متلازمة النفق الرسغي

متلازمة النفق الرسغي


متلازمة النفق الرسغي بالانجليزي Carpal tunnel syndrome وهي تحدث نتيجة الضغط بشكل كبير على العصب الأوسط المتواجد داخل النفق الرسغي، حيث يؤدي هذا الضغط إلى تقليل تدفق الدم إلى الغلاف الخارجي للعصب، وهو مما يسبب تأثره بشكل تدريجي.

ما هي متلازمة النفق الرسغي؟

متلازمة النفق الرسغي هي حالة تحدث عندما يتعرض العصب الأوسط للضغط نتيجة انضغاطه بين الرباط الليفي والأربطة المحيطة به في معصم اليد، هذا الضغط يؤثر على العصب الذي يمر عبر النفق الرسغي، مما يسبب أعراضًا متنوعة.

تعد هذه المتلازمة من أكثر اضطرابات الأعصاب شيوعًا في اليدين، خاصة بين النساء، ورغم أنها قد تبدو مشكلة صحية بسيطة في بعض الحالات، إلا أن اكتشافها المتأخر يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الحياة اليومية.

في المراحل المبكرة، يتأثر الغلاف الخارجي فقط، ولكن مع استمرار الضغط دون علاج، يصبح الجزء الداخلي للعصب أكثر سماكة بسبب تكون خلايا ليفية جديدة، والتي تساهم في تكوين أنسجة ندبية.

هذه الأنسجة الندبية هي السبب الأساسي وراء ظهور أعراض مثل الألم والخدر في اليد، لذلك، عند إزالة الضغط بشكل سريع، تختفي الأعراض بسرعة، ولكن تأخر العلاج يقلل من فرص التعافي أو يمنع الشفاء التام.

اقرأ أيضًا: متلازمة رينود

ما هي أسباب متلازمة النفق الرسغي؟

ما هي أسباب متلازمة النفق الرسغي؟

على الرغم من عدم وجود سبب واضح للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي في كثير من الحالات، إلا أن هناك عوامل متعددة تزيد من خطر التعرض لها، منها:

  • السن، حيث تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر، على الرغم من أن المتلازمة نادرًا ما تصيب الأفراد قبل سن العشرين.
  • الجنس، حيث النساء أكثر عرضة للإصابة بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى ضيق النفق الرسغي لديهن بشكل طبيعي.
  • الوظائف التي تتطلب حركات متكررة أو استخدام اليدين والمعصم لفترات طويلة، مثل، الخياطون والخبازون، وعمال البناء، مستخدمو لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة يزيد من خطر التعرض للمتلازمة.
  • أثناء الحمل، يؤدي احتباس السوائل إلى زيادة الضغط على العصب الأوسط، ما يسبب الأعراض، غالبًا تتحسن الأعراض تلقائيًا بعد الولادة، ولكن النساء اللاتي يعانين من هذه الحالة أثناء الحمل قد يكن أكثر عرضة للإصابة بها لاحقًا.
  • يعاني المصابون بـ السكري أو السمنة المفرطة أو اضطرابات الغدة الدرقية من زيادة خطر التعرض لمتلازمة النفق الرسغي بسبب تأثير هذه الحالات على الأعصاب والأوعية الدموية.
  • قد تسبب بعض أنواع السرطانات، مثل الأورام الحميدة أو الأكياس الدهنية أو أي نوع من الأورام التي تؤثر على العصب الأوسط، ضغطًا على النفق الرسغي، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض.
  • احتكاك العظام أو التعرض لكسور أو صدمات في منطقة الرسغ يمكن أن يؤدي إلى تشوه العظام الصغيرة في الرسغ، مما يغير مساحة النفق الرسغي ويزيد الضغط على العصب الأوسط.
  • الأمراض المفصلية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، تؤثر على البطانة المغلفة للأوتار في منطقة المعصم، مما يؤدي إلى تورم وضغط إضافي على العصب الأوسط.
  • التدخين، كذلك إدمان الكحول، يؤثر سلبًا على صحة الأعصاب والدورة الدموية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالمتلازمة.
  • تناول أدوية مثل أناستروزول، تلك التي يتم استخدامها بكثرة في علاج سرطان الثدي، قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي كأحد الآثار الجانبية.

أعراض متلازمة النفق الرسغي

تتطور أعراض متلازمة النفق الرسغي بشكل تدريجي، وقد تظهر في أي وقت، تشمل الأعراض:

  • إحساس بالوخز، أو الألم، كذلك حدوث التنميل، أو الإصابة بالحكة في اليد، مع تأثر جميع الأصابع في اليد باستثناء الإصبع الصغير.
  • ضعف كبير في الشعور بأطراف الأصابع، مما يؤثر على القدرة على التعامل مع الأشياء الدقيقة.
  • تحديات في استخدام اليد بسهولة للقيام بمهام صغيرة، مثل، الإمساك بعجلة القيادة، أو حتى قراءة كتاب.
  • ألم يبدأ في معصم اليد وقد يمتد سريعًا إلى المرفق والكتف.
  • الشعور بتورم ملحوظ وكذلك تصلب اليد في بعض الحالات.
  • شعور متكرر بوجود رعشة كهربائية لكن خفيفة في اليد.
  • الاستيقاظ ليلاً وذلك بسبب حدوث الألم الشديد، لكن مع الحاجة المستمرة إلى تحريك اليد أو حتى تغيير وضعها للتخفيف من الخدر.
  • وقد تحدث أعراض أكبر مثل التنميل، وكذلك الإصابة بالحرقان، ووجود ألم شديد سواء في النهار أو الليل.
  • عجز عن أداء عدد من الحركات الدقيقة والبسيطة للغاية مثل الكتابة، أو حتى الإمساك بجريدة.

اقرأ أيضًا: متلازمة جوسكا

تشخيص النفق الرسغي

يعتمد تشخيص متلازمة النفق الرسغي على عمل عدد من التحاليل وكذلك الاختبارات الدقيقة، وتشمل:

  • التاريخ الطبي، وفيه يعتمد الطبيب على الأعراض التي يصفها المريض، والتي غالبًا ما تكون كافية لتوجيه التشخيص نحو متلازمة النفق الرسغي.
  • الفحص السريري، يطلب الطبيب من المريض ثني الرسغ للأسفل لمدة بسيط  تقدر بدقيقة؛ إذا شعر المريض حينها بخدر أو حتى وخز في الأصابع، فهذا يشير إلى الإصابة.
  • لا بد كذلك من فحص اليد، وفحص كلا الذراعين، ومنطقتي الكتف، والرقبة هذا للتأكد من سلامة الأعصاب الأخرى.
  • كما يجري الطبيب عدد من الاختبارات لعمل تقييم الإحساس في منطقة راحة اليد وكل إصبع على حدة.
  • لا بد أن يجري الطبيب اختبارات للبحث عن وجود ضعف أو ضمور في عضلات اليد.
  • كما سينقر الطبيب على منطقة العصب الأوسط إذا شعر المريض بألم شديد أو حتى وجود إحساس يشبه الصدمة الكهربائية، فهذا يدل على الإصابة.
  • قد يطلب الطبيب إجراء التحاليل التالية، هرمونات الغدة الدرقية، عمل فحص لمستويات السكر في الدم، كذلك قياس نسبة كلًا من فيتامين د وفيتامين ب12، نسب الأملاح في الدم.
  • الأشعة السينية (X-ray) حيث أنها تكشف عن وجود أي نوع من الاحتكاكات أو حتى التشوهات العظمية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لفحص الأنسجة الرخوة مثل الأربطة والأعصاب.
  • الموجات فوق الصوتية هذا لعمل تقييم العصب الأوسط والتأكد من عدم وجود تضخم أو ضغط غير طبيعي.
  • لا بد من إجراء دراسة التوصيل العصبي وفيها يتم وضع قطبين كهربائيين بشكل مباشر على الجلد ومن ثم تمرير نبضات كهربائية خفيفة للغاية عبر العصب الأوسط، وعند حدوث تباطؤ في مقدار سرعة النبضات في منطقة النفق الرسغي هذا يشير إلى الإصابة.

علاج متلازمة النفق الرسغي

علاج متلازمة النفق الرسغي

قد يوصي الطبيب بعدد من الأدوية لعلاج متلازمة النفق الرسغي بناءً على حالة المريض، وتشمل:

  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل تلك التي تحتوي على مادة الأسيتامينوفين (Acetaminophen) وكذلك مادة الإيبوبروفين (Ibuprofen)، هذا بالإضافة إلى فيتامين ب 6 بجرعة 200 ملج يوميًا في الحالات البسيطة.
  • حقن الكورتيزون حول العصب، والتي يفضل أن تتم باستخدام الموجات فوق الصوتية لتجنب إصابة العصب أثناء الحقن،وعلى الرغم من فعاليتها المؤقتة، قد تعود الأعراض بعد فترة، ولا تعتبر الكورتيكوستيرويدات التي يتم تناولها عن طريق الفم علاجًا فعالًا لهذه المتلازمة.
  • الجابابنتين (Gabapentin)، وهو دواء يستخدم في تخفيف الألم المرتبط بالعصب.

كما تعد جبائر الرسغ علاجًا مناسبًا لمتلازمة النفق الرسغي المرتبطة بالحمل، وكذلك في الحالات البسيطة التي تشمل تنميلًا غير دائم في الأصابع، يتم ارتداء جبيرة الرسغ لفترة تمتد من عدة أسابيع، حيث تهدف إلى تثبيت المعصم والحفاظ على استقامته، مما يساهم في تخفيف الضغط على العصب.

في البداية، يتم استخدامها فقط أثناء الليل، وإذا لم يلاحظ تحسن، يمكن استخدامها طوال اليوم، غالبًا ما يبدأ المريض في الشعور بتحسن بعد شهر من استخدامها.

هل متلازمة النفق الرسغي تتطلب جراحة؟

ينقسم علاج النفق الرسغي الجراحي إلى نوعين رئيسيين، وهما الجراحة المفتوحة والجراحة بالمنظار، حيث يتم استخدام التخدير الموضعي أو الجزئي أو الكلي في كل من النوعين.

أولًا: الجراحة المفتوحة لمتلازمة النفق الرسغي

في هذا النوع، يتم إجراء شق قطعي بطول 4 سم في راحة اليد للوصول إلى الرباط الذي يضغط على العصب، ثم يتم قطعه لتخفيف الضغط، تعتبر هذه الجراحة علاجًا فعالًا، حيث تتراوح نسبة نجاحها بين 85-90%، ومع ذلك، قد يعاني بعض المرضى من آلام في موقع الجرح بعد العملية.

يتم إزالة الخيوط الجراحية بعد فترة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، يتطلب التعافي اتباع بعض الإجراءات الوقائية مثل استخدام رباط ضاغط لتثبيت المفصل لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، ورفع اليد لتقليل التورم، كما ينصح باستخدام رافعة للذراع لتوفير الراحة، مع ضرورة إزالة الذراع من الرافعة كل بضع ساعات لتحريك المرفق والكتف والأصابع بانتظام، كما يجب كذلك ممارسة تمارين اليد والرسغ والأصابع لتعزيز الشفاء.

بالنسبة للعودة إلى العمل، يمكن للمريض استئناف مهام العمل التي تتطلب حركات متكررة لليد والرسغ بعد فترة تتراوح بين شهر وشهر ونصف، أما إذا كان العمل يتطلب مجهودًا أقل، مثل العمل في المنزل، فيمكن العودة بعد فترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

ثانيًا: الجراحة بالمنظار لمتلازمة النفق الرسغي

تعتبر الجراحة بالمنظار أحدث وأكثر الطرق تفضيلاً في علاج التهاب العصب المتوسط في هذا النوع من الجراحة، يقوم الطبيب بإدخال المنظار عبر شق صغير يقل عن 1 سم في منطقة الرسغ لشق الرباط الضاغط على العصب.

تتميز هذه الجراحة بمدة تعافي قصيرة، حيث يمكن للمريض استخدام يده خلال يومين من إجراء العملية والعودة إلى العمل في غضون أيام قليلة، كما أن الألم الناتج عن الجراحة بالمنظار يكون أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد العملية.

اقرأ أيضًا: متلازمة أسبرجر

كيف يمكن الوقاية من متلازمة النفق الرسغي؟

يمكن تقليل خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي من خلال تبني عادات صحية وتعديلات بسيطة في نمط الحياة، تشمل:

  • المحافظة على استقامة اليد والرسغ أثناء العمل، مع إبقاء الذراع في وضع مريح وغير بعيد أو قريب جدًا من الجسم.
  • تجنب ثني، مد، أو لف المعصم لفترات طويلة، خاصة أثناء الأنشطة المتكررة أو التي تتطلب مجهودًا مستمرًا.
  • الامتناع عن إراحة الرسغ على أسطح صلبة لفترات طويلة لتجنب الضغط على العصب الأوسط.
  • أخذ استراحات منتظمة أثناء أداء الحركات اليدوية المتكررة واستغلال هذه الفترات لممارسة تمارين خفيفة لليد والأصابع لتعزيز الدورة الدموية وتقليل الإجهاد.
  • معالجة الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة، مثل السكري واضطرابات الغدة الدرقية.
  • تعديل ارتفاع الكرسي بحيث تكون اليدان في مستوى لوحة المفاتيح عند استخدامها لفترات طويلة، مما يمنع انثناء الرسغ أثناء الكتابة.
  • التبديل بين اليدين أثناء العمل لتجنب إجهاد يد واحدة.
  • الامتناع عن إرهاق اليدين في الأنشطة الشاقة أو المتكررة لفترات طويلة.
  • اختيار أدوات عمل مريحة تتناسب مع حجم اليد لتقليل الضغط والإجهاد.
  • ارتداء قفازات أو استخدام تدابير لحماية اليدين من البرودة التي قد تؤثر على الأعصاب.
  • ارتداء دعامات مناسبة لدعم الرسغ وحمايته من الإجهاد أثناء العمل أو النوم.
  • فقدان الوزن الزائد في حالة السمنة، مما يقلل من الضغط على الأعصاب.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع الالتزام بتعليمات السلامة للحفاظ على صحة اليدين وتقويتهما.

تجربتي مع متلازمة النفق الرسغي

عند سؤال أحد السيدات عن تجربتها مع متلازمة النفق الرسغي في المعصم فأقرت أنها في بداية اكتشافها للمرض كانت تشعر بالتنميل والوخز في يدها، وعند الكشف وإجراء الفحوصات اللازمة تم تشخيصها بذلك المرض، لكن مع تناول العلاج المناسب من قبل الطبيب من ثم إجراء جراحة المنظار تحسن الأمر للغاية وهي مستمرة في إجراء العلاج الطبيعي لتحظى بالشفاء الكامل.

هل متلازمة النفق الرسغي خطيرة

تكمن خطورة المرض في تأخر البدء في العلاج، لكن العلاج ممكن والكثير من الحالات تحظى في النهاية بفرص شفاء عالية.

هل يمكن الشفاء تمامًا من متلازمة النفق الرسغي؟

تعد متلازمة النفق الرسغي من الحالات التي تتمتع بفرص شفاء ممتازة، خاصة عند التشخيص المبكر والبدء الفوري بالعلاج، يساهم العلاج الطبيعي وتبني تغييرات صحية في نمط الحياة بشكل فعال في تحسين الأعراض بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى اختفائها تمامًا على المدى الطويل في العديد من الحالات.

هل يمكن الشفاء التام من متلازمة النفق الرسغي؟

نعم في حالة بدء العلاج مبكرًا تتحسن فرص الشفاء بشكل كبير ويتم التخلص وعلاج التنميل في اليد بشكل كبير.

المصادر:

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً