أعراض سرطان الدم أو اللوكيميا تشمل الشعور بالتعب باستمرار وفقر الدم والإصابة المتكررة بعدوى تقرحات الفم والتهاب الحلق والتبول المتكرر، وزيادة الكدمات والنزيف، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض خفيفة في البداية ثم تتفاقم ببطء، نتيجة إصابة خلايا الدم البيضاء بالسرطان.
وفي مقالنا سنوضح ما هو سرطان الدم وأعراضه وأسبابه وأنواعه، وطرق التشخيص والعلاج، وهل يمكن الوقاية منه؟ كما سنجيب على أهم الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع، فتابعوا القراءة.
تعريف سرطان الدم (لوكيميا)
سرطان الدم أو اللوكيميا هو نمو سريع لخلايا الدم البيضاء غير الطبيعية (غير الناضجة) في نخاع العظام (النسيج الإسفنجي الناعم الموجود في التجويف الداخلي للعظام والمسئول عن تصنيع خلايا الدم) بسبب حدوث تغير في الحمض النووي لخلية واحدة في نخاع العظم، مما يعطل النمو والوظيفة الطبيعية لها.
أنواع سرطان الدم
يوجد 4 أنواع من سرطان الدم اعتمادًا على سرعة تفاقم المرض (حاد أو مزمن) ونوع الخلايا التي بدأ فيها السرطان (الخلايا النخاعية أو الخلايا الليمفاوية)، وفيما يلي سنوضح الفرق بين أنواع سرطان الدم (اللوكيميا الحادة والمزمنة) والذي يكمن في سرعة تطور المرض كالتالي:
- سرطان الدم الحاد: ينتشر في الأطفال حيث تنقسم الخلايا غير الطبيعية فيه بسرعة ويبدأ ظهور الأعراض في غضون أسابيع، مما يجعله حالة مميتة تتطلب بدء العلاج فورًا.
- أما سرطان الدم المزمن: فينتشر لدى البالغين، حيث يتطور المرض ببطء، ولا تزال الخالية قادرة على العمل لكن ليس كنظيرتها الطبيعية، مما يجعل الأعراض قد تستغرق سنوات حتى تظهر وتشمل (سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الدم الخلوي المشعر، وسرطان الدم النقوي المزمن).
أما بالنسبة لنوع الخلايا فالفرق يكمن في أن:
- سرطان الدم النقوي: ينشأ من الخلايا النقوية التي تتطور إلى خلايا دم حمراء وخلايا دم بيضاء وصفيحات دموية.
- سرطان الدم الليمفاوي: ينشأ في الخلايا الليمفاوية التي تتطور إلى خلايا الدم البيضاء التي تشكل جزءًا مهمًا من الجهاز المناعي في الجسم .
اقرأ أيضًا”هل يشفى مريض سرطان الرئة؟”
ما هي أسباب الإصابة بسرطان الدم؟
لا يوجد سبب محدد للوكيميا حيث أنها تحدث عندما يتغير الحمض النووي لخلية واحدة في نخاع العظم مما يجعلها تستمر في التكاثر بدون انضباط، وفيما يلي سنذكر عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الدم:
- الخضوع لعلاج السرطان في السابق سواء العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
- التدخين.
- النوع (الذكور أكثر عرضة من النساء).
- العمر من 65-74 عامًا.
- العرق القوقازي أو الأبيض.
- التعرض للمواد الكيميائية الصناعية بما في ذلك، منتجات البنزين والفورمالديهايد.
- بعض الاضطرابات الوراثية مثل الورم العصبي الليفي، ومتلازمة كلاينفيلتر، وشواخمان-دايموند، وداون.
- التعرض للإشعاع عالي الطاقة مثل انفجارات القنابل الذرية، والتعرض المكثف للمجالات الكهرومغناطيسية لفترات طويلة، مثل العيش بالقرب من خطوط الكهرباء.
- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الدم.
- وجود إصابة باضطرابات الدم بما في ذلك اضطرابات التكاثر النقوي المزمن مثل، كثرة الحمر الحقيقية، والتليف النقوي مجهول السبب، وكثرة الصفيحات الأساسية.
أعراض سرطان الدم
قد تختلف علامات أو أعراض اللوكيميا اعتمادًا على نوع المرض حاد أو مزمن، فقد يتسبب النوع الحاد في علامات مشابهة لأعراض الأنفلونزا، وتظهر فجأة خلال أيام أو أسابيع، بينما لا يتسبب النوع المزمن في أي أعراض على الإطلاق أو تتطور تدريجيًا فقط يشعر المريض أنه ليس على ما يرام، ووغالبًا ما يتم اكتشاف المرض أثناء فحص الدم الروتيني (لأنها تسبب ارتفاعات خفيفة في عدد خلايا الدم البيضاء، أو انخفاضات خفيفة في خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية)، وفيما يلي سنوضح ذلك:
أعراض سرطان الدم المبكرة
تشمل أعراض سرطان الدم عند النساء الشائعة ما يلي:
- الشعور بالتعب.
- فقدان الشهية.
- آلام في العظام والمفاصل.
- الصداع.
- الحمى.
- القشعريرة.
- فقدان الوزن دون قصد.
- التعرق الليلي.
- آلام في البطن.
- بقع حمراء صغيرة تحت الجلد.
كما تشمل تشمل أعراض اللوكيميا الحادة غير الشائعة: القيء وآلام في الذراعين أو الساقين أو الوركين وشحوب الجلد وتورم اللثة أو الغدد الليمفاوية وتضخم الطحال أو الكبد.
أعراض سرطان الدم المتأخرة
- قد تشمل أعراض اللوكيميا المزمنة ما يلي:ارتفاعات خفيفة في عدد خلايا الدم البيضاء، أو انخفاضات طفيفة في خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
- أعراض سرطان الدم على الجلد في سرطانات الدم الجلدية بما في ذلك، آفات جلدية مع حكة شديدة والتهابات بسبب انخفاض الاستجابة المناعية، وبقع حمراء صغيرة، وطفح جلدي، وتقرحات الفم وتورم اللثة، وكدمات ونزيف بسهولة، وتغيرات في لون الجلد.
- الشعور بالتعب، وضيق التنفس.
- انخفاض الشهية، وفقدان الوزن.
- تضخم الطحال أو الغدد الليمفاوية.
- الالتهابات المتكررة أو المزمنة في مناطق مثل الجلد أو الرئتين أو الكلى خاصة في سرطان الدم النقوي المزمن.
اقرأ أيضًا”: سرطان الفم المبكرة ”
هل اللوكيميا مرض مميت
في المتوسط، يبلغ معدل البقاء الإجمالي لمدة خمس سنوات للبالغين المصابين بسرطان الدم أكثر من 66%، ومع ذلك، تختلف هذه الإحصائيات بشكل كبير وفقًا للنوع الفرعي المحدد للمرض، كالتالي:
- سرطان الدم الليمفاوي الحاد 72.1%.
- سرطان الدم النخاعي الحاد 29.8%.
- سرطان الدم الليمفاوي المزمن 88%.
نسبة الشفاء من سرطان الدم
مع أنظمة العلاج الحالية، يمكن أن يشفى تمامًا 80-90% من المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، ويعود حوالي نصف هؤلاء الأشخاص إلى الانتكاس، بينما يصل حوالي 40-50% من المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد إلى مرحلة الشفاء التام ولا يعودون إلى الانتكاس.
كيفية تشخيص سرطان الدم
غالبًا ما يفشل الأطباء في تشخيص سرطان الدم المزمن، حيث لا تظهر عليه أي أعراض حتى يبدأ المرض في التقدم، وقد تكون العديد من أعراض سرطان الدم أعراضًا لأمراض أخرى، بما في ذلك، الانفلونزا، وفقر الدم، والحمى، واضطرابات النزيف، والبرفرية المناعية قليلة الصفائح الدموية، وداء المثقبيات، ومتلازمة التكاثر اللمفي المناعي الذاتي، مما يؤدي إلى عدد كبير من التشخيصات الخاطئة والسماح للسرطان بالانتشار، لذلك، يجب إدراك الفرق بين أعراض سرطان الدم وأعراض الأمراض الأخرى من خلال:
- تقييم التاريخ المرضي والعائلي الكامل للمريض بحثًا عن عوامل الخطر.
- الفحص البدني للكشف عن الأعراض من خلال فحص الجلد والغدد الليمفاوية المتضخمة والطحال أو الكبد المتضخم واللثة بحثًا عن النزيف والتورم.
- فحص الدم الكامل.
- فحص تركيب خلايا الدم.
- خزعة نخاع العظم من خلال إدخال إبرة طويلة في نخاع العظم في عظم الحوض لسحب السوائل وفحصها تحديد النسبة المئوية للخلايا غير الطبيعية في نخاع العظم.
- التصوير بالأشعة السينية للصدر أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من انتشار السرطان إلى العظام أو الأعضاء الأخرى.
- البزل القطني للتحقق من مدى انتشار السرطان إلى السائل الشوكي المحيط بالدماغ والحبل الشوكي .
علاج سرطان الدم
يعتمد تحديد العلاج على نوع سرطان الدم والأعراض الموجودة، وقد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- المراقبة النشطة في حالة سرطانات الدم البطيئة التطور حيث لن يبدأ العلاج إلا إذا لزم الأمر.
- العلاج الكيميائي: لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو ويشمل ذلك، الأدوية عن طريق التنقيط في الوريد، أو على شكل قرص تبتلعه أو عن طريق الحقن تحت الجلد.
- العلاجات المستهدفة بما في ذلك، العلاجات البيولوجية أو العلاج المناعي، والتي تستخدم بمفردها أو مع العلاج الكيميائي، وتشمل ريتوكسيماب ومثبطات التيروزين كيناز (TKIs).
- زرع الخلايا الجذعية المأخوذة من جسم المريض أو متبرع بعد تناول جرعات عالية من العلاج الكيميائي لقتل الخلايا غير الطبيعية في نخاع العظم أو العقد الليمفاوية.
اقرأ أيضًا”: أعراض سرطان عنق الرحم”
الوقاية والتقليل من خطر الإصابة بسرطان الدم
حتى الآن لا يوجد سبب محدد للإصابة باللوكيميا، لذلك من الأفضل دائمًا اتباع طرق الوقاية من سرطان الدم وتعديل نمط الحياة، كالتالي:
- تجنب استخدام أي منتجات تبغ.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم.
- تقليل التعرض للمبيدات الحشرية.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات ومنخفض اللحوم المصنعة.
- تجنب التعرض للبنزين والفورمالديهايد.
الأسئلة الشائعة:
هل سرطان الدم معدي؟
سرطان الدم ليس معديًا، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأشياء في البيئة قد تلعب دورًا في الإصابة بهذا النوع من السرطان.
متى تبدأ أعراض سرطان الدم بالظهور؟
يعتمد ذلك على نوع السرطان؛ فقد يسبب سرطان الدم الحاد علامات وأعراضًا مشابهة لأعراض الأنفلونزا تظهر فجأة خلال أيام أو أسابيع، بينما يسبب سرطان الدم المزمن أعراضًا قليلة فقط أو لا يسبب أي أعراض على الإطلاق، وعادة ما تتطور تدريجيًا.
كيف أعرف أني لدي سرطان الدم؟
تشمل الأعراض الرئيسية لسرطان الدم، التعب وشحوب البشرة، والضعف وضيق التنفس، والالتهابات المتكررة في الفم والحلق، والحمى، والتعرق، والسعال، والجروح، والدمامل، وزيادة الكدمات والنزيف.
هل هناك أنواع مختلفة من سرطان الدم؟
يوجد أربعة أنواع رئيسية من سرطان الدم، سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)، وسرطان الدم النقوي الحاد (AML)، وسرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، سرطان الدم النقوي المزمن (CML).
متى يجب أن أذهب للطبيب إذا شعرت بالأعراض؟
يجب استشارة الطبيب في حالة ظهور علامات أو أعراض مستمرة، فغالبًا ما تكون أعراض سرطان الدم غامضة وغير محددة، وقد يتم تجاهلها في البداية لأنها قد تشبه أعراض الأنفلونزا وأمراض شائعة أخرى، لذلك، اذهب للطبيب إذا استمرت نزلة البرد لأكثر من 10 أيام.
لا يوجد تعليقات