المعدة.
- يفقد وزنه بشكل غير مبرر.
- يعاني من آلام في منطقة الصدر.
- يراوده دائمًا شعور بالاختناق أثناء تناول الطعام.
- احتمالية حدوث تقيؤ في الدم.
- يعاني من حالات صحية محددة مثل متلازمة الداون أو أنه مريض شلل دماغي، أو أي نوع من المشكلات الصحية الأخرى التي تتعلق بالمخ أو الحبل الشوكي، وتثير قلقك بخصوص أعراض الارتجاع التي يعاني منها.
مضاعفات ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع
أما عن مضاعفات عدم علاج الارتداد المريئي عند الأطفال فهي تشمل ما يلي:
- زيادة خطر الإصابة بالربو.
- احتمالية التهاب الرئتين.
- تأثير سلبي على الوزن والتغذية.
- احتمالية التهاب المريء.
- خطر تكون تقرحات في المريء، وفي بعض الحالات قد تكون تلك التقرحات نزفية.
- احتمالية حدوث فقر الدم.
- خطر تضيق المريء.
- احتمالية الإصابة بمرض باريت (Barrett’s Esophagus).
المصادر:
لا يوجد تعليقات