الربو القلبي

الربو القلبي


الربو القلبي cardiac asthma هو أحد أشكال فشل القلب الاحتقاني، ينشأ نتيجة عجز الجانب الأيسر من القلب عن ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط في الأوعية الدموية الرئوية، هذه الحالة تتميز بصعوبة التشخيص، حيث تتشابه أعراضها مع أعراض الربو الشعبي، مما قد يسبب تأخيرًا في التدخل الطبي المناسب.

ما هو الربو القلبي

الربو القلبي هو حالة طبية ناجمة عن قصور القلب الاحتقاني، حيث يؤدي ضعف وظيفة القلب إلى تراكم السوائل في الرئتين، هذا التراكم يسبب ضيقًا في التنفس وأعراضًا تشبه الربو، مثل السعال الجاف والأزيز، ولكنه يختلف عن الربو القصبي لأنه يرتبط بمشكلات قلبية بدلاً من التهابات الشعب الهوائية.

تشخيص الربو القلبي يتطلب فحوصات دقيقة مثل تخطيط القلب، تصوير الصدر بالأشعة السينية، وفحص صدى القلب، التشخيص المبكر والإدارة الصحيحة للحالة يمكن أن يقللا من المضاعفات ويحسنا جودة الحياة.

اقرأ أيضًا: ماهو مرض الربو؟وماهي اسبابه؟وهل يمكن علاجه بشكل دائم؟

أسباب الربو القلبي

أسباب الربو القلبي
أسباب الربو القلبي

الربو القلبي يعد أحد المضاعفات الخطيرة المرتبطة بقصور القلب الاحتقاني، وهي حالة قلبية تتفاقم مع زيادة تدفق الدم عبر الأوردة، ومع تدهور وظائف القلب، قد يؤدي أي مجهود بسيط إلى صعوبة في التنفس، وتشمل أبرز عوامل الخطر والأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بالربو القلبي ما يلي:

  • قصور القلب الاحتقاني وهو العامل الرئيسي المرتبط بتدهور وظائف القلب.
  • مرض السكري والذي يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة العبء على القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم وهو الأمر الذي يزيد من مقاومة تدفق الدم، مما يرهق عضلة القلب.
  • خلل في صمامات القلب وهو ما يعيق تدفق الدم بشكل طبيعي.
  • الذبحة الصدرية حيث يرافقها ألم في الصدر نتيجة نقص تدفق الدم إلى القلب.
  • النوبات القلبية والتي بالفعل تضر بأنسجة القلب وتضعف قدرته على ضخ الدم.
  • مرض القلب التاجي ويحدث نتيجة تضيق أو انسداد الشرايين المغذية للقلب.
  • النبض السريع، الذي يجهد عضلة القلب.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية سواء كان نتيجة حالات وراثية أو مكتسبة تؤثر على الأوعية الدموية.
  • اعتلال عضلة القلب.
  • فقر الدم وهو ما يضعف إمداد الجسم بالأكسجين، مما يزيد العبء على القلب.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية وهو الأمر الذي يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم.
  • الإفراط في استهلاك الكحول وهو الأمر الذي يسبب تسمم عضلة القلب وضعفها.

اقرأ أيضًا: مرض الصدفية | الأسباب، والأعراض، والعلاج

كيف يشعر مريض الربو القلبي؟

تتجلى أعراض الربو القلبي في مجموعة من العلامات المميزة التي تشمل:

  • يعاني المريض من وجود إحساس شديد بالاختناق.
  • اضطرابات التنفس وتسارع ملحوظ في وتيرة التنفس.
  • السعال المصحوب بالأزيز وهو يظهر كعلامة جلية وواضحة للغاية أثناء التنفس.
  • بلغم رغوي ممزوج بالدم وهو ما يشير إلى تفاقم الحالة.
  • الشخير أثناء النوم والذي يحدث كنتيجة انسداد مجرى الهواء.
  • أصوات غير طبيعية تكتشف عند فحص الرئة باستخدام السماعة الطبية.
  • الاستيقاظ مفاجئ ليلاً بحثًا عن الهواء.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل مريح أثناء الراحة.
  • وجود ألم حاد في الصدر، وهذا بالطبع يشير إلى ضعف تدفق الدم إلى القلب.
  • فقدان الوعي وهو ما قد ينجم عن نقص إمداد الدماغ بالأكسجين.
  • ازرقاق الجلد هذا نتيجة حدوث نقص الأكسجين في الدم.
  • زيادة الوزن، ناجمة عن احتباس السوائل في الجسم.
  • زيادة التبول الليلي وهو كذلك يعتبر علامة على تراكم السوائل وتخلص الجسم منها أثناء الراحة.

تشخيص الربو القلبي

تشخيص الربو القلبي يتطلب دقة عالية نظراً لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، يبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي الشامل للمريض، وعمل مجموعة من الفحوصات والتحاليل، أبرزها:

  • قياس ضغط الدم هذا بالطبع للكشف عن ارتفاع الضغط الذي قد يساهم في الحالة.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية، هذا لعمل تقييم حجم القلب والرئتين.
  • تخطيط القلب الكهربائي (ECG) هذا لقياس النشاط الكهربائي للقلب ورصد أي اضطرابات.
  • الكشف عن مؤشرات الالتهاب أو اضطرابات أخرى من خلال تحليل الدم
  • استخدام الموجات فوق الصوتية للحصول على صورة تفصيلية للقلب ووظائفه.
  • اختبارات وظائف التنفس، هذا لتقييم قدرة الرئتين على العمل بشكل طبيعي.

نظرًا لتشابه أعراض الربو القلبي مع أمراض أخرى، مثل الربو القصبي أو الالتهابات التنفسية، فإن إجراء الفحوصات الدورية أمر ضروري للتشخيص الدقيق وضمان العلاج المناسب.

علاج الربو القلبي

علاج الربو القلبي
علاج الربو القلبي

يرتكز علاج الربو القلبي على معالجة السبب الأساسي الذي يؤدي إلى حدوثه، باستخدام الأدوية أو الإجراءات الطبية، إلى جانب تحسين نمط الحياة، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

التغييرات في نمط الحياة

وتشمل الممارسات التالية:

  • ممارسة التمارين الخفيفة بانتظام لتعزيز صحة القلب.
  • تقليل استهلاك الصوديوم في النظام الغذائي.
  • الحد من تناول السوائل لتقليل الضغط على القلب.
  • التركيز على تناول أغذية صحية مثل الفواكه والخضروات.
  • تجنب الاستلقاء التام مع إبقاء الرأس مرفوعًا أثناء الراحة أو النوم.

العلاج الجراحي

وتشمل أيًا من الإجراءات التالية:

  • إعادة تأهيل القلب لتحسين وظائفه.
  • إصلاح أو استبدال صمامات القلب التالفة.
  • زرع جهاز ليساعد في تنظيم ضربات القلب والعمل على إزالة الرجفان.
  • تركيب جهاز غرضه هو أن يكون مساعد للبطين الأيسر لدعم ضخ الدم.
  • زراعة قلب في الحالات الحرجة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

العلاج بالأدوية

وتشمل الخيارات التالية:

  • حاصرات بيتا، لتحسين أداء القلب وتقليل الإجهاد عليه.
  • مدرات البول، حيث تعمل بكفاءة في التخلص من السوائل المتراكمة في الجسم.
  • كذلك لتحسين كفاءة الدورة الدموية تستخدم مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين.
  • لتوسيع الأوعية الدموية وخفض الضغط تستخدم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
  • لتقليل احتباس السوائل والصوديوم تستخدم حاصرات الألدوستيرون.

ما الفرق بين الربو القلبي والربو التقليدي؟

يمكن التمييز بين الربو القلبي والربو القصبي التقليدي من خلال الأعراض المميزة لكل منهما.

أولًا: أعراض الربو القلبي

تتسم أعراض الربو القلبي بالخصائص التالية:

  • السعال الجاف، حيث غالبًا ما يكون غير مصحوب بإفرازات.
  • ضيق وصعوبة التنفس يصاحبه إحساس بالاختناق حيث يزداد شدته مع الجهد أو عند الاستلقاء.
  • بلغم مائي، وفيه إفرازات شفافة مصاحبة للسعال.
  • دم ومخاط في السعال وهي علامة محتملة لتدهور الحالة.
  • أصوات صفير أثناء التنفس.
  • تفاقم الأعراض ليلاً، خاصة أثناء النوم أو عند الاستلقاء.

ثانيًا: أعراض الربو القصبي التقليدي

حيث تتميز أعراض الربو القصبي بما يلي:

  • السعال المزمن، يزداد سوءًا خلال الليل، ويعد أكثر الأعراض شيوعًا.
  • الشعور بضيق في الصدر، إحساس بالضغط أو الانقباض.
  • شعور بضيق في مجرى الهواء.
  • أصوات تنفسية تشير إلى تضيق الشعب الهوائية.

هل الربو القلبي مرض مزمن؟

نعم، الربو القلبي يعتبر مرضًا مزمنًا لأنه يرتبط غالبًا بمشكلات طويلة الأمد في القلب، مثل قصور القلب الاحتقاني.

هل يمكن علاج الربو القلبي نهائيًا؟

لا فهو مرض مزمن لا يمكن علاجه بشكل نهائي لكن يمكن بكل سهولة السيطرة عليه.

هل يؤثر الربو القلبي على جودة الحياة؟

نعم، لكن إذا تم علاجه والتعامل مع طرق الوقاية بشكل صحيح واتباع نظام غذائي صحي فلا يؤثر بشكل كبير ويعيش المريض بشكل أقرب للطبيعي.

هل يمكن أن يصاب الأطفال بالربو القلبي؟

نادرًا ما يصاب الأطفال بالربو القلبي، حيث أن هذا المرض عادة ما يرتبط بمشاكل قلبية مزمنة، مثل قصور القلب الاحتقاني أو أمراض صمامات القلب، التي تكون أكثر شيوعًا في البالغين، ومع ذلك، قد يكون الأطفال معرضين للإصابة بالربو القلبي في حالات خاصة، مثل وجود عيوب خلقية في القلب.

ما هي أفضل طرق الوقاية من الربو القلبي؟

الوقاية من الربو القلبي تتطلب التركيز على الوقاية من مشاكل القلب التي تعد السبب الرئيسي لهذه الحالة، مثل:

  • التحكم في ارتفاع ضغط الدم ومراقبته بانتظام.
  •  اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
  •  تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية، والحرص على الحفاظ على مستويات كوليسترول صحية.
  •  التحكم في مستويات السكر في الدم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم في تقوية القلب وتحسين الدورة الدموية.
  • التوقف عن التدخين.
  • التحكم في الوزن الزائد.

هل يمكن التعايش مع الربو القلبي بشكل طبيعي؟

نعم، لكن بالطبع مع الالتزام بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب واتباع نظام حياة صحي.

هل يحتاج مرضى الربو القلبي إلى دواء دائم؟

نعم، وذلك لكونه مرض مزمن لكن السيطرة عليه والالتزام بالخطة العلاجية تحسن من الحالة بشكل كبير.

المصادر:

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً