يعد التهاب العصب الخامس واحدًا من الأمراض العصبية التي تسبب ألمًا شديدًا بالوجه، وينجم هذا المرض عن التهاب العصب القحفي الخامس والذي يطلق عليه اسم العصب مثلث التوائم، وهو العصب الذي يصل بين الوجه والدماغ.
يتميز هذا النوع من الالتهاب المزمن بنوبات شديدة من الألم يفصل بينها شهورًا أو سنوات، وقد تتسبب تلك النوبات في حدوث مضاعفات للمريض، وهذا ما نتعرف عليه في مقالنا هذا، فقط تابع مقالنا حتى نهايته لتكون على دراية كاملة بكل ما يخص ذلك الالتهاب المزمن.
ما هو العصب الخامس
يعد العصب الخامس واحدًا من الأعصاب المرتبطة بالدماغ، وهو المسؤول عن الإحساس في كل من الوجه والرأس مثل احساس الألم واللمس، ويُعرف هذا العصب أيضًا باسم العصب مثلث التوائم، لأن له ثلاثة فروع تعد مسؤولة عن نقل الإشارات العصبية من المخ إلى أجزاء الوجه المختلفة، وهما كما يلي:
- الفرع العيني، ويوجد هذا الفرع في الجزء العلوي من الوجه وهو الذي يغذي الجفون العلوية والعين والجبين.
- الفرع الفكي العلوي، والذي يوجد في منتصف الوجه ممتدًا إلى الخدين والشفة العلوية، مغذيًا الوجنتين والجفون السفلية والشفاة العلوية والأنف واللثة العلوية.
- الفرع الفكي السفلى، ويوجد بالجزء السفلي من الوجه، وهو الذي يغذي كل من الفكين والشفاة السفلية واللثة السفلية، إضافة إلى بعض العضلات المسؤولة عن المضغ.
ما هو التهاب العصب الخامس
يُشير مصطلح التهاب العصب القحفي إلى وجود التهاب بالعصب مثلث التوائم، ويسفر عن هذا الالتهاب ألمًا شديدًا بالوجه، مسببًا صعوبة في الكلام والمضغ والابتسام، ورغم أن نوبات الألم قد تكون قصيرة إلا إنها تكون نوبات مؤلمة للغاية وتعود للمريض بشكل متقطع وفي بعض الأحيان تستمر تلك النوبات لفترات طويلة.
في أغلب الحالات يكون الالتهاب في جانبًا واحدًا من الوجه وهذا يعني التهاب العصب في جانب واحدًا فقط من الوجه، ويندر حدوث التهاب العصب الخامس بجانبي الوجه، والجدير بالذكر أن اعتلال العصب الخامس بالجانب الأيمن من الوجه يكون أكثر شيوعًا من اعتلاله بالجانب الأيسر.
اليك أيضًا: انبريل 50مجم محقن لالتهاب المفاصل / أبرز الاحتياطات والفوائد
هل التهاب العصب الخامس خطير
لا يعد التهاب العصب الخامس مرضًا خطيرًا، ولكنه من الأمراض التي تسبب ألمًا شديدًا مما يجعل المريض يشعر بفقدان الطاقة والقوة مع الشعور بالإنهاك الشديد الذي يعيق قدرة المريض على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، ومن ثم لا بد من الالتزام بخطة العلاج التي يضعها لك طبيبك المختص كي تستطيع التغلب على المرض واستعادة قوتك مرة أخرى.
أسباب التهاب العصب الخامس
يتساءل البعض، هل الضغط النفسي يسبب التهاب العصب الخامس؟، بالفعل هناك علاقة كبيرة بين العصبية والتوتر وبين الإصابة باعتلال العصب الخامس، كما أشارت الدراسات أن ذلك الاضطراب يكون أكثر شيوعًا لدى مرضى الاكتئاب.
كما ينجم اعتلال العصب الخامس عن الضغط على جذر ذلك العصب، مسببًا الألم في تلك المناطق التي يغذيها، إذا كنت تود معرفة اسباب التهاب هذا العصب، عليك فقط قراءة تلك السطور القادمة:
- الإصابة بمرض التصلب اللويحي، وهو أحد أمراض المناعة الذانية التي تهاجم الغشاء الحامي للعصب ألا وهو غشاء الميالين.
- تمدد بعض الأوعية الدموية بالدماغ متسببةً في زيادة الضغط على العصب، مما يُسبب تلف الغشاء المياليني وهو الغشاء المغلف للعصب الخامس.
- إصابة العصب الخامس فور الخضوع لجراحة بالرأس أو الوجه.
- الإصابة بالسكتة الدماغية والتي تؤثر على العصب الخامس.
- التعرض لحادث يُسفر عنه إصابة بمنطقة الوجه.
قد يروق لك: ما هي أعراض نقص فيتامين ب؟
ما هي اعراض التهاب العصب الخامس؟
يتساءل بعض المرضى هل التهاب العصب الخامس يسبب دوخة؟، بالفعل قد يعاني المريض من الدوخة بعد إصابته باعتلال العصب الخامس، إضافة إلى شكواه من ألم شديد دون سبب يشبه ألم الأسنان، وتكون نوبات الألم شديدة ومتقطعة كما أن هناك علامات أخرى تكون مصاحبة لذلك الاضطراب نذكر أكثرها شيوعًا في النقاط التالية:
- الشعور بالحكة وحرقة بالوجه.
- نوبات من الألم الواخز تستمر لبضع ثوانٍ أو دقائق وتختفي ثم تظهر بعد فترة أخرى.
- ألم شديد عند ممارسة بعض العادات اليومية كتنظيف الأسنان وغسل الوجه والحلاقة.
- قد يصيب الألم جزءً واحدًا من الوجه أو ربما يمتد في بعض الحالات لمناطق أكبر في الوجه.
- ازدياد حدة نوبات الألم بتقدم العمر.
- تقارب الفترة بين نوبات الألم مع مرور الوقت.
- الشعور بألم شديد في الأسنان والفك والخدين والشفتين، ويكون الألم أقل حدة بالجبهة والعينين.
اليك أيضًا: تعرف على أفضل 4 فيتامينات لتقوية الأعصاب والعضلات
علاقة التهاب العصب الخامس بالأذن
يؤثر التهاب العصب ثلاثي التوائم أو ما يُعرف باسم العصب الخامس على جميع أجزاء الوجه مسببًا ألمًا شديدًا يُشبه احساس الصدمة الكهربائية، وفي كثير من الأحيان يؤثر هذا الالتهاب على الأذن مسببًا ألمًا شديدًا، ويكون الألم في صورة نبضات مستمرة في اتجاه العين والأذن.
العلاقة بين التهاب العصب الخامس والأسنان
تشمل أعراض اعتلال العصب الخامس (Trigeminal neuralgia)، نوبات شديدة من الألم، تنجم عن لمس الوجه أو تنظيف الأسنان أو المضغ، ويصيب الألم المناطق التي يغذيها ذلك العصب، بما في ذلك اللثة والأسنان، وقد تستمر تلك النوبات من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، ويتشابة ألم اعتلال العصب الخامس في شدته مع ألم خراج الأسنان.
علاج التهاب العصب الخامس
يتساءل معظم المرضى، كيف اتخلص من التهاب العصب الخامس، وتتمثل الإجابة على ذلك السؤال بأن هناك خياران لعلاج اعتلال العصب الخامس ألا وهما الجراحة والأدوية، دعنا نذكر في السطور القادمة نبذة عن كل منهما كما يلي:
علاج اعتلال العصب الخامس بالأدوية
ينجم عن اعتلال العصب الخامس ألمًا شديدًا تعجز المسكنات عن تخفيفه، ومن ثم يلجأ الطبيب لوصف بعض الأدوية المضادة للتشنج مثل دواء باكلوفين (Baclofen)، والتي تسبب ارتخاء العضلات وذلك بهدف الوقاية من تهيج الأعصاب، إضافة إلى وصف المرخيات العضلية ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب لاستخدام أدوية مضادات الاختلاج (Anticonvulsants)، التي تساهم في علاج الألم الناتج عن الالتهاب، ومن أمثلة تلك الأدوية نذكر دواء كاربامازين وفينيتونين، كما أشارت بعض الأبحاث أن حقن البوتوكس قد يكون مفيدًا في تخفيف حدة الألم.
علاج اعتلال العصب الخامس بالجراحة
قد يلجأ طبيبك الخاص لاجراء الجراحة وذلك عند فشل التعامل بالأدوية مع ذلك الالتهاب، وبعض تلك العمليات الجراحية قد يكون بسيطًا للغاية بينما بعضها الآخر قد يحتاج إلى ضرورة التخدير الكلي.
والطبيب هو الشخص الوحيد الذي يمكنه قرار اللجوء للجراحة أو الاستمرار في العلاج بالأدوية وفقًا لحالة المريض، وتشمل الجراحة هنا استئصال الورم أو تحريك الأوعية الدموية التي تسبب ضغطًا على العصب مسببةً التهابه.
كم مدة شفاء العصب الخامس
تختلف مدة الشفاء من اعتلال العصب الخامس وفقًا لعوامل كثيرة، وأهمها الحالة المرضية للمريض، ولكن في أغلب الحالات يبدأ المريض في الاستجابة للعلاج في مدة تتراوح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر.
تجربتي مع العصب الخامس
يقص أحد المرضى تجربته مع الإصابة بالتهاب العصب الخامس قائلًا أن الألم الذي كان يشعر به فور إصابته بذلك الالتهاب يعد من أشد وأقوى الآلام التي واجهته في حياته، قائلًا أن الأمر بالنسبة له كان يشبه التعرض لصدمة كهربائية، وكانت نوبات الألم تختفي لفترة ثم تعود مرة أخرى أشد من بدايتها.
وعند ذهابه إلى أحد الأطباء شرح له طبيعة المرض، قائلًا له أن اعتلال العصب الخامس من الأمراض المزمنة التي قد تستمر لسنوات، وبدأ المريض بالفعل في تناول ما وصفه له الطبيب من أدوية مضادة للالتهاب إضافة إلى الأدوية الأخرى الباسطة للعضلات، ومع مرور الوقت شعر المريض بتحسنًا ملحوظًا في الأعراض إلى أن اختفى الألم نهائيًا.
المصادر
لا يوجد تعليقات