الفرق بين تحويل المسار وتكميم المعدة يشكل مصدر حيرة لكثيرين ممن يبحثون عن حلول طبية للتخلص من السمنة المفرطة والوزن الزائد، فمع بدء هذه الرحلة نحو حياة صحية ووزن مثالي، يصبح من الضروري فهم الفروقات بين الإجراءات المتاحة لتحقيق جسم رشيق وصحي.
ما هو تحويل المسار؟
عملية تحويل مسار المعدة تعد واحدة من أهم جراحات السمنة الحديثة نظرًا لقدرتها الفعالة على التخلص من الوزن الزائد بشكل دائم وتحسين مرض السكري عبر مرحلتين أساسيتين هما:
- المرحلة الأولى: يقوم الطبيب بعزل عدد من الهرمونات التي تؤثر سلبًا على عمل البنكرياس، وعبر هذه الخطوة يتم استبعاد جزء من المعدة من مرور الطعام، مما يعزز كفاءة ونشاط البنكرياس ويسهم في تحسين حالة السكري، ومن الجدير بالذكر أن من بين هذه الهرمونات هرمون الجوع، مما يساعد على تقليل شهية المريض ويعطيه شعورًا بالشبع.
- المرحلة الثانية: يتم توصيل المعدة بالأمعاء على بعد مترين، ما يقلل امتصاص الجسم للطعام، ويمكن المريض من تناول ما يشاء دون زيادة الوزن أو ارتفاع مستوى السكر في الدم.
ما هي عملية تكميم المعدة؟

عملية تكميم المعدة تعد من أشهر جراحات إنقاص الوزن على مستوى العالم، حيث تهدف إلى تقليل حجم المعدة إلى ما يقارب 120-150 مل (أي حوالي 25٪ من حجمها الأصلي)، وذلك عبر استئصال جراحي لجزء كبير منها، يتم تنفيذ هذه العملية غالبًا باستخدام الدباسات الجراحية وأجهزة المناظير المتقدمة، مما يسهم في تسريع التعافي وتحقيق نتائج فعالة في إنقاص الوزن.
اقرأ أيضًا: تكميم المعدة بدون جراحة و اسباب الوفاه
الفرق بين تحويل المسار وتكميم المعدة
في السطور التالية نوضح الفرق بين تحويل المسار وتكميم المعدة من كافة الجوانب كالتالي:
الفرق من حيث طبيعة الإجراء
تكميم المعدة هو إجراء جراحي لتصغير المعدة بالمنظار حيث يقوم فيه الطبيب المختص بقص حوالي ثلاثة أرباع حجم المعدة، مع الاحتفاظ بجزء صغير منها بشكل يشبه الموزة، مما يحد من كمية الطعام المتناول ويعزز الشعور بالشبع.
أما عملية تحويل المسار، فتشمل قص جزء كبير من المعدة إلى جانب قطع الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ثم يتم رفع الجزء المتبقي من الأمعاء وتوصيله بالمعدة الصغيرة التي تم قصها، مما يقلل امتصاص السعرات الحرارية ويؤثر على مستويات السكر في الدم.
الفرق بين تحويل المسار وتكميم المعدة من حيث الفائدة
تعمل عملية تكميم المعدة على تقليل حجم المعدة بشكل كبير، مما يسمح للمريض بتناول كميات أقل من الطعام واستهلاك سعرات حرارية أقل،كما أن العملية تساهم في تقليل إفراز هرمون الجوع، مما يقلل من الشهية والشعور بالجوع.
أما عملية تحويل المسار، فإلى جانب تصغير حجم المعدة وتقليل الشهية، تشمل أيضاً تقليل امتصاص العناصر الغذائية عبر قص جزء من الأمعاء الدقيقة المسؤولة عن الامتصاص، ما يعزز من فعالية العملية في خفض الوزن والتحكم بمستويات السكر.
الفرق من حيث سرعة فقدان الوزن ومدة التعافي
تعد عملية تحويل المسار أكثر سرعة في تحقيق فقدان الوزن، حيث يبدأ المريض بفقدان الوزن بوتيرة أسرع مقارنة بعملية تكميم المعدة.
أما من حيث التعافي، فإن عملية تكميم المعدة تعتبر أسرع في تماثل الشفاء؛ إذ إنها أقل تعقيدًا من تحويل المسار، مما يمكن المريض من الخروج من المستشفى خلال يومين إلى ثلاثة فقط بعد العملية، بينما يتطلب تحويل المسار وقتًا أطول للتعافي بسبب تعقيدها النسبي.
اقرأ أيضًا: تكميم المعدة
مميزات وعيوب تحويل المسار

تتميز عملية تحويل المسار عن غيرها من جراحات السمنة بعدة مزايا، أبرزها:
- تحقيق فقدان وزن أكبر مقارنة بالعمليات الأخرى.
- تحسين الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم.
ورغم ذلك، فإن لهذه العملية بعض العيوب بالمقارنة مع الجراحات الأخرى مثل تدبيس المعدة وربط المعدة ومنها:
- فترة تعافي أطول بسبب إعادة توجيه جزء كبير من الجهاز الهضمي.
- استمرار الألم لفترة أطول بعد الجراحة.
- ضعف قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية والسعرات الحرارية، مما يتطلب الالتزام بتناول المكملات الغذائية مدى الحياة.
- ضرورة اتباع نظام غذائي منخفض السكر والكربوهيدرات بعد العملية، إذ قد تسبب هذه الأطعمة شعورًا بعدم الراحة أو حتى القيء والغثيان.
- عدم إمكانية عكس العملية بعد إجرائها.
- احتمالية حدوث مضاعفات صحية خطيرة.
اقرأ أيضًا: الكبسولة الذكية للتنحيف
مميزات وعيوب تكميم المعدة
عملية تكميم المعدة كذلك تتمتع بعدد كبير من المميزات منها:
- ستحقق خسارة الوزن بكفاءة وأعلى مستويات من الأمان والكفاءة.
- لن تترك عملية التكميم أي ندوب أو آثار جراحية ظاهرة قد تؤثر على مظهرك الجمالي، خاصة إذا اخترت إجراء تكميم البكيني، باستخدام تقنية النانوتكنولوجي.
- وستضمن بشكل كبير أن الوزن الزائد لن يعود مجددًا في حالة اختيارك عملية تكميم المعدة المعدل، وذلك حيث تضاف فيه حلقة من السيليكون لتكون حول المعدة هذا يمنع تمددها مرة أخرى.
رغم ما تقدمه عملية تكميم المعدة من فوائد، فإنها كغيرها من العمليات الجراحية لا تخلو من بعض العيوب التي قد تحدث بنسبة ضئيلة للغاية لا تتجاوز 1% بين مرضى السمنة، من أبرز هذه العيوب:
- احتمالية حدوث نزيف أثناء العملية أو بعدها.
- نقص الفيتامينات والمعادن لدى المريض.
- قد يصاب المريض بقرحة المعدة أو يحدث لديه الارتجاع المعوي بعد العملية.
- مواجهة بعض الصعوبات المتعلقة بالتخدير.
- الشعور بالخمول وضعف في التركيز ملحوظ بعد العملية.
- زيادة احتمالية استعادة الوزن في حال نقص خبرة الجراح أو عدم التزام المريض بتعليمات ما بعد الجراحة.
- احتمال حدوث تسريب أو التعرض للإصابة بعدوى، خاصة عند عدم تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب.
- تزايد الشعور بالغثيان أو القيء.
- خطر حدوث تسريب أو فتق بعد الانتهاء من الإجراء بسبب استخدام دبابيس منخفضة الجودة في العملية.
المخاطر والآثار الجانبية في تحويل المسار وتكميم المعدة
وعند الحديث عن الفرق بين تحويل المسار وتكميم المعدة فلا بد من ذكر الآثار الجانبية التي يمكن أن تواجهها في كلتا الجراحتين وهو ما نعرضه في السطور التالية:
مخاطر تحويل المسار
كما هو الحال في أي عملية جراحية، قد تصاحب عملية تحويل مسار المعدة بعض المضاعفات أو الأعراض الجانبية المحتملة، مثل:
- انسداد الأمعاء.
- متلازمة الإغراق التي قد تسبب إسهالًا وغثيانًا وقيء.
- تشكل حصوات في المرارة
- انخفاض مستوى السكر في الدم (نقص السكر).
- سوء التغذية.
- ثقب المعدة.
- الفتق، وقرحة المعدة.
- كذلك قد يواجه الجسم تغييرات نتيجة فقدان الوزن السريع في الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد العملية، مثل آلام في الجسم، وترقق الشعر أو تساقطه، والتعب الشديد، والشعور بالبرد، وجفاف البشرة، بالإضافة إلى تغيرات مزاجية.
مخاطر تكميم المعدة
كغيرها من جراحات السمنه ترتبط عملية التكميم المعدل أو عملية قص معدة ببعض المضاعفات الحادة والمزمنة، ومنها:
- مواجهة مشاكل في التنفس.
- ارتفاع خطر النزيف أو تكون الجلطات الدموية.
- التعرض لالتهاب في المعدة.
- الشعور بحرقة المعدة أو الإصابة بارتجاع المريء.
- من الممكن تعرض المعدة أو حتى الأمعاء لإصابات مختلفة أثناء العملية.
- حدوث تسرب من أماكن تثبيت المعدة المتبقية.
- يواجه المريض سوء التغذية بعد العملية.
- عدم تحمل بعض الأطعمة.
- مشاكل عسر الهضم.
- حدوث فتق.
- قد يحدث كذلك تمدد المعدة مرة ثانية في حالات نادرة.
لا يوجد تعليقات