علاج صعوبات التعلم

علاج صعوبات التعلم


في الواقع، إن صعوبات التعلم التي قد يواجهها الأطفال من الممكن أن تمثل عبء كبير للغاية على الآباء لذلك من المهم اللجوء لمعرفة طرق وأساليب علاج صعوبات التعلم على الفور بمجرد التأكد من أن طفلك يعاني منها.

ما هي صعوبات التعلم؟

صعوبات التعلم هي حالات تؤثر بشكل عميق على قدرة الفرد على استيعاب المعلومات من خلال التعليم التقليدي، هذه الصعوبات قد تعيق تطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، بالإضافة إلى تأثيرها على الذاكرة والتركيز والتنظيم.

الأطفال أو البالغين الذين يعانون من صعوبات التعلم قد يحتاجون إلى وقت إضافي لإكمال المهام الدراسية، وغالبًا ما يمكنهم الاستفادة من استراتيجيات تعليمية متخصصة سواء في المدرسة أو المنزل، تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام مواد تعليمية بخطوط واضحة أو الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر لتدوين الملاحظات، مما يسهم في تجاوز العقبات التي يواجهونها.

بما أن صعوبات التعلم لا يمكن علاجها، فإن آثارها تمتد لتؤثر على أداء الفرد في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك النواحي الأكاديمية، المهنية، والاجتماعية، يشار إلى هذه الصعوبات أحيانًا بمصطلحات مثل “معوقات التعلم” أو “إعاقات التعلم”، ويتفاوت تأثيرها من شخص لآخر، ومع ذلك، يمكن أن تحدث هذه الصعوبات تأثيرًا عميقًا على صورة الذات لدى الأفراد، إذ أن استخدام مصطلح “الإعاقة” يوحي بأنهم أقل قدرة من أقرانهم، مما يعزز شعورهم بالحرمان المستمر.

أنواع صعوبات التعلم الشائعة
أنواع صعوبات التعلم الشائعة

اقرأ أيضًا: صعوبات التعلم

أنواع صعوبات التعلم الشائعة

تشير اضطرابات التعلم إلى مجموعة متنوعة من صعوبات التعلم المحددة، ومن أبرزها:

اضطراب المعالجة السمعية

المعروف أيضًا باسم اضطراب المعالجة السمعية المركزية، هو حالة تؤثر سلبًا على كيفية معالجة الصوت في الدماغ، دون وجود أي مشكلات في الأذن، يواجه الأفراد المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في تمييز الفروق الدقيقة بين الأصوات في الكلمات، حتى وإن كانت الأصوات واضحة ومسموعة، كما قد يجدون صعوبة في تحديد مصادر الأصوات، أو فهم ترتيبها، أو تجاهل الأصوات الخلفية المشتتة.

ضعف القدرة على حل المسائل الحسابية

يعتبر هذا الاضطراب إعاقة تعلم محددة تؤثر على قدرة الفرد في فهم الأرقام واستيعاب مفاهيم الرياضيات الأساسية، يعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من الاضطرابات من صعوبة في التعامل مع الرموز الرياضية، مما يؤدي إلى ضعف في حفظ وتنظيم الأرقام، كما يواجهون تحديات في معرفة الوقت وإجراء عمليات العد، مما يعوق تقدمهم في هذا المجال.

عسر الكتابة

يعد عسر الكتابة واحدة من إعاقات التعلم المحدودة والتي فيها يحدث تأثير على القدرة على الكتابة اليدوية والمهارات الحركية الدقيقة، يعاني الأفراد المصابون بهذه الحالة من مشكلات متعددة، تشمل: كتابة غير مقروءة على الإطلاق عما تباعد غير متناسق نوعًا ما بين الأسطر، ضعف وسوء في التهجئة، كما يواجهون صعوبات في كتابة الكلمات والتفكير أثناء الكتابة في الوقت ذاته.

اضطراب التعلم غير اللفظي

يتميز اضطراب التعلم غير اللفظي بتباين واضح بين المهارات اللفظية الضعيفة والمهارات الحركية، بالإضافة إلى نقص في المهارات البصرية، المكانية، والاجتماعية، غالبًا ما يواجه الأفراد المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في تفسير الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد، كما أنهم قد يعانون من ضعف في التنسيق الحركي.

اقرأ أيضًا: أبرز اعراض فرط الحركة عند الاطفال

أسباب صعوبات التعلم

أسباب صعوبات التعلم
أسباب صعوبات التعلم

السبب الرئيسي لصعوبات التعلم لا يزال غير معروف، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون نتيجة لمشكلات في نمو دماغ الطفل، والتي قد تحدث قبل الولادة، أثناء الولادة، أو بعد الولادة في مرحلة الطفولة المبكرة، كما توجد عدة عوامل خارجية قد تزيد من خطر تعرض الأطفال لصعوبات التعلم، منها:

  • مرض الأم خلال فترة الحمل.
  • حدوث مضاعفات أثناء الولادة تؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى دماغ الجنين.
  • الإصابة بأمراض معينة خلال فترات الطفولة المبكرة، ومنها التهاب السحايا.
  • بعض من العوامل الوراثية.

إلى جانب ما ذكر، هناك بعض الحالات الصحية التي قد تجعل الأطفال أكثر عرضة لصعوبات التعلم، وتشمل:

  • منهم الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون.
  • الحالات المصابة بالشلل الدماغي.
  • كذلك الأطفال الذين أصيبوا بالصرع أو التوحد.
  • التعرض من قبل لأي نوع من الإصابات الخطيرة في الرأس.
  • قد تؤثر بعض العوامل البيئية، منها استنشاق السموم، أو سوء التغذية.

اقرأ أيضًا: تشتت الانتباه

كيف يتم تشخيص صعوبات التعلم؟

وعن علامات صعوبات التعلم وكذلك الاختبارات المستخدمة لتحديد صعوبات التعلم للوصول للتشخيص النهائي فيجرى ما يلي:

  •  إجراء تقييم تربوي شامل لتحديد نقاط الضعف والقصور لدى الطالب، كما يجب إعداد تقرير مفصل عن الحالة الصحية للطالب للتأكد من عدم وجود إعاقات صحية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يجب تقييم ما إذا كان الطالب بحاجة إلى علاج طبي أو تربوي.
  • كما يتعين إجراء اختبارات معيارية مرجعية لتحديد مستوى أداء الطالب وقياس تحصيله الأكاديمي بدقة.
  • يتطلب تقييم أداء الطالب إجراء مقارنة مع أداء أقرانه من نفس العمر والصف الدراسي.
  •  ينبغي قياس أداء الطالب يوميًا ومن خلال الملاحظة المباشرة، مع تسجيل تقدمه في المهارات المحددة.
  • كما يجب إعداد تقرير شامل حول الخبرات السابقة للطالب، مع التركيز على مدى ملاءمتها لعمره الزمني.

استراتيجيات علاج صعوبات التعلم

علاج صعوبات التعلم عند المراهقين

إذا ثبت أن الطفل بالفعل يعاني من صعوبات محددة في التعلم، فقد يوصي الطبيب بإجراء واحدة من طرق علاج صعوبات التعلم عند الأطفال التالية للتغلب على هذه الصعوبات، ومنها:

استخدام تقنيات جديدة في التعليم

يمكن للمعلم المتخصص الذي يقوم بتدريس الطفل القراءة أو مادة الرياضيات، وغيرهم الاعتماد على أساليب جديدة للعمل على تعزيز مهاراته السلوكية والتعليمية والمساعدة في علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة عنده.

تسجيل الطفل في برنامج التعليم الفردي

تقدم بعض المدارس برامج تعليم فردي مصممة خصيصًا للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، حيث يساهم هذا النظام في تعزيز قدراتهم التعليمية وتحسين أدائهم الأكاديمي.

وضع الطفل في فصول دراسية خاصة

تعنى هذه الفصول بتوفير بيئة تعليمية تدعم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، حيث تشمل استراتيجيات مثل منحهم وقتًا إضافيًا لإنجاز الواجبات والامتحانات، أو السماح لهم بالجلوس بالقرب من المعلم لزيادة التركيز والانتباه، كما تتضمن استخدام برامج حاسوبية تدعم الكتابة، وتوفير معادلات رياضية بسيطة، أو نصوص صوتية تساعد في القراءة.

العلاج الوظيفي

يمكن أن يسهم العلاج الوظيفي في تحسين المهارات الحركية للطفل، مما يعزز قدراته الكتابية، بالإضافة إلى ذلك، يساعد معالج اللغة والنطق في معالجة المشكلات اللغوية التي قد يواجهها الطفل وهو بدوره ما يساعد في تحسين وعلاج صعوبات التعلم في الحفظ عنده.

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بوصف أدوية لعلاج الاكتئاب أو القلق الشديد، كما يمكن أن ينصح باستخدام أدوية خاصة بقصور الانتباه وفرط الحركة لتحسين أداء الطفل الأكاديمي.

مدة علاج صعوبات التعلم

تستمر صعوبات التعلم طوال حياة الفرد ولا تقتصر على مرحلة عمرية محددة، ولا تزول مع النمو، خلافًا لما كان يعتقده الناس قديمًا.

تجارب ناجحة في علاج صعوبات التعلم

كثير من الآباء يحتاجون لسماع تجارب الأمهات مع صعوبات التعلم والتعرف على قصص ملهمة لأطفال تم علاجهم بالفعل للحصول على الأمل والدافع الذي يشجعهم للاستمرار في طرق العلاج.

وكانت تجربة أحد الأمهات عند سؤالها على كيف تغلبت على صعوبات التعلم لدى طفلها قالت أن منذ مشاركة طفلها في الفصول الدراسية الخاصة لأطفال لديهم نفس الصعوبات قد ساعد ذلك في تطوير ثقة ابنها بنفسه ورغبته في التركيز بشكل أطول من ذي قبل وما زالت حتى الآن تتبع تلك الاستراتيجيات دون اللجوء لعلاج دوائي حتى الآن.

هل صعوبات التعلم تؤثر على الحياة اليومية؟

بالطبع نعم وذلك لكون الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم يحتاج وقتًا أطول من أقرانه لإنجاز المهام المطلوبة وهو ما يؤثر على حياته وحياة من حوله كذلك.

ما هي الموارد المتاحة لدعم علاج صعوبات التعلم؟

تشمل الطرق كلًا من العلاج الوظيفي الذي يتطلب كون الطفل متواجد في فصول دراسية مع أطفال لديهم نفس الصعوبات أو علاج دوائي من خلال أدوية علاج القلق.

هل يمكن الشفاء من صعوبات التعلم؟

نعم، من خلال اتباع الاستراتيجيات المحددة من قبل المعالج والاهتمام بالطفل والتحلي بالصبر تحظى بنتائج جيدة في النهاية.

هل يوجد علاج دوائي لصعوبات التعلم؟

نعم، قد تستخدم أدوية علاج القلق وعلاج فرط الانتباه لعلاج صعوبات التعلم لدى بعض الأطفال.

المصادر:

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً