حساسية الانف وبالإنجليزية Allergic Rhinitis تتشابه في أعراضها إلى حد كبير مع نزلات البرد ولكن يتم تشخيصها من خلال وجود المسبب الخاص بها مثل الغبار مع القيام بعمل الفحوصات اللازمة وأخذ التاريخ المرضي للتأكد من صحة التشخيص.
ما هي حساسية الأنف
حساسية الانف هي حالة تحسسية تتمثل في مجموعة من الأعراض التي تصيب الأنف نتيجة التعرض لمحفزات بيئية مثل حبوب اللقاح، الغبار، وبر الحيوانات، أو شعرها، تتشابه أعراضها مع أعراض نزلات البرد.
تؤثر حساسية الأنف على الأشخاص من جميع الفئات العمرية، إلا أنها تعتبر أكثر شيوعاً بين الأطفال، ومع ذلك، يمكن أن تصيب الأفراد في أي مرحلة عمرية، حيث تختلف شدتها وتأثيرها من شخص لآخر.
أنواع حساسية الأنف
تنقسم حساسية الانف إلى نوعين رئيسيين وفقاً لتوقيت ظهور الأعراض ومدة استمرارها، وهما:

أولًا: حساسية الأنف الموسمية
تظهر هذه الحساسية خلال فترات معينة من السنة، نتيجة انتشار مهيجات بيئية يرتفع تركيزها في مواسم محددة، من أبرز أنواعها:
- حساسية الربيع الناجمة عن زيادة حبوب اللقاح الناتجة من الأشجار.
- حساسية الصيف نتيجة التعرض لحبوب لقاح الأعشاب الضارة.
- حساسية الخريف التي غالباً ما يسببها العفن أو حبوب لقاح الأعشاب الجافة.
يعد حبوب اللقاح العامل الرئيسي المسبب لحساسية الأنف الموسمية، حيث يؤدي استنشاقها إلى تحفيز الجهاز المناعي وإثارة رد فعل تحسسي.
ثانيًا: حساسية الأنف المزمنة
تعرف أيضاً بحساسية الأنف على مدار السنة، حيث لا تقتصر على موسم معين، بل قد تحدث في أي وقت نتيجة التعرض المستمر لمهيجات تتواجد طوال العام، مثل:
- عث الغبار المنزلي، الذي يتكاثر في بيئات رطبة ودافئة.
- وبر وشعر الحيوانات الأليفة، الذي يحتوي على بروتينات مسببة للحساسية.
- العفن والفطريات، خاصة في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة.
تتطلب حساسية الأنف المزمنة إدارة طويلة الأمد للحد من التعرض للمحفزات والتحكم في الأعراض بشكل فعال.
اقرأ أيضًا: مرض جريفز
أسباب حساسية الانف
لا يرجع تطور التهاب الأنف التحسسي إلى سبب واحد محدد، بل يحدث نتيجة استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة، عندما يصبح الجسم حساساً تجاه مادة معينة عادةً ما تكون غير ضارة لمعظم الأشخاص، يبدأ جهاز المناعة في التفاعل بشكل مفرط تجاهها، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة تهاجم تلك المادة المهيجة، تختلف شدة هذا الرد المناعي باختلاف درجة التحسس لدى الفرد.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بحساسية الأنف
هناك العديد من العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة بحساسية الأنف، وتشمل:
- العوامل الوراثية، حيث إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين، وخاصة الأم، يعاني من حساسية الأنف أو أي نوع آخر من الحساسية، فإن ذلك يزيد من احتمال إصابة الفرد بحساسية الأنف.
- الجنس والعمر، حيث تظهر حساسية الأنف بشكل أكثر شيوعاً بين الذكور قبل سن المراهقة، بينما تزداد شيوعها بين الإناث بعد سن المراهقة.
- وجود حالات حساسية أخرى أو الربو، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من الحساسية أو الربو يكونون أكثر عرضة للإصابة بحساسية الأنف.
- التدخين والتدخين السلبي حيث يعد التدخين، خاصةً في السنوات الأولى من الحياة، عاملاً مهماً في زيادة خطر الإصابة بحساسية الأنف.
- وجود تاريخ من الإصابة بالأكزيما قد يزيد من احتمالية حدوث حساسية الأنف.
- تاريخ الولادة، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يولدون في فصول السنة التي تكثر فيها حبوب اللقاح قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بحساسية الأنف.
- التعرض المنتظم والمطول لمواد محسسة مثل حبوب اللقاح، الغبار، أو وبر الحيوانات يزيد من خطر الإصابة.
- يعتقد أن الطقس يلعب دوراً في زيادة احتمالية الإصابة، حيث تزداد فرص حدوث التهاب الأنف التحسسي في الظروف الجوية الحارة والجافة أو في المناطق التي تتسم بالرياح القوية.
ما هي فسيولوجيا حساسية الأنف؟
تحدث حساسية الانف كاستجابة من جهاز المناعة البشري عند تعرض الجسم لمسببات الحساسية أو الأجسام الغريبة التي تدخل عبر الأنف، ورغم أن هذه الأجسام عادةً ما تكون غير ضارة ولا تثير أي تفاعل لدى الأشخاص الأصحاء، فإنها تحفز استجابة مناعية مفرطة في حالات الإصابة بحساسية الأنف.
عند الإصابة بـ التهاب الأنف التحسسي، ينتج الجسم الأجسام المضادة (IgE) التي تهاجم هذه المواد الغريبة، نتيجة لهذه الاستجابة، يفرز الجسم مركبات كيميائية مثل الهيستامين، مما يؤدي إلى ظهور أعراض فرط التحسس كالتهيج والاحتقان في الأنف والعينين.
اقرأ أيضًا: مرض لايم Lyme Disease|
أعراض حساسية الأنف
تتفاوت بداية أعراض حساسية الأنف حسب نوع المادة المسببة للحساسية وتوقيت انتشارها الموسمي، إذ تظهر الأعراض في أوقات محددة من السنة بالتزامن مع زيادة تركيز المهيجات في البيئة.
أما الأعراض المبكرة فتظهر فور التعرض لمسببات الحساسية وتشمل:
- سيلان الأنف مع إفرازات مائية مستمرة.
- احتقان الأنف وصعوبة في التنفس عبره.
- حكة شديدة في الأنف أو الحلق، وقد تمتد إلى الأذنين.
- نوبات متكررة من العطاس، خاصة في الصباح الباكر.
- احمرار العينين ودموع غزيرة مصحوبة بحكة مزعجة في العينين.
أما عن الأعراض المتقدمة فمع استمرار التعرض للمهيجات وتفاقم الحالة، قد تظهر أعراض أكثر حدة، مثل:
- السعال المتكرر والجاف.
- ألم وتهيج في الحلق نتيجة الاحتقان المستمر.
- الصداع الناتج عن احتقان الجيوب الأنفية.
- حكة في الجلد أو طفح جلدي خفيف في بعض الحالات.
- ضغط واحتقان في الأذنين مع ضعف مؤقت في السمع.
- الهالات السوداء وانتفاخ حول العينين نتيجة الاحتقان المزمن.
- شعور عام بعدم الراحة والتهيج العصبي.
- القشعريرة في بعض الحالات الشديدة، خاصة عند تفاقم الأعراض.
وفي حالات التهاب الأنف التحسسي المزمن، قد تتفاقم الأعراض لتصبح أكثر حدة، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض، وتشمل هذه الأعراض:
- التعرق المفرط، نتيجة للإجهاد المستمر الناجم عن صعوبة التنفس والاحتقان المزمن.
- صداع حاد وألم في الوجه، خاصة في منطقة الجيوب الأنفية بسبب احتقانها المستمر وتراكم الضغط داخلها.
- فقدان حاستي الشم والتذوق، نتيجة انسداد الأنف المزمن وتأثر الأعصاب الحسية.
- إرهاق شديد وتعب مستمر،بسبب نقص الأوكسجين وصعوبة التنفس، مما يؤدي إلى ضعف عام في الطاقة.
- الأرق وصعوبة في النوم، نتيجة انسداد الأنف الليلي وضيق التنفس، مما يعوق القدرة على الاسترخاء والنوم العميق.
- بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي حساسية الأنف المزمنة إلى ظهور طفح جلدي يشبه الأكزيما، نتيجة لتفاعل الجلد مع الالتهاب المزمن أو الحكة المستمرة.
اقرأ أيضًا: مرض vexas فيكساس
كيف يتم تشخيص حساسية الأنف؟
يعتمد تشخيص حساسية الانف على مجموعة من الخطوات الدقيقة التي تهدف إلى تحديد الحالة بدقة والكشف عن مسببات الحساسية المحتملة، تشمل هذه الخطوات:
- الفحص السريري الشامل حيث يتم خلاله تقييم الأعراض الظاهرة على المريض، وفحص الأنف والجيوب الأنفية والعينين والحنجرة، للتحقق من علامات الحساسية مثل الاحتقان وتورم الأغشية المخاطية.
- مراجعة الأعراض وتوقيتها حيث يتضمن سؤال المريض عن طبيعة الأعراض، شدتها، وتوقيت ظهورها، بهدف الربط بين الأعراض والعوامل البيئية أو الموسمية التي قد تكون سببًا في تحفيز الحساسية.
- البحث في التاريخ المرضي حيث يشمل مراجعة التاريخ الصحي الشخصي والعائلي، حيث يسهم ذلك في تحديد وجود استعداد وراثي للإصابة بالحساسية أو وجود أمراض تحسسية سابقة لدى أفراد الأسرة.
- اختبار وخز الجلد (Skin Prick Test) وهو يُعتبر من الفحوصات التشخيصية الأساسية، ويتم عن طريق وخز الجلد بكميات صغيرة من المواد المسببة للحساسية المحتملة، تظهر النتيجة خلال 10 إلى 20 دقيقة، حيث يدل ظهور حبوب صغيرة متورمة مصحوبة بحكة على وجود رد فعل تحسسي تجاه المادة المختبرة.
- تحليل الدم (اختبار IgE الخاص بمسببات الحساسية)، وهو يستخدم لقياس مستوى الأجسام المضادة من النوع IgE، والتي ترتفع عند وجود حساسية، تشير المستويات المرتفعة إلى استجابة تحسسية، بينما تدل المستويات المنخفضة أو الطبيعية على عدم وجود تحسس تجاه المادة المشتبه بها.
- صورة دم شاملة وفيها يجرى لتقييم نسبة كريات الدم البيضاء الحامضية (Eosinophils)، حيث يُشير ارتفاعها إلى وجود استجابة تحسسية، مما يدعم تشخيص التهاب الأنف التحسسي.
علاج حساسية الأنف
تتعدد طرق علاج حساسية الانف وتتنوع بناءً على شدة الأعراض وطبيعة الحالة، وتشمل ما يلي:
- مضادات الهيستامين: وهي فعالة بشكل خاص في علاج الأعراض القصيرة الأمد لحساسية الأنف، مثل الفيكسوفينادين (Fexofenadine).
- الأدوية المزيلة للاحتقان مثل: السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine)
- تستخدم قطرات العين المحتوية على الكروموجلايسيت (Cromoglycate) لتقليل احمرار وتورم العينين المصاحبين لالتهاب الأنف التحسسي.
- تعد بخاخات الكورتيزون من أبرز العلاجات الفعالة لحساسية الأنف، وتتميز بسلامتها للاستخدام على المدى الطويل سواء للأطفال أو البالغين. من أشهر هذه البخاخات، الفلوتيكازون (Fluticasone)
نصائح للتعايش مع حساسية الأنف
من الوسائل الفعالة والمثبتة علمياً للتخفيف من أعراض حساسية الأنف بدون اللجوء إلى الأدوية، يمكن اتباع مجموعة من التغييرات في نمط الحياة، مثل:
- إغلاق النوافذ بإحكام للحيلولة دون دخول حبوب اللقاح إلى داخل المنزل.
- ارتداء النظارات الواقية عند الخروج للحماية من المواد المثيرة للحساسية.
- استخدام الكمامة الطبية على الأنف والفم خلال موسم التحسس عند مغادرة المنزل.
- الاستعانة بمزيل الرطوبة للتحكم في نمو العفن الناتج عن الرطوبة.
- غسل اليدين جيداً بعد الاقتراب من الحيوانات الأليفة أو ملامستها.
- تجنب قص العشب خلال الفترات التي تنتشر فيها حبوب اللقاح بكثافة.
- غسل العينين باستمرار بماء فاتر مائل للبرودة لتهدئتها وتنظيفها من آثار حبوب اللقاح.
- الامتناع عن الاحتفاظ بالزهور داخل المنزل لتقليل مصادر التحسس.
- الابتعاد عن التدخين و تجنب التعرض لدخان السجائر.
- استخدام مكيفات الهواء بدلاً من فتح النوافذ لتقليل تعرضك لحبوب اللقاح.
- تركيب فلتر هواء عالي الكفاءة داخل المنزل لتحسين جودة الهواء.
- غسل الملابس في درجات حرارة عالية (55 درجة مئوية) لضمان إزالة أي ملوثات.
- تنظيف الأنف بشكل دوري باستخدام محلول ملحي للحد من التهيج والتخفيف من الأعراض.
مضاعفات حساسية الأنف
من المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن إهمال علاج حساسية الأنف، تشمل:
- تفاقم التهيجات والمضاعفات المناعية الأخرى، وزيادة حدة الربو لدى المرضى المصابين به.
- صعوبة في التنفس في الحالات المتقدمة.
- الأرق المستمر نتيجة للاحتقان الأنفي الشديد.
- الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد.
- زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
لا يوجد تعليقات