الألم العضلي التليفي الفيبروميالجيا Fibromyalgia هو اضطراب صحي يتميز بآلام منتشرة في العضلات والمفاصل، مصحوبة بإرهاق شديد واضطرابات معرفية مثل ضعف الذاكرة، ورغم الجهود البحثية المكثفة، يظل السبب الدقيق لهذه الحالة غامضًا، ولا يتوفر علاج نهائي حتى الآن، ومع ذلك، يمكن تتوفر استراتيجيات علاجية فعالة للتخفيف من حدة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
ما هو الفيبروميالجيا؟
الألم العضلي التليفي الفيبروميالجيا Fibromyalgia حالة مزمنة تتسبب في آلام منتشرة بالعضلات والعظام، إرهاق عام في الجسم، واضطرابات في النوم، بالإضافة إلى بعض المشكلات المعرفية.
تشكل الفيبروميالجيا تحديًا ليس للمريض فقط لكن حتى لأخصائيي الرعاية الصحية، نظرًا لتشابه أعراضها مع العديد من الحالات الأخرى، وعدم وجود اختبارات قاطعة لتأكيد التشخيص.
تشخص معظم الحالات لدى النساء فهم الأكثر عرضة لذلك خاصة في منتصف العمر، إلا أن الفيبروميالجيا قد تصيب الأطفال أيضًا.
يمثل علاج الألم العضلي التليفي الفيبروميالجيا Fibromyalgia تحديًا للمريض والطبيب، لكن من الممكن السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة من خلال مزيج من الأدوية وتغييرات في نمط الحياة.
وعن الفيبروميالجيا والسرطان فالتشابه بينهما يكمن في الأعراض فكلًا منهما يعاني فيه المريض من ضعف عام في الجسم كله.
ما هي أعراض هجمات الفيبروميالجيا
أعراض الفيبروميالجيا عند النساء والرجال واحدة حيث تتجلى أعراض الفيبروميالجيا في مجموعة متنوعة من المشكلات الجسدية والنفسية، وتشمل:
- آلام منتشرة حيث يحدث في مناطق متعددة من الجسم.
- إرهاق شديد يصاحبها شعور دائم بالتعب حتى بعد الراحة.
- صعوبة في النوم أو عدم الشعور بالراحة بعد الاستيقاظ.
- مشكلات عقلية منها ضعف التركيز وكذلك زيادة النسيان.
- وجود آلام في الرأس، تشبه الصداع النصفي، كما أنها غالبًا ما تصاحبها دوخة.
- الأرق والاكتئاب يصاحبها مشاكل شائعة تؤثر على المزاج والنوم.
- آلام الوجه والفكين.
- زيادة الحساسية خاصة لدى البرودة أو الحرارة.
- شعور زائف بتورم المفاصل وخدر الأطراف حيث يحدث هذا الشعور دون وجود خلل في الجهاز العصبي المركزي.
- تشنجات المفاصل والعضلات، حيث تحدث خاصة في الصباح.
- اضطرابات التنفس.
- وجود مشاكل في المثانة.
- من الممكن أن يصاحبه الشعور بالغثيان.
- زيادة الوزن.
نقاط الألم في الفيبروميالجيا
يشكو الأفراد من آلام وتصلب في مناطق متعددة مثل الرقبة، الكتفين، أعلى وأسفل الظهر، ومنطقة الورك، وعادةً ما تبدأ هذه الأعراض في منطقة معينة، مثل الرقبة والكتفين، ثم تنتشر تدريجيًا لتشمل أنحاء الجسم المختلفة على مدار الوقت وعن الفيبروميالجيا والاعصاب فتأثيرها على الأعصاب هو السبب في ذلك الألم.
اقرأ أيضًا:ماهو مرض الربو
أسباب الفيبروميالجيا
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة ل الألم العضلي التليفي الفيبروميالجيا Fibromyalgia غير معروفة حتى الآن، لكن يعتقد أن الحالة ترتبط بخلل في معالجة إشارات الألم داخل الدماغ، مما يؤدي إلى حساسية مفرطة تجاه الألم، لكن من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالفيبروميالجيا ما يلي:
- الضغط العاطفي والجسدي أو التعرض للإجهاد المستمر وهو ما يساهم في تطور الحالة.
- التعرض المتكرر لإصابات الجسم يمكن أن يكون محفزًا للإصابة.
- وجود تاريخ عائلي للحالة يزيد من احتمالية الإصابة.
- أمراض المناعة الذاتية، ومنها التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة.
- الخضوع لعمليات جراحية، حيث قد يكون للجراحة دور كبير في ظهور تلك الأعراض.
- قد تكون الإصابات بالعدوى مثل عدوى الإنفلونزا، أو الالتهاب الرئوي، وكذلك التهابات الجهاز الهضمي التي تحدث بسبب بكتيريا السالمونيلا أو الشيغيلة.
اقرأ أيضًا:الكبد الدهني
كيف يتم تشخيص الفيبروميالجيا؟
يتم تشخيص الألم العضلي التليفي الفيبروميالجيا Fibromyalgia باستخدام مجموعة من الخطوات والفحوصات التي تهدف إلى استبعاد الأمراض الأخرى وتحديد الحالة بدقة، وتشمل:
- أخذ التاريخ الطبي، حيث تحدث مراجعة شاملة لتاريخ المريض الصحي والأعراض التي يعاني منها.
- الفحص السريري من خلال تقييم الحالة البدنية للكشف عن العلامات المرتبطة بالفيبروميالجيا.
- تقييم الأعراض والعلامات، مثل الألم المنتشر، الإرهاق، واضطرابات النوم.
- عمل تحليل يسمى FM/a وهو عبارة عن فحص دم أكثر تخصصًا يستخدم كعلامة دقيقة يمكن من خلالها تشخيص الالتهاب الليفي العضلي.
- القيام بعمل فحوصات طبية أخرى وتشمل:
- تحليل وظائف الغدة الدرقية.
- تعداد الدم الكامل.
- قياس مستوى العامل الروماتويدي لاستبعاد التهاب المفاصل الروماتويدي.
- اختبار سرعة تثفل الكريات الحمراء للكشف عن الالتهابات.
أهمية الدعم النفسي والاجتماعي
يحتاج مريض الفيبروميالجيا إلى دعم نفسي واجتماعي مستمر من جميع المحيطين به، حيث يعاني من توتر وعصبية ناتجة عن الألم المستمر والمبالغ فيه والعيش مع الفيبروميالجيا يتطلب تقبلاً دائمًا من المريض لحقيقة المرض واستمراريته في حياته، مع إدراكه الكامل لكيفية التعامل مع الأعراض بأفضل طريقة ممكنة.
اقرأ أيضًا: مرض متلازمة رائحة السمك العفن
علاج الفيبروميالجيا نهائيا
حتى الآن، لا يوجد علاج قاطع لمتلازمة الألم العضلي الليفي، لذا يركز العلاج على تخفيف الأعراض وتحسين القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
يشمل العلاج الفعّال للفيبروميالجيا برنامجًا متكاملاً يتضمن العلاج الدوائي، مع العلاج الطبيعي، بالإضافة إلى اتباع حمية غذائية مناسبة، لتحقيق أفضل النتائج في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة، ويشمل العلاج الدوائي للفيبروميالجيا ما يلي:
- مسكنات تعمل على إدارة الألم وأهمها خاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- مضادات الاكتئاب خاصة التي تساعد في تحسين شدة الألم وتعزيز الصحة العامة.
- البريجابالين (Pregabalin) والذي يعتمد أول دواء معتمد لتخفيف الألم وتحسين الأداء الوظيفي لمرضى الفيبروميالجيا.
- الجابابنتين (Gabapentin) حيث يستخدم أيضًا لتخفيف الأعراض.
- أدوية إرخاء العضلات ومضادات التشنج العضلي تلك التي يقتصر استخدامها على فترات قصيرة.
هل يمكن الشفاء من الفيبروميالجيا؟
هل مرض الفيبروميالجيا خطير؟ بالطبع نعم، حيث يعتبر الألم العضلي التليفي الفيبروميالجيا Fibromyalgia مرضًا مزمنًا، ولكن مراحلها تتسم بالتقلب المستمر، قد تكون الأعراض شديدة ومؤلمة في بعض الأحيان، بينما قد تكون خفيفة أو شبه معدومة في أوقات أخرى.
ورغم أن هذه الحالة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة، إلا أن المرض لا يؤدي إلى تدمير الأنسجة، مع التغيرات الإيجابية في العلاج والاتباع الفعال للأساليب العلاجية الموصى بها، يمكن للمصابين التحكم بنجاح في الأعراض وتحقيق تحسن ملموس في حياتهم اليومية.
لا يوجد تعليقات