متلازمة النوم المتواصل أو متلازمة كلاين ليفين (KLS)، اضطراب عصبي نادر، غالبًا ما يؤثر على الذكور في مرحلة المراهقة، ويتميز بنوبات متقطعة من النوم لفترات طويلة قد تصل حتى 20 ساعة، مما يمنع الشخص من الاستيقاظ خلال النهار ويسبب العديد من التغيرات السلوكية، بدون سبب واضح، وعادةً ما تختفي الأعراض وحدها دون علاج مع تقدم العمر.
وفي مقالنا، سنوضح ما هو هذا الاضطراب، وأسباب حدوثه وأعراضه، وطرق التشخيص والعلاج، ومدى خطورتها، والفرق بينها وبين اضطرابات النوم الأخرى، فتابعوا القراءة.
ما هي متلازمة النوم المتواصل؟
متلازمة النوم المتواصل المعروفة بمتلازمة كلاين ليفين أو الجمال النائم، هي أحد اضطرابات النوم النادرة التي تصيب 1 من بين مليون شخص حول العالم، عادةً في أوائل مرحلة المراهقة، بنوبات متكررة من فرط النوم (16-20 ساعة)، تستمر من 1-3 أسابيع، وغالبًا ما تكون مصحوبة باضطرابات سلوكية بما في ذلك، شراهة في الأكل، وفقدان السيطرة الجنسية.
عادة ما تظهر معظم الإصابات (81% من الحالات) بهذا الاضطراب في العقد الثاني من العمر، ونادرًا ما تظهر أولى النوبات بعد سن الثلاثين.
قد تتناوب هذه النوبات بين فترات نوم وسلوك طبيعيين يستمران لأشهر وسنوات وخالية من الأعراض، وقد تكون النوبات شديدة مما يمنع الشخص من الذهاب إلى العمل أو القيام بأي شيء.
أسباب متلازمة النوم المتواصل عند الكبار والصغار
لا يوجد سبب معروف للإصابة باضطراب كلاين ليفين لدى الكبار والصغار، وقد تزيد عدة عوامل من خطر الإصابة به بما في ذلك:
- إصابة في منطقة ما تحت المهاد، في الدماغ التي تتحكم في النوم والشهية ودرجة حرارة الجسم، بسبب السقوط أو ارتطام الرأس.
- الإصابة بعدوى مثل الإنفلونزا أو غيرها من الأمراض الفيروسية، مما قد يتسبب في اضطرابات المناعة الذاتية.
- الوراثة، حيث يصيب الاضطراب أكثر من شخص واحد في العائلة.
- التعرض للعوامل البيئية، مثل التوتر أو الضغط أو تغيرات أنماط النوم.
- عوامل نمط الحياة، بما في ذلك أنماط النوم غير المنتظمة، والتوتر المفرط، والمجهود البدني الزائد، والعادات الغذائية السيئة، مثل زيادة تناول السكر أو المنبهات.
- تعاطي المخدرات والكحول.
- العمر: غالبًا ما يؤثر الاضطراب على المراهقين والشباب، حيث تحدث معظم الحالات بين سن 15 و25 عامًا.
- الجنس: الذكور أكثر إصابة مقارنة بالإناث.
- وجود تاريخ من اضطرابات النوم أو الحالات النفسية.
اقرأ أيضا”متلازمة هنتر (Hunter syndrome): 18 عرضًا يُنذر بالإصابة تظهر بين عمر 18 شهرًا و4 سنوات ”
أعراض متلازمة النوم المتواصل الجسدية والنفسية

قد لا يعاني المصابون بمتلازمة النوم المتواصل من أي أعراض بين النوبات وقد تستمر أعراض النوبات لبضعة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر عند ظهورها، وقد تكون مختلفة في الشدة والمدة من شخص لآخر، وغالبًا ما يصاب الشخص المصاب بـ 20 نوبة في المتوسط خلال حياته، وقد تشمل أعراض النوبات ما يلي:
الأعراض الجسدية لمتلازمة كلاين ليفين
تشمل ما يلي:
- النعاس المفرط لمدة تتراوح بين 18 إلى 20 ساعة يوميًا أثناء النوبات، والاستيقاظ لفترات قصيرة فقط.
- الشعور بالتعب الشديد والخمول، مما يجعل الشخص عاجزًا عن مغادرة الفراش إلا للذهاب إلى الحمام أو تناول الطعام.
- زيادة الشهية مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإفراط في تناول الطعام.
الأعراض النفسية لمتلازمة النوم المتواصل
قد تشمل ما يلي:
- الهلوسة.
- اللامبالاة.
- صعوبة في تذكر ما يحدث أثناء النوبة.
- الشعور بالتوهان أو الارتباك.
- التهيج المستمر.
- السلوك الطفولي وتقلبات المزاج.
- الرغبة الجنسية المفرطة.
- ضعف الإدراك وصعوبة في التركيز ومشاكل في الذاكرة وفقدان الاتجاه.
- القلق أو الإكتئاب .
كيف يتم تشخيص متلازمة النوم المتواصل؟
قد يكون من الصعب تشخيص اضطراب النوم المتواصل بسبب وجود الأعراض النفسية المشابهة للعديد من الحالات الأخرى، مما قد يستغرق 4 أعوام لتأكيد التشخيص، واستبعاد الحالات الأخرى التي تسبب نفس الأعراض الجسدية مثل داء السكري وقصور الغدة الدرقية الأورام والالتهابات والعدوى واضطرابات النوم الأخرى والحالات العصبية، مثل التصلب اللويحي، من خلال الفحص البدني الشامل وإجراء عدة اختبارات بما في ذلك:
- فحوصات الدم.
- اختبارات الذاكرة.
- دراسات النوم.
- فحوصات التصوير بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس.
- تقييم الصحة النفسية لاستبعاد الاكتئاب الحاد أو اضطراب المزاج الأخرى.
اقرأ أيضا”متلازمة مارفان: 7 طرق لتشخيص الحالة بدقة.. دليلك الشامل لمعرفة الأعراض والأسباب ”
علاج متلازمة النوم المتواصل

لا يوجد علاج نهائي لاضطراب النوم المتواصل، وقد تساعد بعض العلاجات في تخفيف الأعراض والبقاء مستيقظًا ومنع حدوث نوبات مستقبلية، بما في ذلك:
الأدوية اللازمة لعلاج متلازمة كلاين ليفين
قد تشمل ما يلي:
- الليثيوم والكاربامازيبين للحد من تكرار النوبات.
- الستيرويدات الوريدية لتقليل مدة النوبات المطولة التي تزيد عن 30 يومًا.
- المنشطات مثل الأمفيتامينات وميثيلفينيديت ومودافينيل لتحفيز الاستيقاظ ومنع النعاس.
العلاجات النفسية لمتلازمة كلاين ليفين
قد يقترح الطبيب المختص الخضوع لجلسات من العلاجات النفسية والسلوكية لعلاج ومتابعة التغييرات في السلوك، والرغبة الجنسية المفرطة، والقلق والاكتئاب.
الرعاية الداعمة
قد يساعد اتباع بعض النصائح في دعم صحة المصابين خلال حدوث النوبات بما في ذلك:
- توفير بيئة مريحة وآمنة.
- تأخير أو تأجيل المدرسة والأنشطة الأخرى حتى انتهاء النوبة.
- منع المريض من تشغيل المركبات أو الآلات الثقيلة.
- مراقبة أعراض القلق والاكتئاب.
- الحفاظ على روتين نوم ثابت بين النوبات.
- تجنب الكحول.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب إذا كنت مصاب بأعراض اضطراب النوم المتواصل في أقرب وقت لفهم الحالة ومساعدتك في العلاج، كما يجب استشارته فورًا في الحالات الخطيرة بما في ذلك:
- زيادة أعراض القلق أو الاكتئاب.
- الشعور بالعجز.
- ظهور أفكار انتحارية.
- زيادة الارتباك أو الانفصال عن الواقع.
اقرأ أيضا”ما هي متلازمة توريت؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج الفعّالة ”
هل متلازمة النوم المتواصل خطيرة؟
عادة ما تقل وتيرة وشدة نوبات متلازمة النوم المتواصل وتختفي تلقائيًا مع مرور الوقت، ومع ذلك، قد يتسبب عدم علاج النوبات في مضاعفات خطيرة بما في ذلك، خلل الإدراك، وتدهور العلاقات الاجتماعية، وتعطيل الحياة اليومية ومواجهة صعوبات في العمل وانخفاض الإنتاجية وتراجع الأداء الدراسي.
هل يمكن علاجها نهائيًا؟
لا يوجد علاج لمتلازمة النوم المتواصل، ومع ذلك، تتوفر أدوية لتخفيف الأعراض بما في ذلك تناول المنشطات والمنبهات لتقليل النعاس المفرط.
ما الفرق بينها وبين مرض النوم القهري
تختلف متلازمة النوم المستمر عن مرض النوم القهري، في أنها تسبب في فترات متقطعة من النعاس الشديد والتغيرات المعرفية والسلوكية وفرط الأكل فقط وعادة ما ينام الشخص بسرعة، بينما يسبب النوم القهري شلل النوم، أو الخدار وضعف العضلات المفاجئ، واضطراب التنفس أثناء النوم والهلوسة الواضحة، وفقدان القدرة على التحكم في العضلات لفترة قصيرة أثناء فترات الاستيقاظ، وعند النوم يدخل الشخص في مرحلة حركة العين السريعة مباشرة بدون المرور بمراحل الأخرى.
لا يوجد تعليقات