يعد فقر الدم اللاتنسجي اضطرابًا دمويًا نادرًا وخطير يحدث حينما يلحق العامل ضررًا في نخاع العظام، وبالتالي يمنعه من إنتاج الكم الكافي من خلايا الدم وكذلك الصفائح الدموية، وفقر الدم اللاتنسجي مهددًا للحياة في حال تُرك بدون علاج، وبإمكان مقدمي الرعاية الصحية أن يقوموا بمعالجة هذا النوع من فقر الدم عبر زراعة الخلايا الجذعية لأنه الحل الوحيد والعلاج الأمثل لذلك.
فقر الدم اللاتنسجي
ماذا يعني فقر الدم اللاتنسجي؟ هو مرضًا يضر الجهاز المسؤول عن عمليه تكوين مركبات الدم الثلاثية تلك التي يتطور منها خلايا الدم الحمراء التي بها الهيموجلوبين، وهي تكون كرات الدم البيضاء والصفحات المسؤولة عن عملية تخثر الدم، ونتيجةً لذلك الخلل يحدث انخفاضًا كبيرًا في كمية الخلايا الثلاثة بالنخاع العظمي والدم المحيطي.
كما أن البيئة السليمة التي يتطور بها مركبات الجهاز الدموي يطلق عليها البيئة الدقيقة، إذ أن هناك علاقات تبادلية ما بين الخلايا الجذعية التي تعد مصدرًا لتطور مركبات الجهاز الدموي والبيئة الطبيعي ويظهر هذا المرض نظرًا للعوامل المكتسبة أو المولودة.
أسباب فقر الدم اللاتنسجي
تشمل الآلية المؤدية لفقر الدم اللاتنسجي في مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا الجزعية يؤدي لفشلها بالتطور، أو يرجع ذلك لعوامل البيئة الدقيقة التي تهاجمها من جهاز المناعة أو حتى نقص في العوامل الخاصة بالنمو، تلك التي تحفز التطور في خلايا الجهاز الدموي، وتكمن أسباب فقر الدم اللاتنسجي في ذلك:
- العلاج الكيماوي هو أحد الأسباب التي تؤدي لوجود فقر الدم اللاتنسجي، وهذا أيضًا يتعلق بالجرعة.
- الحساسية المفرطة تجاه بعض الأدوية ومنها بعض المضادات الحيوية، وكذلك الأدوية المضادة للالتهاب مع أدوية تمييع الدم.
- العلاج باستخدام الأشعة إذ أنه عند العلاج بالأشعة بجرعات مرتفعة التركيز أو حتى عند التعرض لذلك النوع من العلاج بطريقة مستمرة.
- المواد الكيميائية إذ أن التعرض لها يحفز الإصابة بالمرض ولا سيما المواد المشابهة للبنزين.
- العدوى تجاه الفيروسات المحددة مثل الفيروس الأولى او حتى فيروس الإيدز.
- الحمل إذ أن هناك حالة نادرة تؤدي بالحامل إلى فقر الدم اللاتنسجي.
- أمراض المناعة الذاتية ومنها الذئبة التي تساهم بتطوير فقر الدم اللاتنسجي.
- وقد يرجع الأمر إلى العوامل الوراثية.
قد يهمك: أعراض سرطان الدم المبكرة والمتأخرة
تشخيص مرض فقر الدم اللاتنسجي
يمكن للاختبارات بأن تساعد بتشخيص مرض فقر الدم اللاتنسجي عبر اختبار الدم والتعرف على مستوى كرات الدم الحمراء والبيضاء، وكذلك الصفائح الدموية بنقاط محددة بالحالات الطبيعية، أما عن فقر الدم اللاتنسجي تنخفض به مستويات كافة أنواع خلايا الدم الثلاثة.
أيضًا يمكن إجراء خزعة منه خيار عظيم، إذ أن الطبيب يستخدم إبرة حتى يقوم باستخلاص عينة صغيرة تؤخذ من نخاع العظم الغليظ، مثل عظم الورك، ويتم فحص تلك العينة لاستبعاد أي أمراض أخرى متعلقة بالدم ويكون ذلك تحت المجهر، وعندما يكون الشخص مصابًا بفقر الدم اللاتنسجي عدد خلايا الدم بنخاع العظم تقل عن الطبيعية، ويتطلب الأمر الاتجاه في إيجاد العلاج المناسب.
اعراض فقر الدم اللاتنسجي
حينما تتطور أعراض هذا المرض في أسابيع أو أشهر يكن هناك تغيرات في الجسم بشكل فوري لدى بعض الحالات فقط تظهر الأعراض بشكل حاد وفوري، وفي حال ظهرت يجب الذهاب للطبيب فورًا وتتلخص الأعراض في الآتي:
- بعض الأعراض تحاكي الأمراض الأخرى مثل الانفلونزا ونزلات البرد وبالتالي يجب الحذر ما بين الاثنين.
- الشعور بتعب.
- ضيق التنفس.
- الدوخة وصداع.
- الشعور بوجود ضيق في التنفس.
- لون البشرة يكون أفتح من المعتاد.
- وجود حمى.
- طول النزيف عند حدوث خدوش أو جروح
- ارتفاع بدرجات حرارة الجسم.
- التعرض للالتهابات بشكل متكرر.
- نزيف الأنف واللثة.
- ضربات القلب تكون غير منتظمة.
علاج فقر الدم اللاتنسجي
علاج فقر الدم اللاتنسجي يعتمد على مدى شدة الحالة بالإضافة إلى عمر الأشخاص، وتتلخص العلاجات في الآتي:
نقل الدم
بالرغم من عدم تواجد أي علاج لفقر الدم من هذا النوع إلا أنه بإمكان المريض أن يأخذ دم للسيطرة على النزيف مع التخفيف من الأعراض عبر إمداد المريض بخلايا الدم التي لا ينتجها نخاع العظم، وبالتالي يخفف الشعور بالإرهاق ويمنع النزيف المفرد، ولا يوجد حد معين لمرات نقل الدم التي تستطيع الحصول عليها، ولكن من الممكن بأن تحدث مضاعفات حينما يتم التعرض لنقل الدم مرات متعددة، لأن بها حديد يمكن أن يتراكم داخل الجسم ويؤدي للتلف الأعضاء الحيوية.
زراعة الخلايا الجذعية
إذ أن زراعة الخلايا الجذعية يعيد بناء نخاع العظم، وهو خيارًا ناجحًا في علاج مرض فقر الدم اللاتنسجي كما أنه يطلق على عملية زراعة الخلايا الجذعية زراعة النخاع، وهو مناسب للغاية لكافة المرضى الصغار وذلك إن توفر المانح فيتم إفراغ النخاع العظمي من خلال المعالجة الكيميائية أو الإشعاع مع ترشيح الخلايا الجذعية الجديدة عبر الدم وتحقن بالوريد، ولكن قد يرفض الجسم عملية الزرع التي تهدد الحياة.
علاج فقر الدم اللاتنسجي بالأدوية
بالنسبة للأشخاص الذين لا يمكنهم أن يخضعوا لزراعة نخاع عظم أو حتى من لديهم هذا النوع من فقر الدم نظرًا للاضطراب مناعي، فبامكانهم تناول الأدوية التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة وهي كالتالي:
- السيكلوسبورين والغلوبلين ذلك الذي يثبت نشاط خلايا المناعة المضرة بالنخاع العظمي ويساعد ذلك في الشفاء مع توليد خلايا الدم الجديدة.
- الكورتيكوستيرويدات وهي تستخدم مع أدوية ميدرول ورغم أن هذه الأدوية تعد فعالة للغاية، ولكنها تسبب ضعف في جهاز المناعة وقد يتكرر فقر الدم حينما يتم إيقاف هذه الأدوية.
كم يعيش مريض فقر الدم اللاتنسجي؟
لا يمكن أن يتم تحديد المدة التي يعيشها مريض فقر الدم من ذلك النوع، ولكن تختلف بناءً على عوامل متعددة منها نوع العلاج المتبع، وشدة المرض وتواجد المضاعفات الأخرى، ولكن الشيء الغالب هو أن المرضى الذين يتلقوا علاجًا مناسبًا يمكنهم العيش سنوات متعددة بعد التشخيص.
هل فقر الدم اللاتنسجي وراثي؟
بالطبع نعم قد يكون فقر الدم اللاتنسجي من الأشياء الوراثية، على الرغم من أن أغلب حالات هذا المرض تكون مكتسبة تنتج عن العوامل الخارجية، سواء الأدوية أو العدوى الفيروسية أو حتى العلاج الإشعاعي.
هل مرض فقر الدم اللاتنسجي خطرًا؟
نعم يعد فقر الدم اللاتنسجي من الأشياء الخطرة، ولا سيما إن كان تم تركه دون معالجة، وفي حال كان شديد هنا يكون اضطرابًا دمويًا نادرًا يهدد الحياة، كما أن نخاع العظم يتوقف عن إنتاج الخلايا الكافية من خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.
هل يمكن الشفاء من فقر الدم اللاتنسجي؟
نعم بإمكان الأشخاص المصابين الشفاء من هذا المرض، وهذا يرجع لسبب وجود فقر الدم اللاتنسجي ومدى شدته، وتشمل طرق الشفاء علاج مسببات المناعة، والقيام بزراعة خلايا جذعية مع نقل الدم.
هل فقر الدم اللاتنسجي هو سرطان؟
بالطبع لا لا يعد فقر الدم اللاتنسجي من السرطان أو حتى أنواعه، ولكنه يعد اضطرابًا دمويًا يحدث حينما يفشل نخاع العظام من إنتاج الكم الكافي من خلايا الدم، ولكن قد يزيد هذا المرض من الإصابة بأنواع السرطان أي يكون سببًا أساسيًا له، ومنها سرطان الدم في حال كانت الحالة مزمنة أو شديدة.
لا يوجد تعليقات