امراض

هل يمكن علاج حمى التيفود نهائيا؟ وما الاسباب وأبرز الاعراض

أفضل مضاد حيوي لعلاج التيفود

يُصاب ملايين الأشخاص سنوياً بالتيفود على مستوى العالم، فهو مرض بكتيري ينتقل بطرق متعددة بين الناس، لذلك فإن علاج حمى التيفود من الأمور التي تُهم الباحثين، حيث يعتمد بشكل رئيسي على المضادات الحيوية من أجل التعافي السريع، بالإضافة إلى اتباع الاحتياطات اللازمة أثناء العلاج، وطرق الوقاية وذلك ما سنذكره بالتفصيل.

ماهو مرض التيفود

مرض التيفود، المعروف أيضًا باسم حمى التيفوئيد، هو مرض معدٍ يسببه بكتيريا السالمونيلا تايفي، المعروفة أيضًا باسم سالمونيلا التيفي. ينتشر المرض عادةً عن طريق تناول المياه أو الأطعمة الملوثة بهذه البكتيريا.

تبدأ أعراض مرض التيفود عادة بعد فترة حضانة تستمر من حوالي 6 إلى 30 يومًا. قد تشمل الأعراض الشائعة ارتفاعًا في درجة الحرارة، وصداعًا، وآلامًا في البطن، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وإسهالًا أو إمساكًا، وإرهاقًا شديدًا. قد يظهر أيضًا طفح جلدي وقد يكون هناك تأثير على الكبد والطحال.

إذا لم يتم علاج مرض التيفود، فقد تتطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة مثل تشكل خراجات في الكبد أو الطحال، أو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي (التهاب السحايا)، أو التهاب القلب (التهاب القلب الرئوي)، وقد يكون للمرض تأثير خطير على الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الجهاز المناعي المضعف.

يتم تشخيص مرض التيفود عادة من خلال فحص عينات الدم أو البراز للبحث عن وجود البكتيريا أو مؤشرات على العدوى. يتم علاجه بواسطة المضادات الحيوية المناسبة، وعادةً ما يحتاج المرضى إلى الراحة والسوائل الجيدة والتغذية الجيدة للمساعدة في الشفاء.

من الوقاية الجيدة من مرض التيفود تناول المياه المعقمة وتجنب تناول الأطعمة الملوثة والمحافظة على النظافة الشخصية الجيدة، وفي بعض الحالات يمكن أخذ لقاحات مضادة للتيفود للوقاية من المرض. يُنصح بالتواصل مع الجهات الصحية المحلية للحصول على المعلومات الأكثر تحديثًا حول انتشار ووقاية وعلاج مرض التيفود في منطقتك.

هل يمكن علاج حمى التيفود نهائيا؟

بعد التأكد من إصابتك بالتيفود تبدأ في مرحلة العلاج التي تعتمد على الأدوية، وغالباً ما تتم داخل المنزل إذا كانت حالتك مستقرة، مع مجموعة من المحاذير خاصةً في تناول وجبات الطعام حتى لا تتفاقم الحالة، إلا أن نسبة قليلة من الحالات حول العالم قد تتطور بشكل خطير، ويتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج حتى لا تُسبب حمى التيفود حدوث الوفاة، وفي حالات الإصابة الطبيعية يمكن أن يُشفى المصاب نهائيًا.

أسباب الإصابة بالتيفويد

التيفود مرض تسببه بكتريا شهيرة تسمى السالمونيلا التيفية Salmonella Typhi التي تدخل إلى أمعاء الشخص المصاب من خلال التقاط العدوى جراء تناول طعام أو شراب ملوث بها، وعادة ما تنتقل العدوى بالطرق التالية:

  • عدم غسل اليدين جيداً: إن بكتيريا التيفود تتواجد في براز الشخص المصاب، إذا لم يهتم بتنظيف يديه بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض، فيمكنه تلويث الطعام الذي يتناوله الآخرون، مما يسبب انتقال العدوى.
  • صرف صحي غير جيد: يحدث ذلك في بعض الدول، فمن الممكن أن تصل النفايات البشرية (البول والبراز) إلى مياه الشرب، مما يسبب انتشار المرض.
  • استخدام مرحاض ملوث: ومن ثم عدم الاكتراث لغسل اليدين قبل وبعد الأكل.
  • تناول مأكولات بحرية تم اصطيادها من مياه ملوثة بالبول أو البراز المحمل بالسالمونيلا.
  • الخضروات النيئة الناتجة من استخدام أسمدة عضوية من المخرجات البشرية الملوثة.
  • منتجات الألبان غير المبسترة.

كيف تعرف أنك مصاب بالتيفود؟

يعتمد الأمر على ظهور الأعراض المَعوية والحمى، مع وجود تاريخ للشخص المصاب من تناول الطعام خارج المنزل، أو مأكولات ملوثة بطريقة ما، يَذكر المختصون أن ظهور أعراض الحمى والإسهال بعد العودة من رحلة سفر من الهند وأفريقيا يزيد من احتمالات التقاط البكتيريا المسببة للتيفود، حيث تنتشر العدوى في تلك البلاد، ويرتكز التشخيص الطبي على خطوتين:

  • الأعراض.
  • إجراء التحاليل المعملية للكشف عن الإصابة، من خلال عمل مزرعة لبكتريا “السالمونيلا” في الدم أو البراز، وأحيانا البول، أو اختبار الكشف عن الأجسام المضاد الخاصة بها في الدم.

أعراض حمى التيفود عند الكبار

علاج حمى التيفود
علاج حمى التيفود

تظهر الأعراض بعد التقاط العدوى بفترة تتراوح بين 1 : 2 أسبوع، فهي فترة حضانة الميكروب، ثم تبدأ الأعراض التالية في الظهور:

  • الحمى: ترتفع الحرارة بشكل تدريجي على مدار عدة أيام متتالية، وأحياناً تحدث هلوسة ليلية من أثر الحمى.
  • طفح جلدي: يظهر على شكل بقع وردية اللون تتركز في منطقتي الرقبة والبطن، جدير بالذكر أن هذا العرض لا يظهر عند الكثيرين، لكن يمكن حدوثه مع أصحاب البشرة الفاتحة بشكل أكبر.
  • حالة من الضعف والتعب الشديد، والشعور بأوجاع متعددة في الجسم.
  • إسهال.
  • ألم في البطن والمعدة.
  • صداع.
  • الإمساك، وانتفاخات.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • إذا تفاقمت الحالة يلاحظ دم في البراز.

كم يوم تستمر حمى التيفود؟

تستمر لمدة 3 : 4 أسابيع تشمل فترة حضانة البكتيريا، في حالة التشخيص المبكر والبدء في علاج حمى التيفود فوراً بالمضادات الحيوية المناسبة، يصبح من المتوقع التعافي في غضون 7 إلى 14 يوم، على النحو التالي:

  • تبدأ الأعراض الشديدة في التلاشي خلال يومين إلى ثلاثة من بداية تناول الأدوية.
  • يمكن ملاحظة علامات الشفاء خلال أسبوع لكن من الأفضل الاستمرار في العلاج حتى نهاية المدة التي يحددها لك الطبيب لتجنب حدوث الانتكاسة، ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية فيما بعد.

ما هو علاج التيفود عند الكبار؟

يعتمد العلاج الدوائي للتيفود بشكل رئيسي على:

  • المضادات الحيوية.
  • الستيرويدات: يلجأ لها الطبيب إذا كانت الحالة شديدة، للسيطرة على الالتهابات، مثل “دكساميثازون”.

أفضل مضاد حيوي لعلاج التيفود

علاج حمى التيفود
علاج حمى التيفود

في السابق كان “كلورامفينيكول” هو الأفضل في علاج حمى التيفود إلا أن السلمونيللا تيفي أصبحت مقاومة له، لذلك تم استحداث أنواع أخري أثبتت فاعليتها في العلاج حتى الآن وهي:

  • سيبروفلوكساسين، ليفوفلوكساسين، وأوفلوكساسين.
  • سيفترياكسون، وسيفوتاكسين.
  • أزيثروميسين.

علاج التيفود بالمنزل

إلى جانب المضادات الحيوية هناك بعض الخطوات المنزلية اللازمة خلال فترة المرض، إلى جانب تناول أطعمة معينة وتجنب أخرى، وتتمثل فيما يلي:

الموز:أحد أفضل الأطعمة التي يمكن تناولها في تلك الفترة، وله الفوائد التالية:

  • يخفف الإسهال والحمى.
  • يحتوي على البكتين: وهو ألياف قابلة للذوبان مما يساعد أمعائك على امتصاص السوائل، وعدم فقدها.
  • البوتاسيوم: يساهم في تعويض الأملاح والمعادن المفقودة من جسمك.

تريفالاشوران: له أثر إيجابي في علاج حمى التيفود منزلياً، فهو من الخيارات المفضلة في الأيورفيدا لأنه يعيق نمو السالمونيلا، اهتم الكيميائيون بتصنيعه في صورة مسحوق، أو أقراص.

القرنفل: ما عليك سوى غَلي كوب من الماء مع بضع أعواد من القرنفل، ثم تصفيته، ويمكنك تناول كوبان منه يومياً، حتوي القرنفل على زيوت أساسية مضادة للبكتيريا لها القدرة على قتل السالمونيلا، كما يقلل الشعور بالغثيان والقيء.

أوراق الجوافة: استخدام مغلي أوراق الجوافة لأنه غني بالحديد و فيتامين C، لتقوية المناعة، وتقليل شدة الحمى، عن طريق الحد من إنتاج المخاط على طول الجهاز التنفسي والحلق والرئتين، مما يقلل نمو البكتيريا.

نصائح لمرضى حمى التيفود

  • حاول أن تنعزل عن المحيطين بك في المنزل، عن طريق تجنب مشاركتهم لك في مقتنياتك مثل المناشف وأدوات الطعام، والمناديل، حتى لا تنتشر العدوى.
  • شُرب الماء المغلي فقط بهدف تعقيمه.
  • تناول كميات كبيرة من الماء والمرطبات مثل: (عصير الفواكه- ماء جوز الهند- الشوربة)، لتعويض الجسم ما يفقده بسبب الإسهال، كما تساعد في التخلص من السموم والمواد الضارة.
  • امتنع عن المشروبات المُحلاة، والقهوة.
  • تجنب أكل الخضار، والفاكهة النيئة التي يصعب تقشيرها.
  • استخدام كمادات باردة للتغلب على الحرارة المرتفعة، وينصح بالتركيز على الأماكن التالية من الجسم: (الإبطين- الفخذ- اليدين- القدمين- والجبهة).
  • تناول وجبات خفيفة سهلة الهضم، مع تقسيمها إلي أجزاء صغيرة موزعة على مدار اليوم، ويفضل أن تكون سائلة لعدة أيام مع تجنب الأطعمة الصلبة حتى لا تُرهق أمعائك.
  • تناول منتجات الألبان وخاصة الزبادي واللبن الرائب، لاحتوائهم على “البروبيوتيك”، وهي تعمل على موازنة بكتيريا الأمعاء وتعزيز مناعة الجسم.
  • الراحة التامة في الفراش، ويفضل الحصول على إجازة من المدرسة أو العمل.
  • لا ترهق جسمك بأي أنشطة شاقة.
  • تجنب التعرض للطقس البارد، واهتم بتدفئة جسمك جيداً.

علاج حمى التيفود بالأعشاب

تعتبر الأعشاب وبعض المواد الغذائية من العلاجات المنزلية الفعالة للتغلب على آثار بكتيريا التيفود عليك، ومنها:

خل التفاح: أحضر كوب من الماء واخلِطه بملعقة صغيرة من خل التفاح، مع اضافة العسل حسب الرغبه، يُمكنك شربه قبل الوجبات.

فوائد خل التفاح:
  • الحفاظ على درجة الحموضة المناسبة في جسمك.
  • سحب الحرارة من الجلد، مما يقللها بشكل عام.
  • تعويض الفاقد من المعادن، نتيجة الإسهال.

الريحان: يمكنك إضافته إلى الماء المغلي، وقم بشُرب 3 : 4 أكواب يومياً.

فوائدة

  • مضاد حيوي طبيعي.
  • يرفع قدرة الجسم المناعية.
  • يُهدئ البطن.

علاج التيفود بالثوم

أضف الثوم بشكل مخفف إلى وجباتك للإستفادة من خصائصة التالية:

  • مضاد للميكروبات، ويحارب نمو “سالمونيلا تايفي”.
  • مضاد للأكسدة، مما يُسرع الشفاء.
  • يطهر الجسم من السموم.
  • يرفع مقاومتك المناعية أثناء المرض.

ماهو الأكل الممنوع لمرض التيفود؟

تجنب تناول الأطعمة التي تتطلب مجهود كبير في الهضم، منها:

  • الأطعمة الغنية بالتوابل: لا يفضل إضافتها إلى طعامك في فترة المرض.
  • الخضروات النيئة: (البروكلي- اللفت- القرنبيط- الملفوف- البصل).
  • الفواكه غير المطبوخة: (الأنواع المجففة منها- التوت النئ- الكيوي- الأناناس).
  • الحبوب الكاملة: (الكينوا- الكسكسي- الشعير- الحنطة السوداء- الأرز البني).
  • المكسرات: (اللوز- الفستق- الجوز- المكاديميا).
  • البذور: (اليقطين- الكتان- الشيا).
  • البقوليات: (الفاصوليا- العدس- الحمص).
  • الأطعمة الحارة: (الفلفل الحار- الهالبينو- البابريكا).
  • المأكولات الدهنية: ( الكعك- أصابع الموزاريلا- الدجاج المقلي- رقائق البطاطس- حلقات البصل).

متى يكون التيفوئيد خطير؟

إذا لم يتم العلاج المبكر، قد يتسبب ذلك في تدهور الحالة، كذلك مقاومة بكتيريا التيفود للمضادات الحيوية، يسبب ذلك مضاعفات خطيرة تتمثل في المرحلتين الثالثة والرابعة من تطور الأعراض، قد تستوجب دخول المستشفى، وتكون على النحو التالي:

المرحلة الثالثة من التيفود

تتسم بأعراض أكثر شدة وهي:

  • ثقوب معوية شديدة تؤدي إلى نزيف البطن.
  • التهاب المخ.
  • الجفاف.
  • ضعف المناعة.

المرحلة الأخيرة من حمى التيفود

يبدأ في التأثير على الأعضاء الحيوية بالجسم كالتالي:

  • حمي شديدة للغاية.
  • الفشل الكلوي.
  • التهاب رئوي.
  • عدوى والتهاب البنكرياس، والقلب.
  • التهاب سُحائي.
  • قد تحدث الوفاة إذا لم يتم العلاج على وجه السرعة.

تتسبب بكتيريا التيفود المعروفة بـ سالمونيلا تايفي، في إرتفاع درجة الحرارة والإسهال والطفح الجلدي أحيانا، لذلك فإن المضادات الحيوية هي أهم خطوة في علاج حمى التيفود ولابد من استخدامها لفترة طويلة لتمام الشفاء، أهمها: (كلوراميفينيكول، وسيفترياكسون، وغيرها من الأنواع) ، كذلك تناول أطعمة خفيفة وسهلة الهضم مع كميات كبيرة من الماء والمرطبات، والاهتمام بغسل الأيدي جيدا بعد استخدام المرحاض، كلها خطوات تضمن لك الشفاء من التيفود نهائياً.

المصادر:

اظهر المزيد

اترك تعليقاً