تعتبر جراحة تحويل مسار المعدة من أكثر جراحات السمنة شيوعاً لفعاليتها العالية في مساعدة الأشخاص المصابين بالسمنة على فقدان الوزن الزائد ومن المهم معرفة الفرق بين تحويل المسار وتحويل المسار المصغر لاختيار منها ما يتناسب مع حالتك الصحية.
ما هو تحويل المسار؟
عملية تحويل المسار، المعروفة أيضًا بالأوميجا لوب، تعد من أنجح جراحات السمنة في علاج السمنة المفرطة والأمراض المرتبطة بها، في هذه الجراحة، ينشأ جيب صغير في المعدة دون إزالة بقية الأجزاء، ويتم توصيله بالأمعاء الدقيقة على بعد 1.5 متر من بدايتها.
ينتج عن ذلك تصغير حجم المعدة، مما يجعل المريض يشعر بالشبع عند تناول كميات صغيرة من الطعام، كما يتجاوز الطعام جزءًا من الأمعاء الدقيقة، ما يقلل من امتصاص السكريات والدهون المسببة للوزن الزائد.
اعتبر بعض العلماء هذه الجراحة المعيار الذهبي لجراحات السمنة، إذ تعد من أقدم العمليات التي أثبتت بالفعل حتى الآن كفاءتها وفعاليتها، وقد أسسها خبير السمنة الأمريكي روبرت روتليدج عام 1997، وبدأ بتدريب الأطباء على تنفيذها ونقل خبرته إلى مختلف أنحاء العالم منذ عام 2011، بعد إتقانها وتحقيق نتائج متميزة فيها.

ما هو تحويل المسار المصغر؟
تتألف عملية تحويل مسار المعدة المصغر، التي يتم إجراؤها باستخدام تقنيات تصغير المعدة بالمنظار المتقدمة، من خطوتين رئيسيتين هما:
- عزل حوالي 65% إلى 85% من حجم المعدة.
- بالإضافة إلى عزل نحو 20% إلى 40% من طول الأمعاء.
ينفذ ذلك من خلال إدخال أدوات صغيرة عبر فتحات صغيرة يتم فتحها في الجزء العلوي من جدار البطن، في هذه الجراحة، يتم توصيل الجزء المتبقي من المعدة بالأمعاء، ومن هنا جاءت تسمية تحويل مسار المعدة المصغر وهنا يتضح الفرق بين تحويل المسار وتحويل المسار المصغر.
اقرأ أيضًا: تكميم المعدة بدون جراحة
الفرق بين تحويل المسار وتحويل المسار المصغر
كلتا العمليتين تعدان من أشهر جراحات السمنة، رغم وجود فروق أساسية بينهما وفي السطور التالية سوف نقوم بتوضيح الفرق بين تحويل المسار وتحويل المسار المصغر:
- في تحويل المسار الكلاسيكي، يحدث تصغير لحجم المعدة من ثم قطع الأمعاء وتوصيلها بالمعدة، بينما في تحويل المسار المصغر، يتم تصغير المعدة وتوصيل الأمعاء مباشرة بها دون قطع.
- احتمالية حدوث مضاعفات في التحويل الكلاسيكي أعلى، بسبب خطر حدوث مشكلات في المفاغرة، بينما تقل فرص حدوث التصاق أو دوران معوي عند اللجوء لعملية التحويل المصغر.
- تزيد احتمالية حدوث الارتجاع عند اللجوء لجراحة تحويل المسار المصغر.
- ينصح عادةً بتحويل المسار المصغر عندما يكون المريض كبير سنًا.
- تكون فترة التعافي بعد العملية هي نفسها في كلا الإجراءين.
- تستغرق عملية تحويل المسار المصغر نحو ساعة، بينما يتراوح زمن إجراء تحويل المسار الكلاسيكي بين ساعة وثلث وأحيانًا يصل إلى ساعتين.
- تعتبر جراحة تحويل المسار المصغر خياراً مثالياً للمرضى الذين سبق لهم إجراء تكميم المعدة أو أي نوع جراحة آخر لإنقاص الوزن وعادوا للمعاناة من السمنة المفرطة.
- تستخدم القسطرة في كلا الإجرائين، وينصح بتحويل المسار المصغر بشكل خاص في حالة مرضى السكري.
اقرأ أيضًا: تكميم المعدة
من هو المرشح الأنسب لكل من تحويل المسار وتحويل المسار المصغر؟
يعد المرشح الأمثل لعملية تحويل المسار المصغر هو مريض السمنة الذي يستهلك كميات كبيرة من الحلويات والسكريات، أو مريض السكري، أو من يعاني من زيادة وزن تتجاوز 30 كجم فوق الوزن المثالي، كما تناسب هذه الجراحة من لديهم مؤشر كتلة جسم يتجاوز 40، أو 35 في حال وجود مشكلات صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أي مشكلة تؤثر على العظام.
لكن يوصى بتحويل المسار الكلاسيكي عادةً للأشخاص الذين خضعوا سابقاً لعملية تدبيس المعدة وعانوا من زيادة الوزن وتمدد المعدة مجدداً، إذ يعد الخيار الأفضل في هذه الحالات لاستعادة فعالية فقدان الوزن.

مميزات تحويل المسار وتحويل المسار المصغر
تتمتع عملية تحويل المسار المصغر بعدد من المميزات التي تجعلها خياراً مثالياً للعديد من المرضى، ومن أبرز هذه المميزات:
- المخاطر المرتبطة بها أقل مقارنةً بعملية تحويل المسار الكلاسيكي، إذ تجرى باستخدام تقنية المنظار.
- تساعد العملية المريض على تناول كميات أقل بكثير من الطعام وهو ما يعزز الشعور بالشبع.
- تساهم في إنقاص الوزن من خلال تقليل كمية الطعام الممتص من الأمعاء.
- تعتبر إجراءً مثاليًا لمرضى السمنة الذين يعانون من السكري من النوع الثاني.
- تمثل خيارًا ممتازًا للمرضى مدمني السكريات وكذلك مرضى ارتجاع المريء.
- تتيح خسارة الوزن بشكل آمن، حيث يمكن تحقيق نسبة تصل إلى 75% من الوزن الزائد وذلك في خلال السنة الأولى فقط بعد العملية.
أما عن مميزات عملية تحويل المسار فهي كالتالي:
- يتقلص حجم المعدة بشكل طبيعي نتيجة تقليل كمية الطعام اللازمة للشعور بالشبع.
- تسهم في الشفاء من داء السكري النوع الثاني.
- يتمتع المريض بفترة تعافي سريعة بعد العملية.
- يتجنب المريض الآثار الجانبية المرتبطة بالعمليات الجراحية التقليدية، مثل ألم الجرح أو خطر العدوى، بفضل استخدام المنظار.
- يساعد على التخلص من انقطاع النفس خلال فترات النوم.
- تعتبر مناسبة لمرضى ارتجاع المريء الذين لا تناسبهم عملية تكميم المعدة.
- يحقق المريض انخفاضاً سريعاً في الوزن، يصل إلى نحو 70% تقريبًا في خلال بضعة أشهر.
أيهما أفضل لفقدان الوزن تحويل المسار أم تحويل المسار المصغر؟
في الواقع، الفرق بين تحويل المسار وتحويل المسار المصغر ليس كبير فكلا العملتين يمكن للمريض أن يفقد ما يقرب من 70٪ من وزنه بهما مثل بافي عمليات السمنة مثل ربط المعدة، والتكميم المعدل، وعملية قص معدة، ولكن تكون الأفضلية على حسب الحالة الصحية للمريض فمريض السكري يناسبه أكثر تحويل المسار المصغر وهكذا.
اقرأ أيضًا: الكبسولة الذكية للتنحيف
تأثير تحويل المسار وتحويل المسار المصغر على الامتصاص الغذائي
في تحويل المسار الكلاسيكي، تساهم العملية في تقليل استهلاك الطعام عبر تصغير حجم المعدة، كما تقلل من امتصاص بعض من العناصر الغذائية نتيجة قطع الأمعاء الدقيقة، مما يزيد فعالية فقدان الوزن، لكن في المقابل، تعمل جراحة تحويل المسار المصغر على تقليل تناول الطعام ومن ثم تقليل الامتصاص من خلال تعطيل جزء من الأمعاء الدقيقة، إلى جانب إحداث تغييرات هرمونية.
المخاطر المحتملة لكل من تحويل المسار وتحويل المسار المصغر
تواجه بعض الحالات التي تخضع لجراحة تحويل المسار الكلاسيكي احتمال ظهور عيوب، ومن أبرز عيوب تحويل المسار الكلاسيكي:
- ارتفاع احتمالية الإصابة بفتق داخلي أو التعرض إلى انسداد في الأمعاء مقارنةً بالعمليات الأخرى.
- معدل فقدان الوزن بعد هذه الجراحة يكون أقل من فقدان الوزن الناتج عند عمل تحويل المسار المصغر أو حتى عند إجراء عملية التكميم.
- إمكانية ارتداد الوزن مرة أخرى بعد عمل تحويل المسار الكلاسيكي.
أيضًا قد تسفر عملية تحويل المسار المصغر عن بعض المضاعفات، لكن هذه النسبة لا تتجاوز 1% مقارنة بجراحات السمنه الأخرى، وهو ما يعكس سهولة الإجراء، تشمل أضرار تحويل المسار المصغر ما يلي:
- احتمالية حدوث فتق داخلي، لكن نسبة حدوثه أقل بكثير مقارنةً بعملية تحويل المسار الكلاسيكي.
- ظاهرة الإغراق، التي قد تحدث عند تناول كميات كبيرة من السكريات، وتظهر أعراضها في شكل غثيان، دوخة وقيء.
- إمكانية حدوث التصاقات في المعدة، والتي ترجع بشكل كبير إلى تجنب استخدام المنظار الطبي عند إجراء العملية.
- ضعف في امتصاص بعض من المعادن والعناصر الغذائية في الجسم هذا يرجع إلى استئصال جزء كبير للغاية من الأمعاء الدقيقة.
لا يوجد تعليقات