اسباب الخوف عند الاطفال

اسباب الخوف عند الاطفال


هل شاهدت طفلك يومًا يختبئ خلفك بعد سماع صوت مفاجئ؟ أو عند مقابلة شخص جديد؟ أو ربما لاحظت فزعه وخوفه وشعوره بالانزعاج من أمور بسيطة وعادية، يُعد الخوف من الأمور الطبيعية والشائعة التي يشعر بها الأطفال، يمكن أن يكون الخوف عند الأطفال نتيجة لعوامل متعددة؛ يمكن أن تكون تجارب شخصية أو تأثير البيئة المحيطة عليهم.

من خلال موسوعة “صيدلاوي دونت نت” سوف نستكشف اسباب الخوف عند الاطفال وكيف يمكن للكبار تقديم الدعم والمساعدة لهم في التعامل مع هذه المشاعر بصورة صحيحة وفعّالة، سنلقي نظرة على بعض الأسباب الشائعة للخوف عند الأطفال، وكيفية التعرف عليها، وكيفية التعامل معها بطرق تساعد الأطفال على تجاوز هذه الانفعالات بأمان وثقة.

ما هو الخوف عند الأطفال؟

الخوف هو عاطفة تنشأ استجابة لخطر أو تهديد، ويظهر سواء كان الخطر أو التهديد حقيقي أم خيال، يشعر جميع الأطفال بالخوف في أوقات مختلفة من حياتهم، وهذا جزء طبيعي من نموهم.

قد يشعر الطفل بالخوف عند تجربة أشياء جديدة أو مقابلة أشخاص جدد أو سماع أصوات غريبة لأنه لا يعرف كيفية التعامل مع هذه المواقف، على سبيل المثال، قد يخاف من الذهاب إلى طبيب الأسنان لأول مرة لأنه لا يعرف كيف ستسير الأمور.

قد تنبع المخاوف أيضًا من خيال الطفل، قبل سن الخامسة أو السادسة، يصعب على الطفل التمييز بين خياله والعالم الحقيقي، ولهذا السبب قد يعتقد أنه سيواجه أشياء مخيفة وخيالية مثل السحرة أو الوحوش أو التنانين.

أنواع الخوف الشائعة عند الأطفال

سنستعرض بعض المخاوف الشائعة التي قد يعاني منها الأطفال في أعمار مختلفة فيما يلي:

الخوف عند الأطفال في عمر 8 أشهر: يُسمى أيضًا قلق الانفصال وهو الخوف من الغرباء والخوف من الانفصال عن والديهم، يمكن أن يستمر هذا الخوف المعروف حتى سن 18 شهرًا.

الخوف عند الأطفال في عمر سنة: إذ يخاف الأطفال من الضوضاء (مثل الخوف من المكنسة الكهربائية، والخوف من جزازة العشب، والخوف من الخلاط).

بعض الأطفال أكثر خوفًا من غيرهم بطبيعتهم، مما يعني أن هذا جزء من حالتهم المزاجية.

الخوف عند الأطفال في عمر 2-4 سنوات: الخوف من الظلام، والمخلوقات الخيالية (مثل الوحوش، والسحرة، والأشباح)، والشخصيات مثل المهرجين وسانتا كلوز، يميل الأطفال في هذا العمر أيضًا إلى الخوف من الرعد والبرق والخوف من الحشرات مثل الصراصير والعناكب والخوف من الحيوانات مثل الكلاب والذئاب.

الخوف عند الأطفال في سن 5-12 سنة: يرتبط الخوف بمواقف معينة (مثل الخوف من اللصوص والخاطفين، والخوف من أطباء الأسنان، والمرتفعات، والموت، والحوادث، والحرائق)، قد يخاف الطفل أيضًا من الزلازل والعواصف أو  قد يظهر الخوف بعد اندلاع الحروب ورؤية الصور الحزينة والمُخيفة على شاشة التلفزيون، وقد يعاني أيضًا من المخاوف الاجتماعية، مثل الخوف من الرفض أو الخوف من التحدث أمام الفصل أو أمام الأغراب.

اقرأ أيضًا: علاج الخوف عند الاطفال .. أستشاري الطب النفسي يُقدم 6 نصائح ضرورية

اسباب الخوف عند الاطفال

هناك عدة أسباب يمكن أن تساهم في ظهور الخوف عند الأطفال، ومن أبرزها:

التجارب السلبية: تعرض الطفل لتجارب مؤلمة، مثل الحوادث أو التوترات الأسرية، قد يؤدي إلى ظهور مشاعر الخوف.
البيئة الأسرية: الأجواء الأسرية المشحونة أو الخلافات المستمرة بين الوالدين يمكن أن تثير مشاعر القلق والخوف لدى الأطفال.
العوامل المتعلقة بالأسرة: الأطفال يتعلمون عن طريق الملاحظة، إذا كان أحد الوالدين أو الأفراد المقربين يعاني من مشاعر خوف، قد يقلد الطفل سلوكهم.
الوراثة: بعض الدراسات تشير إلى أن الاستعداد للخوف أو القلق يمكن أن يكون وراثيًا.
التغيرات الحياتية: الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو فقدان شخص قريب، أو أي تغييرات كبيرة في الحياة يمكن أن تسبب شعور الطفل بالقلق والخوف.
التعرض لمحتويات مخيفة: مشاهدة أفلام أو برامج تلفزيونية تتضمن مشاهد مرعبة أو تعرض الطفل لمواقف مخيفة يمكن أن تثير مخاوفه.
عدم القدرة على التعبير: الأطفال قد يشعرون بالخوف بسبب ضغوطات أو مشاعر لا يعرفون كيف يعبرون عنها، مما يؤدي إلى ظهور مشاعر الخوف.

كيفية التعامل مع الخوف عند الأطفال

أعراض الخوف عند الأطفال

كيف أعرف أن طفلي يعاني من الخوف؟ أعراض الخوف عند الأطفال يمكن أن تتنوع بصورة كبيرة، ولكن تشمل بعضها ما يلي:

  • البكاء أو الانهيار: قد يبكي الطفل أو يدخل في نوبة من الغضب في المواقف التي تُسبّب له الخوف.
  • الانسحاب الاجتماعي: قد يفضّل الطفل البقاء بمفرده أو تجنُّب النشاطات الاجتماعية التي تشمل أطفالًا آخرين.
  • التمسك بالوالدين: قد يظهر الطفل رغبة قوية في التمسك بالوالدين أو عدم الرغبة في الابتعاد عنهم.
  • مشكلات النوم: قد يعاني الطفل من صعوبة في النوم، أو يعاني من كوابيس تتعلق بمخاوفه.
  • الشعور بالقلق الجسدي: يمكن أن يشكو الأطفال من آلام في المعدة، أو صداع، أو تعب عند مواجهة مواقف تسبب لهم الخوف.
  • التعبير عن مخاوف معينة: قد يعبر الأطفال بكلمات بسيطة عن مخاوفهم، مثل الخوف من الظلام، أو الحيوانات، أو الارتفاعات.
  • تغيرات في السلوك: قد تظهر تغيرات في سلوك الأطفال، مثل العدوانية أو الانطوائية، كنتيجة للخوف.
  • التهرب من المواقف: قد يسعى الطفل لتجنب مواقف معينة أو أماكن يعرف أنها تسبب له الخوف.
  • التكرار في طرح الأسئلة: قد يسأل الطفل أسئلة متكررة حول المخاوف أو المواقف التي تخيفه.

اقرأ أيضًا: اعراض اضطراب الانية

9 نصائح عامة لمساعدة الأطفال على التغلب على الخوف

مخاوف الطفولة مؤقتة، ومع نمو طفلك وخوضه المزيد من التجارب، سيتعلم التمييز بين المواقف الخطيرة وغير الخطيرة، وبمساعدتك يمكنه أن يتعلم كيف يتغلب على مخاوفه، يسأل الكثيرون كيف يمكن للأهل مساعدة أطفالهم في التغلب على الخوف؟ إليك بعض النصائح حول كيفية دعم طفلك:

  1. تعامل مع مخاوف طفلك بجدية، لا تسخر منها أو تستخف بها، فالخوف الذي يشعر به حقيقي، حتى لو بدا لك بلا أساس وبلا سبب وغير مهم، وعلى الجانب الآخر، لا تبالغ في رد الفعل، وتجنب الإفراط في الحماية، لأن هذا سوف يؤدي إلى زيادة شعوره بالخوف.
  2. طمأن طفلك إذا كان منزعجًا عن طريق احتضانه وأخبره بأن كل شيء سيكون على ما يرام، من المهم أن تحافظ على هدوئك  أمام طفلك حتى لو كان في حالة ذعر، وإلا فسيعتقد أن هناك ما يدعو للقلق حقًا.
  3. ساعد طفلك على التحدث والتعبير عن مشاعره حتى يتمكن من تسمية مخاوفه إذ يمكنكما التحدث عنها معًا، أخبر طفلك أنك تفهمه وحاول أن تظهر له أنه لا يوجد خطر وأنه آمن.
  4. اختر كلماتك بعناية، على سبيل المثال عند اصطحاب طفلك إلى طبيب الأسنان، إذا قلت له “لا تخف، لن يؤلمك!”، فأنت ترسل رسالة مفادها أنه قد يكون هناك خطر، بدلاً من ذلك، قل: “سترى، اعتاد أطباء الأسنان على مساعدة الأطفال، سيكون كل شيء على ما يرام”.
  5. اعمل على بناء شجاعة طفلك، ذكّره بالمواقف التي لا يشعر فيها بالخوف، تحدث عن وقت تغلّب فيه على خوفه وذكّره كيف فعل ذلك، تحدث عن المخاوف التي كانت لديك عندما كنت طفلًا والحيل التي استخدمتها للتحكم في مخاوفك والسيطرة عليها والبقاء هادئًا، سيدرك طفلك أنه ليس الوحيد الذي لديه مخاوف وأن هناك العديد من الطرق للتغلب عليها.إن التغيرات مثل الطلاق أو الانتقال إلى مكان آخر أو إعادة تنظيم الأسرة أو المشاكل في الحضانة قد تجعل الطفل أكثر قلقًا وتزيد من مخاوفه.
  6. انتبه إلى كيفية رد فعلك عندما تشعر بالخوف، إذا صرخت عند رؤية عنكبوت أو عند سماع صوت الرعد، فقد تنقل خوفك إلى طفلك، إذا لم تتمكن من التحكم في رد فعلك على الرغم من بذل قصارى جهدك، فخفف من حدة ذلك بالضحك على مدى دهشتك.
  7. استخدم الألعاب والرسومات والقصص، تُعد لعبة الغميضة طريقة جيدة لمساعدة الطفل على التعامل مع الخوف من الانفصال.
  8. لا تجبر طفلك على مواجهة مخاوفه، عندما تشعر أن طفلك مستعد، شجعه بلطف من خلال تعريضه شيئًا فشيئًا لما يخيفه، تدريجيًا سوف يقل خوفه، وسيزداد شعوره بالأمان.
  9. احتفل بنجاحات طفلك، شجّعه حتى على أصغر الإنجازات، سيُشجّعه ذلك على تكرار المحاولة مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: علاج الرهاب الاجتماعي نهائيا

علاج الخوف عند الأطفال في سن 10

هل الخوف عند الأطفال طبيعي أم يحتاج إلى علاج؟

متى يصبح الخوف عند الأطفال خطيراً ويحتاج لتدخل مختص؟ يتعامل معظم الأطفال مع المخاوف والقلق بدعم لطيف من والديهم، ومع نموهم يتغلبون على المخاوف التي كانت لديهم في سن أصغر.

وعلى الجانب الآخر يواجه أطفال آخرون وقتًا عصيبًا ويحتاجون إلى مزيد من المساعدة في التعامل مع المخاوف، إذا كانت أعراض المخاوف أو القلق شديدة أو تمنع الطفل من القيام بأمور طبيعية، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب القلق، غالبًا ما يمكن علاج اضطرابات القلق بسهولة بالمساعدة والدعم المناسبين.

متى يكون خوف الطفل غير طبيعي؟

يعد خوف الأطفال غير طبيعي في الحالات التالية:

  • استمرارية الخوف: إذا كانت مشاعر الخوف تبقى لفترة طويلة (أكثر من ستة أشهر) و لا تتراجع مع مرور الوقت.
  • تأثيره على الحياة اليومية: إذا كان الخوف يؤثر سلبًا على قدرة الطفل على المشاركة في الأنشطة اليومية، مثل الذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع أقرانه.
  • تجنب الأماكن أو الأنشطة: إذا كان الطفل يتجنب أماكن أو أنشطة معينة بسبب خوفه، مما يجعله يعيش حياة محدودة.
  • الأعراض الجسدية: إذا بدأ الطفل في معاناته من أعراض جسدية، مثل آلام المعدة أو الصداع، في مواقف معينة بسبب الخوف.
  • خوف مفرط وغير ملائم: إذا كان الخوف غير متناسب مع الموقف أو الشيء المخيف، مثل الخوف من أشياء لا تمثل خطرًا فعليًا.
  • مؤشرات القلق الشديد: إذا كانت أعراض القلق مثل الشد العضلي، والتوتر المزمن، وصعوبة النوم، تترافق مع الخوف.

الخوف عند الأطفال هل هو حالة مرضية أم نفسية؟

الخوف عند الأطفال يمكن أن يكون طبيعيًا في كثير من الحالات، بل ويُعد جزءًا من التطور ويختفي مع الوقت، ولكنه قد يتحول إلى حالة تتطلب تدخلًا نفسيًا إذا كان الأعراض شديدة ومتواصلة مع قلق مفرط وتأثيرات سلوكية أو جسدية، في حال كان هناك قلق بشأن خوف الطفل وتأثيره على نوعية حياته، فإن استشارة مختص نفسي للحصول على الدعم والمساعدة ستكون خطوة إيجابية لمساعدته.

المصادر:

  1. Fear in children
  2. Fears & Phobias in Children: How Parents Can Help
  3. Childhood fears: What’s common and how can you help?
  4. Childhood Fears and Worries
  5. Anxiety and fear in children

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً