أنواع الخوف عند الأطفال

أنواع الخوف عند الأطفال


الخوف عند الأطفال قد يكون أمر طبيعي للغاية ولا يستدعي القلق ولكن عندما يكون الخوف عائقًا لطفلك عن استكمال وممارسة حياته بشكل طبيعي مقارنة بأقرانه في نفس العمر فهنا ينبغي السعي لمعرفة السبب حيث تختلف أنواع الخوف عند الأطفال باختلاف العمر والسبب المحفز لذلك.

الخوف عند الأطفال وأهميته في النمو النفسي

شعور الأطفال بالخوف والقلق من حين لآخر هو أمر طبيعي وجزء لا يتجزأ من نموهم البشري، ولكن في بعض الحالات، قد يكون قلق الأطفال الصغار مفرطًا لدرجة أنه يعوقهم عن الاستكشاف والتعلم والنمو.

وتشير الدراسات إلى أن ما بين 5% و15% من الأطفال في سن المدرسة يعانون أحيانًا من هذا النوع من القلق الشديد، مما يجعل القلق ظاهرة شائعة بين الأطفال.

غالبًا ما يظهر القلق عند الأطفال في صورة حزن، أو تجنب للأشياء التي يخشونها، أو صعوبة في الابتعاد عن أحد الوالدين، أو حتى التخيلات والأحلام المخيفة، وقد ينشغل الأطفال في سن الروضة بالحديث عن مخاوفهم أو يجدون صعوبة في تجاوزها.

ومع ذلك، قد يظهر القلق أيضًا في شكل عناد أو ميل إلى الشجار، لذلك، من المهم دائمًا أن نبحث عن السبب الحقيقي وراء هذه السلوكيات، حيث تختلف أنواع الخوف عند الأطفال ومسبباتها فقد يكون الطفل بحاجة إلى التعامل مع خوفه، وليس فقط تعلم كيفية التحكم في غضبه.

قد يروق لك: علاج الخوف عند الاطفال

أنواع الخوف عند الأطفال

لتتمكن الأسرة من مساعدة الأطفال في التغلب على مخاوفهم، يجب أن يكون لديهم فهم عميق لطبيعة المخاوف التي تصاحب كل مرحلة عمرية، وفيما يلي أبرز المخاوف التي يمر بها الأطفال حسب مراحل نموهم:

  • الأطفال من الولادة حتى عمر سنتين: يخشى الأطفال في هذه المرحلة الأشخاص والأماكن غير المألوفة، إضافة إلى الأصوات العالية والمفاجئة.
  • الأطفال بين عمر 3 و 4 سنوات: في هذا العمر، قد يخاف الطفل من الظلام، أو الحيوانات والحشرات، كما قد يشعر بالقلق من فكرة الانفصال عن والديه.
  • الأطفال من عمر 5 إلى 7 سنوات: يتسع خيال الطفل بشكل كبير، مما يجعله يخشى أشياء مثل الوحوش المتخيلة تحت السرير أو في الخزانة، وقد يقلق من التعرض للأذى.
  • الأطفال من عمر 7 إلى 12 عامًا: في هذه المرحلة، قد تتعلق مخاوف الطفل بفقدان أحد أفراد الأسرة، أو مواجهة تهديدات حقيقية كالكوارث الطبيعية، إضافة إلى الخوف من التنمر أو الفشل الدراسي.

فهم هذه المخاوف وفقًا لكل مرحلة عمرية هو المفتاح لمساعدة الأطفال على تجاوزها بفاعلية.

أسباب الخوف عند الأطفال
أسباب الخوف عند الأطفال

أسباب الخوف عند الأطفال

إذا كنت تتساءل عن ما هي الأسباب الشائعة لخوف الأطفال؟ فدعنا نقول أنه توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى نشوء الخوف لدى الأطفال، ومن أبرزها:

  • سوء معاملة الوالدين: اتباع أساليب التهديد والتخويف المستمر والعقاب القاسي يزرع الخوف في نفس الطفل بشكل متكرر.
  • تعريض الطفل لمشاهد مرعبة: السماح للطفل بمشاهدة صور مخيفة أو أفلام رعب، أو استخدام الأهل للقصص المرعبة كوسيلة لجعله ينام، يعد من أخطر الأخطاء التي تزرع الرعب في داخله، كما أن القصص الشعبية التي يستخدمها المجتمع لتخويف الأطفال من أماكن معينة تعتبر سببًا مباشرًا للخوف.
  • الحرمان من الحب والرعاية: الأطفال الذين يعانون من فقدان أحد الوالدين، سواء بسبب الوفاة أو الانفصال، يعانون من غياب الحب والحنان، مما لا يولد الخوف فقط، بل يغذي مشاعر الكراهية والحقد والعنف في نفوسهم، هذه العوامل تشكل بيئة خصبة لنمو مشاعر الخوف والقلق لدى الأطفال، وتؤثر سلبًا على نموهم النفسي.
  • التأثيرات البيئية والاجتماعية: يلعب دوراً كبيراً في نشوء الخوف لدى الأطفال، وهو ما يطلق عليه علماء النفس “الخوف بالعدوى”، فعلى سبيل المثال، إذا أظهرت الأم خوفاً من حيوان معين، ينتقل هذا الخوف تلقائياً إلى الطفل، حتى وإن لم يكن لديه خوف منه مسبقاً.
  • الإفراط في الخوف: وذلك من قبل الأهل على أطفالهم عند تعرضهم للسقوط أو الإصابة، خاصة إذا ظهر على الأم علامات الذعر أو الارتباك، أو حتى البكاء، يزيد من خوف الطفل وتوتره بشكل كبير.
  • التجارب الحياتية: وجود الطفل في بيئة عائلية مليئة بالنزاعات والتجارب السلبية بين الوالدين يؤدي إلى زيادة شعوره بالخوف وانعدام ثقته بنفسه، مما يترك آثاراً سلبية عميقة على نموه النفسي.

اقرأ أيضًا:  علاج الرهاب الاجتماعي نهائيا

كيف أعرف أن طفلي خايف؟

عندما يشعر الطفل بالقلق، قد لا يتمكن من التعبير عن مشاعره بوضوح، لذا يمكن ملاحظة بعض العلامات السلوكية، مثل:

  • سرعة الانفعال أو البكاء.
  • مواجهة صعوبة في النوم.
  • الاستيقاظ المتكرر خلال الليل.
  • تجربة الكوابيس.
  • نقص الثقة في النفس، مما يجعله يتجنب التجارب الجديدة أو يواجه صعوبة في مواجهة التحديات اليومية البسيطة.
  • معاناة من ضعف التركيز.

هذه العلامات تعكس القلق الذي قد يشعر به الطفل وتستدعي اهتمام الأهل لفهم حالته بشكل أفضل.

كيف أعرف أن طفلي خايف؟
كيف أعرف أن طفلي خايف؟

كيف يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم في التغلب على مخاوفهم؟

الخطوة الأولى في كيفية التعامل مع مخاوف الأطفال تكمن في احتوائه عند شعوره بالخوف، واحتضانه وتقديم عبارات تهدئه وتمنحه شعورًا بالأمان، في هذه اللحظة، يحتاج الطفل إلى الاطمئنان دون مبالغة.

من المهم أيضًا إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن مخاوفه، والاستماع إليه دون مقاطعة، تشجيعه على الحديث من خلال طرح أسئلة تساعده على التعبير يعزز ثقته بنفسه ويساهم في تخفيف قلقه.

يؤدي الاستماع لمخاوف الطفل وأخذها بجدية إلى بناء الثقة بين الطفل ووالديه، مما يساعده على إدراك أنه يمكنه اللجوء إليهم عندما يواجه شيئًا مخيفًا.

لمواجهة خوف الطفل، من الضروري عدم التقليل من شأن مخاوفه أو السخرية منها، بل يجب التعامل معها بجدية، حتى وإن كانت تبدو غير منطقية، يجب على الوالدين الانتباه وتقبل ما يخيف الطفل دون توبيخه أو إخباره بأن مخاوفه غير واقعية، لأن الطفل لن يتمكن من فهم ذلك بعد.

علاج مخاوف الأطفال

يمكنك التغلب على مخاوف طفلك بطرق بسيطة وسهلة، وتشمل التوجهات العلاجية لمساعدة الأطفال ما يلي:

  • الحفاظ على الهدوء عند التواصل معه، مما يمنحه شعورًا بالأمان.
  • إنشاء روتين يومي يساعد في تعزيز الاتصال بينكما.
  • تجنب تشتيت انتباهه بسبب علاقاتك الاجتماعية الواسعة.
  • تدريجياً تعريفه بالعالم الخارجي، حيث تعتبر هذه الطريقة من أساليب علاج الخوف عند الأطفال.
  • التقرب من ابنك الرضيع وذلك من خلال اللمس الحنون والتواصل البصري، كذلك محاولة التحدث معه أو الغناء، مما يخلق أساسًا من الثقة لديه، ويساعد في تقليل مخاوفه على المدى البعيد.
  • ينصح العديد من المعالجين النفسيين بتعريض الطفل لمصدر خوفه بشكل تدريجي وبجرعات صغيرة وذلك باختلاف أي نوع من أنواع الخوف عند الأطفال يعاني منه، لكن يجب تجنب الدفع به نحو مواجهة الخوف دفعة واحدة، حيث قد يؤدي ذلك إلى زيادة رهابه.
  • ابدأ بمناقشة مخاوف طفلك، مثل خوفه من الكلاب، واطلب منه أن يشاركك مشاعره.
  • تذكر دائمًا أنه يجب عدم إجبار طفلك على مواجهة مخاوفه بمفرده، والتحلي بالصبر حتى يصبح أقل حساسية تجاه مصدر خوفه وعليك قراءة قصص نجاح في التعامل مع مخاوف الأطفال لتتمكن من فعل ذلك باحترافية.
علاج مخاوف الأطفال
علاج مخاوف الأطفال

متى يجب استشارة مختص إذا استمرت مخاوف الطفل؟

على الرغم من أن دعم الوالدين غالباً ما يكون كافياً للتغلب على مخاوف الأطفال، إلا أن بعض الحالات قد تتطلب تدخلًا طبيًا، للتأكد من متى يكون الخوف غير طبيعي عند الأطفال؟ وتشخيص أي نوع من أنواع الخوف عند الأطفال يعاني منه طفلك، ومن بين هذه الحالات:

  • استمرار الخوف أو شدته المفرطة.
  • تأثير الخوف على قدرة الطفل على القيام بأنشطته اليومية أو التمتع بحياته.
  • التصاق الطفل بوالديه، تجنب النوم بمفرده، امتناعه عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الخوف.
  • تكرار حديث الطفل عن مخاوف محددة دون وجود محفز واضح، مثل الخوف من طبيب الأسنان قبل موعد الزيارة بأشهر.
  • مواجهة الطفل لمخاوف غير متناسبة مع عمره.
  • ظهور نوبات غضب شديدة أو انزعاج مفرط بسبب المخاوف.
  • وجود أعراض جسدية مرتبطة بالخوف، مثل الصداع، زيادة في ضربات القلب، الشعور ضيق التنفس، آلام في البطن.
  • الإصابة بعلامات شديدة تدل على القلق أو نوبات هلع وهي من أخطر أنواع الخوف عند الأطفال.

المصادر:

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً