مرض جريفز هو أحد الاضطرابات المناعية التي تؤثر على الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى فرط نشاطها وإنتاج كميات زائدة من الهرمونات، تتنوع أعراض مرض جريفز، بدءًا من القلق وفقدان الوزن، وصولًا إلى التأثيرات الجسدية، كما يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والاجتماعية للفرد، في هذا المقال، نستعرض أسباب مرض جريفز، وأعراضه، وطرق علاجه.
ما هو مرض جريفز؟
مرض جريفز هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة الأنسجة السليمة في الغدة الدرقية لأسباب غير معروفة، وهو السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية.
الغدة الدرقية هي غدة صماء صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة تحت الجلد، وتتمثل المهمة الرئيسية للغدة الدرقية في تنظيم سرعة عملية التمثيل الغذائي (معدل الأيض)، وهي العملية التي يحول بها الجسم الطعام الذي تستهلكه إلى طاقة، عن طريق إطلاق هرمونات معينة.
وقد حصلت الحالة على اسمها من روبرت جريفز، وهو طبيب أيرلندي كان أول من وصف الحالة في القرن التاسع عشر.

أسباب مرض جريفز
لا يعرف الباحثون السبب الرئيسي وراء أمراض المناعة الذاتية مثل مرض جريفز، هناك شيء ما يحفز جهاز المناعة على الإفراط في إنتاج جسم مضاد يسمى الغلوبولين المناعي المحفز للغدة الدرقية (TSI)، يرتبط الغلوبولين المناعي بخلايا الغدة الدرقية السليمة، مما يتسبب في إنتاج الغدة الدرقية لهرموناتها بشكل مفرط، قد يكون سبب الهجوم مزيجًا من الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية، بما في ذلك:
- الضغط.
- العدوى فيروسية.
- الحمل.
ما أعراض مرض جريفز؟
عادة ما تظهر أعراض مرض جريفز تدريجيًا، وغالبًا ما يستغرق عدة أسابيع أو أشهر حتى يتطور، يسبب مرض جريفز فرط نشاط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تسريع بعض وظائف الجسم، هناك العديد من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، قد تعاني من بعض هذه الأعراض، أو قد تعاني من أغلبها في نفس الوقت، يمكن أن تشمل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
- ضربات القلب السريعة (خفقان).
- الشعور بالارتعاش و/أو العصبية.
- فقدان الوزن.
- زيادة الشهية.
- الإسهال و/أو حركات الأمعاء المتكررة.
- بشرة رقيقة ودافئة ورطبة.
- عدم تحمل الحرارة والتعرق المفرط.
- صعوبة النوم مثل الأرق.
- تضخم الغدة الدرقية (الدراق).
- تساقط الشعر وتغير في ملمس الشعر (تقصفه).
- تغيرات الدورة الشهرية.
- ضعف العضلات.
- نادرًا ما يصاب الأشخاص المصابون بمرض جريفز بتكتل أحمر اللون على الجلد في السيقان يُعرف باسم الوذمة المخاطية أمام الظنبوب (وتسمى اعتلال الجلد في مرض جريفز). وعادةً ما يكون غير مؤلم وخفيفًا، ولكنه قد يكون مؤلمًا لبعض الأشخاص.
مرض جريفز والعين
في بعض الحالات قد يؤثر مرض جريفز على العين ويحدث اعتلال العين أو اعتلال محجر العين أو مرض العين الناتج عن الغدة الدرقية، إذ من الممكن أن يصاب حوالي ثلث الأشخاص المصابين بمرض جريفز بهذه الحالة، إذا كنت تعاني من أي من الأعراض التالية، فمن المهم زيارة طبيب العيون:
- تورم الأنسجة حول العينين (العيون المنتفخة).
- عيون منتفخة.
- حساسية الضوء.
- ضغط أو ألم في عينيك.
- عدم وضوح الرؤية أو ازدواج الرؤية.

تجربتي مع مرض جريفز
سيدة في الثلاثين من عمرها تحكي تجربتها مع داء جريفز، تقول: “كنت أعيش حياة نشطة حتى بدأت تشعر بتغيرات غير طبيعية مثل القلق المستمر وفقدان الوزن، توجهت إلى الطبيب وبعد الفحص، شخص حالتي بمرض جريفز، الذي يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
شعرت بالصدمة لكنني حاولت التعايش مع المرض فالتزمت بالعلاجات التي وصفها الطبيب واتبعت نظامًا صحيًا في التغذية ملائمة لحالتي، وقد ساعدني ذلك في استعادة توازني النفسي والجسدي”.
قد يهمك: الغدة الدرقية
تحليل مرض جريفز
هناك العديد من الفحوصات التي يمكن إجرائها لتشخيص مرض جريفز، مثل:
- اختبارات الدم للغدة الدرقية: ينم التحقق فيه من مستوى هرمون الغدة الدرقية في الدم وكميات هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH)، يشير انخفاض مستوى هرمون تحفيز الغدة الدرقية إلى أن الغدة الدرقية تنتج الكثير من الهرمون، ويؤدي الإفراط في الإنتاج إلى قيام الغدة النخامية بإنتاج كمية أقل من هرمون تحفيز الغدة الدرقية.
- اختبارات الدم للأجسام المضادة للغدة الدرقية: تساعد هذه الاختبارات في تحديد أنواع مختلفة من أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية، هما: TSI (الأجسام المضادة المحفزة للغدة الدرقية) وTBII (الغلوبولينات المناعية المثبطة لربط الثيروتروبين).
- امتصاص اليود ومسح الغدة الدرقية: في هذا الاختبار، تتناول كمية صغيرة من اليود المشع عن طريق الفم. سيتحقق الطبيب من كمية اليود المشع التي تمتصها الغدة الدرقية، إذ يمكن أن تكون المستويات العالية من امتصاص اليود علامة على مرض جريفز.
قياس تدفق الدم باستخدام دوبلر (الموجات فوق الصوتية دوبلر): يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية للكشف عن زيادة تدفق الدم في الغدة الدرقية بسبب مرض جريفز، قد يطلب الطبيب هذا الاختبار إذا لم يكن امتصاص اليود المشع خيارًا ملائمًا كما في فترات الحمل أو الرضاعة الطبيعية.
إليك: ٥ خطوات للعناية بالجلد حول العين
هل مرض جريفز خطير؟
هل مرض جريفز يموت؟ قد يؤدي الإهمال في علاج مرض جريفز إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة، والمهددة للحياة مثل:
- مشاكل القلب: يمكن أن يؤدي مرض جريفز غير المعالج أو الذي يتم علاجه بشكل كافٍ إلى عدم انتظام ضربات القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وأمراض القلب الأخرى.
- هشاشة العظام : من بين مضاعفات مرض جريفز هشاشة العظام وهو ترقق غير طبيعي وضعف في العظام، مما يجعل الشخص عرضة لكسور العظام المتكررة.
- عاصفة الغدة الدرقية: هي حالة طارئة تهدد الحياة، وتشمل أعراضها ارتفاع درجة الحرارة وسرعة ضربات القلب، تحدث عاصفة الغدة الدرقية وتسمى أيضًا أزمة الغدة الدرقية وأزمة الغدة الدرقية السامة عندما تفرز الغدة الدرقية كمية كبيرة من هرمون الغدة الدرقية في فترة زمنية قصيرة، وهي من المضاعفات النادرة لفرط نشاط الغدة الدرقية ومرض جريفز ويمكن أن تحدث إذا توقفت فجأة عن تناول أدوية الغدة الدرقية أو تعرضت لصدمة أو عدوى.
- تلف العصب البصري: إذا كنت تعاني من مرض الغدة الدرقية في العين (اعتلال العين جريفز) ولم يتم علاجه بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تورم شديد يمكن أن يؤدي إلى تلف العصب البصري وقد يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
هل مرض جريفز مزمن
نعم، مرض جريفز هو حالة مزمنة، ويجب على المريض بداء جريفز المتابعة المستمرة مع الطبيب طوال الحياة، للتأكد من أن مستويات الغدة الدرقية تحت السيطرة وأن خطة العلاج الخاصة بك تعمل بشكل جيد، ومن الضرروي التوجه إلى طبيب مباشرة عند ظهور أي أعراض.
ماذا يأكل مريض جريفز؟
لا توجد توصيات غذائية محددة للتغذية لداء جريفز ولكن هناك خيارات أكثر صحة يمكننا اتباعها لتحسين الصحة:
- زيادة تناول مضادات الأكسدة: بما أن هذا المرض هو مرض مناعي ذاتي، فإن مضادات الأكسدة تساعد في الحفاظ على قوة جهاز المناعة، ومن الأمثلة على ذلك: الطماطم، والفلفل الحلو.
- زيادة كمية الكالسيوم في نظامك الغذائي: يمكن أن يسبب داء جريفز هشاشة العظام، لذلك يجب الحصول على كمية كافية من الكالسيوم من منتجات الألبان، مثل الحليب قليل الدسم، والجبن قليل الدسم، والزبادي قليل الدسم والخالي من السكر، والأطعمة المدعمة، مثل عصير البرتقال، وحليب الصويا، والحبوب الكاملة والخبز، كما يمكن الحصول على الكالسيوم من مصدر آخر وهو الخضروات الورقية الخضراء، مثل: السبانخ والبامية والكرنب الأخضر واللفت.
- البروتينات: ستكون مصادر البروتين مهمة جدًا لقوة العضلات واستعادة الكتلة العضلية للمرضى المصابين بداء جريفز، اختر البروتين الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون، على سبيل المثال، الأسماك والسلمون والدجاج بدون الجلد والبيض والديك الرومي والفطر والفاصوليا.
- تجنب الأطعمة المكررة والدهون الصلبة والسكريات: تشمل الخبز الأبيض والمعكرونة والسكر والزبدة والأطعمة المقلية، اختر الحبوب الكاملة والأطعمة المخبوزة أو المشوية والسمن وزيت الكانولا وزيت الزيتون.
- تجنب تناول الكافيين: مثل الشاي والقهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية، إذ يمكن أن يؤدي الكافيين إلى تفاقم أعراض داء جريفز مثل القلق وسرعة ضربات القلب.
ما هو الأكل الممنوع على مريض الغدة الدرقية؟
الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من اليود مثل عشب البحر أو أنواع أخرى من الأعشاب البحرية إلى تؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية أو تفاقمها.
ما هي الفاكهة المفيدة لمرض جريفز؟
التوت الأسود، والتوت الأزرق، والتوت البري، والتوت الأحمر.
هل مرض جريفز معدي؟
لا، داء جريفز ليس معديًا.
هل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟
لا، لا يمكن الشفاء من داء جريفز نهائيًا ولكن يمكن التعايش معه باتباع الادوية للسيطرة على الحالة، وتغير نمط الحياه.
هل مرض جريفز سرطان؟
لا، داء جريفز ليس سرطان إنما هو أحد أمراض المناعة الذاتية.
لا يوجد تعليقات