التصلب اللويحي المتعدد مرض غير متوقع يؤثر على الأشخاص بشكل مختلف، وقد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من أعراض خفيفة فقط، وقد يفقد آخرون قدرتهم على الرؤية بوضوح أو الكتابة أو التحدث أو المشي بعد فقدان التواصل بين الدماغ والأجزاء الأخرى في الجسم، تابع في المقال التالي أسبابه وأعراضه وطرق العلاج.
نظرة عامة على التصلب اللويحي المتعدد
التصلب المتعدد أو (MS) هو واحد من أمراض المناعة الذاتية، يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا تسمى الميالين عن طريق الخطأ، وهي الأغطية الواقية (بروتين ومادة دهنية تغلف الألياف العصبية) التي تحيط بأعصاب المخ والحبل الشوكي، ويؤدي تلف غلاف الميالين إلى مقاطعة الرسائل (الإشارات) التي ترسلها الأعصاب إلى جميع أنحاء الجسم لأداء وظائف مثل: الرؤية والإحساس والحركة، يمكن أن يحدث تلف الميالين في المخ والحبل الشوكي والأعصاب التي تغذي العينين.
تعريف التصلب اللويحي
التصلب المتعدد هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويستمر لفترة طويلة، ويُعتقد أنه اضطراب مناعي ذاتي، وهو حالة يهاجم فيها الجسم نفسه عن طريق الخطأ، إذ يهاجم الجهاز المناعي الميالين، مما يؤدي إلى تدميره في العديد من المناطق، ويؤدي فقدان الميالين إلى تكوين نسيج ندبي يسمى التصلب، وتسمى هذه المناطق أيضًا باللويحات أو الآفات، وعندما تتلف الأعصاب بهذه الطريقة، فإنها لا تستطيع توصيل النبضات الكهربائية بشكل طبيعي من وإلى المخ.
عندما يتسبب التصلب المتعدد في حدوث نوبات متكررة، يُطلق عليه اسم التصلب المتعدد الانتكاسي المتقطع، وعندما تتطور الأعراض بمرور الوقت دون نوبات واضحة، يُطلق عليه اسم التصلب المتعدد التقدمي الأولي.
أنواع التصلب اللويحي المتعدد
هناك عدة أنواع من التصلب المتعدد، هي:
- متلازمة معزولة سريريًا (CIS): تشير إلى الحالة التي تظهر بها نوبة واحدة من التصلب اللويحي المتعدد، وتستمر لمدة 24 ساعة، وقد تتطور متلازمة معزولة سريريًا إلى التصلب اللويحي المتعدد.
- التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر (RRMS): هو أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يُقدر أن 85% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالتصلب المتعدد يعانون من هذا النوع، يتضمن التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر فترات انتكاسات وفترات نوبات تتبعها فترات من الهدوء عندما تستقر الأعراض أو تختفي.
- التصلب المتعدد التقدمي الثانوي (SPMS): في كثير من الحالات، يتطور التصلب المتعدد في النهاية إلى التصلب المتعدد التقدمي الثانوي في المرحلة التقدمية بعد ما يقرب من 20: 10 عامًا من الإصابة، يتراكم تلف الأعصاب وتتفاقم الأعراض تدريجيًا، وتقل فترات الهدوء.
- التصلب المتعدد التقدمي الأولي (PPMS): في بعض الحالات، قد تبدأ أعراض التصلب اللويحي المتعدد ببطء وتزداد سوءًا تدريجيًا بمرور الوقت من البداية، دون أي فترات من الانتكاسات الواضحة أو الهدوء.
- 5. التصلب المتعدد المتورم: من سمات هذا النوع من التصلب المتعدد تكوين مناطق كبيرة متضررة في المخ بعد مهاجمة الميالين، والتي قد تبدو مشابهة للأورام، غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى عينة من أنسجة المخ للتمييز بين هذه الحالة وبين مشكلات أخرى، مثل سرطانات المخ.
- تصلب بالو المركزي: من خصائص هذا النوع من التصلب المتعدد هو ظهور آفات على شكل حلقات متحدة المركز من تلف الميالين، تظهر هذه الآفات في التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصلب المتعدد المتغير ماربورغ: وهو شكل نادر للغاية وعدواني من التصلب المتعدد يتميز بالتطور السريع، والذي قد يؤدي إلى الوفاة في حالة تركه دون علاج.
أسباب الإصابة بالتصلب اللويحي
لا توجد أسباب مؤكدة للإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد، فما هي الأسباب المحتملة للإصابة بالتصلب اللويحي؟ تشير الأبحاث إلى أن بعض العوامل البيئية أو الوراثية قد تساهم في زيادة خطر الإصابة، فيما يلي أبرز أسباب التصلب اللويحي:
- التدخين.
- التعرض للسموم، مثل: التدخين السلبي والمبيدات الحشرية.
- انخفاض مستويات فيتامين د.
- الإصابة بفيروس “إبشتاين بار” أو داء وحيدات النوى.
- السمنة في مرحلة الطفولة.
- العوامل الوراثية (أحد أفراد عائلتك البيولوجية يعاني من هذه الحالة أو يحمل جينات تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض).
اقرأ أيضًا: ابر بروليا لعلاج هشاشة العظام | دليلك الشامل عن حقن Prolia
الأعراض المرتبطة بالتصلب اللويحي
ما هي الأعراض الشائعة التي قد تظهر على المرضى؟ تنقسم أعراض التصلب اللويحي المتعدد إلى الأنواع التالية:
الأعراض الأولية: هذه الأعراض هي نتيجة مباشرة لتدمير الميالين، وتتضمن:
- ضعف.
- خدر.
- اهتزاز (رجفة).
- فقدان البصر.
- ألم.
- شلل.
- فقدان التوازن.
- مشاكل المثانة والأمعاء.
الأعراض الثانوية: يقصد بها المضاعفات التي من الممكن أن تحدث نتيجة الأعراض الأولية، مثل:
- يمكن أن يؤدي الشلل إلى ظهور تقرحات الفراش.
- قد تؤدي مشاكل المثانة إلى الإصابة بعدوى متكررة في المسالك البولية.
- يمكن أن يؤدي الخمول إلى الضعف، وسوء الوضعية، واختلال التوازن العضلي، وانخفاض كثافة العظام، ومشاكل في التنفس.
- يمكن أن تؤدي قلة الحركة بسبب الضعف وصعوبة البلع إلى زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
طرق تشخيص التصلب اللويحي
كيف يتم تشخيص التصلب اللويحي المتعدد وما هي الفحوصات اللازمة؟ لا يتوفر اختبار محدد لتشخيص التصلب المتعدد، إنما يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات واختبارات التصوير والاختبارات المعملية، مثل:
- الوظائف العقلية.
- الوظائف العاطفية.
- وظائف اللغة.
- الحركة والتنسيق.
- الرؤية.
- التوازن.
- وظائف الحواس الخمس.
قد يحتاج الطبيب أيضًا إلى:
التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم في هذا الاختبار التشخيصي التقاط صور مفصلة للأعضاء والهياكل داخل الجسم دون استخدام الأشعة السينية، ويمكنه العثور على اللويحات أو الندبات الناجمة عن التصلب المتعدد، بشكل عام، يمكن أن يعني حدوث نوبة واحدة مع أنماط معينة من التغييرات في أنسجة المخ التي تظهر في فحص التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ الذي يتم إجراؤه باستخدام التباين أن الشخص مصاب بالتصلب المتعدد.
الاختبارات المستحثة: تسجل هذه الاختبارات الاستجابة الكهربائية للدماغ للمحفزات البصرية والسمعية والحسية، تظهر هذه الاختبارات ما إذا كان هناك تباطؤ في الرسائل في أجزاء مختلفة من الدماغ.
تحليل السائل النخاعي: يُطلق عليه أيضًا البزل القطني، يتم فحص السائل المأخوذ من العمود الفقري لإجراء تقييم أو تشخيص، يتحقق هذا الاختبار من التشوهات الخلوية والكيميائية التي تظهر في مرض التصلب العصبي المتعدد.
فحوصات الدم: يتم إجراؤها لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض العصبية المختلفة.
فحص العين وقياس المجال البصري.
إليك: أعرف أيهما أفضل جوينت ايس أو دورفين لعلاج التهاب المفاصل؟
خيارات العلاج المتاحة للتصلب اللويحي
تتضمن خطة العلاج الخاصة بالتصلب اللويحي المتعدد ما يلي:
- الأدوية.
- العلاج الطبيعي أو المهني أو النطقي.
- استشارات الصحة النفسية.
هناك طرق آخرى لإدارة الأعراض، مثل:
- ارتداء النظارات أو استعمال الأدوية لعلاج أعراض الرؤية.
- التحفيز العميق للدماغ لعلاج تشنجات العضلات (الرعشة).
- استخدام أجهزة مساعدة على الحركة مثل العصا أو المشاية أو الكرسي المتحرك.
- الأدوية المضادة للصرع أو الأدوية المضادة للتشنج ( جابابنتين أو نورتريبتيلين ) لتخفيف الألم.
- أدوية مثل الدونيبيزيل لعلاج الأعراض الإدراكية.
- العلاجات البديلة مثل الوخز بالإبر واليوجا.
- قد يوصي الطبيب بتبادل البلازما إذا لم يستجب الجسم للأدوية.
علاج التصلب اللويحي بالأدوية
يمكن أن تساعد الأدوية المستخدمة لعلاج التصلب المتعدد في الحد من الانتكاسات وإبطاء تقدم المرض، تشمل الأنواع الشائعة من الأدوية المستخدمة لعلاج التصلب المتعدد ما يلي:
العلاجات المعدلة للمرض (DMTs): تعمل العلاجات المعدلة للمرض على تقليل تكرار الانتكاسات، وإبطاء تقدم التصلب المتعدد ومنع تكون آفات جديدة في المخ والحبل الشوكي، وقد حصلت العديد من الأدوية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج التصلب المتعدد على المدى الطويل، مثل:
- الحقن في الجلد : بيتا إنترفيرون ، أسيتات غلاتيرامير ، أو أوفاتوموماب.
- الحقن الوريدي (IV) : أليمتوزوماب ، ناتاليزوماب ، ريتوكسيماب، أوكرليزوماب ، أوبلتوكسيماب.
- الأدوية الفموية (التي تؤخذ عن طريق الفم) : كلادريبين، وفومارات ثنائي ميثيل، وفومارات ديروكسيميل، وفومارات مونوميثيل، وفينجوليمو، وسيبونيمود، بونسيمود، وأوزانيمود أو تيريفلونوميد
أدوية إدارة الانتكاس: بالنسبة لنوبات الأعراض الشديدة، تعمل الكورتيكوستيرويدات مثل: ميثيل بريدنيزولون على تقليل الالتهاب بسرعة عن طريق تثبيط جهاز المناعة، يمكن لهذه الأدوية تسريع وقت التعافي بعد النوبة، كما أنها تبطئ تلف الميالين المحيط بالخلايا العصبية، تشمل العلاجات الأخرى قصيرة المدى للنوبات الشديدة العلاج بالجلوبيولين المناعي الوريدي أو تبادل البلازما.
ما هو التصلب اللويحي المتعدد وكيف يؤثر على الجسم؟
التصلب المتعدد (MS) هو حالة تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، يختلف تأثير مرض التصلب اللويحي المتعدد على الأشخاص من حالة إلى أخرى، ولا يستطيع أحد التنبؤ بمدى تأثير مرض التصلب المتعدد عليك، بالنسبة لبعض الأشخاص، لا يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد إلا بشكل طفيف على الحياة اليومية، مما يعني أنهم قادرون على مواصلة عملهم وأنشطتهم المعتادة، ويعاني البعض الآخر من أعراض أكثر حدة والتي يمكن أن يكون لها تأثير أكبر بكثير.
ما هي الخيارات المتاحة لعلاج التصلب اللويحي وكيف يمكن تحسين نوعية الحياة؟
تشمل خيارات العلاج المتاحة الأدوية والعلاج الطبيعي والنفسي، وهناك العديد من الطرق للتعايش وتحسين جودة الحياة، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية للمساعدة في حل مشاكل الحركة وآلام العضلات.
- استخدام معدات التنقل بما في ذلك عصي المشي والإطارات والكراسي المتحركة ومصاعد السلالم لتسهيل أداء الأنشطة اليومية.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للمساعدة في علاج القلق والاكتئاب والتعب.
- أنشطة لتحسين الذاكرة والتركيز والتفكير والمزاج (إعادة التأهيل المعرفي).
- نصائح وتمارين وأدوية للمساعدة في علاج مشاكل الأمعاء أو المثانة.
- نصائح وعلاجات للمشاكل الجنسية مثل ضعف الانتصاب، وجفاف المهبل، وانخفاض الرغبة الجنسية.
لا يوجد تعليقات