مرض باركنسون

مرض باركنسون


مرض باركنسون (PD) اضطراب تنكسي عصبي مزمن يصيب الدماغ والجهاز العصبي المركزي، ويؤثر على التحكم في العضلات الحركية وغير الحركية، ولا يمكن الشفاء ومع ذلك، يمكن لبعض العلاجات الفعالة تحسين الأعراض والأداء الوظيفي وجودة الحياة.
وفي مقالنا سنوضح ما هو هذا الاضطراب العصبي؛ الأسباب والأعراض وطرق العلاج وهل يمكن الشفاء منه، كما سنجيب على أهم الأسئلة الشائعة فتابعوا القراءة.

ما هو مرض باركنسون وما هي أعراضه؟

  • باركنسون مرض دماغي تنكسي غير قابل للشفاء، يتسبب في تدهور أجزاء محددة من المخ مما يؤثر سلبيًا على القدرة على التحكم في الحركة والتوازن، كما أنه يؤثر على التفكير والحواس والصحة النفسية.
  • يعد مرض باركنسون ثاني أكثر الاضطرابات العصبية التنكسي شيوعًا بعد مرض الزهايمر.
  • تتفاقم أعراض المرض السريرية على مدى سنوات عديدة، مما يجعل تشخيصه يخالط مع حالات لها أعراض مشابهة مثل الخرف والاكتئاب.
  • يزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم في العمر بداية من 60 عامًا (يصيب باركنسون ما لا يقل عن 1% من الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا حول العالم) خاصة الذكور، وقد يحدث في سن العشرين لدى من لديهم تاريخ عائلي من المرض.

أعراض مرض باركنسون

قد تختلف أعراض مرض باركنسون من شخص لآخر، سواء من حيث شدتها أو كيفية تطورها، وعادةً ما تتضمن ما يلي:

الأعراض الحركية

تتضح هذه الاختلالات في الحركة بسبب  عدم القدرة على التحكم في العضلات، وقد تشمل ما يلي:

  • بطء الحركة.
  • ارتعاش العضلات الإيقاعي أثناء الراحة.
  • صلابة أو تيبس عضلات الجسم.
  • وضعية المشي غير المستقرة وانحناءً في الجسم.
  • استخدام خطوات أقصر ومتثاقلة.
  • شعور بتيبس في منطقة الذراعين والساقين والجذع.
  • المشي البطيء والمتيبس.
  • تغييرات في خط اليد.
  • الرمش أقل من المعتاد وسيلان اللعاب بسبب ضعف التحكم في عضلات الوجه.
  • وجه يشبه القناع.
  • صعوبة في البلع، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل مثل الالتهاب الرئوي أو الاختناق.
  • انخفاض الصوت غير الطبيعي بسبب ضعف التحكم في عضلات الحلق والصدر.

الأعراض غير الحركية

قد تظهر هذه الأعراض في المراحل المبكرة من المرض مما قد يكون علامات تحذيرية تبدأ قبل سنوات أو حتى عقود من ظهور الأعراض الحركية، وقد تشمل ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
  • الإمساك، ومشاكل الجهاز الهضمي.
  • سلس البول، ومشاكل في التبول.
  • الاختلالات الجنسية.
  • اكتئاب.
  • مشاكل النوم والأرق مثل اضطراب حركة الأطراف الدورية، واضطراب سلوك حركة العين السريعة، ومتلازمة تململ الساقين.
  • صعوبة في التفكير والتركيز.
  • القلق​.
  • صعوبة في مضغ وبلع الطعام.
  • فقدان الذاكرة.
  • الهلوسة.
  • الخَرَف.
  • فقدان الوزن.
  • مشاكل التوازن.
  • فقدان حاسة الشم.

اقرأ أيضا”سلس البراز

هل مرض الباركنسون مميت؟

لا، يسبب مرض باركنسون الموت بحد ذاته، وقد يعيش معظم المصابين لمدة طويلة بعد التشخيص به قد تصل حتى عشرون عامًا، ومع ذلك، قد تؤثر المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها المرض على متوسط عمر المريض، مما يوضح أهمية التشخيص المبكر لخلل الحركة وعلاجه لإطالة العمر، كما أن التحفيز العميق للدماغ يزيد من مدة البقاء على قيد الحياة .

ما هي أسباب مرض باركنسون الشبابي؟

ما هي أسباب مرض باركنسون الشبابي؟
ما هي أسباب مرض باركنسون الشبابي؟

قد تظهر أعراض مرض باركنسون المبكر قبل عمر 50 عامًا (مرض باركنسون الشبابي)، للأسباب عديدة نذكر منها:

  • العوامل الوراثية: تمثل 10-20% من حالات مرض باركنسون زوالتي تحدث في حالة وجود التاريخ العائلي من المرض.
  • العوامل البيئية: يشمل ذلك التعرض للمواد الكيميائية الزراعية، مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، والتعرض لغاز العامل البرتقالي، والعمل مع المعادن الثقيلة والمنظفات والمذيبات.
  • إصابات الرأس: يزيد التعرض للضربات المتكررة على الرأس مثل الملاكمين من خطر الإصابة بمرض باركنسون.

هل يمكن الشفاء من باركنسون؟

لا يمكن الشفاء من مرض باركنسون، وقد لا يحتاج المريض إلى أي علاج خلال المراحل المبكرة حيث تكون الأعراض خفيفة عادةً، مع التأكيد على متابعة تطور الحالة، وقد تشمل العلاجات المساعدة في السيطرة على الأعراض ما يلي:

العلاجات الداعمة لمرض باركنسون

تساعد هذه العلاجات في تحسين أعراض المريض، وقد تشمل ما يلي:

  • العلاج الطبيعي: لتخفيف تصلب العضلات وآلام المفاصل من خلال الحركة والتمارين الرياضية.
  • العلاج المهني: لإيجاد حلول عملية للتعامل مع مجالات الصعوبة في الحياة اليومية، مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام من خلال تجهيز المنزل بشكل مناسب لضمان الحفاظ على الاستقلالية لأطول فترة ممكنة.
  • علاج النطق واللغة: للمساعدة في تحسين مشاكل التحدث والبلع.
  • نصائح غذائية: لتحسين بعض الأعراض من خلال، زيادة كمية الألياف والتأكد من شرب كمية كافية من السوائل لتقليل الإمساك، وزيادة الملح لتجنب مشاكل انخفاض ضغط الدم، وتناول وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب فقدان الوزن غير المقصود

الأدوية لتحسين أعراض باركنسون

يمكن استخدام الأدوية مثل الرعشة ومشاكل الحركة، اعتمادًا على حالة المريض، ومدى تطور المرض، ونمط حياته، وقدرته البدنية على التحمل، وقد يشمل ذلك ما يلي:

دواء ليفودوبا

  • يزيد من مستويات الدوبامين المتاحة في الدماغ، مما يحسن من مشاكل الحركة، وعادة ما يتم تناوله على شكل أقراص أو سائل، وغالبًا ما يتم دمجه مع أدوية أخرى، مثل بنسيرازيد أو كاربيدوبا.
  • يوصف الدواء بجرعة أولية صغيرة جدًا ويتم زيادتها تدريجيًا حتى يبدأ مفعولها، وقد يسبب تحسنًا كبيرًا في الأعراض في البداية، ومع الوقت يقل تأثيره بسبب فقدان المزيد من الخلايا العصبية في الدماغ، وبالتالي يقل عددها لامتصاص الدواء.
  • يرتبط الاستخدام طويل الأمد لليفودوبا بمشاكل مثل خلل الحركة أو حركات العضلات غير المنضبطة وتحول الشخص بسرعة بين القدرة على الحركة وعدم القدرة على الحركة.
  • تشمل أعراضه الجانبية: الشعور بالمرض والتعب، والدوخة.

منشطات الدوبامين

  • أدوية محاكية للدوبامين تتوفر في شكل أقراص فموية أو لصقات للجلد، توصف لوحدها للمرضى الأصغر سنًا أو توصف مع عقار الليفودوبا، مما يتيح استخدام جرعات أقل منه.
  • تشمل أعراضها الجانبية: الشعور بالتعب، والدوخة، والنعاس، والهلوسة والارتباك.

مثبطات استقلاب ليفودوبا

  • تشمل مثبطات أحادي الأمين أوكسيديز-ب، بما في ذلك السيليجيلين والراساجيلين، وتستخدم لعلاج مرض باركنسون المبكر، من خلال منع تأثير الإنزيم أو المادة الدماغية التي تكسر الدوبامين، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الدوبامين وإطالة مفعوله، وغالبًا منا تستخدم بحذر نظرًا لتأثيراتها السامة وتلف الكبد.
  • تشمل آثارها الجانبية: الصداع، وألم في البطن، والشعور بالمرض واضطرابات قياسات ضغط الدم.

كما تشمل الأدوية الأخرى:

  • حاصرات استقلاب الدوبامين: تمنع مثبطات COMT الجسم من تفكيك الدوبامين في الأمعاء مما يسمح ببقاء المزيد من الدوبامين في الدماغ، ويفيد في المراحل المبكرة، كما يمكن دمجها مع ليفودوبا في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون.
  • مضادات الكولين: أدوية تمنع الرعشة من خلال تثبيط تأثير مادة أسيتيل كولين الكيميائية في الدماغ مما يساعد في إعادة توازن مستوياته مع الدوبامين، ويحسن انتقاله.
  • دواء أمانتادين: يستخدم لمن يعانون من حركات غير طبيعية.

الجراحة لتحسين أعراض باركنسون

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء الجراحة مثل:

التحفيز العميق للدماغ (DBS)

  • جراحة يتم فيها زرع أسلاك في الدماغ لتمر النبضات الكهربائية عبرها، مما يساعد على التحكم في الرعشة والحركات الارتعاشية.
    غالبًا ما يستخدم ذلك في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون عندما يصبح علاج ليفودوبا أقل فعالية، ولدى الأشخاص الذين يعانون من رعشة لا تستجيب للأدوية المعتادة.
  • لا يعد التحفيز العميق للدماغ علاجًا نهائيًا، كما أنه لا يُستخدم للأشخاص الذين يعانون من الخرف الشديد.

كما قد تشمل الجراحة استئصال المهاد واستئصال الشاحبة: عملية جراحية نادرًا ما يتم إجراؤها حاليًا، وفيها يتم فيها عمل شق في جزء من الدماغ لتخفيف بعض أشكال الرعشة أو الحركة غير الطبيعية.

العلاجات التجريبية لعلاج مرض باركنسون

تشمل بعض أساليب العلاج التجريبية التي قد تساعد في علاج مرض باركنسون ما يلي:

  • زراعة الخلايا الجذعية: لإضافة خلايا عصبية جديدة مُستخدمة للدوبامين للدماغ لتحل محل الخلايا التالفة.
  • علاجات لإصلاح خلايا الدوبامين العصبية التالفة وتحفيز تكون خلايا جديدة.
  • العلاجات الجينية والعلاجات الموجهة للجينات التي تستهدف طفرات محددة تُسبب مرض باركنسون، كما يُعزز بعضها فعالية ليفودوبا أو علاجات أخرى.

اقرأ أيضا”ضمور المخ

مراحل مرض الباركنسون

مراحل مرض الباركنسون
مراحل مرض الباركنسون

مرض باركنسون مرضٌ مُتَقَدِّم، إذ تتفاقم أعراضه مع مرور الوقت على 5 مراحل كالتالي:

  • المرحلة الأولى: أعراض خفيفة مع رعشة في جانب واحد فقط من الجسم، وقد تؤثر على وضعية الجسم وتعبيرات الوجه والمشي، ولكنها لا تؤثر عادةً على الأنشطة اليومية.
  • المرحلة الثانية: تؤثر أعراض الحركة والارتعاش والتصلب على جانبي الجسم، حيث تصبح مشاكل المشي والوضعية أكثر وضوحًا، مما يجعل إنجاز الأنشطة اليومية أكثر صعوبة.
  • المرحلة الثالثة: يصبح التحكم في التوازن صعبًا، والحركة أبطأ مما يكثر من السقوط، مما يجعل الفرد يحتاج إلى المساعدة أثناء ارتداء الملابس وتناول الطعام والاستحمام، ولكنه ما يزال قادرًا على العيش باستقلالية.
  • المرحلة الرابعة: تصبح أعراض المرض أكثر وضوحًا وتؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية ومما يجعل الشخص غير قادر على العيش مستقلًا، ويتطلب المشي مساعدة من شخص أو مشاية.
  • المرحلة الخامسة: تعد المرحلة الأكثر إرهاقًا حيث تكون الأعراض في أشدها، ويستحيل المشي في كثير من الأحيان، ويصبح بعض المرضى طريحي الفراش، مما يتطلب رعاية تمريضية على مدار الساعة، وقد تظهر اضطرابات عقلية تتراوح بين الأوهام والهلوسة.

نهاية مرض باركنسون

مرض باركنسون حالةٌ تنكُّسية، عادة ما تتفاقم مع مرور الوقت على مدى سنوات عديدة، وقد يعيش معظم المصابين بهذه الحالة حياةً طبيعية، ولن يحتاجوا إلى أي مساعدة تُذكر في المراحل المبكرة، مع الوصول للمرحلة الخامسة، حيث تشتد الأعراض وتسبب مضاعفات خطيرة مما يُهيئ الظروف التي تؤدي في النهاية إلى الوفاة، وتشمل هذه المضاعفات:

  • الالتهاب الرئوي التنفسي.
  • السقوط.
  • قرح الفراش.
  • تكرار الإصابة بالعدوى.
  • زيادة الارتباك والهلوسة والانفعال.

اقرأ أيضا”السكتة الدماغية

الفرق بين مرض باركنسون ومتلازمة باركنسون

قد يكون التمييز بين مرض باركنسون ومتلازمة باركنسون أمرًا مُربكًا، لذلك يحتاج الأطباء إلى مراجعة التشخيصات مع مرور الوقت مع ازدياد وضوح الأعراض، وفيما يلي سنذكر الفرق بينهما:

وجه المقارنة مرض باركنسون متلازمة باركنسون
التعريف مرض باركنسون هو مرض تنكسي عصبي تدريجي، يؤثر على بشكل رئيسي على خلايا المادة السوداء المنتجة للدوبامين، في الدماغ مما يسبب خلل في الحركة والإدراك، خاصةً مع تطور الحالة. الباركنسونية مصطلح عام يشير إلى السمات السريرية لبطء الحركة، بالإضافة إلى واحدة على الأقل من الرجفة، أو التصلب، أو عدم استقرار الوضعية.
الأسباب لا يوجد سبب محدد للمرض كما لا يوجد لدى معظم المصابين تاريخ عائلي للإصابة به، وقد تشمل الأسباب المحتملة:

  • خلل بروتين ألفا-ساينيوكلين الوظيفي مما يسبب تراكم البروتين في
  • المحفزات البيئية، المبيدات الحشرية، السموم، المواد الكيميائية
  • مزيج من العوامل البيئية والوراثية.
  • صدمة في الرأس.
  • الوراثة والتاريخ العائلي من الإصابة بالمرض.
  • العمر فوق 60 عامًا.
  • كونك ذكرًا.
قد تشمل أسباب الباركنسونية ما يلي:

  • الإصابة بمرض باركنسون وهو الشكل الأكثر شيوعًا للباركنسونية.
  • استخدام الأدوية التي تُؤثِّر على مستويات الدوبامين، مثل مضادات الذهان ومضادات القيء.
  • الإصابة بالشلل فوق النووي التقدمي.
  • وجود اضطراب ضمور الأجهزة المتعددة.
  • اضطراب خرف أجسام ليوي.
  • التنكس القشري القاعدي.
  • إصابة أو التهاب الدماغ.
  • فيروس نقص المناعة البشرية.
  • الإصابة بالتهاب السحايا.
  • تاريخ طبي من السكتة الدماغية أو
  • مرض ويلسون.
  • تلف الدماغ الناتج عن أدوية التخدير.
  • استخدام أدوية لاج الاضطرابات العقلية أو الغثيان مثل، ميتوكلوبراميد وبروكلوربيرازين.
  • تعاطي جرعات زائدة من المخدرات.
الأعراض
  • عادة ما تشمل أعراض مرض باركنسون ارتعاش في حالة الراحة وصلابة وبطء الحركة.
  • تؤثر الأعراض على جانب واحد أكثر من الآخر.
  • تستجيب الأعراض للعلاجات الدوبامينية أكثر من أعراض متلازمة باركنسون.
  • عادةً لا تتضمن أعراض متلازمة باركنسون رعشة، وتؤثر الأعراض الحركية على جانبي الجسم.
  • كما أنها لا تستجيب للعلاجات الدوبامينية الدوائية بنفس كفاءة مرض باركنسون، وعادةً ما يكون تشخيصها أسوأ مقارنةً بمرض باركنسون التقليدي.

اقرأ أيضا”حصر البول

تشخيص مرض باركنسون

لا يوجد حاليًا اختبار واحد أو نهائي لتشخيص مرض باركنسون، كما يوجد حالات أخرى لها أعراض مشابهة يجب استبعادها لذلك، يلجأ الطبيب لفحص التاريخ الطبي للمريض وأعراضه البدنية الظاهرة والتقييم للاختبار العصبي، كما سيختبر العديد من المتخصصين استجابة المريض لأدوية باركنسون لتأكيد التشخيص بالمرض، كما قد يطلب الطبيب الاختبارات التالية لاستبعاد الحالات الأخرى، بما في ذلك:

  • اختبارات الدم.
  • التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الاختبارات الجينية.
  • دراسات النوم.
  • تصوير ناقل الدوبامين.

المصادر:

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً