يعد مرض متلازمة رائحة السمك العفن أحد الأمراض التي تم معرفتها منذ فترة كبيرة، ولكن لم يكن لدى الأشخاص معلومات بشكل كافِِ بشأنها، فهي متلازمة تخص رائحة السمك واضطراب وراثي جيني نادر، يطلق عليه أيضًا ثلاثي الميثيل أمين يجعل الجسم غير قادرًا على أن يحلل ويفكك المادة الثلاثية بالجسم ويزيد مستوياته نظرًا لوجود طفرة داخل الجين المسؤول عن التنظيم لتكسير المادة الكيميائية التي لها رائحة تشبه السمك العفن، تتسبب تلك الطفرة بانبعاث الروائح الكريهة القوية والتي تكون في شكل سوائل الجسم المختلفة من التنفس البول العرق وكذلك سوائل الجهاز التناسلي.
مرض متلازمة رائحة السمك العفن
هل أنك سمعت يومًا بوجود مرض يطلق عليه متلازمة رائحة السمك، إذ أن هناك بعض الأشخاص يعانون منهم ولكن لم يكن لديهم المعرفة الكافية بشأن، فهو أحد الأمراض التي تؤدي إلى رائحة سيئة ليست مبررة تلازمهم بشكل دائم، وبالتالي تسبب إليهما الحرج.
ويعد هذا المرض اضطرابًا نادرًا يؤدي العجز الجسم عن عملية استقلاب المركب الثلاثي الميثيل أمين الذي يعد أحد المواد الكيميائية التي لها رائحة كريهة مثل السمك أو تشبه النفايات أو حتى البيض المتعفن أو البول، وذلك الخلل في الاستقلاب يؤدي لتراكم هذه المواد في الجسم وطرحها من خلال هواء الزفير أو العرق، ويتأثر بعض الأشخاص المصابين بتلك المتلازمة ويكون لديهم اكتئاب ورغبة تامة في الانعزال عن الأشخاص المحيطين نظرًا لوجود رائحة سيئة لديهم.
تاريخ اكتشاف متلازمة السمك العفن
أشارت التقارير بأن أول وصف سريري لهذا الاضطراب الأيضي الذي يطلق عليه متلازمة رائحة السمك يعود لعام 1970، وكان هذا من قبل شخص يدعى جيمس بمقال قد تم نشره بمجلة، وتعلقت تلك الحالة بطفل ذو ست أعوام والدته كانت دائمًا ما تشم رائحة غريبة صادرة منه، وعلى الرغم من أن ذلك المرض يعد نادرًا خلال هذا التوقيت إلا أنه قد تم الإبلاغ عن ما يقرب من 200 حالة خلال عام 2011، كان هناك أيضًا سيدات تبلغ من العمر 45 عامًا لها رائحة عرق تسبب الغثيان تشابه السمك الفاسد.
وذلك الاضطراب قد سمم حياتها الاجتماعية حوالي 20 عامًا وتتفاقم تلك الظاهرة عندما يتم استهلاك أطعمة منها الأسماك، وبالتالي قامت بانهائها من النظام الغذائي الخاص بها، وتم إرسال هذه السيدة لمستشفى في جامعة تورز، والفحص السريري لم يظهر وجود أي مشكلة، وهذا دفع الأطباء لاقتراح تشخيص مختلف متلازمة رائحة السمك التي عادةً تختصر في رائحة جسم كريهة، وهذه الحالة قام بالإبلاغ عنها فرانسوا مايو وزملائه من الأطباء في مركز الاستشفاء الإقليمي بمدينة طور داخل فرنسا، مع علماء الأحياء الجزيئية في مركز الاستشفاء الجامعي بمدينة ليل.
أعراض متلازمة رائحة السمك
بالطبع حتى يستطيع الأشخاص معرفة هل أن لديهم هذه المتلازمة أم لا فإن الأمر بحاجة إلى التعرف على الأعراض التي قد تم اكتشافه طبقًا لحالات هذا المرض المختلفة، وإليكم الأعراض وهي كالتالي:
- أولًا ظهور رائحة مشابهة لرائحة السمك الفاسد في العرق والبول والسوائل الجسدية والأنفاس.
- وجود التهاب كبد إذ أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم التهاب في الكبد لم يعالج هذه الحالة.
- توجد أيضًا الأعراض العصبية من ضعف في العضلات ووخز وتخدير.
- أيضًا يكن لدى الشخص أعراض نفسية من الاكتئاب القلق وكذلك انخفاض احترام الذات.
أسباب ثلاثي المثيل امين متلازمة رائحة السمك
الشيء الهام الآن هو التعرف على السبب الذي يؤدي إلى حدوث متلازمة رائحة السمك للأشخاص حتى يستطيع الجميع معرفة ذلك، وتجنب ما يمكن أن يؤدي لمثل هذه الأسباب وهي كالتالي:
- علاقة الجينات بمرض متلازمة السمك قوي جدًا وعادةِ يحول الإنزيم الثنائي إلى ثلاثي ميثيل الأمين ويستقلبه وبالتالي هنا بكتيريا الأمعاء تهضم البروتينات المتواجدة بالأطعمة ثم تحولها لمركبات عديمة الرائحة، وفي حالة الإصابة بتلك المتلازمة هذا الإنزيم لا يقوم بعمله بالشكل الصحيح على أكمل وجه، وذلك يسبب تراكم في هذا المركب داخل الجسم، وتظل رائحته كريهة تخرج من داخله على شكل افرازات في البول والعرق واللعاب، وفي بعض الأحيان يتعلق الأمر برائحة الفم الكريهة.
- النظام الغذائي إذ أن بعض الأشخاص يصابون بهذه المتلازمة نظرًا للإكثار من تناول البروتينات بالنظام الغذائي اليومي لهم، وبالأخص الأسماك البحرية، والبيض، وفول الصويا، والأطعمة التي بداخلها كولين والكبد والفاصوليا.
- وجود اختلال في وظائف الجسم هو أحد الأسباب التي تسبب المتلازمة وذلك عبر تواجد خلل في انزيمات الكلى والكبد بالأخص.
- وقد يكون العامل الوراثي سببًا في انتقال المتلازمة عبر الصفة الجينية من خلال سلالة الأجيال المتواجدين في العائلة، وإن لم يكن أي من الوالدين لديه متلازمة رائحة السمك أيضًا يمكن أن يصاب به أحد الأبناء لأن العامل الوراثي يكون معقد للغاية وينتقل من خلال الأجيال.
طريقة تشخيص متلازمة السمك
تشخيص متلازمة رائحة السمك عبر قياس مستوى مركب ثلاثي ميثيل الأمين سواء في البول أو الدم، وتعد المستويات الأعلى له ثلاثة ميكرومول في كل لتر بالدم أو حتى 100 ميكرومول في كل لتر بول، لأن ذلك علامة قوية على أن الشخص مصاب بوجود متلازمة رائحة السمك أو عبر الخضوع لاختبار جيني يبحث على الطفرة الجينية التي تكون مسؤولة عن هذه الحالة.
أنواع متلازمة رائحة السمك
تم تقسيم هذه المتلازمة إلى نوعين أحدهما هي المتلازمة الأولية التي تحدث نظرًا لوجود الطفرات الجينية التي تكون من أحد الوالدين الذين لديهم نفس المرض، وهناك متلازمة ثانوية السبب من ورائها يكون لوجود حالات طبية، أو تناول بعض المكملات الغذائية الغير مناسبة.
هل يوجد أي مضاعفات لمرض رائحة السمك؟
يسبب أحيانًا مرض رائحة السمك وجود بعض المضاعفات ومنها العزلة الاجتماعية التي قد يعاني منها الأشخاص الذين لديهم هذا المرض نظرًا لرائحة الجسم الكريهة، التعرض للاكتئاب لأن الشخص عادةً ما يكون لديه شعور بالقلق والحزن وانخفاض في احترام الذات نظرًا لعدم استقرار رائحة الجسم على شكل نظيف، وجود التهابات في الكبد لأن تراكم مركب ثلاثي الميثيل بالجسم يؤدي لوجود التهاب في الكبد.
كيف يتم معالجة مرض متلازمة رائحة السمك العفن؟
إلى الآن ليس هناك علاجًا نهائيًا يقضي على متلازمة رائحة السمك داخل الجسم، ولكن من الممكن أن يتم تخفيف الأعراض الخاصة به من خلال بعض الخطوات وهي كالتالي:
- تجنب تناول الأطعمة التي فيها مادة الكولين بشكل كبير مثل البقوليات البيضاء الكبد وكذلك الأسماك والمأكولات البحرية بوجه عام مع تقليل مكملات الليسيثين والكارنيتين.
- تناول الأدوية والمكملات من المضادات الحيوية بحيث يتم أخذها بجرعة صغيرة حتى تقلل البكتيريا المعوية التي تكون مسؤولة عن ثلاثي الميثيل أمين في الجسم.
- استخدام الفحم النشط الذي يقلل تراكم ثلاثي الميثيل بالجسم.
- يمكن أيضًا استخدام كلوروفيلين النحاس الذي يقلل الروائح.
- أيضًا تناول فيتامين بي اثنين الذي يعزز نشاط الإنزيم الذي يكون مسؤول عن علاج ثلاثي الميثيل أميني.
- استخدام روتين يومي من خلال منتجات التنظيف التي لها درجة حموضة تكون منخفضة.
- تقليل التعرق من خلال تجنب أي نشاط مجهد أو حتى التواجد في البيئات الحارة.
- البحث عن دعم نفسي واجتماعي عبر استشارة الأطباء النفسيين أو الوجود مع العائلة والتعامل مع تلك التأثيرات النفسية والاجتماعية.
لا يوجد تعليقات