التسمم الغذائي هو حالة مرضية شهيرة تحدث عادة نتيجة تناول الطعام الملوث بالكائنات الحية الدقيقة المعدية مثل الفيروسات والبكتيريا وكذلك بالطبع الطفيليات والفطريات.
كما قد يحدث التسمم الغذائي أيضًا بسبب وجود سموم طبيعية أو حتى صناعية تم إضافتها بطريقة أو أخرى في الطعام المتناول.
أسباب التسمم الغذائي
إن أسباب التسمم الغذائي كثيرة وتختلف أعراضها باختلاف نوع الكائن الحي الدقيق الذي تسبب في تلك الحالة.
وفيما يلي أنواع التسمم الغذائي وأسبابه المحتملة:
التسمم الغذائي البكتيري
وهو الذي يعد الأكثر انتشارًا بين حالات التسمم، يمكن أن يحدث بسبب مجموعة متنوعة من البكتيريا، من بين هذه البكتيريا ما يلي:
- بكتيريا السالامونيلا:
تعتبر بكتيريا السالمونيلا الأكثر شيوعًا، يمكن أن تكون منتجات الألبان والبيض ولحوم البقر والدواجن الملوثة هي الأطعمة التي تحمل معدل خطورة أعلى للإصابة بالسالامونيلا، ولكن لا يمكن استبعاد احتمالية تلوث أطعمة أخرى بها مثل الفاكهة والخضروات والمكسرات.
يبدأ ظهور الأعراض الخاصة بالتسمم الغذائي المتسبب فيه بكتيريا السالمونيلا عادة بعد مرور ما يقرب من 12-72 ساعة من أكل الطعام الملوث، ولكن لكن بالطبع يمكن أن تتأخر ظهور الأعراض حتى مدة تقريبا 6 أيام من التعرض للبكتيريا، وتستمر لمدة 4-7 أيام.
- بكتيريا الإشريكية القولونية:
تشمل أنواع الأطعمة المعرضة للتلوث ببكتيريا الإشريكية القولونية بنسبة أعلى من غيرها، كلًا من اللحوم غير المطبوخة جيدًا أو النيئة، ومنتجات الألبان، والفواكه والخضروات النيئة أو التي لم يتم غسلها جيدًا، وكذلك مياه الشرب أو السباحة الملوثة.
كما تبدأ أعراض التسمم نتيجة الإصابة ببكتيريا الإشريكية القولونية في غضون ما يقرب من 3-4 أيام، ولكن قد تظهر لدى البعض بسرعة كبيرة في أقل من يوم واحد من تناول هذا الطعام الملوث، كما قد يتأخر ظهور تلك الأعراض لمدة أكثر من 10 أيام، وتستمر الأعراض عادة لمدة 5-10 أيام.
- بكتيريا الليستيريا:
أما بالنسبة لبكتيريا الليستيريا، فإن الأطعمة المعرضة للتلوث بنسبة أكبر من غيرها هي الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، واللحوم الباردة التي تم طهيها سابقًا، والخضروات والفواكه النيئة، والحليب الطازج غير المبستر.
على الرغم من أن العدوى بالليستيريا تعتبر شائعة بشكل عام في فئة التسمم الغذائي البكتيري، إلا أن هناك بالطبع بعض الفئات تكون معرضة أكثر للإصابة بها، مثل النساء الحوامل والأطفال وكذلك كبار السن وأولئك المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- بكتيريا العطيفة:
أما بكتيريا العطيفة، فتشمل الأطعمة المحتمل تلوثها بنسبة أعلى من غيرها كلًا من الحليب لكن الغير المبستر منه، وكذلك اللحوم تلك غير المطبوخة جيدًا أو حتى النيئة منها بالطبع، والمحار، وتناول كميات من مياه الشرب الملوثة.
كما أن الأطفال الرضع والرجال يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالعطيفة أو الكامبيلوباكتر.
كذلك تبدأ أعراض التسمم الغذائي المتسبب فيه بكتيريا العطيفة في غضون 2-5 أيام، وتستمر لمدة قد تصل إلى أسبوع.
التسمم الغذائي الفيروسي
أما بالنسبة للتسمم الغذائي الناتج عن الإصابة بفيروسات، فيشمل فيروس التهاب الكبد أ والنوروفيروس.
وتعتبر الأطعمة التي يعتبر فيروس التهاب الكبد أ مصدرًا محتمل للتواجد فيها كلًا من المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، والأطعمة التي تم التلاعب بها بعد الطهي، مثل السلطات والساندويتشات، والمياه الملوثة.
أما النوروفيروس، فيمكن أن ينتقل عن طريق الأطعمة الملوثة بالبراز، وكذلك الأطعمة الساخنة التي تعد بشكل جزئي فقط أو غير مطبوخة جيدًا، والمأكولات البحرية النيئة، والخضروات والفواكه النيئة أو تلك التي لم يتم غسلها بشكل جيد.
لذلك من الضروري اتباع مبادئ النظافة الشخصية والغذائية الجيدة، مثل غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ قبل التحضير والتناول الطعام، وتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير مطبوخة جيدًا، وتخزين الأطعمة بشكل صحيح في درجة حرارة مناسبة، وتجنب تلوث الأطعمة بأي نوع من المواد الغذائية المصنعة الأخرى أو المياه الملوثة.
أعراض التسمم الغذائي
- أعراض التسمم الغذائي
في معظم الحالات، تكون حالات التسمم الغذائي طفيفة وتتلاشى الأعراض تلقائيًا في غضون أسبوع واحد، سواء تم تلقي العلاج أو لم يتم.
ومع ذلك، قد يتطلب التسمم الغذائي الشديد إدخال المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
وتشمل أعراض التسمم الخفيف:
- الإسهال.
- والغثيان.
- والتقيؤ.
- والمغص.
- الألم في البطن.
- يمكن أيضًا أن يعاني بعض الأشخاص من الحمى الخفيفة.
- الصداع.
- التعب العام وفقدان الشهية.
لكن يجب العلم أنه قد تختلف الإجابة على سؤال كيف تعرف انك مصاب بتسمم غذائي؟ باختلاف الكائنات المسببة، فمثلاً أعراض التسمم ببكتيريا السالمونيلا تشمل الإسهال والقيء والحمى وتشنجات المعدة.
بينما تسبب بكتيريا العطيفة الإسهال المصحوب بالدم والحمى وتقلصات المعدة، لكن تسبب بكتيريا الليستيريا الصداع والحمى وآلام العضلات وتشكل تهديدًا للحياة في حالة إصابة النساء الحوامل أو الأطفال الرضع.
بكتيريا الإشريكية القولونية تسبب الإسهال الدموي وتقلصات المعدة والقيء، بينما يتسبب النوروفيروس في الإسهال والغثيان والقيء وألم المعدة.
علاج التسمم الغذائي بالادوية
تتوفر عدة أنواع من الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج التسمم الغذائي، في بعض الحالات، يمكن أن يكون العلاج مقتصرًا على تناول الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية، مثل اللوبيراميد (Loperamide) وذلك للسيطرة على الإسهال فقط.
لكن الطبيعي هو اللجوء لوصفات طبية من قبل أطباء مختصين خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، أو كبار السن، أو الحوامل.
كما قد يختلف نوع الدواء الموصوف لعلاج التسمم الغذائي اعتمادًا على نوع الكائن المسبب للتسمم.
وفيما يلي طرق علاج التسمم من الصيدلية:
- المضادات الحيوية مثل الأزيثروميسين (Azithromycin)، وكذلك الميترونيدازول (Metronidazole)، والسيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin) وغيرهم من المضادات الحيوية القوية في حالة كان مصدر العدوى نوع من البكتيريا.
- الأدوية المضادة للطفيليات مثل ألبيندازول (Albendazole)، الميبيندازول (Mebendazole).
- كما قد يتم وصف أدوية مهدئة للغثيان مثل الكلوربرومازين (Chlorpromazine) أو الميتوكلوبراميد (Metoclopramide) للمرضى للمساعدة في التحكم في حالة الغثيان التي تصيبهم.
علاج التسمم الغذائي الشديد
عندما يتعلق الأمر بعلاج التسمم الغذائي الشديد، فإن الخيار الأمثل والأفضل هو الذهاب إلى المستشفى، حيث يتضمن علاج أي حالة من حالات التسمم الغذائي داخل المشفى عادة اتباع كل من الخطوات التالية:
- تلقي كميات من السوائل عبر الحقن الوريدي لتجنب الجفاف وتعويض السوائل المفقودة في الجسم.
- أخذ الجلوبيولين المناعي ذلك النوع منه المضاد للسموم، والذي يكون عبارة عن دواء يهدف إلى تقليل تأثيرات السموم في الجسم.
- في بعض الحالات النادرة التي ينتج عنها التسمم الغذائي جراء البكتيريا الإشريكية يحدث شلل في الجهاز التنفسي، ويلزم في تلك الحالات العمل على تركيب جهاز خاص لمساعدة المريض على التنفس الاصطناعي ومن ثم تسهل متابعة المريض.
علاج التسمم الغذائي في المنزل
عندما يتعلق الأمر بعلاج التسمم الغذائي في المنزل، يمكن اتباع بعض الإجراءات لتخفيف الأعراض وتعزيز وتسريع عملية التعافي، حيث إنه في أغلب الحالات المصابة بالتسمم، يكون علاجه في المنزل هو الحل الأول، وعليه لا يحتاج المريض في معظم الظروف الذهاب إلى المشفى.
كذلك تتركز العلاجات المنزلية بشكل رئيسي على توفير الراحة والعمل على تعويض السوائل والأملاح التي تم فقدها من الجسم نتيجة كلًا من القيء والإسهال.
فيما يلي بعض الطرق الطبيعية التي يمكن اتباعها لعلاج التسمم الغذائي في المنزل:
- يجب على المريض الاعتماد الكلي على شرب كميات كبيرة جدًا من السوائل المختلفة وذلك بالطبع لهدف الحفاظ قدر الإمكان على الجسم في حالة ترطيب.
- لكن يجب تجنب تناول الماء منفردًا، ولكن يفضل تناول ماء جوز الهند أو حتى أي نوع من أنواع عصائر الفاكهة الطازجة.
- يمكن أيضًا استخدام المحاليل الفموية المتوفرة في الصيدليات لتعويض الأملاح المفقودة.
- يجب أن يحصل المريض على قسط كافٍ من الراحة حتى يتحسن وتقل الأعراض.
- ينصح بعدم تناول الطعام أو الشراب خلال الساعات الأولى بعد ظهور الأعراض، وعندما تتحسن الأعراض يمكن البدء بتناول السوائل والأطعمة الخفيفة.
- يجب تجنب المنبهات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، حيث يمكن أن يتسبب الكافيين في تهيج المعدة وتفاقم الأعراض، وبدلاً من ذلك، يمكن تناول الأعشاب التي تهدئ المعدة مثل النعناع، أو البابونج، أو الزنجبيل.
- بعض الأطعمة يمكن أن تكون مفيدة خلال فترة علاج التسمم الغذائي، مثل خل التفاح الذي يساعد على تقليل حموضة المعدة، والزبادي الذي يحتوي على خصائص مضادة للجراثيم، والليمون الذي يمتلك خصائص مضادة للفيروسات والجراثيم.
ماذا نشرب في حالة التسمم؟
في حالات التسمم الغذائي غير الشديدة، يمكن علاج تسمم غذائي بالأعشاب ومن أهمها ما يلي:
- الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل واحدًا من الأعشاب المستخدمة لمعالجة مشاكل الجهاز الهضمي، يُفضل عادة شرب شاي الزنجبيل بمزيج من العسل لعلاج حالات التسمم الغذائي.
- الريحان: يتمتع الريحان بتأثير مهدئ على البطن نظرًا لخصائصه المضادة للالتهابات، وعليه يمكن استخدامه والاعتماد عليه في علاج حالات تسمم المعدة أو تسمم الأمعاء.
- النعناع: يعد النعناع واحدًا من أشهر الأعشاب المستخدمة لمحاربة الغازات وتهدئة المعدة.
مع العلم أن هذه الأعشاب قد تكون ذات فائدة في حالات التسمم الغذائي البسيطة فقط، لكن في حالات التسمم الشديدة أو استمرار الأعراض، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة أو التوجه المباشر للمشفى.
اليك ايضا : التهاب المعدة | أنواعه وأسبابه وأفضل 4 طرق لعلاجه
متى تزول أعراض التسمم الغذائي
واحد من أكثر الأسئلة المتكررة في ذلك الشأن هو كم يستغرق علاج التسمم الغذائي؟ والواقع هو أن معظم حالات التسمم الغذائي تستغرق تقريبًا من 24 ساعة حتى 48 ساعة على أقصى تقدير.
ولكن حالات التسمم الغذائي الشديد والتي قد تصل إلى حد المضاعفات قد تستغرق مدة التعافي منها ما يقرب من أسبوعين.
اليك ايضا : تعرف على أبرز اعراض جرثومة المعدة | أسبابها وطرق علاجها
متى يكون التسمم خطير؟
تتضمن أعراض التسمم الغذائي الشديد، التي تستدعي الرعاية الطبية العاجلة، ما يلي:
- استمرار الإسهال لمدة زمنية تصل لأكثر من 3 أيام.
- حمى شديدة، حيث يرتفع مستوى درجة الحرارة فوق 38.9 درجة مئوية.
- الجفاف الشديد، وتشمل علاماته جفاف الفم أو الحلق، وانخفاض كمية البول أو عدم وجود بول نهائيًا.
- وجود دم في البول أو البراز.
- ضعف العضلات.
- ضبابية الرؤية أو صعوبة في الرؤية.
- صعوبة في الكلام.
- وخز في الذراعين.
- اصفرار الجلد، والذي قد يكون علامة على التهاب الكبد.
كما تتضمن أعراض التسمم المميت بعض المضاعفات النادرة مثل ما يلي:
- التهاب مفصل مزمن.
- تلف في الدماغ والأعصاب.
- فشل كلوي.
اليك ايضا : سرطان المعدة : الأعراض والأسباب والمراحل والعلاج
هل يجب الذهاب للمستشفى عند التسمم؟
في بعض حالات التسمم الغذائي الشديدة وفي حال ظهور أيًا من الأعراض المذكورة بالأعلى يجب التوجه إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم حيث لن يفيد العلاج المنزلي أو الأعشاب في علاجها، وبالتالي تختلف الإجابة على سؤال هل التسمم الغذائي يسبب الوفاة باختلاف شدة الحالة ونوع الكائن الحي المسبب لها.
المصادر
لا يوجد تعليقات