الوقاية خير من العلاج، هذه المقولة تنطبق تمامًا على التهاب الأذن، فبمعرفة أسباب هذا الالتهاب وكيفية الوقاية منه، يمكننا حماية أنفسنا وأحبائنا من خطر فقدان السمع، دعونا نتعرف على أحدث طرق علاج التهاب الأذن، وكيفية التعامل معه في حال الإصابة به، والوقاية منه.
التهاب الأذن وأنواعه
التهاب الأذن هو حالة مرضية شائعة خاصةً عند الأطفال، ويمكن أن يكون الالتهاب في الأذن الخارجية (التهاب الأذن الخارجية) أو الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى) أو الأذن الداخلية (التهاب الأذن الداخلية)، يُعد التهاب الأذن الوسطى هو الأكثر شيوعًا، حيث يحدث عادة نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية.
أعراض التهاب الأذن عند الكبار
كيف أعرف أن أذني ملتهبة؟ تختلف أعراض التهاب الأذن باختلاف نوع الالتهاب كالتالي:
أعراض التهاب الأذن الخارجية
تشمل الأذن الخارجية الجلد والأنسجة الرخوة للأذن وقناة الأذن وتنتهي عند طبلة الأذن، يمكن أن تحدث التهابات الأذن الخارجية لأسباب عديدة؛ على سبيل المثال يمكن أن يؤدي استخدام قطعة قطن إلى تهيُّج قناة الأذن، مما يجعلها عرضة للعدوى البكتيرية.
يمكن أن تصاب الأذن الخارجية أيضًا بالعدوى إذا لم يتم تصريف الماء من الأذن بعد السباحة أو الاستحمام، هذه الالتهابات (تسمى أحيانًا أذن السباح) إذ أنها أكثر شيوعًا بعد السباحة في حمامات السباحة المعالجة بالكلور، قد تشمل أعراض التهاب الأذن الخارجية لدى البالغين ما يلي:
- ألم في الأذن.
- احمرار وتهيُّج داخل قناة الأذن.
- حكة في قناة الأذن.
- تقشُّر الجلد.
يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الخارجية الأكثر شدة إلى:
- تورم قناة الأذن، مما قد يسبب ضعف السمع.
- الحمى.
- إفرازات الأذن التي تبدو وكأنها تحتوي على صديد.
اقرأ أيضًا: دواء إيركالم EarCalm : الحل الأمثل لعلاج التهابات الأذن وألمها
أعراض التهاب الأذن الوسطى
يمكن للبالغين أيضًا أن يصابوا بالتهابات الأذن الوسطى، تقع الأذن الوسطى داخل الأذن وتبدأ خلف طبلة الأذن وتمتد إلى النافذة البيضاوية أو الدهيلزية (المنطقة بين الأذن الوسطى والأذن الداخلية)، تحتوي على ثلاث عظام صغيرة، تسمى العُظيمات، وهي ضرورية للسمع.
يمتد الأنبوب السمعي (قناة استاكيوس) من الأذن الوسطى إلى الحلق، يقوم بتهوية الأذن الوسطى وموازنة الضغط فيها، يتسرب السائل من حيّز الأذن الوسطى إلى الحلق وعادة ما يتم ابتلاعه، تتضمن الأعراض الرئيسية لعدوى الأذن الوسطى لدى البالغين ما يلي:
- ألم الأذن (الذي يمكن أن يزداد سوءًا في الصباح أو يسبب مشاكل في النوم).
- إفرازات الأذن.
- مشاكل السمع.
- الحمى.
أعراض التهاب الأذن الداخلية
تُعد التهابات الأذن الداخلية نوعًا آخر من التهابات الأذن التي قد يصاب بها البالغون، تقع الأذن الداخلية بجوار الأذن الوسطى في العظم الصدغي للجمجمة، تحتوي الأذن الداخلية على قنوات نصف دائرية، والتي يحتاجها جسمك لتحقيق التوازن.
من المرجح أن تكون التهابات الأذن الداخلية ناجمة عن فيروس أكثر من عدوى بكتيرية، وهي أقل شيوعًا من التهابات الأذن الخارجية أو التهابات الأذن الوسطى، أكثر التهابات الأذن الداخلية شيوعًا هي التهاب التيه (القوقعة) و التهاب العصب الدهليزي، وهما حالتان مختلفتان قليلًا.
تشمل أعراض التهاب التيه (القوقعة):
- تغيرات في السمع.
- الدوار.
وأعراض التهاب العصب الدهليزي:
- الدوار.
- مشاكل التوازن.
- لكن لا يحدث أي تغيرات في السمع.
أسباب التهاب الأذن

التهاب الأذن يمكن أن يحدث نتيجة لعدة عوامل، إليك بعض الأسباب الشائعة:
- عدوى فيروسية: مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، فقد تؤدي إلى انسداد قناة استاكيوس (الذي يربط الأذن الوسطى بالأنف والحلق).
- عدوى بكتيرية: أحيانًا قد تتطور العدوى الفيروسية إلى عدوى بكتيرية، مما يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى.
- الحساسية: يمكن أن تسبب الحساسية احتقان الأنف وتؤثر على الأذن، مما يؤدي إلى الالتهاب.
- الالتهابات الفطرية: قد تؤدي الفطريات أيضًا إلى التهاب الأذن، وخاصةً في الأذن الخارجية.
- تغيرات الضغط الجوي: مثل ما يحدث في أثناء الطيران أو الغوص، مما قد يسبب شعورًا بعدم الراحة والالتهاب.
- وجود جسم غريب في الأذن: قد يؤدي دخول جسم غريب إلى الأذن إلى التهاب.
- ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالتهابات الأذن.
- عدم تجفيف الأذن بصورة صحيحة بعد السباحة أو بعد الاستحمام.
علاج التهاب الأذن عند الكبار
يختلف علاج التهاب الأذن باختلاف حالة المريض وسنه وموضع الالتهاب كالآتي:
علاج التهاب الأذن الخارجية
يمكن استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، بما في ذلك أدفيل أو موترين (إيبوبروفين) وتايلينول (أسيتامينوفين)، لتخفيف الألم الناتج عن التهاب الأذن الخارجية.
يمكن أيضًا استخدام كمادات دافئة أو باردة، ويمكن استخدام قطرات أذن محددة لعلاج أذن السباح، مثل: قطرات ديبروكس، وقطرات أذن أورو دراي، وقطرات أذن سويم.
غالبًا ما يتم وصف قطرات الأذن المضادة الحيوية لعلاج التهابات الأذن الخارجية، مثل سيبرُودِكس (سيبروفلوكساسين وديكساميثازون)، تجمع بين مضاد حيوي ودواء ستيرويدي للمساعدة في علاج الالتهاب، وتعد أفضل قطرة لعلاج التهاب الأذن للكبار.
علاج التهاب الأذن الوسطى
- مراقبة الحالة: قد تختفي بعض التهابات الأذن دون علاج بالمضادات الحيوية، تتحسن أعراض التهابات الأذن عادةً خلال أول يومين، وتختفي معظم الالتهابات من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين دون أي علاج.
- أدوية مسكنة للألم: قد ينصحك طبيبك باستخدام عقار أسيتامينوفين (تايلينول، وغيره) أو إيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي، وغيره) لتسكين الألم، استخدم الأدوية وفقًا للإرشادات الموجودة على الملصق، وتوخ الحذر عند إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين، لا ينبغي للأطفال والمراهقين الذين يتعافون من جدري الماء أو أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا تناول الأسبرين أبدًا لأن الأسبرين مرتبط بمتلازمة راي، استشر طبيبك قبل الاستخدام.
- قطرات التخدير: يمكن استخدامها لتسكين الألم إذا لم يكن طبلة الأذن بها ثقب أو تمزق.
- العلاج بالمضادات الحيوية: تشير بعض الأدلة إلى أن العلاج بالمضادات الحيوية قد يكون مفيدًا لبعض الأطفال الذين يعانون من التهابات الأذن، لكن احذر قد يؤدي استخدام المضادات الحيوية كثيرًا إلى مقاومة البكتيريا التي قد نُصاب بها للمضاد الحيوي.
- أنابيب الأذن: إذا كان طفلك يعاني من حالات معينة، فقد يوصي طبيب طفلك بإجراء عملية لتصريف السوائل من الأذن الوسطى، إذا كان طفلك يعاني من التهابات الأذن المتكررة طويلة الأمد (التهاب الأذن الوسطى المزمن) أو تراكم السوائل المستمر في الأذن بعد شفاء العدوى (التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب)، فقد يقترح طبيب طفلك هذا الإجراء.
وذلك يحدث في أثناء إجراء جراحي للمرضى يسمى بَضْعُ طبلة الأذن (شَقُّ طَبْلة الأُذُن)، يقوم الجراح بإنشاء ثقب صغير في طبلة الأذن يُمكّنه من شفط السوائل من الأذن الوسطى، يُوضع أنبوب صغير (أنبوب فغر الطبلة) في الفتحة للمساعدة في تهوية الأذن الوسطى ومنع تراكم المزيد من السوائل.
بعض الأنابيب مصممة للبقاء في مكانها لمدة تتراوح من أربعة إلى 18 شهرًا ثم تسقط من تلقاء نفسها، بينما أنابيب أخرى مصممة للبقاء لفترة أطول وقد تحتاج إلى إزالتها جراحيًا، عادةً ما تُغلق طبلة الأذن مرة أخرى بعد سقوط الأنبوب أو إزالته.


علاج التهاب الأذن الداخلية
ما علاج التهاب الأذن من الداخل؟ بينادريل (ديفينهيدرامين) وأنتيفيرت (ميكليزين) هما دواءان لا يستلزمان وصفة طبية يمكن استخدامهما لعلاج الدوخة والغثيان الناجمين عن عدوى الأذن الداخلية، وفي حين يمكن للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أن تخفف من أعراض عدوى الأذن الداخلية، إلا أنها لا تعالج العدوى نفسها.
يمكن استخدام العديد من الأدوية الموصوفة لعلاج أو إدارة أعراض عدوى الأذن الداخلية، مثل:
- أدوية مضادة للغثيان للمساعدة في السيطرة على أعراض الغثيان.
- أدوية الستيرويد، مثل بريدنيزون، لتقليل الالتهاب.
- المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج العدوى نفسها.
وتُعد هذه العلاجات مناسبة أيضًا لعلاج التهاب الأذن للاطفال وفقًا لتعليمات الطبيب.
اقرأ أيضًا: اعراض التهاب الاذن الوسطى
ما هو أفضل دواء لالتهاب الأذن؟
يتساءل الكثيرون عن أفضل دواء لعلاج التهاب الأذن، حيث تتنوع الخيارات المتاحة التي تشمل المسكنات والمضادات الحيوية حسب نوع الالتهاب وشدته، من المهم استشارة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب، وذلك لأن استخدام الأدوية بصورة غير صحيحة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة أو ظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها، كما يُنصح باتباع الإرشادات الطبية لتجنب المضاعفات المحتملة.
علاج طبيعي لالتهاب الأذن
كيف أعالج الأذن الملتهبة في المنزل؟ هناك العديد من العلاجات المنزلية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم، إليك بعض نصائح لتخفيف ألم الأذن:
- علاج أعراض البرد: غالبًا ما تأتي آلام الأذن في أعقاب عدوى الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد وذلك لأن الأمراض المعدية يمكن أن تُهيّج قنوات الأذن (وتسمى أيضًا قناة استاكيوس) وتسبب تورمًا وتراكمًا للسوائل في أذنيك، لذا فإن علاج أعراض السعال والبرد يمكن أن تكون سببًا رئيسيًا في تحسين آلام الأذن.
- جرب العلاجات المنزلية مثل:
- شرب الشاي الدافئ مع العسل.
- استخدام جهاز الترطيب.
- غسل وتنظيف الجيوب الأنفية من المخاط باستخدام وعاء نيتي.
- تناول دواء مزيل للاحتقان.
- شرب الكثير من السوائل.
الحصول على قسط إضافي من الراحة.
- وضع كمادات ساخنة أو باردة: تعمل الحرارة على استرخاء العضلات المحيطة بقناة الأذن والسماح للسوائل بالتدفق على نحوٍ أفضل، كما يمكن للثلج أن يُخفّف الألم ويُقلّل الالتهاب، للحصول على أفضل النتائج، حاول التبديل بين الكمادات الباردة والدافئة كل 30 دقيقة للحصول على فوائد كل منهما.
- عند استخدام الكمادات الساخنة، تأكد من أنها ليست ساخنة جدًا لدرجة تُعرضك للحرق، وعند استخدام الكمادات الباردة قم بلفها بمنشفة لمنع تأثيرات التبريد من أن تكون شديدة للغاية.
- غيّر وضعية نومك: إن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر مهم لإدارة أي مرض، لكن طريقة نومك يمكن أن تؤثر على آلام الأذن، إذا كان ألم أذنك يقتصر على أذن واحدة، فحاول النوم على الجانب الآخر. حاول دعم رأسك على وسادتين أو أكثر أي في وضع مائل للاستقامة، بحيث تكون أذنك المصابة أعلى من بقية جسمك. سيساعد ذلك على تصريف السوائل، إذا كانت الإصابة في كلتا أذنيك، فقد تجد أن النوم على ظهرك قد يكون أكثر راحة.
- تمارين الرقبة: عندما تعاني من عدوى في الأذن أو ألم في الأذن، يمكن أن تتورم العضلات المحيطة بقناة الأذن، وهذا يضيف المزيد من الضغط على أذنيك والمزيد من الألم، ساعد في تخفيف تلك العضلات المتوترة وتخفيف الضغط عن طريق تمارين الرقبة، جرِّب: تدوير رأسك في دوائر بطيئة.
إسقاط إحدى الأذنين باتجاه كتفك، ثم جرِّب ذلك على الجانب الآخر.
رفع كتفيك لأعلى ولأسفل.
افتح فمك بلطف على أوسع نطاق ممكن وثبِّت نفسك على هذا الوضع لبضع ثوانٍ. - الزنجبيل: بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، يُعد الزنجبيل علاجًا طبيعيًا قد يساعد في تقليل التورم.
- بيروكسيد الهيدروجين: يمكن لبضع قطرات من بيروكسيد الهيدروجين أن تساعد في تنظيف التراكم والجراثيم من أذنيك.
- مضغ العلكة: إذا كنت على متن طائرة أو تقود على ارتفاعات عالية وكان ألم أذنك ناتجًا عن تغير ضغط الهواء، فامضغ بعض العلكة، يمكن أن يساعد ذلك في خفض هذا الضغط وتخفيف الأعراض.
- زيت شجرة الشاي: تشير الأبحاث إلى أن زيت شجرة الشاي قد يساعد في قتل البكتيريا المرتبطة بعدوى الأذن، لكن معظم الأطباء لا ينصحون به لأنه إذا استخدمته كقطرة للأذن، فقد يسد أذنيك وحتى يتسبب في تلفهما.
- زيت الزيتون: إذا كان ألم الأذن ناتجًا عن شمع الأذن، فيمكنك محاولة تخفيفه عن طريق وضع زيت الزيتون الدافئ في قناة الأذن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تليين شمع الأذن وتسهيل إزالته.
الوقاية من التهاب الأذن

يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من التهاب الأذن، ومنها:
- الحفاظ على نظافة الأذنين: تجنُّب استخدام الأعواد القطنية داخل الأذن، حيث يمكن أن تدفع الشمع إلى الداخل وتُسبّب مشاكل.
- تجنُّب السباحة في المياه الملوثة: قد تؤدي المياه الملوثة إلى الإصابة بالتهابات الأذن.
- دعم جهاز المناعة: تناول طعام صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، وممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنُّب التعرض للدخان والمهيّجات: تجنب التدخين والتعرض للدخان أو ملوثات الهواء.
- علاج نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي: معالجة أي زكام أو التهاب في الحلق أو جيوب الأنفية بسرعة لتقليل خطر انتشار العدوى إلى الأذن.
- التطعيمات أو اللقاحات: تأكد من تلقي التطعيمات اللازمة، مثل لقاح الأنفلونزا ولقاح المكورات الرئوية.
- استشارة الطبيب: إذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي أو شخصي من التهابات الأذن، يمكن للطبيب تقديم نصائح إضافية.
إذا ظهرت أي أعراض مثل الألم الشديد أو ضعف السمع، فيجب استشارة طبيب مختص.
المصادر:
- Ear infection (middle ear)
- Ear Infection (Otitis Media)
- Home Remedies for Ear Pain
- Ear Infection in Adults
- Home Remedies for an Ear Infection: What To Try and What To Avoid
لا يوجد تعليقات