الطنين النابض وبالإنجليزية (Pulsatile Tinnitus) وهو صوت يصاحب نبضات القلب يسمع في الأذن بطريقة تؤرق حياة صاحبها وأسبابه كثيرة أشهرها هو مشاكل في الأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم بصورة سريعة وملحوظة.
ما هو الطنين النابض
يعرف الطنين النابض في الأذن بأنه صوت نابض إيقاعي يتزامن مع معدل ضربات القلب، وينبع هذا الصوت من داخل الجسم ليعكس حركة تدفق الدم، ويتميز هذا النوع من الطنين عن غيره بارتباطه بمصدر عضوي داخلي، مما يجعله دلالة على اضطرابات في الدورة الدموية أو المنطقة المحيطة بالأذن.
اسباب الطنين النابض

تتعدد أسباب الطنين النابض وتشمل ما يلي:
- قد ينجم الطنين النابض عن اضطرابات في تدفق الدم عبر أوعية دموية غير طبيعية مثل الأوعية التالفة أو الملتوية في الدماغ بالقرب من الأذن أو حولها، كما يمكن أن يكون نتيجة تضيق أو التواء الشريان السباتي أو الوريد الوداجي في الرقبة، مما يؤدي إلى اضطراب في تدفق الدم وإحداث صوت نابض مسموع.
- يعد ارتفاع ضغط الدم من العوامل الرئيسية المسببة للطنين النابض، إذ يؤدي إلى زيادة ضغط الدم داخل الأوعية، مما يغير نمط تدفقه ويسبب ضجيجاً مسموعاً في الأذن، كما يمكن أن يفاقم هذا الضجيج عوامل مثل التوتر النفسي، وتناول الكحول، والكافيين، مما يجعله أكثر وضوحاً.
- يسبب فقر الدم الحاد تغيرات في تركيب الدم ولزوجته، بالإضافة إلى زيادة سرعة تدفقه، وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث الطنين النابض نتيجة هذا الخلل في الديناميكية الدموية.
- يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسريع معدل تدفق الدم عبر الأوعية الدموية، مما يسبب إنتاج صوت نابض مرتفع يسمع بوضوح في الأذن نتيجة هذا النشاط المفرط.
- تصلب الشرايين حيث ينتج تصلب الشرايين عن تراكم الكوليسترول والدهون على الجدران الداخلية للأوعية الدموية، مما يؤدي إلى فقدان مرونتها وعدم انتظام سطحها الداخلي، يتسبب هذا الخلل في تدفق الدم باضطراب، محدثاً صوتاً نابضاً يشبه جريان الماء عبر مجرى ضيق، وغالباً ما يظهر هذا النوع من الطنين في كلتا الأذنين، سواء اليمنى أو اليسرى، نتيجة قرب الأوعية المصابة من الأذن الوسطى والداخلية.
- كما قد تضغط الأورام المتواجدة في منطقة الرأس أو الرقبة على الأوعية الدموية المحيطة، مما يؤدي إلى تضيقها وإعاقة تدفق الدم بسلاسة، محدثة ضجيجاً نابضاً يُسمع بوضوح في الأذن.
- تحدث هذه الحالة نتيجة اضطرابات في الشعيرات الدموية التي تربط بين الشرايين والأوردة، مما يؤدي إلى تدفق الدم بشكل غير طبيعي يحدث ضجيجاً نابضاً، وغالباً ما يظهر هذا الطنين في إحدى الأذنين، سواء اليسرى أو اليمنى.
- كما يعد ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، سواء كان حميداً أو مجهول السبب، من العوامل المسببة للطنين النابض، وغالباً ما يصاحبه أعراض أخرى مثل الصداع أو اضطرابات الرؤية، ورغم عدم وضوح السبب الدقيق لهذه الحالة، إلا أن النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بها.
اعراض الطنين النابض
يعتبر سماع صوت نابض منتظم يتزامن مع إيقاع ضربات القلب العرض الأساسي للطنين النابض، قد يسمع الطنين النابض في الأذن اليمنى أكثر أو في كلتا الأذنين، ويختلف في شدته من خفيف بالكاد يلاحظ إلى مرتفع مزعج يشتت التركيز، وقد يصل في بعض الحالات إلى مستوى غير محتمل، لكن تتفاوت الأعراض المصاحبة للطنين النابض تبعاً للسبب الكامن وراءه، ففي حالات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، قد تظهر أعراض إضافية تشمل:
- الصداع المستمر أو المتكرر.
- الدوخة والشعور بعدم الاتزان.
- اضطرابات الرؤية مثل تشوش أو ازدواجية النظر.
- فقدان السمع الجزئي أو التام في بعض الحالات.
تعد هذه الأعراض مؤشرات مهمة تتطلب التقييم الطبي الدقيق لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.
كيف يتم تشخيص الطنين النابض؟

يعتمد تشخيص الطنين النابض على مجموعة من الخطوات الدقيقة لتحديد السبب الكامن وراءه، وتشمل ما يلي:
- أخذ التاريخ الطبي المفصل، يتضمن ذلك جمع معلومات شاملة حول طبيعة الطنين، مثل كونه مستمراً أو متقطعاً، وتأثيره على أذن واحدة أو كلتا الأذنين، ومدى تأثيره على الأنشطة اليومية وجودة الحياة، يساعد هذا التقييم في تحديد النمط المحتمل للاضطراب.
- الفحص البدني الشامل: يركز الفحص على تقييم الأذن الداخلية والخارجية، إلى جانب فحص الجهاز العصبي والأوعية الدموية المحيطة، للكشف عن أي علامات غير طبيعية قد تكون مرتبطة بالطنين.
- اختبارات السمع: تجرى اختبارات قياس السمع لتقييم القدرة السمعية في كلتا الأذنين وتحديد ما إذا كان الطنين مصحوباً بفقدان سمعي أو اضطرابات سمعية أخرى.
- اختبارات الدم: تستخدم لتحري وجود حالات طبية كامنة مثل فقر الدم أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وكلاهما يمكن أن يكون له دور في ظهور الطنين النابض.
- كما قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات تصويرية لتقييم الأوعية الدموية والهياكل المحيطة بالأذن والدماغ، وتشمل هذه الفحوصات:
- الموجات فوق الصوتية (Doppler Ultrasound)، لتقييم تدفق الدم في الشرايين والأوردة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، للكشف عن أي تشوهات هيكلية أو أورام.
- الأشعة المقطعية (CT Scan)، لتوفير صور دقيقة للعظام والهياكل المحيطة بالأذن.
- تصوير الأوعية الدموية (Angiography)، لتشخيص اضطرابات الأوعية الدموية مثل التضيقات أو التشوهات الشريانية الوريدية.
اقرأ أيضًا: مرض لايم Lyme Disease| دليل شامل لمعرفة ماهو ومراحل الإصابة وهل خطير وطرق العلاج
علاج الطنين النابض
يرتكز علاج والتخلص من طنين الأذن نهائيا على معالجة السبب الأساسي الكامن وراءه كلما أمكن ذلك، لضمان تحقيق أفضل النتائج في تخفيف الأعراض، وتتضمن الخطوات العلاجية ما يلي:
- علاج فقر الدم حيث يتم التعامل مع فقر الدم من خلال تناول الأدوية الموصوفة مثل مكملات الحديد أو فيتامين B12، وفي الحالات الشديدة قد يستدعي الأمر نقل دم لاستعادة مستوى خلايا الدم الحمراء وتحسين تدفق الأكسجين في الجسم.
- علاج ارتفاع ضغط الدم حيث يشمل العلاج إجراء تغييرات جوهرية في نمط الحياة، مثل اعتماد نظام غذائي منخفض الصوديوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين، وتقليل مستويات التوتر، إضافةً إلى ذلك، تستخدم الأدوية الخافضة لضغط الدم التي يحددها الطبيب لضبط الضغط والسيطرة على الأعراض المرتبطة به.
- في حال وجود مشاكل في الأوعية الدموية مثل تضيق الشرايين أو التشوهات الوعائية، قد يتطلب العلاج التدخل الجراحي أو استخدام القسطرة لتحسين تدفق الدم، وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري تركيب دعامات لتوسيع الأوعية الضيقة واستعادة تدفق الدم الطبيعي.
- العلاج بالصوت وهو يعتبر من أكثر الأساليب فعالية، حيث يزداد وضوح الطنين النابض في الأجواء الهادئة مثل وقت النوم، لذلك، يستخدم الضجيج الأبيض الصادر من أجهزة مخصصة لتوفير أصوات ثابتة تعمل على تشتيت الانتباه عن الطنين وتقليل الوعي به، كما يساهم تشغيل الموسيقى الهادئة أو الراديو في خلق بيئة صوتية تقلل من الإحساس بإزعاج الطنين.
- تقنيات الاسترخاء، تساعد تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق، والتأمل، واليوغا في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل الاستجابة الجسدية للتوتر، مما يؤدي إلى انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم وتقليل نشاط الدماغ المرتبط بإدراك الطنين، وبالتالي التخفيف من حدته.
تسهم هذه التقنيات بشكل فعال في تحسين القدرة على التعايش مع الطنين النابض، حتى في الحالات التي يكون فيها العلاج الطبي المباشر غير متاح.
مضاعفات الطنين النابض
يؤثر الطنين النابض في الأذن اليسرى أو اليمنى على الأفراد بدرجات متفاوتة، وقد يحدث تأثيراً عميقاً على جودة الحياة لدى بعض المصابين، فلا يقتصر الأمر على سماع الضجيج النابض فقط، بل يمتد ليشمل مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي قد تزيد من معاناة الشخص، وتشمل بعض المضاعفات ما يلي:
- الإرهاق الشديد، نتيجة الضغط المستمر الناتج عن الصوت المزعج.
- التوتر والقلق، بسبب صعوبة التكيف مع الضجيج الدائم.
- اضطرابات النوم، مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً.
- صعوبة التركيز، حيث يشتت الطنين الانتباه ويؤثر على الأداء الذهني.
- مشكلات الذاكرة، نتيجة تداخل الطنين مع القدرة على معالجة المعلومات.
- الاكتئاب، نتيجة الإحباط المتزايد من عدم القدرة على التخلص من الطنين.
- القلق وسرعة الاستثارة، بسبب الاستجابة العاطفية السلبية للصوت المستمر.
- نوبات الصداع، التي قد تكون ناجمة عن التوتر أو الإجهاد العقلي المستمر.
كيف أتخلص من صوت النبض في الأذن؟
يمكنك التخلص نهائيًا من طنين الأذن باتباع الإرشادات العلاجية المذكورة في الأعلى مع السعي لمعرفة السبب وراء ظهور هذا الصوت وعلاجه.
هل الطنين النابض خطير
الطنين النابض في حد ذاته ليس مرضًا خطيرًا ولكن قد يكون السبب وراءه هو الأخطر وبمجرد زوال السبب يختفي الطنين نهائيًا.
لا يوجد تعليقات