في زحمة حياتنا اليومية، قد نفاجأ بلحظة تغير كل شيء، هل سبق لك أن شعرت بضعف مفاجئ أو تنميل في أحد جوانب جسمك؟ هذه قد تكون الأعراض الأولى لشيء خطير، السكتة الدماغية، التي تُعد واحدة من أخطر الحالات الصحية، قد تتسلل إلى حياتنا دون سابق إنذار، لكن لا داعي للقلق، فبالتعرف على الأعراض والتصرف السريع، يمكننا إنقاذ الأرواح، في صيدلاوي سنتناقش معكم عم ما هي العلامات التي يجب أن ننتبه لها؟ وماذا يمكننا أن نفعل إذا واجهنا هذا الموقف؟ دعنا نكتشف معًا.
ما هي الجلطة الدماغية؟
السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية هي مرض يصيب الشرايين التي تنقل الدم إلى الدماغ وداخله، وتُعد السبب الخامس للوفاة وأحد أبرز أسباب الإعاقة في العالم.
تحدث السكتة الدماغية عندما يحدث خلل في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ عندما يُسد أحد الشرايين التي تحمل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الدماغ أو عندما ينفجر الوعاء الدموي، في تلك اللحظة، يتعذر على جزء من الدماغ الحصول على الدم (والأكسجين) الذي يحتاجه، مما يؤدي إلى موت هذا الجزء وخلايا الدماغ.
في السكتات الدماغية، كل ثانية تعتبر فرصة نجاة لحياة الشخص، إذا كنتَ أو أي شخص معك يعاني من أعراض السكتة، توجه على الفور لأقرب مستشفى، كلما تم علاج السكتة بشكل أسرع، كانت احتمالية التعافي بدون إعاقات أكبر.
من يتأثر بالسكتة الدماغية؟
يمكن أن تحدث السكتة الدماغية لأي شخص، من الأطفال إلى البالغين، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يكون لديهم مخاطر أكبر من غيرهم، تزداد احتمالية حدوث السكتات الدماغية مع تقدم العمر (حوالي ثلثي السكتات الدماغية تحدث في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا).
هناك أيضًا حالات طبية معينة تزيد من خطر السكتة الدماغية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم)، ارتفاع الكوليسترول (فرط شحميات الدم)، داء السكري من النوع الثاني، والأشخاص الذين لديهم تاريخ من السكتة الدماغية أو النوبات القلبية أو اضطرابات ضربات القلب غير المنتظمة مثل الرجفان الأذيني.
ما هي أنواع السكتة الدماغية؟
أنواع جلطات المخ، يمكن أن تحدث السكتات الدماغية بطريقتين رئيسيتين: الإقفار والنزيف.
السكتة الإقفارية(Ischemic Stroke)
الإقفار (تنطق “إسكيما”) هو عندما لا تحصل الخلايا على ما يكفي من تدفق الدم لتزويدها بالأكسجين، يحدث هذا عادةً لأن شيئًا ما يسد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يقطع تدفق الدم، تمثل السكتات الإقفارية النسبة الأكبر، حيث تشكل حوالي 80% من جميع السكتات الدماغية.
تحدث السكتات الإقفارية عادةً بأحد الطرق التالية:
1. تشكيل جلطة في الدماغ (خثرة).
2. جزء من جلطة تشكلت في مكان آخر في الجسم ينفصل ويتحرك عبر الأوعية الدموية حتى يتمكن من الانسداد في الدماغ ( embolism).
3. انسداد الأوعية الصغيرة (السكتة اللقونية)، التي يمكن أن تحدث عندما تعاني من ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) لفترة طويلة دون علاج، أو ارتفاع الكوليسترول (فرط شحميات الدم) أو ارتفاع نسبة السكر في الدم (داء السكري من النوع الثاني).
4. أسباب غير معروفة (تُعرف هذه بالسكتات الدماغية الغامضة).
السكتة النزيفية(Hemorrhagic Stroke)
تسبب السكتات النزيفية (تنطق “هموراجيك”) نزيفًا داخل أو حول الدماغ، يحدث هذا بأحد طريقتين:
1. النزيف داخل الدماغ (النزيف داخل الجمجمة): يحدث ذلك عندما يتمزق أو ينفتح وعاء دموي داخل الدماغ، مما يتسبب في نزيف يضع ضغطًا على الأنسجة المحيطة بالدماغ.
2. النزيف في الفراغ تحت العنكبوتية (الفراغ بين الدماغ وغلافه الخارجي) تحيط غشاء العنكبوت، وهو طبقة رقيقة من الأنسجة ذات نمط يشبه شبكة العنكبوت، بالدماغ، المساحة بينه وبين الدماغ هي الفراغ تحت العنكبوتية، يمكن أن يتسبب الضرر للأوعية الدموية التي تمر عبر غشاء العنكبوت في حدوث نزيف تحت العنكبوتية، مما يضع ضغطًا على الأنسجة الدماغية التي تقع تحتها.
السكتة الإقفارية العابرة (Transient Ischemic Attack – TIA):
النوبة الإقفارية العابرة تُعرف أيضًا بالسكتة الدماغية الصغرى، وترجع أسباب الجلطة العابرة عندما يتكون تخثر (تجلط) مؤقت يعيق تدفق الدم إلى المخ، مما يؤدي إلى أعراض سكتة دماغية تستمر لفترة قصيرة (عادةً أقل من 24 ساعة)، تعتبر TIA مؤشرًا خطيرًا، حيث تُشير إلى احتمال حدوث سكتة دماغية كاملة في المستقبل.
ما أسباب السكتة الدماغية؟
تحدث السكتات الدماغية الإقفارية والنزفية لأسباب متعددة، غالبًا ما تحدث السكتات الدماغية الإقفارية نتيجة وجود جلطات دموية، ويمكن أن تحدث هذه الجلطات لعدة أسباب، ومن أسباب الجلطة الدماغية:
- تصلب الشرايين.
- اضطرابات تخثر الدم(تجلط الدم).
- الرجفان الأذيني (خصوصًا عندما يكون بسبب انقطاع النفس أثناء النوم).
- عيوب القلب (مثل عيب الحاجز الأذيني أو عيب الحاجز البطيني).
- مرض نقص التروية الميكروعية (الذي يمكن أن يسد الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ).
أما السكتات الدماغية النزفية، فقد تحدث أيضًا لأسباب عدة، بما في ذلك:
- ارتفاع ضغط الدم، خاصة عند استمراره لفترة طويلة أو عندما يكون مرتفعًا للغاية أو كليهما.
- تمدد الأوعية الدموية في المخ، التي قد تؤدي أحيانًا إلى سكتات دماغية نزفية.
- أورام الدماغ (بما في ذلك الأورام السرطانية).
- أمراض تؤدي إلى ضعف أو تغييرات غير عادية في الأوعية الدموية في المخ، مثل مرض مويامويا.
ما هي اعراض جلطات الدماغ؟
تتحكم مناطق مختلفة من الدماغ في قدرات مختلفة، لذا تعتمد أعراض السكتة الدماغية على المنطقة المتأثرة، على سبيل المثال، إذا تأثرت منطقة بروكا(Broca’s area) ، وهي جزء من الدماغ يتحكم في كيفية استخدام العضلات في الوجه والفم للتحدث، فقد يواجه الشخص صعوبة في النطق أو يتلعثم في كلامه.
يمكن أن تشمل اعراض الاصابة بجلطة دماغية واحدًا أو أكثر من الأعراض التالية:
- ضعف أو شلل في جانب واحد من الجسم.
- فقدان القدرة على الكلام أو صعوبة في النطق (أفازيا).
- التلعثم أو صعوبة في النطق (خلل النطق).
- فقدان التحكم العضلي في جانب واحد من الوجه.
- فقدان مفاجئ — جزئي أو كلي — لواحد أو أكثر من الحواس (الرؤية، السمع، الشم، الذوق واللمس).
- رؤية ضبابية أو مزدوجة (ازدواجية الرؤية).
- فقدان التنسيق أو الخمول (عدم التوازن).
- دوار أو شعور بالدوخة.
- غثيان وقيء.
- تصلب الرقبة.
- تقلبات عاطفية وتغيرات في الشخصية.
- ارتباك أو انزعاج.
- نوبات صرع.
- فقدان الذاكرة (فقدان الذاكرة).
- صداع (عادةً مفاجئ وشديد).
- فقدان الوعي أو الإغماء.
- غيبوبة.
اعراض بداية جلطة الدماغ
وقد تظهر اعراض مبكرة للسكتة الدماغية تكون بمثابة مؤشر على اعراض بداية جلطة الدماغ، تساعدك تلك الأعراض على تجنب خطر الإصابة بمخاطر أكبر إذا سارعت في العلاج، ومن الاعراض المبكرة للجلطة الدماغية الأكثر شيوعاً:
- ضعف أو تنميل مفاجئ في الوجه، الذراع أو الساق، وغالبًا ما يكون ذلك في جانب واحد من الجسم.
- صعوبة في الكلام أو الفهم، مثل التحدث ببطء أو بصعوبة.
- تشوش الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
- فقدان التوازن أو الدوار وصعوبة في المشي.
- صداع شديد مفاجئ بدون سبب واضح.
إذا شعرت أو لاحظت أي من الاعراض الاولية للسكتة الدماغية، من الضروري طلب المساعدة الطبية فوراً، حيث أن التدخل المبكر قد يقلل من حجم الضرر الناتج عن الجلطة.
اعراض الشفاء من الجلطة الدماغية
قد تختلف اعراض الشفاء من السكتة الدماغية من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل، مثل مدى شدة الجلطة والمناطق المتأثرة من الدماغ وسرعة الحصول على العلاج، ومن العلامات والأعراض التي قد تشير إلى بدء الشفاء مايلي:
- تحسن في القدرة على الحركة: يبدأ الشخص في استعادة القدرة على التحكم في العضلات المتأثرة، وقد يتمكن من تحريك الذراع أو الساق التي كانت ضعيفة أو مشلولة جزئيًا.
- تحسن في التحدث: إذا كان هناك صعوبة في التحدث أو التواصل بعد الجلطة، قد يظهر تحسن تدريجي في النطق وفهم الكلام.
- استعادة التوازن: بعد الجلطة، يعاني العديد من الأشخاص من مشكلات في التوازن والتنسيق. مع التقدم في العلاج الطبيعي، يمكن أن تتحسن هذه القدرات.
- تحسن في الذاكرة: مشاكل الذاكرة قد تبدأ بالتحسن مع مرور الوقت، وقد يستطيع الشخص تذكر الأحداث بشكل أفضل أو استعادة القدرة على التركيز.
- تحسن الحالة النفسية: يمكن أن يظهر تحسن في المزاج والحالة النفسية مع تقدم الشفاء، حيث قد تقل مشاعر الاكتئاب أو القلق المرتبطة بتأثيرات الجلطة.
- القدرة على القيام بالأنشطة اليومية: تحسن القدرة على القيام بالأنشطة الروتينية مثل الأكل، ارتداء الملابس، والاستحمام بدون مساعدة أو مع مساعدة أقل.
التعافي من الجلطة الدماغية قد يستغرق وقتًا طويلاً، ويتطلب متابعة طبية وتداخلات مثل العلاج الطبيعي، التأهيل اللغوي، والعلاج الوظيفي لتحسين الجودة الحياتية.
ما هي عوامل خطر السكتة الدماغية؟
توجد عدة حالات وعوامل أخرى يمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشخص، وتشمل هذه العوامل:
- اضطراب استخدام الكحول.
- ارتفاع ضغط الدم (يمكن أن يلعب دورًا في جميع أنواع السكتات، وليس فقط النزفية، لأنه يساهم في تلف الأوعية الدموية مما يزيد من احتمالية حدوث السكتة).
- ارتفاع مستوى الكوليسترول (فرط شحميات الدم).
- الصداع النصفي (يمكن أن تظهر أعراض مشابهة للسكتة، ولدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي — خاصة المصابين بصداع نصفي مع هالات — خطر أعلى للإصابة بالسكتة في مرحلة ما من حياتهم).
- مرض السكري من النوع الثاني.
- التدخين وأشكال أخرى من استخدام التبغ (بما في ذلك السجائر الإلكترونية والتبغ الخالي من الدخان).
- سوء استخدام المخدرات (بما في ذلك الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة).
قد يهمك: ما أسباب النسيان وعدم التركيز؟
كيف يتم تشخيص السكتة الدماغية؟
يمكن تشخيص السكتة الدماغية باستخدام مجموعة من الفحوصات العصبية، والتصوير التشخيصي، واختبارات أخرى، خلال الفحص العصبي، سيطلب منك الطبيب أداء مهام معينة أو الإجابة على أسئلة، أثناء أدائك لهذه المهام أو إجابتك على الأسئلة، سيراقب طبيبك العلامات الدالة على وجود مشكلة في كيفية عمل جزء من دماغك.
تشمل الاختبارات الأكثر شيوعًا التي يتم إجراؤها عندما يشتبه مقدم الرعاية الصحية في حدوث سكتة دماغية ما يلي:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- اختبارات الدم المخبرية (بحثًا عن علامات العدوى أو تلف القلب، وفحص القدرة على تخثر الدم ومستويات السكر في الدم، واختبار كفاءة الكلى والكبد، وغيرها).
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG أو EKG) للتأكد من أن مشكلة القلب ليست مصدر المشكلة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)، رغم أنه أقل شيوعًا، يمكن أن يستبعد النوبات أو المشكلات ذات الصلة
علاج السكتة الدماغية
يتوقف علاج الجلطة الدماغية على مجموعة من العوامل المتنوعة، ويُعتبر العامل الأهم في تحديد خطة العلاج هو نوع السكتة الدماغية التي أصابت المريض.
السكتة الدماغية الإقفارية
عند حدوث السكتة الدماغية الإقفارية، يكون الهدف الأساسي هو إعادة تدفق الدم إلى الأجزاء المتأثرة من الدماغ بشكل سريع، إذا حدث هذا بسرعة كافية، فمن الممكن أحيانًا منع حدوث تلف دائم أو على الأقل تقليل شدة السكتة، عادةً ما يتضمن استعادة الدورة الدموية نوعًا معينًا من الأدوية يُعرف باسم العوامل الذائبة للجلطات (thrombolytics)، ولكن قد يتطلب الأمر أيضًا إجراء قسطرة.
السكتة الدماغية النزفية
في حالة السكتات الدماغية النزفية، يعتمد العلاج على موقع وشدة النزيف، غالبًا ما تكون الأولوية القصوى هي خفض ضغط الدم، حيث سيساعد ذلك على تقليل كمية النزيف ومنع تفاقمه، خيار علاجي آخر هو تحسين قدرة الجسم على التخثر (التجلط) لوقف النزيف، في بعض الأحيان، قد تكون الجراحة ضرورية لتخفيف الضغط على الدماغ الناتج عن تراكم الدم.
ما هي الأدوية أو العلاجات المستخدمة للسكتة الدماغية؟
تختلف الأدوية والعلاجات المستخدمة وفقًا لنوع السكتة الدماغية ومدى سرعة تلقي الشخص للعلاج بعد حدوث السكتة الدماغية، كما توجد علاجات طويلة الأمد للسكتة، والتي تحدث في الأيام والشهور التي تلي العلاج الطارئ الذي يعالج التهديد الفوري للسكتة، بشكل عام، يعتبر الطبيب المعالج هو أفضل شخص يمكنه إخبارك بنوع العلاج الذي يوصي به، يمكنهم تخصيص المعلومات المقدمة وفقًا لحالتك المحددة، بما في ذلك تاريخك الطبي وظروفك الشخصية وإلخ…
بعض الأمثلة على العلاجات للسكتة الدماغية هي كما يلي:
1-السكتة الدماغية النزفية
إدارة ضغط الدم
بما أن ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي في حدوث السكتات الدماغية النزفية، فإن خفض ضغط الدم يعتبر جزءًا أساسيًا من علاجها، يساعد خفض ضغط الدم على الحد من النزيف ويسهل عملية التخثر لسد الوعاء الدموي المتضرر.
دعم التخثر
تعتمد قدرة الجسم على التخثر على عملية تُسمى الإرقاء (hemostasis) لوقف النزيف وإصلاح الإصابات، دعم هذه العملية يتضمن إعطاء أدوية أو عوامل دموية تساعد في تسهيل عملية التخثر، تشمل الأمثلة على هذه العلاجات علاج فيتامين K، أو ضخ عوامل التخثر، وغيرها، يستخدم هذا العلاج غالبًا مع السكتات النزفية، ويمكن أن يساعد في السيطرة على النزيف، خاصةً للأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم.
الجراحة
في بعض الحالات، تكون الجراحة ضرورية لتخفيف الضغط على الدماغ، هذا صحيح بشكل خاص في حالات النزيف تحت العنكبوتية، التي تكون أسهل في الوصول إليها لأنها تقع على السطح الخارجي للدماغ.
2-السكتة الدماغية الإقفارية
الأدوية الذائبة للجلطات (داخل ثلاث إلى أربع ساعات ونصف).
الأدوية الذائبة للجلطات (التي تأتي تسميتها من الكلمتين اليونانيتين “thrombus” بمعنى “جلطة” و”lysis” بمعنى “تفكيك/إذابة”) هي خيار علاجي خلال الساعات الثلاث الأولى من ظهور أعراض السكتة الدماغية، تعمل هذه الأدوية على إذابة الجلطات الموجودة، ومع ذلك، فإن هذه الأدوية تكون فعالة فقط خلال هذا الإطار الزمني (ثلاث إلى أربع ساعات ونصف) لأنه بعد ذلك يزيد خطر حدوث مضاعفات نزيفية خطيرة.
استئصال الجلطة الميكانيكي(قسطرة)
في بعض الحالات، وخاصة عندما لا تكون الأدوية الذائبة للجلطات خيارًا متاحًا، يمكن استخدام إجراء قسطرة يُعرف باسم استئصال الجلطة الميكانيكي، تعتبر هذه الإجراءات حساسة للوقت أيضًا، ويكون أفضل وقت لها هو خلال 24 ساعة من بداية الأعراض، يتضمن هذا الإجراء إدخال قسطرة (جهاز يشبه الأنبوب) في وعاء دموي رئيسي وتوجيهها إلى الجلطة في الدماغ، تحتوي القسطرة على أداة في نهايتها يمكنها إزالة الجلطة.
العلاجات الداعمة والطرق الأخرى
هناك عدة طرق أخرى يمكن من خلالها علاج السكتة الدماغية، بعض هذه العلاجات تكون داعمة مباشرة، في حين أن البعض الآخر يساعد في تجنب المضاعفات، يمكن لطبيبك أن يخبرك بالمزيد عن هذه العلاجات الأخرى وما يوصي به ولماذا.
الاسعافات الأولية للسكتة الدماغية
تتطلب الإسعافات الأولية للجلطة الدماغية التصرف بسرعة وطلب المساعدة الطبية فورًا، إليك الخطوات الأساسية للإسعاف الأولي:
- اتصل بالإسعاف فورًا: إذا لاحظت أي من أعراض السكتة الدماغية (ضعف مفاجئ في جانب واحد من الجسم، صعوبة في التحدث أو فهم الكلام، تشوش الرؤية، فقدان التوازن أو صداع شديد)، اتصل بالإسعاف على الفور.
- اجعل الشخص مستريحًا: إذا كان الشخص واعيًا، ساعده على الاستلقاء في وضع مريح مع رفع الرأس قليلاً لتقليل الضغط على الدماغ.
- لا تقدم طعامًا أو شرابًا: لا تقدم للشخص أي طعام أو مشروبات لتجنب مخاطر الاختناق إذا كان يعاني من صعوبة في البلع.
- مراقبة العلامات الحيوية: حاول مراقبة التنفس والنبض حتى وصول المساعدة الطبية.
- تجنب إعطاء أدوية: لا تعطي للشخص أي أدوية مثل الأسبرين لأن هذا قد يزيد من خطر النزيف إذا كانت السكتة نزيفية.
- كن هادئًا: حاول التحدث إلى الشخص بهدوء وطمأنته حتى وصول الإسعاف.
التصرف بسرعة في هذه الحالات قد يكون الفارق بين الحياة والموت أو بين التعافي الكامل والإصابة الدائمة.
قد يهمك:أبرز اعراض التهاب العصب الخامس والسابع – الأسباب وطرق العلاج
إعادة التأهيل بعد الجلطة الدماغية
إحدى الطرق الأكثر أهمية لعلاج السكتة الدماغية هي مساعدة الشخص على التعافي أو التكيف مع التغييرات التي تحدث في دماغه، هذا ينطبق بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمساعدتهم على استعادة القدرات التي كانت لديهم قبل السكتة، إعادة التأهيل جزء رئيسي من التعافي بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية، قد يأخذ هذا التأهيل بعد الجلطة الدماغية أشكالاً متعددة، بما في ذلك:
- العلاج بالنطق: يمكن أن يساعدك في استعادة القدرة على اللغة والكلام، وتحسين قدرتك على التحكم في العضلات التي تساعدك على التنفس، الأكل، الشرب، والبلع.
- العلاج الطبيعي: يساعدك في تحسين أو استعادة القدرة على استخدام اليدين، الذراعين، القدمين والساقين، كما يساعد في مشكلات التوازن، ضعف العضلات وغيره.
- العلاج الوظيفي: يساعد على إعادة تدريب دماغك للقيام بأنشطة الحياة اليومية، يكون هذا العلاج مفيدًا بشكل خاص في تحسين حركة اليدين والتحكم الدقيق في العضلات.
- العلاج المعرفي: يمكن أن يكون مفيدًا إذا كنت تعاني من مشكلات في الذاكرة، كما يمكن أن يساعد إذا كنت تواجه صعوبة في التركيز أو أداء الأنشطة التي كنت قادرًا على القيام بها قبل السكتة.
كم من الوقت سأحتاج حتى أشعر بالتحسن بعد العلاج؟
يعتمد وقت التعافي ومدى سرعة شعورك بالتحسن بعد العلاج على العديد من العوامل، طبيبك هو أفضل شخص يخبرك بما يمكنك توقعه والجدول الزمني المحتمل للتعافي.
كيف يمكنني تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو منعها تمامًا؟
هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية من السكتة الدماغية، على الرغم من أن هذه الإجراءات قد لا تضمن منع السكتة بشكل كامل، إلا أنها قد تخفض من خطر الإصابة بها، تشمل هذه الإجراءات:
1. تحسين نمط الحياة:اتباع نظام غذائي صحي وإضافة التمارين الرياضية إلى روتينك اليومي يمكن أن يحسِّن صحتك بشكل عام، يجب أيضًا التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم (من 7 إلى 8 ساعات يوميًا).
2. تجنب العادات الخطرة أو تعديل سلوكياتك:التدخين واستخدام التبغ، بما في ذلك التدخين الإلكتروني، واستخدام المخدرات الترفيهية أو إساءة استخدام الأدوية الموصوفة، وكذلك تعاطي الكحول، كلها تزيد من خطر الإصابة بالسكتة، من المهم التوقف عن هذه العادات أو عدم البدء بها، إذا كنت تعاني من أي من هذه المشاكل، من المهم التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للحصول على الإرشادات والموارد التي تساعدك في تعديل نمط حياتك لتجنب هذه السلوكيات.
3. إدارة الحالات الصحية وعوامل الخطر:هناك العديد من الحالات مثل السمنة، اضطرابات نظم القلب، انقطاع النفس أثناء النوم، ارتفاع ضغط الدم، السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكوليسترول التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الإقفارية، إذا كنت تعاني من إحدى هذه الحالات أو أكثر، فمن الضروري إدارة تلك الحالات جيدًا، خاصة عن طريق تناول الأدوية مثل مميعات الدم كما وصفها لك الطبيب، السيطرة المبكرة على هذه الحالات يمكن أن تجنبك مشاكل كبيرة في وقت لاحق.
4. زيارة الطبيب لإجراء فحص سنوي:الفحوصات السنوية قد تكشف عن مشاكل صحية، خاصة تلك التي تساهم في حدوث السكتة، قبل أن تشعر بأي أعراض.
قد يهمك:ضمور المخ | تعرف علي أهم أسبابه وأعراضه وهل يمكن العلاج منه؟
هل هناك أي شيء يجب أن أتجنبه من الأطعمة أو المشروبات مع هذه الحالة؟
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بأي نوع من السكتات الدماغية، قد طبيبك بتعديل نظامك الغذائي لتجنب ارتفاع ضغط الدم، تشمل الأمثلة على ذلك:
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين: مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح أو الصوديوم: لأن ذلك يمكن أن يرفع ضغط الدم.
- الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة: مثل الأطعمة المقلية وغيرها.
- الكحول أو المنشطات: مثل الكوكايين، الأمفيتامينات/الميثامفيتامين، وغيرها.
لا يوجد تعليقات