اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) هو واحد من أخطر التحديات التي تواجه الكثير من الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة ولا تزال أسباب فرط الحركة مجهولة ولكن يعتقد أن خلل في نوع معين من الجينات قد يقود لذلك.
ما هو فرط الحركة عند الأطفال؟
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) هو واحد من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا بين الأطفال وأحيانًا الكبار يؤدي إلى مشكلات في التركيز، الانتباه، والنشاط الزائد، مما يؤدي إلى سلوكيات متهورة وغير مدروسة واندفاعية.
غالبًا ما تظهر أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند معظم الأطفال في سن 12 عامًا، مصحوبة بنقص في الثقة بالنفس، صعوبات في بناء العلاقات الاجتماعية، وتحصيل دراسي ضعيف.
قد يهمك معرفة: أفضل دولة في علاج التوحد
أسباب فرط الحركة عند الأطفال
في الواقع، الأسباب الرئيسية لفرط الحركة وتشتت الانتباه لا تزال غامضة حتى الآن ومع ذلك قد يرتبط حدوثها بواحد من العوامل التالية:
عوامل وراثية
وهو من أكثر أسباب فرط الحركة منطقية، حيث يزيد احتمال إصابة الطفل بالاضطراب إذا كان أحد الوالدين مصابًا أيضًا، هذا نظرًا للاعتقاد السائد بأن هناك جينًا معينًا مرتبط بهذا المرض وعند حدوث خلل فيه تظهر الأعراض.
خلل في بنية الدماغ
تشير الدراسات إلى أن بعض المناطق الدماغية تكون أصغر حجمًا لدى الأفراد المصابين بفرط الحركة واضطراب تشتت الانتباه، خاصة تلك الأماكن المسؤولة عن عمليات اتخاذ القرارات وعن الكلام واللغة.
يشير العلماء أيضًا إلى أن نقص الدوبامين يعتبر عاملا أساسيًا في ظهور فرط الحركة واضطراب تشتت الانتباه؛ إذ يلعب دورًا حيويًا في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية والعمل كذلك على تحفيز الاستجابات العاطفية.
العوامل البيئية
تعتبر العوامل البيئية من أهم أسباب فرط الحركة ومنها:
-
التعرض للتسمم بمادة الرصاص الذي كانت تستخدم في إنشاء الطلاء والأنابيب سابقًا.
-
الولادة المبكرة للطفل.
-
كذلك انخفاض وزن الوليد أو تعرض الطفل لحدوث أي إصابات في الرأس في مراحل الطفولة الأولى.
-
تدخين الأم أثناء الحمل، أو تعاطيها كحول ومخدرات في الحمل تعتبر من أسباب فرط الحركة عند أطفالها فيما بعد.

أعراض فرط الحركة عند الأطفال عمر 3 سنوات
بعد أن تعرفنا على أسباب فرط الحركة فدعونا نتعرف على أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتي تظهر في سن مبكرة للأطفال، حيث قد تظهر هذه العلامات في سن 3 سنوات، وتتضمن:
-
ارتكاب الطفل أخطاء متكررة أثناء أداء واجباته المدرسية نتيجة لقلة تركيزه.
-
صعوبة التركيز على التفاصيل.
-
عدم الاستماع حتى عند محاولتك التحدث معه مباشرةً، حيث يكون ذهنه منشغلاً بأفكار أخرى.
-
صعوبة التركيز على مهمة واحدة لفترة زمنية طويلة، إذ ينتقل انتباهه بسرعة بين مواضيع مختلفة.
-
يواجه تحديات في ترتيب أولوياته ولا يمكنه تنظيم وقته، حيث يميل إلى تجنب المهام التي تتطلب تركيزًا وانتباهًا عاليين كحل المسائل الرياضية، ويجد صعوبة في إكمال الأعمال الدراسية أو المهام بشكل عام.
-
يعاني من نسيان الواجبات المطلوبة منه ويفقد ألعابه وأغراضه بانتظام.
-
بالإضافة إلى ذلك، يجد صعوبة في بناء علاقات مع الآخرين نتيجة لصعوبته في التركيز على لغة جسد الآخرين وفهم مشاعرهم، كما يعاني من اضطرابات في النوم ويشتكي من أحلام اليقظة بانتظام.
-
يصعب عليهم البقاء ساكنين ويستمرون في الحركة مما يجعلهم يتململون بشكل ملحوظ.
-
يميلون إلى عدم المشاركة في الأنشطة الهادئة مثل الرسم أو سماع القصص، بل ينهضون من مقاعدهم للجري واللعب.
-
يتحدثون بشكل متواصل دون تفكير فيما يقولون وقد يظهرون تطفلًا على الآخرين نتيجة لفضولهم الشديد.
-
يقوم الطفل بأفعال دون تفكير مسبق، مما يتسبب في مشاكل متعددة، مثل تسلق الأشجار حتى عند تحذيره من الخطر.
-
يبدأ في الحديث في أوقات تعتبر غير مناسبة ويجيب على الأسئلة بسرعة دون تأمل.
-
يعجز عن الانتظار لدوره في الألعاب ويقاطع الآخرين أثناء حديثهم، ما يتسبب في مشاكل بينه وبينهم.
تشترك أعراض فرط الاندفاعية ونقص الانتباه بين الأطفال والكبار، لكن أعراض فرط الحركة عند الكبار تكون أقل بشكل عام.
اقرأ أيضًا: ما هي أعراض فرط الحركة ومتى يزول؟
كيف أعرف أن ابني يعاني من فرط الحركة؟
في حالة ما كنت تشك في أن طفلك يعاني من التشتت الذهني وفرط الحركة، لا بد من زيارة الطبيب لتأكيد التشخيص أو نفيه من خلال:
-
الفحص البدني:
يتضمن استبعاد الحالات الأخرى لأسباب فرط الحركة مثل التعرض لإصابات في الدماغ واضطرابات النوم.
-
جمع المعلومات:
يقوم الطبيب بطرح سلسلة من الأسئلة حول تاريخ صحة الطفل والعائلة، وقد يناقش أداؤه الدراسي أيضًا لمعرفة أسباب فرط الحركة لديه.
-
إجراء المقابلات:
خلال هذه المقابلات، يناقش الطبيب أعراض الطفل مع أفراد الأسرة والمعلمين، وقد يُطلب منهم ملء استبيانات حول هذه الأعراض.
-
تقييم الحالة
وفيها يقوم الطبيب بمقارنة أعراض طفلك بالمعايير المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية هذه المعايير تشمل:
-
بدء الأعراض قبل سن 12 عامًا.
-
وجود ما لا يقل عن 6 أعراض من اضطراب فرط الانتباه وفرط الحركة.
-
كذلك استمرار الأعراض لدى طفلك لمدة تزيد عن 6 أشهر.
-
تأثير الأعراض على الحياة اليومية بشكل غير طبيعي.
-
شكوى من الأعراض في أكثر من بيئة، مثل المنزل والمدرسة.
كيف يمكن التمييز بين فرط الحركة وسلوك الأطفال العادي؟
النشاط الزائد للأطفال قد تكون نتيجة لعوامل مؤقتة، بينما يعتبر فرط الحركة اضطرابًا نفسيًا مستمرًا يتطلب تشخيصًا طبيًا وعلاجًا متخصصًا، يتميز فرط الحركة بتنوع واسع من الأعراض النفسية والسلوكية، في حين يرتكز النشاط الزائد أساسًا على زيادة الحركة والاندفاع.
ويتطلب اضطراب فرط الحركة تدخلًا متخصصًا يشمل غالبًا العلاج الدوائي إلى جانب العلاج السلوكي والنفسي، بينما يمكن التحكم بالنشاط الزائد بسهولة أكبر من خلال تعديل العادات الغذائية، النوم الجيد، والالتزام بالتمارين الرياضية.
ورغم الاختلافات، يشترك كل من النشاط الزائد وفرط الحركة في تأثيرهما السلبي على الأداء العام والتركيز، مما قد يؤدي إلى مشكلات في الحياة اليومية والمهنية، كما يمكن أن يسهم كلاهما في انخفاض الأداء الأكاديمي وكذلك التأثير السلبي على بناء العلاقات الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: خطوة بخطوة تعلم كيفية علاج الرهاب الاجتماعي نهائيا
علاج فرط الحركة
هل هناك علاج فعال لفرط الحركة؟ سؤال يتردد كثيرًا، والواقع أن لا علاج نهائي لفرط الحركة حيث يعتبر مزمنًا ومن الممكن أن تعود الأعراض بعد توقف العلاج، وعليه فالعلاج الذي يشمل عادة الطرق التالية هو الخيار الأساسي:
العلاج السلوكي لتشتت الانتباه وفرط الحركة
ويكون ذلك من خلال:
-
تعليم الاستراتيجيات السلوكية: تدريب للآباء على كيفية تعديل سلوك أطفالهم وتوجيههم.
-
تطوير المهارات الاجتماعية: تعليم الأطفال مهارات تساعدهم على بناء علاقات صحية مع الآخرين.
-
العلاج النفسي: توجيه المريض لتعلم كيفية التعامل مع أعراض الاضطراب والتحديات النفسية المرتبطة.
-
العلاج الأسري: تقديم الدعم للأسرة في التعامل مع الطفل المصاب بهذا الاضطراب، نظرًا للضغوط النفسية التي قد تنجم عن الحالة.
العلاج الدوائي لتشتت الانتباه وفرط الحركة
عند النظر إلى العلاج الدوائي لتشتت الانتباه وفرط الحركة، يمكن للطبيب وصف مجموعة متنوعة من الأدوية التي تشمل:
-
الأدوية المنشطة:
تعرف أيضًا باسم المنبهات النفسية، وتشمل (Amphetamine) و (Methylphenidate) وغيرها.
-
الأدوية غير المنشطة:
يستخدم هذا النوع كعلاج إضافي عند عدم استجابة الطفل للمنبهات النفسية؛ مثل دواء الأتوموكسيتين (Atomoxetine) الذي يدوم تأثيره لمدة تقريبية تصل إلى 24 ساعة.
-
مضادات الاكتئاب:
تصفها الأطباء في بعض الحالات كعلاج إضافي، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات الاكتئاب بالإضافة إلى تشتت الانتباه وفرط الحركة.
الوقاية من فرط الحركة
يمكن تقليل خطر إصابة طفلك بفرط الحركة وتشتت الانتباه من خلال اتباع النصائح التالية بدقة:
-
الامتناع عن التدخين وتجنب التعرض للتدخين السلبي خلال فترة الحمل.
-
إبعاد الطفل عن أي نوع من السموم والمواد الضارة مثل تجنب الطلاء وتجنب استخدام مبيدات الحشرات ودخان السجائر.
-
منع الطفل من مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف المحمول إذا كان لم يتجاوز عمر 5 سنوات، حيث أثبتت الدراسات أن ذلك يؤثر بشكل سلبي على انتباهه وقدرته على التركيز.
-
تشجيع الطفل على أداء الألعاب التي تساعده على تعزيز مهارات التركيز لديه مثل حل الألغاز.
هل فرط الحركة يؤثر على التعلم؟
فرط الحركة ليس مجرد اضطراب، بل يمثل تحديًا كبيرًا يؤثر على قدرة الأطفال على التركيز والانتباه، مما ينعكس سلبًا على تجربتهم التعليمية، فيما يلي بعض العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند مناقشة تأثير فرط الحركة على التعلم:
-
التركيز: تعتبر فرط الحركة مصدرًا كبيرًا للتشتت والاضطراب، مما يعوق قدرة الطفل على التركيز أثناء الدراسة.
-
الأداء الأكاديمي: حيث يتأثر أداء الأطفال الأكاديمي بشكل كبير بسبب أنهم يعانون من مشاكل في التركيز والانتباه، وهو ما يعيق قدرتهم على استيعاب المواد الدراسية.
-
الذاكرة: يمكن أن يؤثر فرط الحركة على الذاكرة العاملة للطفل، وهي النوع من الذاكرة الذي يساعد في الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة.
-
الاستيعاب السمعي والبصري: استيعاب الطفل السمعي والبصري قد يتأثر بشكل كبير بسبب فرط الحركة، مما يجعل من الصعب عليه تركيزه على المحتوى بشكل صحيح وفهمه بشكل كامل.
-
التنظيم الذاتي: التنظيم الذاتي هو مهارة أساسية للطلاب، ولكنها قد تكون تحدًا كبيرًا للأطفال المصابين بفرط الحركة، حيث يجدون صعوبة في تنظيم وقتهم ومهامهم بفعالية.
-
السلوك الاجتماعي: فرط الحركة قد يؤثر على السلوك الاجتماعي للأطفال في البيئة التعليمية، مما قد يزيد من احتمالية تعرضهم للإيذاء والتنمر نتيجة لسلوكهم الفوضوي وعدم القدرة على التحكم في حركاتهم.
هل فرط الحركة مرض خطير
في الواقع خطورة هذا الاضطراب تكون في مضاعفاته، حيث تعتبر مضاعفات قصور الانتباه وفرط الحركة ذات أهمية كبيرة، إذ يمكن أن يؤدي تجاهل علاجها إلى آثار وخيمة تشمل:
-
فقدان الثقة بالنفس.
-
اضطرابات في النظام الغذائي.
-
زيادة مستويات القلق والاكتئاب.
-
مواجهة صعوبات في النوم.
-
ارتفاع احتمالية التعرض لتعاطي المخدرات.
-
التعرض للإصابات والحوادث نتيجة للتهور.
-
صعوبات في بناء العلاقات الاجتماعية.
-
تراجع في الأداء الأكاديمي.
-
زيادة فرص البطالة نظرًا لصعوبة الالتزام بالعمل.
على ماذا يدل الطفل كثير الحركة؟
إن وجود طفل كثير الحركة لا يعني بالضرورة أنه مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى فرط النشاط، ومن بين هذه العوامل هو النشاط الطبيعي الذي يعكس مرحلة النمو الحركي للطفل قبل دخول المدرسة، وكذلك الإفراط في استهلاك السكريات ضمن النظام الغذائي.
هل ذكاء الطفل يسبب كثرة الحركة؟
الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمتلكون قدرات عقلية ومستويات ذكاء مماثلة، بل في بعض الأحيان يفوق ذكائهم أقرانهم من نفس العمر، إلا أن الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب تعيق أحيانًا تحصيلهم الدراسي، لذلك، يعد التشخيص المبكر لهذه الحالات أمرًا بالغ الأهمية للتعامل مع الأعراض بفعالية وتمكينهم من تحقيق النجاح في حياتهم.
ازاي اعالج ابني من فرط الحركه؟
من الضروري أن يتم اكتشاف أساليب التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه في وقت مبكر، حيث يتطلب هذا الطفل رعاية خاصة من الوالدين تشمل العناية والحب العميق والتقدير المستمر، هذا التعامل الدافئ ليس مجرد دعم عاطفي، بل هو عنصر جوهري في مسار العلاج.
إذ أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب يستجيبون للعلاج السلوكي والنفسي بشكل ملحوظ إذا ما تغيرت أنماط التعامل من قسوة وجفاء إلى حب واهتمام حقيقي.
كما أن فهم الأسرة لطبيعة هذا الاضطراب وتمييز سلوكياته عن تصرفات الطفل العادي يعد عاملاً حاسمًا في مساعدة الطفل على تجاوز هذا التحدي بنجاح لتتمكني في النهاية من قول عالجت ابني من فرط الحركة بشكل كامل.
لا يوجد تعليقات