يعد مرض السل أحد الأمراض الخطيرة التي تصيب الرئتين بالأساس حيث تنتقل البكتيريا المسببة للإصابة بهذا المرض من شخص لآخر عبر الرذاذ الخارج بالهواء من خلال العطس أو السعال، وبعدما كان هذا المرض من الأشياء النادرة بالبلاد النامية، ولكن قد بدأت حالات العدوى لهذا المرض في الزيادة منذ عام 1985، وهذا يرجع لظهور فيروس نقص المناعة وهو الفيروس المسبب للإصابة بالإيدز أيضًا، وضعف في الجهاز المناعي للأشخاص، وبالتالي لا يستطيع مقاومة الجراثيم.
ما هو مرض السل وهل هو خطير؟
يعرف مرض السل بأنه تدرن رئوي وهو مرض معدي ناتج عن الإصابة بوجود بكتيريا (Mycobacterium tuberculosis) يطلق عليها البكتيريا المتفطرة السلية، ويؤثر على الرئتين ويصيب بعض أجزاء الجسم من الدماغ، الكلى، العمود الفقري، وهو شائعًا في البلدان النامية حسب تقديرات الصحة العالمية.
ومن أهم وأبرز الأسباب العشرة الأولى في العالم للوفاة، إذ أنه قد أدى بوفاة ما يقرب من 1.7 مليون شخص خلال عام 2016، وبالرغم من أنه خطر ولكن يمكن الشفاء والوقاية منه إن تم التعامل معه بالشكل صحيح.
قد يهمك: مرض جريفز: أشهر أمراض المناعة الذاتية

أسباب مرض السل
ينتشر السل من شخص لآخر عبر الرذاذ المتطاير حينما يتم السعال والعطس والاحتكاك المباشر، والبصق وتنفس أي هواء يكن ملوث بوجود بكتيريا، ولا ينتقل من خلال المصافحة أو لمس ملاءات السرير، أو حتى مشاركة فرشاة الأسنان أو الطعام والشراب واستخدام دورات المياه، وتوجد بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل الكثير من الفئات تصاب بهذا المرض وهي كالتالي:
- أولًا التدخين أحد الأسباب التي تؤدي لمرض السل والكحول والمخدرات.
- وجود أي فيروس يؤلم في جهاز المناعة وهو سببًا رئيسيًا في وجود السلم المؤدي للوفاة.
- مرض السكري أيضًا للتعرض للإصابة بمرض السل.
- أيضًا مرض الكلى المرحلة النهائية يجعل الشخص معرض للإصابة به.
- الأشخاص الذين لديهم سوء تغذية.
- مرضى السرطان.
- عملية زراعة الأعضاء أيضًا تكون أحد أسباب إصابة الأشخاص بالسل.
- أدوية الصدفية والذئبة والسرطان تؤدي في بعض الأحيان للسل.
- وجود الشخص داخل بيئة بها حالات سل رئوي مثل الصين أو الهند أو حتى المكسيك وجنوب أفريقيا وفي بعض الدول التابعة لشرق آسيا يؤدي إلى السل.
أعراض مرض السل
قد يصاحب السل النشط كثير من الأعراض وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

- سعال مصحوب بوجود بلغم أو دم.
- شعور بضعف أو تعب.
- فقدان الشهية.
- الحمى.
- ألم في الصدر.
- فقدان الوزن.
- التعرق خلال الليل.
- قشعريرة.
كيف تعرف أن فيك سل؟
يتم القيام ببعض الفحوصات للمريض الذي من المحتمل أن يكون مصاب بداء السل، كما أنه يتم إجراء بعض الفحوصات ومنها ما يلي:
- اختبار الجلد ويتم ذلك الفحص من خلال حقن الجلد بأسفل الذراع وبكمية صغيرة من البروتين، ومن بعدها فحص التفاعل الذي ينتج عن الحقن بعد ما يمر يومين أو ثلاثة أيام، وإن كان هناك أي تورم أو حتى انتفاخ بمنطقة الحقن فإن حجم التورم يقاس، وهذا الفحص إيجابي في حال كان الحجم يزيد عن 5 ملي.
- فحص الدم يطلق عليه مقياس تحرر الانترفيرون أي جاما، ويقيس فحص الدم التفاعل مع البكتيريا التي تسبب السل الرئوي، وإن ظهرت نتيجة الفحص بشكل إيجابي هنا يتم التأكد من التشخيصات عبر الفحوصات الأخرى لكي يتم تحديد مدى نشاط المرض، ولا يمكن معرفة إن كان السل الرئوي نشره دون استخدام فحص الدم أو الجلد.
- فحص الأشعة السينية إذ أن الطبيب يطلب صورة للصدر حينما تأتي نتيجة فحص الجلد أو الدم إيجابية، وذلك للتأكد من وجود درنات أو حتى بقع صغيرة داخل الرئة، تلك التي تشير لوجود إصابة بالسل النشط في الرئة، ولكن في حال كانت الصورة السلبية وليس هناك درنة ذلك يعني بأن الشخص مصاب بالعدوى ونتائج الفحوصات خاطئة، والشخص ليس لديه سل رئوي.
- أيضًا يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى التي تحدد نشاط المرض،
- إذ أن الطبيب يقوم بإجراء الفحوصات الأخرى لتأكيد التشخيص حينما تكون النتائج غير واضحة، مثل تنظير القصبات الهوائية أو فحص البلغم للتأكد من تواجد بكتيريا، مع تصوير الصدر باستخدام الأشعة المقطعية وأخذ الخزعة من داخل أنسجة الرئة.
علاج مرض السل
يحتاج الأشخاص الذين لديهم سل رئوي لأخذ بعض المضادات الحيوية مدة ما بين ستة حتى 12 شهر، ولابد أن يتم استكمال العلاج بشكل كامل حتى يضمن الأشخاص عدم تكرار الإصابة بهذا المرض، لأن تكراره يؤدي لتحويل البكتيريا المسببة له لسل رئوي، وبالتالي تقاوم المضادات الحيوية وتزيد من شدة العلاج وصعوبته، وبالطبع يختلف العلاج الخاص به حسب نوع الإصابة كالآتي:
- عدوى السل الرئوي الطبيب يعطي فيه المريض أدوية تعالج البكتيريا، وتمنع تحولها لنوع النشاط، ويمكن استخدام الأدوية الخاصة بذلك منفردة أو حتى مزيج، والعلاج يستمر تسعة أشهر، ولابد من إبلاغ الطبيب إن ظهرت أي أعراض لوجود سل رئوي نشط.
- السل الرئوي الذي يكون نشرة علاجه مزيجًا من الأدوية بدايةً من ستة حتى 12 شهر، والأدوية تكون عبارة عن ايثامبيوتول ايزونيازيد ريفامبين، أما الإصابة بالسل المقاوم للأدوية مدة العلاج قد تكون 30 شهر، علمًا بأن بعض هذه الأدوية يؤثر بشكل أو بآخر على الكبد، وذلك يؤدي لظهور أعراض ومشكلات في الكبد على المرضى خلال فترة العلاج، ويستدعي ظهور بعض الأعراض الاتصال بالطبيب والذهاب إليه مثلما يلي:
- فقدان في الشهية، غثيان، وحمى مستمرة أكثر من ثلاثة أيام، وأيضًا تغير لون البول، والآم في المعدة.

هل مرض السل مميت؟
بالطبع نعم إذ أن الإهمال في علاج السل قد يؤدي لانتشاره، وبالتالي يصيب أجزاء الجسم من الدماغ والكلى والعظام والقلب والكبد، ويؤدي لمضاعفات متعددة تنتهي بالموت سواء تلف الرئة أو تلف المفاصل أو مشكلات الكلى والكبد أو حتى التهاب العظام أو الالتهاب في الأنسجة التي تحوط القلب والحبل الشوكي، والغدد اللمفاوية والدماغ.
أنواع مرض السل
يوجد ثلاث أنواع لمرض السل إذ أنه عدوى يكن سببها جرثومة تنتشر من خلال الغدد اللمفاوية لكافة أنحاء الجسم وعادةً ينحصرون في الآتي:

السل الكامل
عادةً أغلب الأشخاص الذين يتعرضوا لوجود جرثومة السل لا يكون ظاهر عليهم أي عرض على الإطلاق نظرًا لأن تلك الجرثومة تتعايش بشكل كامل داخل الجسم لفترات زمنية طويلة، وإن ضعف جهاز المناعة تستفيق هذه الجرثومة، وبالتالي تصبح نشطة وفعالج وهو سبب تلف الأعضاء التي يهاجمها السل.
السل النشط
السل النشط أحد الأمراض الفتاكة إن لم يتم معالجته بشكل صحيح، وذلك لأن الجرثومة التي تكون متسائلة عنه هي سببًا فيه تنطق من خلال الهواء، ولذا فإن السل معدي للغاية، ولكن من الأشياء شبه المستحيلة أن يصاب الشخص بعدوى نتيجة اللقاء الاجتماعي مرةً واحدة مع المريض المصاب به، إذ أنه يتحتم عليه التعرض لتلك الجرثومة دائمًا أو حتى العيش أو القيام بأي عمل مع ذلك الشخص المصاب بالمرض بالصورة النشطة.
السل المقاوم للأدوية المتعددة
يعد مرض السل بالحالة الكامنة من الأمراض التي تتحول لحالة فعالة، ولذا أفضل شيء يتم إعطاء علاج دوائي للأشخاص الذين ليس لديهم أعراض مرضية لأن ذلك العلاج الدوائي يخلص الجسم من الجراثيم المتواجدة به الكامنة بداخله قبل أن تتحول للحالة الفعالة، وبالماضي كان هذا المرض منتشر للغاية بمستوى عالمي، ولكن بالفترة الحالية أصبح نادر الوجود بفضل العلاجات والمضادات الحيوية التي تعالج ذلك المرض، وتواجدت منذ خمسينية القرن العشرين، إذ أن إدارة الصحة الأمريكية أعلنت عن استئصال مرض الدرن والقدرة على القضاء عليه بشكل نهائي بكافة أنحاء العالم، وهذا الإعلان كان سابق الأوان، ثم عاد المرض يظهر بشكل جديد، ولكن هذا النوع يقاوم كافة الأدوية المعروفة إلى الآن.
ما هو الفرق بين الدرن والسل؟
الدرن والسل نفس المرض تقريبًا إذ أن السل يطلق عليه التدرن الرئوي، ويعد مرضًا معديًا مصيبًا للرئة عادةً، ولكنه قد يصيب بعض الأجزاء الأخرى في الجسم ويسبب السل البكتيريا التي يطلق عليها المتفطرة السلية.
لا يوجد تعليقات