أسباب التوحد

أسباب التوحد


مرض التوحد أو ما يعرف باسم اضطراب طيف التوحد، يعد واحدًا من الاضطرابات العصبية والتي تصيب الطفل في المراحل الأولى من عمره، مسببةً مشاكل في التواصل والسلوك، وفي أغلب الحالات تبدأ أعراضه التوحد قبل عمر 3 أعوام، حيث يعاني من اضطراب في نموه العصبي مما يؤثر على معالجة البيانات والدماغ، مؤديًا إلى ضعف التواصل اللفظي والتفاعل الإجتماعي.

هل تعرف ما هي اسباب التوحد، دعنا نذكر في مقالنا هذا كل ما يهمك حول مسببات اضطراب طيف التوحد، إضافة إلى العوامل المسببة للتوحد، إضافة إلى أعراض التوحد عند الرضع بالصور، وما هي علامات التوحد التي يجب على الآباء الانتباه إليها؟ ليكون مقالنا هذا بمثابة مرجعًا لكم في أي وقت.

ما هو التوحد؟

مرض التوحد أو اضطراب الطيف الذاتوي (Autism Spectrum Disorders)، عبارة عن أحد الاضطرابات التي تتبع اضطرابات التطور، والذي يظهر في سن الرضاعة وحتى عمر 3 سنوات، مؤثرًا على قدرة الطفل باتصاله مع من حوله.

ومن ثم فإن طيف التوحد هو الحالة المرضية التي تجعل الشخص يواجه صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية بينه وبين من حوله، إضافة إلى صعوبة استخدام اللغة بشكل صحيح، وتتفاوت شدة أعراض هذا الاضطراب من شخص لأخر، كما سنذكر توضيحيًا في السطور القادمة.

إليك أيضًا: أبرز أعراض فرط الحركة عند الاطفال وتستت الانتباه وعلاجهما

اسباب التوحد

هل تعرف ما هي الأسباب الرئيسية للتوحد؟، حتى الآن لا توجد أي أدلة على اسباب التوحد، ولكنه قد ينجم عن بعض المشاكل في أجزاء الدماغ والتي تكون مسؤولة عن معالجة المدخلات الحسية.

وهناك اعتقاد بأن بعض اللقاحات تتسبب في طيف التوحد، ومن ثم لا بد أن نجيب على السؤال الشائع لدى الكثير ألا وهو، هل اللقاحات تسبب التوحد؟، وفي الواقع ليس هناك أي علاقة بين التوحد وأخذ اللقاحات أو التطعيمات.

حيث اشار دكنور ستيفن كاماراتا طبيب نمو الطفل والاضطرابات أن ليس هناك أي دليل على علاقة اللقاحات التي يتلقاها الطفل أو الأم أثناء حملها بظهور طيف التوحد، دعنا نذكر في النقاط التالية أهم العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بالتوحد كما يلي:

  • العوامل الجينية للتوحد

حيث اكتشفت الأبحاث الحديثة أن هناك عدة جينات، تتسبب في مرض التوحد، بعض من تلك الجينات تجعل الطفل أكثر عرضة للتوحد، وبعضها الآخر يؤثر على نمو الدماغ وتطوره بصورة طبيعية، والجدير بالذكر أن هناك ارتباط بين كل من متلازمة الصبغي والهش ومتلازمة داوون مع الإصابة بالتوحد.

  • تأثير البيئة على التوحد

يتساءل الكثير، هل العوامل البيئية قد تزيد من خطر الإصابة بالتوحد؟، وفي الواقع أن هناك بالفعل بعض العوامل البيئية التي تسبب اضطراب التوحد، مثل التلوث البيئي، إضافة إلى تعرض الأم أثناء فترة حملها لبعض المواد الكيميائية والتي تستخدم في صناعة الصابون والشامبو والبلاستيك.

أسباب التوحد أثناء الحمل

هناك عدة أسباب للتوحد أثناء الحمل وهي التالي:

  • إصابة الحامل بمرض السكري اثناء الحمل.
  • بدانة الأم.
  • تعرض الحامل للإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية.
  • الإصابة اثناء الحمل ببعض الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا أو الحمى.
  • التعرض لبعض السموم البيئية أثناء الحمل، مثل المبيدات الحشرية وملوثات الهواء.
  • تدخين الأم أثناء الحمل.

سبب مرض التوحد عند الكبار

حتى الآن ليس هناك سببًا واضحًا للتوحد عند الكبار إلا أن هناك بعض من العوامل التي تساعد على حدوث مثل هذا الضطراب الا وهي:

  • العوامل الوراثية: حيث أن الطفرات الجينية تُزيد من خطر الإصابة بالتوحد، وهنا نستطيع أن نجيب على سؤال شائع ألا وهو، هل التوحد وراثي؟، وفي الحقيقة حتى الآن لن يستطيع العلم إثبات ذلك، وليست هناك جينات وراثية معينة تسبب التوحد ولكنه قد ينتج عن تفاعل عدة جينات مع بعضها البعض.
  • العوامل البيولوجية: تسبب اضطرابات التمثيل الغذائي ومشاكل نمو وتطور المخ واضطرابات الجهاز المناعي الإصابة بالتوحد.
  • العوامل البيئية: هناك بعض العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بالتوحد، والتي تكون من اسباب التوحد، مثل انخفاض وزن المولود عند ولادته.

قد يهمك: كيفية علاج الرهاب الاجتماعي نهائيا

تشحيص مرض التوحد

يتوقف تشخيص التوحد على معرفة التاريخ الطبي للطفل إضافة إلى الفحص البدني الكامل، مع اختبار المهارات الأساسية مثل القدرة على التعلم والتحدث والسلوكيات الحركية للطفل، وإذا أسفرت الفحوصات السابقة عن وجود أي مشاكل، فسوف يلجأ الطبيب لبعض الفحوصات الأخرى مثل:

  • التقييم السلوكي للطفل.
  • فحص قائمة المراجعة المعدلة للتوحد (Modified checklist for autism in toddlers).
  • اختبار الحمض النووي.
  • الاختبارات السمعية والبصرية لاستبعاد وجود أي مشاكل بالرؤية والسمع.
  • جدول مراقبة تشخيص التوحد.

أنواع التوحد

قديما وحتى عام 2013، كان يُصنف التوحد إلى أكثر من نوع، ولكن بعد هذا التاريخ دمجت كل أنواع التوحد تحت مسمى اضطراب طيف التوحد، وكانت أنواع التوحد الرئيسية هي 3 أنواع كما سنذكر في النقاط التالية:

متلازمة أسبرجر (Asperger syndrom)

ويشير هذا المصطلح إلى المستوى الأول من طيف التوحد، وهو أكثر أنواع التوحد اعتدالًا، حيث يمتاز المصابون بهذا النوع بذكاء متوسط مع قدرتهم على التعامل مع الحياة اليومية و أداء المهام المختلفة بكفاءة جيدة جدًا، إضافة إلى التركيز عند التحدث مع الآخرين، ورغم ذلك فإنهم يواجهون ضعف في مهارة التواصل الاجتماعي، وصعوبة في فهم تعبيرات الوجه، مع عدم التحكم بعواطفهم، والتحدث بصوتٍ عالٍ.

اضطراب النمو الشامل (Developmental Disorder)

ويتسم هذا النوع من التوحد بأن أعراضه أكثر حدة من النوع السابق، حيث تشمل أعراضه ما يلي:

  • ضعف التواصل الاجتماعي بصورة ملحوظة.
  • تأخر تطور اللغة.
  • صعوبة تكيف الطفل المصاب مع أي تغير جديد.
  • تكرار انماط سلوكية معينة.

اضطراب الطفولة التفككي (Childhood Disintergrative Disorder)

ويعد هذا النوع أشد أنواع التوحد وأندرهم حدوثًا، حيث يتسم هذا النوع بمراحل نمو طبيعية أثناء السنوات الأولى من عمر الطفل، ثم يليها بعد ذلك تراجع سريع وفقدان لكثير من المهارات العقلية واللغوية والاجتماعية التي اكتسبه الطفل في سنواته الأولى.

في أغلب الحالات تظهر اعراض التوحد التفككي بعد أن يبلغ الطفل عامه الثالث، ويمكن أن يتم تشخيصه في أي وقت بين الثالثة وحتى العاشرة من عمره، وقد يكون سبب التوحد التفككي هو إصابة الطفل بالخرف الذي قد ينتج عن تراكم الأميلويد في الدماغ، ويتسم هذا النوع بعدة أعراض كالتالي ذكرها:

  • تراجع في مهارات التواصل التي اكتسبها الطفل، أي أنه قد يتوقف عن التحدث أو يكتفي بتكرار جملتين فقط.
  • انخفاض الرغبة في التواصل الجسدى.
  • فقدان القدرات الحركية أو مهارات اللغة والمهارات الاجتماعية التي كان قد اكتسبها من قبل.
أنواع التوحد
أنواع التوحد

عوامل الخطر للإصابة بالتوحد

هناك بعض العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بالتوحد كما سنذكر في النقاط التالية:

  • جنس الطفل: حيث أشارات الأبحاث أن الأطفال الذكور تزيد نسبة إصابتهم باضطراب التوحد 3 أضعاف من احتمالية إصابة الإناث به.
  • تناول بعض الأدوية مثل مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية أو حمض الفالبرويك.
  • التاريخ العائلي: حيث تزداد احتمالية ولادة طفل مصابًا بالتوحد، للعائلة التي بها بالفعل طفل مصاب بالمرض من قبل.
  • الأطفال الذين يعانون من بعض الاضطرابات الأخرى مل متلازمة الكروموسوم إكس الهش، والتصلب الحدبي والاضطراب العصبي والذي يطلق عليه ايضًا اسم متلازمة توريت، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
  • عمر الأب، فعندما يكون الأب فوق عمر الأربعين، تزيد احتمالية ولادة طفل مصابًا بالتوحد ل 6 أضعاف الأطفال المولودين لآباء في عمر الثلاثين أو أقل.
  • التعرض لبعض السموم البيئية مثل المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تستخدم في صناعة الصابون والبلاستيك مثل، الفثالات.
  • تدخين الأم أثناء فترة حملها.
  • إصابة الأم بمرض اسكري أثناء فترة الحمل.
  • الإصابات الفيروسية او البكتيرية أثناء الحمل.

إليك أيضًا: ما هو تشتت الانتباه؟

عوامل الخطر للإصابة بالتوحد
عوامل الخطر للإصابة بالتوحد

مضاعفات مرض التوحد

هناك بعض الأعراض التي تبدو على مريض التوحد، دعنا في النقاط التالية نذكر أكثر مضاعفات مرض التوحد والتي تظهر على المصاب، عند اكتشافه مؤخرًا أو في حالة إهمال العلاج

  • الانعزال الاجتماعي، وصعوبة التواصل مع الآخرين.
  • عدم استجابة الطفل حين مناداته باسمه.
  • عدم اللعب مع الأطفال الآخرين، والميل إلى اللعب بمفرده.
  • ضعف التواصل البصري.
  • التأخر في الكلام، إضافة إلى أن الطفل يفقد قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات كما كان يفعل سابقًا.
  • عدم تحقيق النجاح الدراسي.
  • عدم الاعتماد على النفس والعيش المستقل.
  • التوتر والتعامل مع الآخرين بعنف.

التصنيف الحديث للتوحد

صُنف التوحد حديثًا إلى 3 مستويات ألا وهم:

  • المستوى الأول: وهو النوع الذي يتسم بأعراض خفيفة نسبيًا، ويحتاج إلى قليل من الدعم لممارسة الأنشطة اليومية.
  • المستوى الثاني: وفيه يعاني المصاب من أعراض متوسطة من طيف التوحد، ويحتاج الطفل إلى دعم متوسط خلال حياته اليومية.
  • النوع الثالث: وهو الذي يتسم بأعراضًا شديدة، ويكون الطفل في احتياج لدعم أكبر من الأنواع السابقة لممارسة أنشطته اليومية.
علاج التوحد
علاج التوحد

علاج التوحد

إذا كنت تتساءل،  هل يشفى الطفل من طيف التوحد، أو هل يمكن منع التوحد؟، فحتى الآن ليس هناك أي علاج نهائي لمرض التوحد، ولكن يهدف العلاج إلى تحسين قدرة الطفل المصاب على التواصل، وتعزيز قدرته على تعلم المهارات الحياتية، ويختلف العلاج من طفل لآخر، حيث يشمل علاج التوحد الخطوات التالية:

  • العلاج السلوكي، والذي يهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي ومقاومة السلوكيات غير الصحيحة والتغلب عليها، مما يساهم في تحسين قدرات الطفل الفكرية ومهاراته.
  • العلاج التعليمي والتربوي من خلال برنامج تيتش، وهو بمثابة برنامج تعليمي وتربوي يتم تطبيقه في المدارس ليساهم في علاج اضطراب التوحد، داعمًا تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل المصاب، إضافة إلى تحسين التواصل اللفظي، والاندماج في المجتمع.
  • نموذج دنفر: ويتمثل في اللعب مع الطفل المصاب بهدف تعزيز مهارات التواصل.
  • العلاج المهني، مما يساعد الطفل على تطوير مهارات الحياة اليومية، مثل الاعتناء بالنظافة الشخصية وكيفية ارتداء ملابسه.
  • العلاج الدوائي، ووصف بعض الأدوية التي تقلل من نوبات الصرع، وتعالج الاكتئاب.
  • علاج خلل اللغة والنطق، مما يحسن التواصل اللفظي، إضافة إلى فهم لغة الجسد.

المصادر:

  1. What Is Autism?
  2. What Causes Autism?

  3. Autism Spectrum Disorder

  4. Everything You Need to Know About Autism Spectrum Disorder (ASD)

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقاً