ينشأ التهاب الكبد المناعي الذاتي عندما يهاجم الجهاز المناعي الكبد ويتسبب في التهاب مزمن وتلف في خلاياه.
يعتقد أن التهاب الكبد المناعي الذاتي قد يكون نتيجة لتفاعل الجينات التي تتحكم في وظيفة الجهاز المناعي، بالإضافة إلى أن التعرض لبعض أنواع الفيروسات أو تناول أدوية معينة قد يتسبب في الإصابة بالمرض كذلك.
ما هو التهاب الكبد المناعي الذاتي
يتسم التهاب الكبد المناعي بكونه التهاب كبدي نشط، ويتم اكتشافه عادةً من خلال فحص خزعة الكبد وارتفاع إنزيمات الكبد في الدم.
كما يحدث التهاب الكبد المناعي الذاتي نتيجة لاستجابة مفرطة من الجهاز المناعي في جسم المريض تجاه خلايا الكبد.
وقبل تأكيد التشخيص بكونه التهاب مناعي، يجب استبعاد أي أسباب أخرى محتملة لأمراض الكبد المزمنة، مثل الفيروسات المختلفة وتعاطي الكحول واضطرابات الأيض واستخدام بعض الأدوية لفترة طويلة.
اسباب التهاب الكبد المناعي
في الواقع، لم يتم تحديد السبب الدقيق لالتهاب الكبد المناعي، ولكن قد يرجع ذلك عادةً إلى عوامل جينية وبيئية متعددة.
ولكن هناك عوامل خطر قد تزيد من معدلات الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي مثل:
- الجنس، وذلك حيث يكون للإناث مخاطر أعلى للإصابة به من الذكور.
- عوامل وراثية حيث أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بأنواع معينة من العدوى يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي.
- هناك بعض الأدلة تشير إلى أن هناك بعض العائلات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي.
- وجود اضطراب مناعي ذاتي مثل اضطرابات الجهاز الهضمي أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو فرط نشاط الغدة الدرقية يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
أنواع الالتهاب الكبدي المناعي
- أنواع الالتهاب الكبدي المناعي
تشمل أنواع التهاب الكبد المناعي الذاتي ما يلي:
- التهاب الكبد المناعي الذاتي من النوع الأول:
- يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا، ويمكن أن يظهر في أي فترة من العمر.
- كما أن تقريبًا نصف عدد الأشخاص المصابين بمرض التهاب الكبد المناعي الذاتي من النوع الأول يعانون من اضطرابات مناعية ذاتية أخرى وهذا مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك التهاب القولون التقرحي.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي من النوع الثاني:
- يعد هذا النوع أكثر شيوعًا بين الأطفال والشباب، ويمكن أن يصيب البالغين بنسبة أقل.
- قد يترافق هذا النوع من التهاب الكبد المناعي مع اضطرابات مناعية أخرى.
اليك ايضا : تليف الكبد
اعراض التهاب الكبد المناعي
تظهر أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي بتنوع واختلاف بين الأشخاص وهذا بالطبع فيما يتعلق بشدتها وظهورها، ومن بين هذه الأعراض ما يلي:
- الإرهاق الشديد والملحوظ.
- اضطرابات شديدة في منطقة البطن.
- اصفرار الجلد وبياض العينين وهو ما يعرف علميًا باليرقان.
- تضخم في خلايا الكبد بشكل ملحوظ.
- ظهور الأوعية الدموية غير الطبيعية على الجلد.
- ظهور كذلك طفح جلدي.
- شعور بأوجاع شديدة بالمفاصل.
- انقطاع الحيض لدى الإناث.
المضاعفات المحتملة لالتهاب الكبد المناعي الذاتي
في الواقع، التهاب الكبد المناعي الذاتي قد يكون له بعض المضاعفات الخطيرة والتي قد تؤثر بشكل سيء على المريض.
وتشمل المضاعفات المحتملة لالتهاب الكبد المناعي الذاتي ما يلي:
- قد يحدث توسع في الأوردة في منطقة المريء، المعروف طبيًا أيضًا باسم دوالي المريء، وهذا عندما يتعطل تدفق الدم في الوريد البابي، مما يؤدي إلى عودة الدم تلقائيًا إلى الأوعية الدموية الأخرى في المعدة والمريء.
- كما يمكن أن يحدث نزيف في الأوعية وذلك كنتيجة مباشرة لامتلائها بكميات كبيرة من الدم، وبالطبع يعتبر النزيف في منطقة المعدة أو المريء العلوي من الحالات الطبية الطارئة والخطيرة والتي تتطلب رعاية طبية فورية.
- يمكن أن تتسبب أمراض الكبد المختلفة في تجمع كميات كبيرة من السوائل في منطقة تجويف البطن، وهو ما يعرف طبيًا بمرض الاستسقاء، وبالطبع يمكن أن يؤثر ذلك التجمع الكبير على عملية التنفس وعندما يحدث فهو يشير عادة إلى وجود تليف كبد متقدم.
- كما يمكن أن يحدث فشل نهائي ومتقدم في وظائف الكبد وهذا عندما يكون التلف الحاصل في خلايا الكبد شديدًا بما يكفي لتعطيل كافة وظائف الكبد المتمثلة في التخلص من السموم الضارة، وفي تلك الحالات المتقدمة قد يكون العلاج الوحيد الممكن هو اللجوء لعملية زراعة الكبد.
- أخيرًا، في بعض المراحل المتقدمة من التهاب الكبد المناعي الذاتي، من الممكن أن يتسبب ذلك التلف الكبدي الشديد في تشكل أورام سرطانية في الكبد.
اليك ايضا : التهاب المعدة | أنواعه وأسبابه وأفضل 4 طرق لعلاجه
ما هو التحليل الذي يكشف التهاب الكبد المناعي؟
توجد طرق عديدة يمكن من خلالها الجزم بتشخيص وجود التهاب مناعي في الكبد، ومن أجل تشخيص التهاب الكبد المناعي الذاتي بشكل دقيق يتم عمل التالي:
- فحص عينة من الدم للبحث عن وجود الأجسام المضادة المميزة لوجود التهاب مناعة ذاتية في الكبد، ويساعد هذا الفحص في تحديد نوع التهاب الكبد المناعي الذاتي الموجود، وهو ما يفسر الإجابة على تساؤل هل تحليل الدم الشامل يكشف التهاب الكبد؟ حيث إنه بالتأكيد نعم.
- خزعة الكبد وفيها يتم أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكبد وذلك عن طريق استخدام إبرة رفيعة، وفيها يتم تحليل تلك العينة في المختبر لتأكيد التشخيص ومنه تحديد درجة التلف في الكبد.
اليك ايضا : التهاب القولون التقرحي | الأعراض والأسباب،واسرع طرق العلاج
علاج الالتهاب الكبدي المناعي
عند علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي، فبالطبع يتم اللجوء إلى الأدوية التي تثبط جهاز المناعة المعروفة طبيًا باسم مثبطات المناعة وتعتبر هي خط العلاج الأول.
حيث تساعد تلك الأدوية في تقليل شدة الالتهاب الحادث في الكبد ومن ثم تحسين الأعراض.
ومن بين الأدوية الرئيسية التي تستخدم بشكل دوري ورئيسي في العلاج ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات، مثل البردينيزولون (Prednisolone)، والتي تعمل بشكل قوي على تقليل استجابة الجهاز المناعي ومن ثم التهدئة من شدة الالتهاب في الكبد.
- مثبطات المناعة، وأشهرها الأزاثيوبرين (Azathioprine) حيث تعمل تلك الأدوية أيضًا على محاولة التثبيط من عمل جهاز المناعة للتحكم في التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- وبالتأكيد الأدوية المضادة للالتهاب الكبدي، مثل الأزولفيدين (Azelofidine) والتي تستخدم للحد والتقليل من شدة الالتهاب.
لكن يجب على المرضى أيضًا إجراء عدد من التغييرات في نمط الحياة وذلك للحفاظ على صحة الكبد وفي نفس الوقت الحصول على أعلى نتيجة ممكنة من العلاج، ومن أهم تلك التغييرات تجنب تناول الكحول، والحفاظ على وزن صحي، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومنتظم ومحاولة اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
اليك ايضا : التهاب المرارة اللاحصوي | الأعراض والأسباب وطرق العلاج
هل مرض التهاب الكبد المناعي خطير؟
في الواقع، إن التهاب الكبد الوبائي يعتبر بالطبع مرضًا خطيرًا إذا لم تتم السيطرة عليه فقد يتسبب في تدمير كافة أنسجة الكبد أو التطور إلى خلايا سرطانية مما يؤدي بصاحبها إلى الوفاة.
ولكن الإجابة على تساؤل هل يمكن الشفاء من التهاب الكبد المناعي تكون لا، فعلى الرغم من لجوء الحالات للعلاج فهذا فقط للسيطرة على تقدم المرض ووقف تدميره للأنسجة لكن لا يمكن التخلص منه نهائيًا.
هل التهاب الكبد المناعي معدي
بالطبع نعم، وعادةً ما تنتقل العدوى عن طريق الفم وفضلات البراز، أي عندما يتناول شخص غير مصاب بالفيروس الأطعمة أو المياه التي تكون ملوثة بالبراز لشخص مصاب بالعدوى.
كما يمكن أن تنتقل العدوى داخل الأسرة عن طريق الاتصال المباشر عندما يقدم شخص مصاب بالفيروس الطعام لأفراد عائلته.
كما تعتبر الكوادر الصحية والأشخاص الذين لديهم علاقات جنسية متعددة، ومدمني الحقن الوريدية ومرضى الدم الذين يتلقون دم من متبرعين مختلفين هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ولذلك، يجب على هؤلاء الأشخاص اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال الفيروس، ولكن أيضًا من الجدير بالذكر في هذا السياق أن انتقال العدوى عن طريق الجنس نادر.
اليك ايضا : علاج التهاب المعدة بالأدوية والمشروبات والأعشاب الطبيعية
ماذا يأكل مريض التهاب الكبد المناعي؟
عادةً ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد من سوء التغذية نتيجة لتغيرات في عملية الأيض الغذائي ومشاكل في الجهاز الهضمي التي تحدث عندما يصبح الكبد متضررًا بشكل أكبر.
لذلك فإن الغذاء والشراب الذي يتناوله المريض يوميًا يلعب دورًا هامًا، خاصةً أن المكونات المختلفة مثل البروتين والصوديوم وكذلك السكر تتطلب من الكبد عملاً أكبر، وهذا قد يكون بالأمر الصعب ولا يستطيع الكبد المصاب القيام به.
لذلك في القائمة التالية بعض الأطعمة التي من الممكن أن تعزز صحة الكبد بشكل أفضل:
- السلمون وكذلك التونة.
- تناول الدواجن ذات الدهون القليلة مثل الديك الرومي.
- أنواع محددة من الجبن الكريمي الخفيف مثل جبن الريكوتا.
- تناول زبادي يوناني باعتباره زبادي قليل الدسم.
- تناول كلًا من الجبن الشيدر وكذلك الموزاريلا.
- لا بأس من تناول بعض المكسرات ولكن يفضل غير المملحة منها.
- تناول البقوليات المجففة الخفيفة مثل الفاصوليا.
- الاعتماد على بدائل الألبان مثل كلًا مز لبن اللوز وحليب الصويا وكذلك بالطبع حليب الأرز.
- تناول الشوفان.
- السمنة.
- تناول الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
- الأعشاب الطازجة.
- الاعتماد على الأرز البني بدلًا من الأبيض.
- زيت الزيتون.
- يمكن تناول اللبن خالي الدسم أو قليل الدسم.
- القليل من الثوم.
- والزنجبيل.
- جوز الهند.
- جميع أنواع الفواكه والخضروات سواء كانت نيئة أو مطبوخة وخاصة الموز.
مدة علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي
كما ذكرنا أن التهاب الكبد مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه ولكن يمكن السيطرة عليه، وعليه فإن المريض به يظل مستمرًا على تناول الدواء لسنوات طويلة وقد يستمر كذلك بقية عمره، ولكن بشكل عام يبدأ التحسن في غضون ما يقرب من شهرين فقط من العلاج.
هل التهاب الكبد المناعي يرفع انزيمات الكبد؟
بالطبع نعم ويتم التعرف على ذلك من خلال ارتفاع نسبة تلك الإنزيمات عن المعدل الطبيعي لها عند عمل تحليل الدم.
قصتي مع التهاب الكبد المناعي
تقول إحداهن أنها كانت تشعر بالتعب والإرهاق الغير مفسر لمدة 8 سنوات حتى قررت بعد كل تلك المدة إجراء فحص شامل وتم تشخيصها بالإصابة بمرض التهاب الكبد، وبدأت رحلتها في محاولة استكشاف المرض ومعرفة العلاج الممكن حتى تتمكن من الشفاء.
واستمرت رحلة علاجها ما يقرب من خمس سنوات كانت تعتمد فيها على العلاج المثبط للمناعة وبدأت تشعر بالتحسن التدريجي وظهور علامات الشفاء من التهاب الكبد المناعي من خلال اختفاء الأعراض التي طالما أرقتها، ولكن حتى الآن تقول أنه لم يجزم طبيبها جزمًا كاملًا بكونها تخلصت من الالتهاب الكبدي نهائيًا.
ولكن المؤكد في حالتها أنها قد قامت بتغيير كافة عادتها القديمة وبدأت في الامتناع عن الكحول وممارسة الرياضة ومراقبة نظامها الغذائي وهو ما أثر إيجابيًا على صحتها النفسية وجعلها تتخلص من القلق الذي يعتبر من العوامل التي تتسبب في تدهور الحالة المرضية.
المصادر:
- autoimmune hepatitis
- Autoimmune Hepatitis: What It Is, Symptoms, Stages & Treatment
- Autoimmune Hepatitis
لا يوجد تعليقات