في اكتشاف قد يغير المفاهيم الغذائية السائدة، توصل فريق من العلماء في الولايات المتحدة إلى نتائج لافتة حول الدور المحتمل للحوم الحمراء في دعم الصحة العقلية وتوازن النظام البيئي الدقيق في الأمعاء، المعروف بالميكروبيوم.
علاقة غير متوقعة بين استهلاك اللحوم ومكافحة الاكتئاب
كشفت أبحاث قُدمت ضمن فعاليات مؤتمر “التغذية 2025” المرموق، والذي تنظمه الجمعية الأمريكية للتغذية، أن الأفراد الذين يدمجون استهلاكًا معتدلًا للحوم الحمراء ضمن نمط غذائي صحي ومتكامل، أظهروا انخفاضًا ملحوظًا في احتمالية الإصابة بأعراض الاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية، مما يفتح الباب أمام فهم أعمق لتأثير الغذاء على الحالة المزاجية.
فيتامين B12 وزنك.. كيف تغذي اللحوم الحمراء دماغك وأمعاءك؟
يعزو الباحثون هذا التأثير الإيجابي إلى عاملين رئيسيين، أولهما هو أن اللحوم الحمراء تعد مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية الحيوية لوظائف الدماغ، وأبرزها:
أما العامل الثاني، فيتمثل في التحولات الإيجابية التي لوحظت في تنوع وثراء بكتيريا الأمعاء لدى المشاركين، وهو ما يدعم بقوة نظرية “محور الأمعاء-الدماغ” التي تربط بين صحة الميكروبيوم والاستقرار النفسي.
ليست اللحوم وحدها.. الدراسة تؤكد: جودة نظامك الغذائي هي الأهم
استندت هذه الخلاصات إلى تحليل بيانات ضخمة من “مشروع الأمعاء الأمريكي”، شملت عينة من 4915 شخصًا بالغًا، حيث تم تصنيفهم في أربع فئات مختلفة بناءً على أنماطهم الغذائية، وقد كانت الرسالة الأهم التي شدد عليها الباحثون هي أن جودة النظام الغذائي الكلي هي العامل الحاسم في تعزيز الصحة، وليس التركيز على استبعاد أو تجنب أصناف غذائية معينة بعينها.
رسالة الخبراء: لا تشيطنوا طعاماً.. التوازن هو أساس الصحة النفسية
في نهاية المطاف، تؤكد الدراسة على أن التركيز يجب أن ينصب على بناء نظام غذائي شامل ومتوازن يعزز الصحة الجسدية والنفسية معًا، ويدعم بيئة ميكروبية صحية في الأمعاء، بدلاً من شيطنة مكونات غذائية محددة.
لا يوجد تعليقات