المضادات الحيوية هي أدوية مهمة وتساعد على إنقاذ الحياة في العديد من الحالات، تعالج الالتهابات البكتيرية مثل التهاب الحلق والتهابات المسالك البولية، لكنها ليست مخصصة لكل الأمراض، ولا شك أن معرفة متى نحتاج إلى المضاد الحيوي ومتى يبدأ مفعوله في الجسم وكيفية استخدامه بشكل صحيح يمكن أن يساعد في الاستفادة من هذه الأدوية بأقل قدر من المخاطر.
وظيفة المضاد الحيوي
المضادات الحيوية هي أدوية تحارب العدوى البكتيرية، لكنها لا تعمل ضد العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا، البكتيريا عبارة عن جراثيم مجهرية تعيش داخل الجسم وعلى البشرة، هناك أنواع مفيدة من البكتيريا تساعد في الحفاظ على الصحة، وفي الوقت نفسه هناك بكتيريا ضارة تؤدي إلى العدوى والمرض، وتتراوح التأثيرات من عدوى خفيفة إلى عدوى شديدة تتطلب البقاء في المستشفى.
لهذا السبب تعد المضادات الحيوية مهمة للغاية، فهي قد تساعد على الشعور بتحسن وقد تنقذ حياتك في كثير من الأحيان، ومع ذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن استخدام المضادات الحيوية عندما لا تكون هناك حاجة إليها كما في حالة العدوى الفيروسية أو العدوى البكتيرية الخفيفة التي قد تزول من تلقاء نفسها قد يؤدي إلى آثار جانبية غير ضرورية ويساهم في المشكلة العالمية المتمثلة في مقاومة المضادات الحيوية.
يحتاج معظم الناس إلى المضادات الحيوية في مرحلة ما من حياتهم، وربما عدة مرات، يمكننا جني فوائد المضادات الحيوية باتباع تعليمات الطبيب المعالج حول متى تحتاج إليها وكيفية استخدامها، يمكن أيضًا معرفة كيفية عمل هذه الأدوية وما تعالج، قد يساعد الإلمام بهذه المعلومات على فهم ما يحدث داخل الجسم وكيف تؤدي المضادات الحيوية دورًا هامًا في العلاج.

العوامل التي تؤثر على سرعة مفعول المضاد الحيوي
هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على سرعة مفعول المضادات الحيوية والمدة التي تستغرقها حتى تبدأ في العمل وتكون فعالة في علاج العدوى، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- نوع العدوى التي يتم علاجها: قد تتطلب أنواع مختلفة من العدوى فترات مختلفة من العلاج بالمضادات الحيوية، قد تستجيب العدوى الخفيفة، مثل التهاب المسالك البولية، للعلاج بشكل أسرع من العدوى الأكثر شدة.
- نوع المضاد الحيوي الذي يتم استخدامه: تتطلب العدوى المختلفة علاجات مختلفة، حيث يعمل بعضها بشكل أسرع من غيرها.
- الصحة العامة للمريض: قد يستغرق الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو حالات صحية أساسية أخرى وقتًا أطول للاستجابة للعلاج مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة.
- التفاعلات الدوائية: يمكن أن تلعب تفاعلات الأدوية أيضًا دورًا، على سبيل المثال، يمكن لمكملات الكالسيوم أن ترتبط ببعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والفلوروكينولونات، مما قد يؤثر على مقدار المضاد الحيوي الذي يتم امتصاصه، وبالتالي يصبح أقل فعالية، يساعد فصل الكالسيوم عن المضادات الحيوية التتراسيكلين والفلوروكينولونات بحوالي ساعتين على منع حدوث هذا التفاعل.
- الطعام: يمكن أن يؤثر الطعام أيضًا في بعض الأحيان على كيفية امتصاص المضادات الحيوية بالسلب أو الإيجاب، يمكن للطعام إما أن يؤخر امتصاص المضاد الحيوي أو يزيد من تأثيره، اعتمادًا على الدواء.
قد يهمك: علاج التهاب اللوزتين: دليل شامل للعلاج في المنزل بالمضادات الحيوية
متى يبدأ مفعول المضاد الحيوي؟
المضاد الحيوي كم يحتاج من الوقت ليعمل؟ تبدأ المضادات الحيوية في العمل بعد فترة وجيزة من تلقي الجرعة الأولى، ولكن قد يستغرق الأمر من 24 إلى 72 ساعة (من يوم إلى ثلاثة أيام) حتى تبدأ في الشعور بالتحسن، فيما يلي متوسط المدة التي تستغرقها المضادات الحيوية حتى تبدأ في العمل:
- العدوى الخفيفة: 1-3 أيام
بالنسبة لمعظم الالتهابات الخفيفة، مثل التهاب الجيوب الأنفية، سوف تبدأ في الشعور بالتحسن في غضون 1-3 أيام من بدء العلاج بالمضادات الحيوية.
- العدوى المتوسطة إلى الشديدة: 3-7 أيام
في حالة العدوى الأكثر شدة، مثل الالتهاب الرئوي، والتي تندرج أيضًا ضمن هذه الفئة، يمكن ملاحظة بعض التحسنات في غضون 3 إلى 7 أيام، ومع ذلك، من المرجح أن تتطلب هذه العدوى الأكثر شدة دورة علاج أطول حتى يتم علاجها بالكامل.
- العدوى المزمنة: أطول من 7 أيام
قد تستغرق العدوى المزمنة، مثل عدوى العظام أو عدوى الجيوب الأنفية المزمنة، وقتًا أطول في العلاج مقارنة بالعدوى الأقل حدة، وقد تتطلب دورة علاج أطول لحلها تمامًا.
كم يستغرق المضاد الحيوي للقضاء على العدوى؟
تختلف مدة علاج العدوى بالمضادات الحيوية من حالة إلى أخرى، إذ يعتمد ذلك على نوع المضاد الحيوي الذي تستخدمه والمشكلة التي يعالجها، وبغض النظر عن الحالة، يجب على المريض الحصول على جرعة كاملة من المضادات الحيوية تمامًا كما وصفها الطبيب، حتى لو بدأ في الشعور بالتحسن في غضون أيام قليلة، لابد من استكمال الجرعة المتبقية من الدواء.
اقرأ أيضًا: سيبروفار CIPROFAR: دواعي الاستعمال، الجرعة، والآثار الجانبية الشائعة
أخطاء شائعة عند تناول المضادات الحيوية
إليك أشهر التصرفات الخاطئة التي يقع فيها الأشخاص في فترة العلاج بالمضاد الحيوي:
- عدم إكمال دورة العلاج: قد يؤدي إيقاف العلاج مبكرًا إلى تطور مقاومة المضادات الحيوية، مما قد يجعل المضاد الحيوي لا يعطي مفعوله، ويكون علاج الالتهابات المستقبلية أكثر صعوبة.
- عدم الالتزام بتوقيت المضاد الحيوي: يجب التأكد من أن الجسم يحتوي على مستوى ثابت من الدواء، والحصول على المضاد الحيوي في نفس التوقيت يوميًا، لضمان أن العلاج سيعمل بأكبر قدر ممكن من الفعالية.
- الإفراط في استعمال المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب: يوجد ارتباط بين الإفراط في المضادات الحيوية والاستجابة المناعية، حيث أن الإكثار في استعمال المضادات الحيوية دون ضرورة يؤثر سلبًا على مناعة الجسم.
- الاحتفاظ بما تبقى من المضاد الحيوي: في بعض الأحيان قد يصف الطبيب جرعة محددة من المضاد الحيوي ويتبقى كمية منه، ويلجأ البعض إلى الاحتفاظ بهذه الكمية من الدواء لاستخدامها مرة أخرى، وهذا تصرف خاطئ لأن المضاد الحيوي يفقد مفعوله.
- استخدام مضاد حيوي تم وصفه لشخص يعاني من نفس أعراضك: من الخطأ نوع استخدام المضاد الحيوي الذي تم وصفه لشخص آخر يعاني من نفس الأعراض التي تشعر بها، لأن الأعراض قد تتشابه ولكن من الممكن أن يختلف نوع البكتيريا المسببة للمرض.

متى يجب تغيير أو إيقاف المضاد الحيوي؟
متى يجب تغيير المضاد الحيوي؟ يُمنع تغيير المضاد الحيوي أو التوقف عنه دون استشارة الطبيب، في بعض الحالات قد يتخذ الطبيب قرارًا بتغيير المضاد الحيوي إذا لم يجد منه نتيجة مع الحالة المرضية، فقد تكون البكتيريا مقاومة لنوع المضاد الحيوي المستخدم، أيضًا في حالة ظهور أي أعراض جانبية قد يتخذ الطبيب القرار بإيقاف المضاد الحيوي وتغييره.
إليك: دواء أموكسيل لعلاج العدوى البكتيرية
متى يجب مراجعة الطبيب عند استخدام المضاد الحيوي؟
يجب مراجعة الطبيب أثناء العلاج بالمضادات الحيوية عند ظهور أي أعراض جانبية، مثل: الإسهال أو أي ردود فعل تحسسية مثل الحكة أو احمرار الجلد.
هل يمكن تناول مضادين حيويين معًا؟
نعم، في بعض الحالات يتبع الأطباء استراتيجية العلاج المركب ويصفون نوعين من المضادات الحيوية معًا، إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.
كم يومًا يستمر مفعول المضاد الحيوي بعد انتهاء الجرعة؟
مدة تأثير المضاد الحيوي بعد الحصول على آخر جرعة تتراوح من بضع ساعات إلى عدة أيام حسب الحالة.
هل يمكن إيقاف المضاد الحيوي إذا شعرت بالتحسن؟
لا يجب إيقاف المضاد الحيوي بعد الشعور بالتحسن دون إكمال العلاج بالكامل لتجنب مشكلة مقاومة المضادات الحيوية وهي مشكلة تحدث عندما تتكيف البكتيريا بحيث لا تستجيب للمضادات الحيوية التي كانت قادرة في السابق على التخلص منها.
هل المضاد الحيوي يتعب الجسم؟
نعم، قد يكون الشعور بالخمول والإرهاق من ضمن الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى ذلك فإن استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى إضعاف مناعة الجسم بسبب القضاء على البكتيريا النافعة والضارة معًا وبالتالي تزداد قابلية الشخص للتعب، ومن الضروري أن يحرص الأشخاص في فترة العلاج بالمضادات الحيوية على الحصول على الراحة اللازمة والاهتمام بالتغذية المتوازنة وشرب قدر كافٍ من الماء.
لا يوجد تعليقات