شلل الحبال الصوتية

شلل الحبال الصوتية


شلل الحبال الصوتية (Vocal Cord Paralysis) والذي يصيب عدد من المرضى نتيجة لأسباب كثيرة أشهرها العمليات الجراحية وتختلف أعراضه باختلاف شدة الإصابة وقد تكون بعضًا منها خطيرة تؤثر على التنفس ويعتبر العلاج الجراحي الحل الأمثل لعلاج تلك الحالة.

ما هو شلل الحبال الصوتية

شلل الحبال الصوتية هو فقدان القدرة على حركة عضلات الحبال الصوتية نتيجة لضعف أو انقطاع الإشارات العصبية المتجهة إلى الحنجرة، يمكن أن يصيب هذا الشلل الأشخاص من جميع الفئات العمرية، وقد يقتصر على أحد الحبال الصوتية أو يصيب كلاهما، مما يؤدي إلى تهديد خطير للتنفس يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.

الحبال الصوتية هي طيتان عضليتان تمتدان عبر الحنجرة فوق القصبة الهوائية، وتساهم في إنتاج الصوت أثناء التحدث من خلال حركتها واهتزازها، بالإضافة إلى ذلك، تلعب الحبال الصوتية دوراً حيوياً في منع دخول الطعام والشراب واللعاب إلى القصبة الهوائية، مما يقي الشخص من خطر الاختناق، وعادةً ما تظل الحبال الصوتية مفتوحة للسماح بمرور الهواء أثناء التنفس.

اسباب شلل الحبال الصوتية

يعود سبب شلل الحبل الصوتي إلى انقطاع النبضات العصبية التي تصل إلى الحنجرة نتيجة إصابة العصب المغذي لها أو وجود مشكلة في الدماغ، في بعض الحالات، قد يحدث شلل الحبال الصوتية دون سبب واضح، لكن قد تشمل الأسباب المحتملة لشلل الحبال الصوتية ما يلي:

  • العمليات الجراحية في منطقة الرقبة أو الصدر، مثل جراحة الغدة الدرقية أو المريء، إلى إصابة الأعصاب المغذية للحنجرة وبالتالي حدوث شلل في الحبل الصوتي، كما يمكن أن تتسبب الولادة باستخدام الملقط أحياناً في شلل الحبل الصوتي عند المواليد.
  • قد يؤدي تركيب الأنبوبة الحنجرية، خاصة لفترات طويلة أو بطريقة غير مناسبة، إلى إصابة الأعصاب أو الحبال الصوتية نفسها، مما يتسبب في حدوث شلل صوتي.
  • يمكن أن تتسبب الإصابات المباشرة في منطقة الرقبة أو الصدر في تلف الأعصاب المسؤولة عن تغذية الحنجرة، مما يؤدي إلى فقدان التحكم في حركة الحبال الصوتية وحدوث الشلل.
  • قد تعيق السكتة الدماغية القدرة على إرسال الإشارات العصبية من الدماغ إلى الحنجرة، مما يؤدي إلى خلل في حركة الحبال الصوتية أو شللها الكامل.
  • يمكن أن يؤدي وجود أورام حميدة أو خبيثة في عضلات الحنجرة، أو غضاريفها، أو الأعصاب المرتبطة بها إلى ضغط على هذه الأعصاب أو تدميرها، مما ينتج عنه شلل في الحبل الصوتي.
  • تسهم بعض الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد في ضعف أو شلل الحبال الصوتية نتيجة تأثيرها المباشر على الأعصاب التي تتحكم في وظائف الحنجرة.

اقرأ أيضًا: مرض جريفز

اعراض شلل الحبال الصوتية

قد يحدث شلل في حبل صوتي واحد (أحادي الجانب)، وهو الأكثر شيوعًا، حيث يعتبر شلل الحبل الصوتي الأيسر أكثر انتشارًا من شلل الحبل الصوتي الأيمن، لكن في حالات نادرة، يمكن أن يصاب الشخص بشلل في كلا الحبلين الصوتيين.

تختلف شدة أعراض شلل الحبال الصوتية من حالة إلى أخرى، حسب درجة الضعف الذي يصيبها ومدى قدرة الحنجرة على التكيف مع هذا الضعف، ففي بعض الحالات، قد تكون الأعراض خفيفة، بينما في حالات أخرى قد تصل إلى حد تهديد حياة المريض، وفيما يلي نوضح أعراض كل نوع على حدة:

اسباب شلل الحبال الصوتية
اسباب شلل الحبال الصوتية

أولًا: أعراض شلل الحبل الصوتي أحادي الجانب:

تظهر أعراض شلل الحبل الصوتي أحادي الجانب بشكل واضح نتيجة فقدان الحبل المصاب لوظيفته، وتشمل ما يلي:

  • صعوبة في التحدث هذا نتيجة ضعف إغلاق الحبال الصوتية، مما يؤثر على وضوح الصوت.
  • الإحساس بالتعب والإرهاق عند التحدث لفترات قصيرة.
  • بحة في الصوت وصوت أجش أو ضعيف بسبب خلل في اهتزاز الحبال الصوتية.
  • فقدان القدرة على التحكم في مستوى الصوت أو تغييره.
  • ضيق في التنفس مع مجهود بسيط يصاحبه أحيانًا صوت تنفسي صاخب (النهجان).
  • صعوبات في البلع مثل الشرقة أو السعال أثناء تناول الطعام أو السوائل نتيجة ضعف حماية مجرى الهواء.

ثانيًا: أعراض شلل الحبال الصوتية ثنائي الجانب:

رغم ندرة شلل الحبال الصوتية الثنائي، إلا أن خطورته تكمن في تأثيره المباشر على مجرى التنفس، حيث يؤدي اقتراب الحبال الصوتية من بعضها البعض في منتصف الحنجرة إلى عرقلة تدفق الهواء نحو الرئتين، وتشمل الأعراض:

  • صعوبة ملحوظة في التنفس قد تزداد سوءًا مع أقل مجهود.
  • مشكلات حادة في البلع، مع زيادة خطر حدوث الشرقة أو الاختناق أثناء تناول الطعام أو الشراب، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على الحياة.

اقرأ أيضًا: مرض لايم Lyme Disease

كيف يتم تشخيص شلل الحبال الصوتية؟

كيف يتم تشخيص شلل الحبال الصوتية؟
كيف يتم تشخيص شلل الحبال الصوتية؟

يعتمد تشخيص شلل الحبل الصوتي على نهج شامل يجمع بين تقييم التاريخ الطبي وإجراء الفحص البدني الدقيق، إلى جانب سلسلة من الفحوصات المتخصصة لتحديد مدى الإصابة والكشف عن السبب الكامن وراء الشلل، تشمل هذه الفحوصات ما يلي:

  • تنظير الحنجرة حيث يستخدم لفحص الحبال الصوتية بشكل مباشر وتقييم حركتها بدقة، مما يساعد في تحديد مدى تأثير الشلل.
  • مخطط كهربية العضل (EMG)، وهو يقاس من خلاله نشاط عضلات وأعصاب الحنجرة لتقييم وظيفة الأعصاب ومعرفة ما إذا كان هناك تلف عصبي.
  • تحاليل الدم للكشف عن أي اضطرابات صحية أو التهابات قد تكون مرتبطة بحدوث الشلل.
  • الأشعة السينية، لتقييم بنية الرقبة والصدر ورصد أي مشكلات قد تؤثر على الأعصاب المغذية للحنجرة.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT)، يوفر صورًا تفصيلية للهياكل الداخلية، مما يساعد في اكتشاف الأورام أو التشوهات التي قد تضغط على الأعصاب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، يستخدم لتصوير الدماغ والأعصاب والأنسجة الرخوة بدقة عالية، مما يسهم في تحديد أي خلل عصبي يؤثر على وظائف الحبال الصوتية.

هل يمكن علاج شلل الحبال الصوتية؟

يشمل العلاج مجموعة من الأساليب، أبرزها:

  • العلاج الصوتي: ويتضمن تمارين متخصصة لتقوية الحبال الصوتية، تهدف إلى تحسين التحكم في التنفس أثناء الحديث، وتعزيز حماية مجرى الهواء أثناء عملية البلع لتجنب دخول الطعام أو السوائل إلى الجهاز التنفسي.
  • حقن الفيلر، حيث يستخدم حقن الحبال الصوتية بمادة حشو مثل الكولاجين كأحد الأساليب الفعالة في علاج شلل الحبل الصوتي الأيمن أو الأيسر، يهدف هذا الإجراء إلى تقريب الحبل الصوتي المصاب نحو خط المنتصف، مما يحسن من كفاءة عملية الكلام ويسهّل عملية البلع، عبر تعزيز قدرة الحبال الصوتية على الإغلاق بشكل أكثر فاعلية.
  • العلاج الجراحي، في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الصوتي أو الحقن، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا، وتتضمن الخيارات الجراحية ما يلي:
    • تقريب الحبل الصوتي حيث يتم خلال هذه العملية نقل بعض الأنسجة إلى داخل الحنجرة لضبط موضع الحبل الصوتي المصاب، مما يساعده على استعادة جزء من وظيفته، يعد هذا الإجراء مناسبًا لحالات الشلل الأحادي الجانب فقط.
    • ثقب القصبة الهوائية  هذا في حالات شلل الحبال الصوتية الثنائي، قد تتفاقم مشكلات التنفس بشكل يهدد الحياة، وحينها يصبح من الضروري إجراء ثقب في القصبة الهوائية لتوفير مسار بديل يسهّل عملية التنفس بفعالية.
    • علاج شلل الحبال الصوتية بالليزر، ويجرى هذا النوع من الجراحة باستخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون مع منظار الحنجرة، حيث يتم استئصال جزء صغير من الحبل الصوتي لتوسيع مجرى الهواء، وهو إجراء يستخدم بشكل شائع في حالات الشلل الثنائي للتغلب على صعوبة التنفس.

اقرأ أيضًا: مرض vexas فيكساس

مضاعفات شلل الحبال الصوتية

قد يؤدي شلل الأحبال الصوتية إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، من أبرزها:

  • الاختناق وصعوبة التنفس الحادة نتيجة انسداد مجرى الهواء بشكل جزئي أو كامل، مما قد يشكل خطرًا مباشرًا على حياة المريض.
  • الالتهاب الرئوي الحاد الناجم عن تسلل الطعام أو السوائل إلى مجرى التنفس، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى خطيرة في الرئتين.

تتطلب هذه المضاعفات تدخلاً طبيًا فوريًا لتفادي العواقب الصحية الوخيمة.

تمارين لتقوية الحبال الصوتية

يخضع المريض للعلاج الصوتي تحت إشراف مباشر من أخصائي النطق واللغة، ويعتمد هذا العلاج على مجموعة متكاملة من التقنيات والتمارين المصممة خصيصًا لتعزيز قوة وكفاءة الحبال الصوتية، وتشمل هذه الأساليب ما يلي:

  • التمارين الصوتية الموجهة، لتطوير التحكم في إنتاج الصوت وتحسين جودته.
  • تقنيات التدليك العلاجي، لتخفيف تشنجات العضلات وتنشيط الدورة الدموية، مما يسهم في استرخاء عضلات الحنجرة وتحقيق أداء صوتي أكثر نقاءً.
  • تمارين التمدد والاسترخاء، لتقليل مستويات التوتر والإجهاد الصوتي، مما يحافظ على صحة الأحبال الصوتية.
  • تدريبات التحكم في طبقة الصوت، لضبط النغمة وتوسيع نطاق التحكم الصوتي.
  • تمارين التنفس، لتعزيز التنفس العميق والفعّال، وهو عنصر أساسي لدعم قوة الصوت واستقراره.
  • تعديل نمط الحياة، من خلال الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات وفيرة من السوائل، وتجنب العادات الضارة مثل التنحنح المفرط، بالإضافة إلى التدريب على كيفية الاستخدام الأمثل للصوت وتجنب الإجهاد الصوتي المفرط.

المصادر:

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً