نظام فودماب والتحكم في القولون العصبي

مقدمة

في السنوات الأخيرة، اكتسب نظام فودماب الغذائي شهرة واسعة كأحد أكثر الحلول فعالية لعلاج أعراض متلازمة القولون العصبي والاضطرابات الهضمية الأخرى.
إذا كنت تعاني آلاماً في البطن، انتفاخ، غازات، إسهال أو إمساك، فقد يكون هذا النظام الغذائي هو الحل الذي تبحث عنه.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل نظام FODMAP، بما في ذلك المكونات، الفوائد، والأطعمة المسموحة والممنوعة، إضافة إلى استعراض أحدث الأبحاث العلمية المتعلقة به.

ما هي الحمية قليلة الفودماب المتبعة لعلاج القولون العصبي؟

تعريف الفودماب

FODMAPهو اختصار لمجموعة من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة التي تُمْتَصّ بصعوبة في الأمعاء الدقيقة.
تشمل هذه الكربوهيدرات الفركتانز، اللاكتاز، اللاكتوز، الفركتوز، والبوليولات.
تشير الأبحاث إلى أن تقليل تناول هذه الكربوهيدرات يمكن أن يساعد على التحكم بأعراض متلازمة القولون العصبي وغيرها من الاضطرابات الهضمية.

أهمية النظام

تشير الدراسات إلى أن تقييد تناول الأطعمة عالية الفودماب يمكن أن يقلل من أعراض القولون العصبي بنسبة تصل إلى 75%.
يعتمد النظام على ثلاث مراحل رئيسية: الإزالة، إعادة التقديم، والصيانة.
تساعد هذه المراحل المرضى على تحديد الأطعمة التي تسبب الأعراض لديهم وتحسين نوعية حياتهم بشكل ظاهر.
FODMAP، كونها كربوهيدرات قصيرة السلسلة، تسبب زيادة في حجم الماء في الأمعاء وإنتاج الغاز، مما يؤدي إلى الأعراض الشائعة للقولون العصبي مثل الانتفاخ والغازات وآلام البطن.

كيف يمكن اتباع الحمية قليلة FODMAP لعلاج القولون العصبي؟

مكونات النظام الغذائي قليل FODMAP

المجموعة الغذائية	الأطعمة المسموحة	الأطعمة الممنوعة
البيض واللحوم والدواجن والأسماك	لحوم البقر، الدجاج، الحبش، البيض، الأسماك، لحم الخروف، المحار.	أي شيء مصنع يحتوي على شراب الذرة العالي بالفركتوز
الألبان ومنتجاتها	منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز مثل الجبن الكريمي، جبن شيدر، البارميزان، الجبنة السويسرية، اللبن الزبادي، القشدة.	منتجات الألبان المرتفعة باللاكتوز مثل اللبن، الشوكولاتة، الصوص الكريمي، حليب البقر.
البقوليات وبدائل اللحوم والألبان	بدائل الحليب مثل حليب اللوز، حليب جوز الهند، حليب الأرز، المكسرات مثل الجوز، المكاداميا، الفول السوداني.	الكاجو، الفول، البازلاء السوداء، العدس، الفستق، فول الصويا.
الحبوب	كل ما هو مصنوع من الحبوب الخالية من الغلوتين مثل الذرة، الشوفان، البطاطس، الكينوا، الأرز.	كل ما يحتوي الغلوتين مثل القمح، الشعير، الجاودار
الفواكه	الموز، العنب، الشمام، التوت البري، الكيوي، الليمون، البرتقال.	التفاح، المشمش، التوت، التمر، الفواكه المجففة
الخضروات	الفاصوليا، الفلفل الرومي، الملفوف الصيني، الجزر، الخيار، الباذنجان، الفاصوليا الخضراء.	الخرشوف، القرنبيط، الفطر، البازلاء
الحلويات	كل ما هو مصنوع من الطعام المسموح	المصنوع من الأغذية التي يفضل تجنبها
المشروبات	عصائر الفواكه أو الخضار المسموحة، القهوة، الشاي	كل ما هو مصنوع من شراب الذرة العالي بالفركتوز
التوابل والأعشاب والمقبلات والمضافات	المربى، المخلل، الصلصة، الصوص، الزبدة، الزيوت، البذور.	شراب الذرة، العسل، دبس السكر، البصل البني، الثوم

الأسئلة المتعلقة بـ FODMAP :

1. هل الخيار عالي الفودماب؟
   • الخيار مذكور كأحد الأطعمة المسموحة، لذا فهو منخفض الفودماب.
2. هل البطاطس مسموح في الفودماب؟
   • نعم، البطاطس مذكورة كأحد الأطعمة المسموحة.
3. هل التمر مسموح في الفودماب؟
   • لا، التمر مذكور كأحد الأطعمة الممنوعة.
4. هل الموز عالي الفودماب؟
   • الموز مذكور كأحد الأطعمة المسموحة، لذا فهو منخفض الفودماب.
5. هل البيض عالي الفودماب؟
   • البيض مذكور كأحد الأطعمة المسموحة، لذا فهو منخفض الفودماب.

     

ما هي الأعراض التي تشير إلى تناول الكثير من أطعمة الفودماب؟

عند تناول الكثير من أطعمة الفودماب، قد تظهر مجموعة من الأعراض مثل الانتفاخ، الغازات، آلام البطن، والإسهال.
هذه الأعراض تحدث نتيجة زيادة حجم الماء في الأمعاء وإنتاج الغاز في القولون نتيجة تخمير الكربوهيدرات قصيرة السلسلة غير المهضومة.
الأشخاص الذين يعانون متلازمة القولون العصبي أو فرط حساسية الأمعاء يكونون أكثر عرضة لتطوير هذه الأعراض عند تناول أطعمة FODMAP بكميات كبيرة.

ما سبب ظهور أعراض متلازمة القولون العصبي عند تناول أطعمة FODMAP؟

تحتوي أطعمة FODMAP على كربوهيدرات قصيرة السلسلة التي لا تُمْتَصّ بشكل جيد في الأمعاء الدقيقة.
هذا يؤدي إلى زيادة حجم الماء في الأمعاء وإنتاج الغاز في القولون عندما تقوم البكتيريا بتخمير هذه الكربوهيدرات.
الأشخاص الذين يعانون فرط حساسية الأمعاء يكونون أكثر عرضة لتطوير الأعراض مثل الانتفاخ، الغازات، وآلام البطن عند تناول أطعمة FODMAP.

هل تساعد الحمية قليلة الفود ماب على علاج مشاكل صحية أخرى؟

بينما تركز الحمية قليلة الفود ماب على علاج أعراض القولون العصبي، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها قد تكون مفيدة في تحسين صحة الأمعاء بشكل عام وتقليل الالتهابات.
قد يكون لذلك تأثير إيجابي على مشاكل صحية أخرى متعلقة بالجهاز الهضمي، ولكن المزيد من الأبحاث مطلوب لتحديد تأثيرات هذه الحمية على المدى الطويل، وعلى مشاكل صحية أخرى.

أحدث الأبحاث العلمية حول نظام فود ماب

الأبحاث الحديثة ونتائجها

1. دراسة من جامعة هيوستن ميثوديست (2024)
   • ملخص الدراسة: تشير الأبحاث الحديثة التي نُشرت في مجلة التغذية السريرية الأمريكية إلى أن نظام FODMAP المنخفض لا يظهر فروقًا كبيرة في تخفيف أعراض القولون العصبي مقارنة بالنصائح الغذائية التقليدية.
     ومع ذلك، يشير الدكتور إيمون كويغلي، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن هذه النتائج قد تكون بسبب قصر فترة الدراسة أو انخفاض تناول FODMAP بشكل عام بين السكان المدروسين.
2. دراسة من جامعة غوتنبرغ (2024)
   • ملخص الدراسة: أكدت دراسة نشرتها جامعة غوتنبرغ أن العلاج الغذائي لنظام فود ماب يكون أكثر فعالية من الأدوية في تحسين أعراض القولون العصبي.
     تُظهر هذه الدراسة أن تقييد تناول الأطعمة العالية بالفود ماب يمكن أن يحقق تحسنًا ملحوظًا في الأعراض خلال فترة قصيرة نسبيًا.
3. تقرير من مجلة “Gut” (2024)
   • ملخص الدراسة: استعرضت مجلة “Gut” التقدمات الحديثة في فهم آليات نظام FODMAPوفعاليته في علاج القولون العصبي. أظهرت الدراسات أن نظام فود ماب يؤدي إلى استجابة إكلينيكية في 50% إلى 80% من المرضى، مع تحسن ملحوظ في الانتفاخ، الغازات، الإسهال والأعراض العامة.
     ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أيضًا تغييرات كبيرة في ميكروبيوم الأمعاء، والتي لا تزال آثارها طويلة الأمد غير معروفة.
4. دراسة من جامعة كامبريدج (2024)
   • ملخص الدراسة: بحثت دراسة نشرت في مجلة “Proceedings of the Nutrition Society” عن تأثير نظام FODMAP المنخفض على الأمعاء، مؤكدة أن الفو دماب تزيد حجم الماء في الأمعاء الدقيقة وإنتاج الغاز في القولون، مما يسبب أعراض الجهاز الهضمي لدى الأشخاص الذين يعانون فرط حساسية الأمعاء. توضح الدراسة أن نظام FODMAPيشمل ثلاث مراحل: التقييد، إعادة التقديم، والتخصيص الشخصي للأطعمة.

خلاصة

يعد هذا النظام الغذائي أحد أكثر الحلول فعالية لعلاج أعراض القولون العصبي والاضطرابات الهضمية.
بتقليل تناول الأطعمة عالية الفودماب، يمكن للأشخاص تحقيق تحسن كبير في صحتهم الهضمية وجودة حياتهم.
من المهم اتباع هذا النظام تحت إشراف مختصين لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة وتجنب أي نقص.
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الأبحاث الحديثة فعالية نظام FODMAP المنخفض في تخفيف أعراض القولون العصبي وتحسين جودة الحياة لدى المرضى.

تجارب الأشخاص مع نظام FODMAP الغذائي: بين الإيجابية والتحديات

التجارب الإيجابية

تحسن كبير في جودة الحياة

• تجربة من موقع Fody Foods: العديد من الأشخاص أفادوا بأن نظام فودماب غير حياتهم بشكل كبير.
  أحدهم ذكر أنه يعيش الآن بدون أعراض تقريبًا، باستثناء عندما يتناول الأطعمة التي تسبب له المشاكل.
  آخرون شعروا بأنهم حصلوا على سيطرة أفضل على أعراض القولون العصبي، وبدأوا يستمتعون بالطعام مرة أخرى بعد اتباع النظام الغذائي لفترة من الوقت.
  تجربة هؤلاء الأشخاص تشير إلى أن الفوائد الصحية التي يحققها نظام فودماب تستحق الجهد المبذول في الالتزام به.

التجارب السلبية

تحسن في الأعراض الهضمية

• تجربة شخصية من موقع Natural Kitchen Cooking School: أحد الأشخاص قرر اتباع نظام فودماب، ولاحظ تحسنًا كبيرًا في أعراضه الهضمية.
  رغم أن تحضير الطعام كان يتطلب جهدًا إضافيًا؛ نظرًا لأن العديد من المكونات المصنعة تحتوي على مكونات عالية الفود ماب، إلا أن الفوائد التي شعر بها جعلت التضحية على المدى القصير تستحق العناء.
  ذكر هذا الشخص أنه كان قادرًا على تحديد الأطعمة التي يمكنه تحملها، وتلك التي يجب تجنبها، مما أدى إلى تحسين نوعية حياته بشكل عام.

التحديات الاجتماعية والنفسية

• التحديات من وجهة نظر المراهقين: أحد المراهقين ذكر أن اتباع نظام FODMAP كان صعبًا؛ لأنه كان يشعر بالعزلة عندما يرى أصدقاءه يأكلون ما يريدون، بينما كان هو مقيدًا بأطعمة معينة.
  ومع ذلك، وجد أن منتجات فودي فودز ساعدته في الشعور بأنه يعيش حياة أكثر طبيعية.
  هذه التجربة تسلط الضوء على التحديات الاجتماعية التي قد يواجهها الأفراد عند اتباع نظام غذائي محدد.
• تجربة من موقع British Dietetic Association: إحدى التجارب تشير إلى أن النظام الغذائي كان مفيدًا، ولكنه صعب التنفيذ بسبب الحاجة إلى إعداد معظم الوجبات من الصفر لتجنب المكونات المحظورة.
  ومع ذلك، وجد هذا الشخص أن الفوائد الصحية تستحق الجهد الإضافي.
  تجربة هذه الشخص توضح التحديات العملية التي قد تواجه الأفراد عند الالتزام بنظام FODMAP الغذائي، لكنها تؤكد على التحسينات الكبيرة في الصحة العامة التي يمكن تحقيقها.

المراجع

 

1. The low FODMAP diet in clinical practice: where are we and what are the long-term considerations?
2. The low FODMAP diet: recent advances in understanding its mechanisms and efficacy in IBS
3. Dietary treatment more effective than medicines in IBS
4. Low FODMAP Diet as Treatment for IBS: Considerations and Trends.