اُكتشف فيروس الميتانيمو البشري HMPV، لأول مرة عام 2001، وهو عبارة عن فيروس يصيب الجهاز التنفسي، حيث أنه ينتمي لطائفة الفيروسات الرئوية (Paramyxoviridae)، وينتقل الفيروس عبر الرذاذ المنتقل من الشخص المصاب، ويعد الأطفال دون الخامسة من عمرهم وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
ما هو فيروس الميتانيمو البشري HMPV؟
فيروس الميتانيمو البشري هو أحد الفيروسات التنفسية التى نالت في الآونة الأخيرة اهتمامًا متزايدًا نظرًا لانتشاره الواسع، وهو عبار عن فيروس من الفيروسات الرئوية والذي يمكن أن يصيب كل الأعمار، ولكن كبار السن والأطفال هم أكثر عرضة للإصابة الشديدة بالفيروس وكذلك الأشخاص الذي لديهم ضعف في الجهاز المناعي.
إليك أيضًا: مرض vexas فيكساس: كل ما تحتاج معرفته عن الأعراض واسباب الإصابة ومدى الخطورة وهل له علاج؟

أعراض فيروس الميتانيمو البشري
تتشابه أعراض فيروس HMPV، إلى حد كبير مع أعراض فيروسات تنفسية أخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس الأنفلونزا، وتتراوح فترة حضانة الفيروس من 3 إلى 6 أيام بعد التعرض للفيروس.
وتستمر الأعراض في أغلب الحالات من أسبوع إلى أسبوعين، وقد تزيد المدة عند الأفراد ذوي المناعة الضعيفة، وتختلف الأعراض طبقًا لعمر الشخص وحالته الصحية كما سنذكر في النقاط التالية:
الأعراض الشائعة لفيروس الميتانيمو البشري (HMPV)
أعراض فيروس الميتانيمو البشري HMPV عند الأطفال:
- سعال مستمر.
- سيلان الأنف.
- حمى خفيفة إلى معتدلة.
- التهاب بالحلق.
- احتقان الأنف.
- ضيق في التنفس.
- بحة الصوت.
- وهن عام بالجسم.
- التهاب الرئة.
أعراض فيروس الميتانيمو البشري HMPV لدى كبار السن
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الشعور بالإرهاق.
- ألم بالعضلات.
- سعال جاف أو مصحوبًا ببلغم.
- صعوبة التنفس مع الشعور بالاختناق.
- تفاقم الأمراض المزمنة كالربو أو مرض الانسداد الرئوي.
- آلام بالصدر نتيجة الالتهاب الرئوي.
أعراض فيروس الميتانيمو البشري HMPV التي تتطلب رعاية طبية
- ارتفاع درجة الحرارة بصورة ملحوظة مع عدم استجابتها لخافضات الحرارة.
- صعوبة التنفس.
- زرقان الشفاة والجلد.
- النوم المفرط والخمول.
- ضعف شديد أو فقدان الوعي.
اليك أيضًا: أسباب وأعراض الروماتويد / التهاب المفاصل الروماتويدي
طرق انتقال فيروس HMPV
ينتقل فيروس الميتانيمو البشري HMPV، من شخص لآخر من خلال:
- رذاذ السعال أو العطس المنتقل من الشخص المصاب.
- لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الأنف أو العينين أو الفم.
- الاتصال الشخصي المباشر مع الشخص المريض مثل ملامسته أو تقبيله.
الفئات الأكثر عرضة لفيروس فيروس الميتانيمو البشري HMPV
- الأطفال دون عمر الخامسة.
- كبار السن.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي.
- مرضى الأمراض التنفسية المزمنة أو مرضى الربو.
قد يروق لك: متلازمة جوسكا: الأعراض، الأضرار، وأهم طرق العلاج
تشخيص فيروس الميتانيمو البشري
حيث أن فيروس الميتانيمو البشري HMPV، له أعراض مشابهة مع العديد من الأمراض التنفسية الأخرى، ومن ثم فإن التشخيص يتطلب الدقة في بعض الإجراءات، مع ضرورة ذكر أن التشخيص المبكر يساهم في منع تفاقم المضاعفات، كما سنوضخ في السطور التالية:
التقييم السريري
حيث يبدأ الطبيب بجمع التاريخ الطبي للمريض من حيث بداية ظهور الأعراض، ومدى شدتها إضافة إلى وجود حالات مرضية مسبقة كأمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو الربو، كما يبدأ الطبيب بالفحص البدني للمريض وقياس العلامات الحيوية، مثل درجة الحرارة والنبض ومعدل التنفس، كما يبحث الطبيب للتأكد من وجود أي اصوات غير طبيعية بالرئتين (كصوت الصفير أو الخشخشة)، مستخدمًا السماعة الطبية.
التحاليل المخبرية
حيث يتم أخذ عينة من الإفرازات التنفسية من خلال مسحة بلعومية أو أنفية، وتحلل العينة بالطرق التالية:
- تفاعل البلمرة المتسلسل (RT-PCR): وتعد تلك هي الطريقة المثلى والأكثر دقة للكشف عن المادة الجينية الخاصة بالفيروس، كما أن هذا الاختبار يمكنه التفرقة بين فيروس HMPV، والفيروسات التنفسية الأخرى كالانفلونزا وفيروس RSV.
- اختبار المستضد السريع: وهو عبارة عن اختبار ذو تقنية أسرع وتكلفة أقل، لكنه ليس بدقة اختبار PCR.
- تحاليل الدم: من خلال قياس الأجسام المضادة للكشف عن التعرض للفيروس في أي وقت سابق، إضافة إلى تقييم كرات الدم البيضاء للتأكد من وجود أي عدوى أو التهابات بالجسم.
التصوير بالأشعة
وتشمل ما يلي:
- الأشعة السينية على الصدر: لتقييم التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، خاصة في حالة المعاناة من ضيق التنفس الحاد، فقد تظهر الأشعة وجود علامات مثل تراكم السوائل بالرئتين أو انسداد الشعب الهوائية.
- التصوير المقطعي CT: ويطلب الطبيب هذا اإلإجراء فقط في الحالات المعقدة والتي يصعب تشخيصها، لتقييم مدى تأثر الرئتين بشكل أكثر تفصيلًا.
طرق الوقاية والعلاج من فيروس HMPV
- غسل اليدين بانتظام مع ضرورة تعقيمها.
- تجنب الاتصال المباشر مع المصابين.
- تهوية الأماكن المغلقة تهوية جيدة يوميًا.
- تقوية الجهاز المناعي من خلال الحفاظ على تناول وجبات متوازنة غذائية.
- ضرورة ارتداء كمامة في حالة ظهور أي أعراض تنفسية عليك أو على المحيطين بك.
طرق العلاج من فيروس الميتانيمو البشري HMPV
حتى الآن لا يوجد علاج لفيروس الميتانيمو البشري HMPV، ولكن يمكن تخفيف الأعراض من خلال:
- الراحة.
- استخدام أدوية خافضة للحرارة ومسكنات لتخفيف الألم.
- شرب كميات كافية من السوائل.

هل يمكن الإصابة بفيروس HMPV عدة مرات؟
نعم من الممكن أن يصاب الفرد بفيروس الميتانيمو أكثر من مرة، والجدير بالذكر أن في معظم الحالات تكون الإصابات المتكررة أقل حدة من الإصابة للمرة الأولى، وخاصة عند الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة، وتعتمد تكرار الإصابة على عدة أسباب كما سنذكر في النقاط التالية:
- المناعة المكتسبة: حيث يطور الجسم مناعة مؤقتة عندما يصاب بالفيروس للمرة الأولى، ولكنها تكون مناعة مؤقتة غير مستديمة، مما يجعل الشخص المصاب عرضة للإصابة بالفيروس مرة أخرى.
- تحور الفيروس: من الممكن أن تتحور جميع الفيروسات التنفسية، بما فيها فيروس الميتانيمو مما يصعب على الجهاز المناعي التعرف علىه، ومن ثم تزيد احتمالية تكرار الإصابة بالفيروس أكثر من مرة.
- الفئة العمرية وحالة الجهاز المناعي: حيث أن الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالفيروس، وكذلك الأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
أحدث الدراسات حول فيروس HMPV
أظهرت الدراسات الحديثة أن فيروس الميتانيمو البشري HMPV، يظهر بشكل موسمي، وخاصة في أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع، كما أشارت الدراسات أن الفيروس يعد من أخطر الفيروسات التنفسية التي تصيب كل من الأطفال وكبار السن، وخاصة يعد الأطفال أقل من 5 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
وأشارت دراسة جينية أن هناك تطور مستمر بالفيروس، مع وجود اختلافات طفيفة في التسلسل الجيني مما يؤثر على شدة العدوى به، ومن ثم يبحث العلماء حاليًا على مدى تأثير تلك الطفرات على المناعة المكتسبة من العدوى السابقة.
وتجرى حاليًا عدة أبحاث للبحث عن لقاح ضد الفيروس، من خلال استخدام تقنيات مشابهة لتلك التي استخدمت في تطوير أمصال ضد كوفيد 19 وفيروس RSV، كما أشارت بعض الدراسات الأولية التي أُجريت على بعض الحيوانات، نتائج واعدة في استجابة مناعية فعالة لتلك اللقاحات.

علاقة فيروس HMPV بأمراض أخرى مثل الأنفلونزا والبرد
أظهرت بعض الدراسات المقارنة بين كل من فيروس HMPV والأنفلونزا وفيروس RSV، أن شدة الأعراض الناتجة عن الفيروس الميتانيمو أكثر حدة من أعراض الأنفلونزا والبرد ولكنها أقل حدة قليلًا من RSV، ولكن هناك علاقة بين الفيروسات الثلاثة بأن جميعهم فيروسات تنفسية تؤثر على الجهاز التنفسي، ولهم جميعًا أعراض تنفسية متشابهة.
فيروس HMPV في الأطفال وكبار السن: المخاطر والعلاج
يمثل فيروس الميتانيمو البشري HMPV، خطرًا على كبار السن والأطفال وذلك بسبب ضعف جهازهم المناعي أو معاناتهم من أي أمراض مزمنة، دعنا نذكر في النقاط التالية المخاطر والعلاج كما يلي:
مخاطر ميتانيمو على الأطفال
- يُسبب إصابة الأطفال بفيروس الميتانيمو البشري HMPV، التهابات بالجهاز التنفسي العلوي والسفلي وتشمل التهاب الرئة والقصبات وكذلك الحنجرة.
- نقص الأكسجين الحاد وفي بعض الحالات يتطور الأمر للحجز في المستشفى بسبب تطور الالتهاب الرئوي الشديد.
مخاطر ميتانيمو على كبار السن
- إصابة كبار السن بالفيروس يسبب لهم إصابتهم بالتهاب رئوي حاد.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، أو الربو.
- ارتفاع معدل الوفيات بسبب ضعف جهازهم المناعي.
- تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
علاج فيروس ميتانيمو في الأطفال والكبار
حتى الآن ليس هناك علاج نهائي للفيروس ولكن العلاج يستهدف تهدئة الأعراض وعلاجها كما يلي:
- تخفيف الألم والحمى، من خلال تناول أدوية خافضة للحرارة ومسكنات مثل الإيبوبروفين والباراسيتامول.
- الحفاظ على ترطيب الجسم من خلال تناول السوائل بكثرة.
- عند تفاقم الحالة، قد تكون بحاجة إلى الدعم التنفسي عبر الأكسجين أو عبر جهاز التنفس الصناعي.
- في حالة تطور الحالة وظهور زرقان بالجلد، لا بد من التوجه الفوري للمستشفى.

الأسئلة الشائعة حول فيروس الميتانيمو البشري (HMPV)
دعنا في السطور القادمة نسلط الضوء على أكثر الأسئلة الشائعة حول فيروس الميتانيمو البشري مع ذكر إجابة مختصرة لكل سؤال كما يلي:
ما هي أعراض فيروس الميتانيمو البشري (HMPV)؟
تتشابه أعراض فيروس الميتانيمو البشري (HMPV)، مع الفيروسات التنفسية الأخرى كالأنفلونزا، والتي تشمل حمى وقشعريرة، مع سعال مستمر وألم بالعضلات إضافة إلى سيلان الأنف، وصعوبة التنفس وألم بالصدر.
كيف يمكن الوقاية من فيروس HMPV؟
يمكن الوقاية من الفيروس من خلال غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو باستخدام معقم اليدين والذي يحتوي على نسبة كحول تزيد عن 60%، مع تجنب لمس الوجه بيدين غير نظيفتين، إضافة إلى تقليل الاتصال المباشر مع الأفراد المصابين بالفيروس، فضلًا عن تنظيف وتعقيم الأسطح والحفاظ على التهوية الجيدة للمنزل يوميًا، أيضا العمل على تعزيز مناعة الجسم لمقاومة العدوى.
هل يتسبب فيروس HMPV في مضاعفات خطيرة؟
بالفعل قد يتسبب فيروس HMPV، في مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئة والتهاب القصبات الهوائية، فضلًا عن نقص الأكسجين وتفاقم الأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن.
هل يمكن علاج فيروس HMPV؟
حتى الآن لا يوجد علاج نهائي لفيروس HMPV، ولكن هناك علاجات تستهدف علاج الأعراض والتخفيف من حدتها فقط مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة.
كيف يختلف فيروس HMPV عن الأنفلونزا؟
كل من الفيروسين يسببا التهابًا وأعراضًا تنفسية، ولكنهما يختلفان في عدة خصائص، حيث ينتمي فيروس الميتانيمو البشري إلى عائلة الفيروسات المخاطانية، والذي يصيب الجهاز التنفسي السفلي والعلوي، بينما ينتمي فيروس الإنفلونزا إلى عائلة الفيروسات الأورثوميكسية.
أما عن حدة الأعراض فأعراض فيروس HMPV فهي غالبًا أقل حدة من الإنفلونزا، كما أن أعراض الإنفلونزا تبدأ بشكل مفاجيء بينما اعراض HMPV تتطور تدريجيًا.
المصادر
لا يوجد تعليقات