يعاني حوالي 4 ملايين طفل ومراهق حول العالم من صعوبات التعلم، يمكن وصف صعوبة التعلم، التي يشار إليها أيضًا باسم إعاقة التعلم بأنها مشكلة تتعلق بقدرة الدماغ على معالجة المعلومات، قد لا يستطيع الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة التعلم بنفس الطريقة أو نفس السرعة التي يتعلم بها أقرانهم، وقد يجدون أن بعض جوانب التعلم، مثل تطوير المهارات الأساسية، تشكل تحديًا، تابع في المقال التالي أنواع إعاقات التعلم وكيف يمكن التغلب عليها؟
ما هي صعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم هي مجموعة من اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر على قدرة الأشخاص على تعلم أشياء جديدة، تؤثر صعوبة التعلم على الطريقة التي يتلقى بها الدماغ المعلومات ويعالجها ويخزنها ويحللها، وتؤثر غالبًا على قدرة الفرد على تطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، ونتيجة لذلك، يواجه الشخص مشاكل في أداء بعض المهام مثل: فهم المعلومات أو تذكر الأشياء أو إجراء الحسابات الرياضية أو تنسيق الحركات، عادةً يتم تشخيصها أثناء فترة التحاق الطفل بالمدرسة، ومع ذلك، قد لا يتم اكتشاف أو تشخيص بعض المتأثرين بها إلا بعد التحاقهم بالجامعة.
أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية
صعوبات التعلم هو مصطلح شامل يشمل العديد من أنواع صعوبات التعلم المختلفة، إليك أهم أنواع صعوبات التعلم عند الأطفال:
صعوبات القراءة (ديسلكسيا): عسر القراءة هو أحد أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، ويُعرف أيضًا باسم ديسلكسيا، غالبًا ما يؤثر عسر القراءة على الطريقة التي يحلل بها الأشخاص الكلمات إلى أجزائها المكونة، ويترتب على ذلك عواقب وخيمة على عملية فك الرموز في القراءة، كما قد يتسبب في صعوبات في التهجئة والكتابة، ولأن القراءة والكتابة تشكلان محوران أساسيان في معظم المناهج الدراسية، فإن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة غير المشخص قد يتخلفون بسرعة عن أقرانهم لأنهم يواجهون مشاكل في تدوين الملاحظات والقراءة والواجبات المنزلية ومهام الكتابة والتقييمات.
من بين علامات عسر القراءة الشائعة: مشكلات في القراءة بصوت عالٍ، وعدم اتساق التهجئة، فقد يتمكن الطفل من تهجئة كلمة ما في أحد الأيام ولا ويعجز عن ذلك في اليوم التالي، إلى جانب عكس الحروف، وتوقف القراءة بسبب مشاكل في التهجئة، ومفردات أكثر محدودية في نطاقها.
صعوبات الكتابة (ديسغرافيا): يعاني الأطفال المصابون بعسر الكتابة من صعوبة في الكتابة وقد ينتهي بهم الأمر في النهاية إلى إنشاء نص غير مقروء، يمكن أن تكون الكتابة شاقة بالنسبة لهم وتستغرق وقتًا طويلاً لإكمالها ما يسبب لهم الإحباط والتوتر، كما تكون جوانب التوجيه المكاني والتخطيط للكتابة صعبة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من عسر الكتابة، يتضمن ذلك تخطيط المسافات البيضاء بين الحروف والكلمات والكتابة في خط مستقيم و كتابة أسطر من النص متباعدة رأسيًا، قد يصعب عليهم أيضًا الالتزام بموقع الكتابة في الصفحة، واستخدام علامات الترقيم والاختيار بين الأحرف الكبيرة والصغيرة، قد يكون تكوين الحروف في حد ذاته مشكلة، وغالبًا ما يُنصح بالكتابة على الكمبيوتر في المدرسة.
الأطفال المصابون بعسر الكتابة عادة يكونون حريصين على تجنب الكتابة اليدوية، وخاصة أمام أقرانهم، وقد يشعرون بالحرج عند الكتابة على السبورة، وينتجون نصًا لا يستوفي معايير المهام المكتوبة، وقد يؤدون بشكل عام أداءً سيئًا في التقييمات التي تتطلب إجابات مكتوبة.
صعوبات الحساب (ديسكالكيولا): على عكس عسر القراءة وعسر الكتابة، وكلاهما صعوبات تعلم تعتمد على اللغة، فإن عسر الحساب يتعلق بمعالجة الأرقام، قد يواجه الأطفال المصابون بعسر الحساب صعوبة في إجراء العمليات الحسابية البسيطة، قد لا يعرفون كيفية التعامل مع مسألة رياضية، أو موازنة المعادلات، بالإضافة إلى تجميع الأرقام وإجراء الترتيب الصحيح للعمليات، حتى العد يمكن أن يكون صعبًا، وغالبًا ما يُنصح بالسماح للأفراد المصابين بعسر الحساب باستخدام الآلة الحاسبة لدعم تعلمهم، عندما يجتمع كل من عسر القراءة وعسر الحساب معًا، تصبح قراءة مسائل الكلمات أكثر صعوبة، وقد يكون عكس الأرقام أمرًا متكررًا، وقد يؤدي هذا إلى إدخال أخطاء في الحل ويتسبب في حصول الطالب على إجابة خاطئة.
تعني عسر الكتابة وعسر الحساب معًا أن الطفل غالبًا ما يجد صعوبة خاصة في إكمال عرض عمل الرياضيات في شكل طويل، قد يكون كتابة رموز الرياضيات شبه مستحيل، كما قد تكون بعض جوانب الرياضيات ذات النصوص أو الرسوم البيانية مستحيلة.
صعوبات التركيز (ADHD): يتميز المصابون بهذا النوع بصعوبة الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط من ضعف التحكم في الدوافع، وقد يكونون متوترين، وقد يكتبون كلمات غير مرتبة، قد يبدو الشخص المصاب باضطراب نقص الانتباه وكأنه منتبه، وبالتالي قد تمر صعوبة الانتباه دون أن يلاحظها أحد حتى تؤدي إلى عدم اكتمال المهام والأداء الضعيف في الاختبارات، في بعض الحالات قد يُقال للطفل إنه لا يبذل جهدًا كافيًا، بالرغم من إن فهم القراءة، والالتزام بالمهام، واتباع التوجيهات، وإكمال المشاريع الموسعة، والتنظيم، كلها أمورًا تمثل تحديًا كبيرًا للمصابين بهذا النوع من الاضطراب.

أسباب صعوبات التعلم
تحدث صعوبات التعلم نتيجة لاختلافات في الأداء العصبي لدماغ الشخص، ويمكن أن تحدث هذه الاختلافات قبل ولادة الشخص، أو أثناء ولادته، أو في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد تكون ناجمة عن عوامل مثل:
- مرض الأم أثناء الحمل.
- مضاعفات الولادة التي تعيق تدفق الأكسجين إلى دماغ الطفل.
- الجينات الوراثية التي تزيد من الاستعداد للإصابة بإعاقة التعلم.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل: التهاب السحايا، في مرحلة الطفولة المبكرة.
- غالبًا ما تنطوي الحالات الصحية مثل: الشلل الدماغي ومتلازمة داون على درجة ما من صعوبات التعلم.
قد يهمك: علاج الرهاب الاجتماعي نهائيا
أنواع صعوبات التعلم النمائية
ما هي أنماط صعوبات التعلم النمائية؟ تتضمن صعوبات التعلم النمائية عدة أنواع، مثل:
صعوبات الإدراك
يواجه الطفل في هذه الحالة صعوبة في الإدراك بمعنى أنه يكون لديه قصور في أنواع الإدراك المختلفة، بما في ذلك:
- الإدراك البصري: لا يستطيع تمييز الصور والألوان والأشكال بدقة.
- الإدراك السمعي: تكون قدرة الطفل على التمييز بين الأصوات المختلفة ضعيفة.
- الإدراك اللمسي: يجد الطفل صعوبة في استخدام حاسة اللمس للتمييز بين الأشياء، مثل: التفريق بين الأسطح الناعمة والخشنة.
صعوبات الذاكرة
تنشأ صعوبات الذاكرة بسبب عدد من العوامل، منها الاضطرابات العقلية والنفسية، وقد تؤدي المشكلات في الذاكرة العاملة إلى الإصابة بصعوبات التعلم، لأن الطفل يكون لديه مساحة قليلة لتنظيم المهارات أو اكتساب المعلومات الجديدة.
صعوبات الانتباه
تتمثل في ضعف القدرة على التركيز وقابلية الطفل العالية للتشتيت وصعوبة انتباهه للمثيرات من حوله، يؤثر هذا النوع على ما يقرب من 20% من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم.
علاج صعوبات التعلم
صعوبات التعلم هي حالات تستمر مدى الحياة ولا يمكن علاجها نهائيًا، ومع ذلك، يمكن للأشخاص ذوي صعوبات التعلم أن يكونوا أشخاصًا ناجحين في المدرسة والعمل وبين مجتمعاتهم من خلال التشخيص والعلاج والدعم، ومن بين طرق علاج صعوبات التعلم ما يلي:
- التعليم الخاص: قد يستفيد الأطفال ذوو صعوبات التعلم من التعليم الذي يقدمه معلمون مدربون خصيصًا يقومون بإجراء تقييم شامل لقدرات الطفل ومن ثم يساعدون الطفل في البناء على نقاط قوته مع تعويض إعاقته.
- الأدوية: قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول الأدوية لتحسين قدرتهم على التركيز، مثل: الريتالين والأديرال.
- العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص ذوي صعوبات التعلم على التعامل مع القضايا العاطفية وتطوير مهارات التكيف.
- التدخلات الأخرى: قد يستفيد الأشخاص ذوو صعوبات التعلم أيضًا من تدخلات أخرى مثل علاج النطق واللغة.
- مجموعات الدعم: قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات التعلم وأيضًا أسرهم من الاجتماعات التي يتواصلون فيها مع الآخرين الذين لديهم تجارب مماثلة، غالبًا ما تؤدي صعوبات التعلم إلى التوتر وسوء الفهم والصراعات بين أفراد الأسرة، وخاصة بين الأسر التي تكون فيها الحالة وراثية.
اقرأ أيضًا: أبرز اعراض فرط الحركة عند الاطفال
كيف يمكن تشخيص صعوبات التعلم؟
تتطور صعوبات التعلم عادة في سن مبكرة، وغالبًا ما يتم تشخيصها أثناء سنوات الدراسة، نظرًا لأن التركيز الأساسي في المدرسة هو التعلم، ومع ذلك لا يتم تشخيص بعض الأشخاص باضطرابات التعلم حتى يلتحقون بالجامعة أو يحصلون على وظيفة، يمكن لمتخصص الرعاية الصحية تشخيص صعوبات التعلم، وقد تتضمن عملية التشخيص ما يلي:
- الاختبار الأكاديمي
يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبار إنجاز موحد للتحقق من مهارات القراءة والكتابة والحساب لدى الشخص، بالإضافة إلى اختبار معدل الذكاء (IQ)، إذا كان أداء الشخص جيدًا في اختبار معدل الذكاء ولكن لديه درجة أقل في اختبار الإنجاز، فقد يشير ذلك إلى أنه يعاني من صعوبات التعلم.
- مراجعة الأداء
يقوم مقدم الرعاية الصحية بمراجعة وتقييم الأداء الأكاديمي والمهني والاجتماعي والتنموي للشخص.
- التاريخ الطبي
من المرجح أن يطرح الطبيب أسئلة حول التاريخ الطبي الشخصي والعائلي للشخص.
- الفحص البدني والعصبي
يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص جسدي وعصبي للتحقق من وجود حالات صحية أخرى مثل: أمراض الدماغ، وحالات الصحة العقلية، والإعاقات التنموية والفكرية.
تختلف أعراض كل إعاقة تعليمية، وتختلف تجربة كل شخص مع هذه الحالة وقد تختلف العلامات وتكرار وشدة الأعراض بشكل كبير.
قد يعاني بعض الأشخاص من صعوبة تعلم واحدة لا تسبب مشكلات في الحياة اليومية، بينما يعاني آخرون من صعوبات تعلم متداخلة تجعل من الصعب عليهم العمل بدون دعم.

ما هي أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع صعوبات التعلم؟
من المهم التأكد من حصول طفلك على المساعدة فيما يتعلق بإعاقته في التعلم، من الممكن أن تفيد الإرشادات التالية:
- مراقبة تقدم طفلك للتأكد من أنه يحقق تحسينات كافية في تنمية المهارات وفقًا لخطة التعليم الفردية الخاصة به، يجب إخبار المسؤولين المدرسة إذا كنت لا تعتقد أن خطة التعليم الفردية الخاصة به تساعد.
- تعزيز التواصل بين المتخصصين الخارجيين وموظفي المدرسة وطبيب الأطفال الخاص بطفلك.
- توفير جو من التشجيع والدعم في المنزل.
- أخذ طفلك لرؤية أخصائي الصحة العقلية إذا كانت إعاقة التعلم تسبب له ضائقة أو كان لديه مخاوف سلوكية.
- العناية بنفسك، قد يكون التعامل مع طفل مصاب بصعوبة التعلم أمرًا مرهقًا، تأكد من الاهتمام بصحتك العقلية والنفسية.
إليك: ما هي أعراض فرط الحركة ومتى يزول؟
هل صعوبات التعلم تؤثر على الذكاء؟
لا تؤثر صعوبات التعلم على الذكاء، وهي مختلفة عن الإعاقات الفكرية، يعاني الأشخاص المصابون بصعوبات التعلم من مشكلات محددة في التعلم لكن لديهم معدل ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط.
أين يمكنني العثور على موارد لدعم صعوبات التعلم؟
تتوفر العديد من الموارد لدعم صعوبات التعلم، بما في ذلك المواقع الإلكترونية على شبكة الانترنت وأبرزها Learning Disabilities Association، والتطبيقات التفاعلية التي يمكن تحميلها على الهاتف المحمول مثل: “Duolingo”، والكتب الإلكترونية أو الورقية والمقالات التعليمية والطبية، بالإضافة إلى الدورات التدريبية التي تقدمها بعض المنصات مثل: “Coursera” و”edX”.
كم عدد صعوبات التعلم؟ تنقسم صعوبات التعلم إلى كم قسم؟
تنقسم صعوبات التعلم إلى 3 أقسام رئيسية هي عسر القراءة وعسر الكتابة وعسر الحساب، بالإضافة إلى أقسام أخرى مثل: عسر الانتباه وعسر اللغة.
لا يوجد تعليقات