عملية تكميم وتصغير المعدة بالمنظار واحدة من أشهر جراحات السمنة المستخدمة في السنوات الأخيرة نظرًا لفرص نجاحها الكبيرة كما أن مخاطر عملية تكميم المعدة مقارنة بالعمليات الأخرى للسمنة تعتبر ضعيفة.
ما هي عملية تكميم المعدة؟
عملية تكميم المعدة هي إجراء جراحي لتقليص حجم المعدة، تستخدم لعلاج السمنة المفرطة بشكل فعال، تهدف العملية إلى تحويل المعدة إلى شكل أشبه بالموزة عن طريق إزالة جزء منها، مما يقلل من سعتها لاستيعاب الطعام.
يعمل هذا الإجراء على خفض الوزن من خلال تقليل الشهية والحد من كمية الطعام التي يمكن للشخص تناولها، مما يسهم في الشعور بالشبع بشكل أسرع وبالتالي تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة.
رغم أن عملية التكميم تعتبر جراحة معقدة قد تتطلب فترة تعاف، إلا أنها أثبتت فعالية كبيرة في مساعدة الأفراد على فقدان الوزن الزائد وتحسين حالتهم الصحية بشكل ملحوظ أكثر من العمليات الأخرى مثل تدبيس المعدة وعملية طي معدة وعملية ربط المعدة.
ومع ذلك، من الضروري أن يكون المرضى على دراية بالتغيرات الجسدية والنفسية المحتملة بعد العملية، والتي من الوارد جدًا أن تؤثر على مزاجهم وحالتهم العامة.
اقرأ أيضًا: تكميم المعدة بدون جراحة و اسباب الوفاه
المخاطر المحتملة لعملية تكميم المعدة
تتضمن عملية تكميم المعدة مجموعة من الآثار الجانبية المحتملة التي يجب أخذها بعين الاعتبار وفيما يلي بعض من مخاطر عملية تكميم المعدة :
- حصوات المرارة: تعتبر حصوات المرارة من المضاعفات الشائعة بعد إجراء تكميم المعدة، حيث تحدث نتيجة فقدان الوزن السريع، تشير الدراسات إلى أن حوالي 50% من المرضى قد يصابون بحصوات غير ضارة في المرارة لكن قد تسبب هذه الحصوات بعض الأعراض مثل الغثيان، القيء وغيرهم مما يستدعي أحيانًا إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة.
- الإمساك: يعتبر الإمساك من المشكلات الشائعة التي قد تواجه المرضى بعد تكميم المعدة، كما يظهر أيضًا بعد عمليات إنقاص الوزن الأخرى، من المهم تجنب الأطعمة التي قد تزيد من الإمساك، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية مثل الميتاموسيل (Metamucil) للتخفيف من هذه الحالة.
- متلازمة الإغراق: تزيد عملية تكميم المعدة من احتمالية الإصابة بمتلازمة الإغراق، وهي حالة تحدث نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسكر بعد الجراحة، غالباً ما تكون المشروبات الغازية أو شرب العصائر السكرية هي بالفعل السبب الرئيسي في دفع هذه الأطعمة بسرعة عبر المعدة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة مثل القيء، والغثيان، والضعف العام.
- الالتهابات والمضاعفات الجراحية: قد يتعرض الجرح الناتج عن العملية لالتهاب يمكن أن يستمر لثلاثة أسابيع على الأقل. تشمل أعراض التهاب الجروح إفرازات صديدية، واحمرار في المنطقة المصابة، بالإضافة إلى الشعور بالحرارة والألم. يمكن علاج هذا الالتهاب باستخدام المضادات الحيوية، وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء جراحة إضافية.
- ندوب جلدية: تجدر الإشارة كذلك إلى أن جراحة تكميم المعدة قد تترك وراءها ندوباً جلدية أو تؤدي إلى تدلي الجلد.
- تغييرات في شكل البراز: تعتبر التغيرات في شكل البراز من الأضرار المحتملة لعملية تكميم المعدة، حيث قد يلاحظ المريض وجود نزيف، مما يظهر البراز بلون أحمر أو أسود قاتم.

سبب نقص الفيتامينات والمعادن بعد التكميم
تتجاوز مخاطر عملية تكميم المعدة مجرد تقليل أنواع الأطعمة المتاحة، حيث تؤثر أيضًا على كمية الطعام التي يمكن تناولها، يمكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية، مما يستدعي تعاون المريض مع اختصاصي تغذية لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة من النظام الغذائي، قد يتضمن ذلك تناول بعض المكملات الغذائية الأساسية مثل الحديد، والكالسيوم، وكذلك فيتامين ب لتجنب الدخول في مخاطر عملية تكميم المعدة الكبرى.
ما سبب تمدد المعدة بعد عملية التكميم؟
بعد عملية التكميم، من الطبيعي أن يحدث تمدد طفيف للمعدة، إلا أن الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن أمر بالغ الأهمية، فإمكانية تمدد المعدة بشكل مفرط بعد التكميم واردة، خاصةً في حالة الإفراط في تناول الطعام بكميات كبيرة وعدم الالتزام بالحمية الغذائية الموصى بها، مما يؤدي إلى عودة الوزن الزائد.
كيفية توسع المعدة بعد التكميم
تتسم المعدة بقدرتها الطبيعية على التمدد، حيث تتكون جدرانها من طيات وأنسجة تتكيف مع حجم الطعام الداخل إليها، عند تكرار الإفراط في الأكل على فترات متقاربة، يحدث تمدد تدريجي للمعدة لتستوعب كميات الطعام المتزايدة.
تبدأ الإشارات العصبية التي ترسلها المعدة إلى الدماغ، بهدف تحفيز إفراز الإنزيمات الهاضمة، بالانحراف عن مسارها الطبيعي؛ فقد ترسل إشارات حين تكون المعدة ممتلئة جزئيًا أو قد تتوقف الإشارات تمامًا رغم امتلاء المعدة، مما يؤدي إلى تحفيز إفراز هرمون الجريلين (Ghrelin) وزيادة الرغبة في تناول المزيد من السعرات الحرارية.
اقرأ أيضًا: الكبسولة الذكية للتنحيف
مخاطر التخدير في عملية تكميم المعدة

يعتبر التخدير العام إجراءً آمنًا بشكل عام، إلا أنه قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية المحتملة، بينما قد يمر البعض دون مواجهة أي آثار تذكر، قد يعاني آخرون من بعض مخاطر عملية تكميم المعدة المرتبطة بالتخدير والتي تظهر غالبًا فور انتهاء التخدير وتختفي خلال فترة قصيرة، من أبرز هذه الآثار الجانبية:
- الارتباك المؤقت وفقدان الذاكرة.
- الغثيان والاستفراغ.
- ظهور كدمات.
- الدوخة.
- صعوبة التبول.
- التهاب الحلق بسبب استخدام أنبوب التنفس.
- رد فعل تحسسي تجاه مادة التخدير.
- الارتعاش والشعور بالبرد.
تعتبر هذه الأعراض عادة مؤقتة وسرعان ما تتلاشى.
الآثار الجانبية النفسية بعد تكميم المعدة
يعاني الكثير من المصابين بالسمنة من تحديات صحية ونفسية، حيث تشير الأبحاث إلى وجود ارتباط وثيق بين السمنة والاكتئاب، ويعد الاكتئاب أحد مخاطر عملية تكميم المعدة التي قد تظهر بعد إجراء العملية نتيجة لعوامل متعددة، تشمل هذه العوامل ما يلي:
- المشاعر السلبية والأفكار المتعلقة بالمظهر الجسدي، حيث يمكن أن تؤدي المخاوف حول الشكل الخارجي إلى تدهور الحالة النفسية.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيير المفاجئ في النظام الغذائي والقيود على كمية الطعام المستهلكة قد يسهم في انخفاض المزاج والشعور بالحزن.
- كما يمكن لفقدان الوزن السريع والتغيرات الجسدية المفاجئة أن تؤثر سلبًا على الثقة بالنفس وتزيد من التوتر النفسي.
للتغلب على الاكتئاب بعد عملية التكميم، ينصح بالحصول على دعم نفسي واجتماعي من العائلة والأصدقاء والمختصين، إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن، وكذلك تحسين جودة النوم، ومحاولة استخدام تقنيات الاسترخاء للمساعدة في التخفيف من الأعراض النفسية.
كيفية تقليل مخاطر عملية تكميم المعدة
بعد عملية التكميم، يصبح الحفاظ على نمط حياة صحي ضرورة أساسية لتعزيز الصحة العامة وتحسين الحالة النفسية والعاطفية، وفيما يلي مجموعة من النصائح المهمة لضمان الاستمرار في هذا النمط الصحي:
- اتباع نظام غذائي متوازن: ينصح بتناول وجبات صغيرة على فترات منتظمة خلال اليوم، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضروات وكذلك البروتينات، هذه الخيارات الغذائية تساعد في تعزيز الشعور بالشبع وتحد من الرغبة المفرطة في تناول الطعام.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: يعد النشاط البدني جزءًا أساسيًا من الحفاظ على نمط حياة صحي بعد التكميم، يمكن البدء بتمارين بسيطة كالمشي أو ركوب الدراجة، ومن ثم زيادة مستوى النشاط تدريجيًا لتعزيز اللياقة البدنية والمحافظة على الوزن المثالي.
- الحصول على نوم كافٍ ومريح: يعد النوم الجيد ضروريًا للحفاظ على الصحة العامة وتجنب الشعور بالإرهاق والتعب، يجب الحرص على تخصيص وقت كاف للنوم ليلاً لتحسين جودة الحياة.
- إدارة الضغوط النفسية بفعالية: يمكن للتوتر أن يؤثر سلبًا على الحالة النفسية والعاطفية، لذا من الضروري تعلم تقنيات فعالة للتخفيف من الضغوط، مثل ممارسة التأمل، التنفس العميق، أو قراءة الكتب.
- الاهتمام بالاحتياجات النفسية: ينبغي تخصيص وقت للأنشطة التي تساعد على الاسترخاء وتحقيق الراحة النفسية، مثل ممارسة الهوايات المفضلة، الاستماع إلى الموسيقى، وقضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء والعائلة لتعزيز الشعور بالراحة والرفاهية.
لا يوجد تعليقات